~عزف الحروف~

لله أقدار لا تُفهم إلا بالتسليم. - الوتر جنة القلوب.

ق.ق.ج *إدراك* عندما كنا صغارًا كل ليلة نجتمع في غرفة جدتي، نلعب.. حجر، ورقة، مقص، تعلو أصواتنا بالمرح، جدي الوحيد الذي يراقبنا من النافذة خلسة، الآن كبرنا، لم نكن نعلم أن نظراته كانت.. تخشى علينا من لعبة الحياة. #زينب_أحمد

ق.ق.ج *نميمة* جلس في غرفته، كتب رسالة لصديقه البعيد، أنتظر الرد.. سأل عنه صديقهم الآخر، أخبره أنه مازال بخير، تساءل ولمَ هذه القطيعة؟ أجابه حدسه؛ الأفواه السامة التي صدقها عني.. نزعت من كلانا رداء الثقة. #زينب_أحمد

اللهم اجعل يوم عاشوراء يوم نجاة غزة، كما جعلته يوم نجاة موسى من بطش فرعون!!

عُد لكتاباتك القديمة، لمقاطعك المُصوَّرة، لأوراقك المبعثرة، لأهدافك التي نسيتها، لدفاترك المُلقاة هنا وهناك، اقرأ بها جيّدًا، اقرأ مِنكَ عَنك! ستجد دواءً طالما بحثت عنه، ونصيحةً غاليةً وجَّهتَها لِنَفسِك دون عِلمِك، اقبَل أن تكون طبيبك ولو مرَّة واحدة. - أ.قصي عاصم العسيلي.

*وجع الفقد* كان جدي "رحمهُ الله" يتذمر جدًا من الحياة التي ظن أنها السبب في موت ولده الأكبر، ويرمقُ الوطن والناس حسب مفهومه أنهم شُركاء في جريمة قتل فلذة كبده، أعتزل كل الأشياء التي أحبها عدا مذياعه الصغير، لم يخبو أمله يومًا بعودة حبيبه حاملًا معه رآية النصر، غلبهُ الوهم بحدوث معجزة تُنهي الحرب وتُعيد لقلبه النبض من جديد. لسنين عُلق زي فقيده العسكري أمامه وحين أصيب بالعمى وضعها بجواره، فلا تكادُ تمر ليلة إلا وأخذ يهمس لها بشوق جارف ويحاكيها بصوت مبحوح. نال منهُ الفقد فحبسهُ في رُكن الغرفة، هجر كل شيء، التجوال في مزارع الفلاحين آن الشروق، ضوء الشمس، بستانه الأثير لقلبه، جدتي، فطيرة البطاط، النعناع مع الشاي، الأصدقاء، الغرفة التي تُوفي فيها ولده. لم تعد شجرة التفاح الكبيرة تُثير إهتمامه، وكذلك سنابل القمح لم يكترث لنموها قط ولم يسأل أولاده الستة متى الحصاد؟ قاطع الطريق الذي كان يعبرها برفقة حبيبه الراحل، جثا على قلبه المكلوم بغرفة والدتي الغربية التي لم تُنجب إلا نافذة واحدة، والكثير من العتمة، وكأنه بذلك يِعلن حداده للأبد. في أسابيعه الأخيرة مقت الضوء بشدّة، فذات صباح هممتُ بشأن حاله مع العتمة ورفعت يدي الصغيرة، أزيح ستارة النافذة لأسمح لقليل من الضوء بالدخول؛ علّهُ يؤنس وحدته، فصرخ بعد ليال من الصمت المرير: "دعيها"، أرتعش قلبي خوفًا وكمدًا وهرولت باكية إلى أمي أخبرها عن ماحدث؛ عانقتني بأسى ولم تتفوه بشيء كالعادة ونسيتُ الأمر حتى كبرت.. لا أذكر من ملامح جدي إلا الحزن الجاثي على مُحياه، والسواد المكدس أسفل عينيه، وتلك الآهات التي كان صداها يتردد في الغرفة كلما جن الليل وأسفر، وتلك الحسرة التي ارتسمت في زوايا الغرفة حتّى الآن، أما عن بستانه فقد ذُبل بموته! ذات ليلة موحشة رحل جدي بصمتٍ بعد سماعه لنشرة الأخبار عن الحرب وما آلت إليه مؤخرا، وخلف وراءه امرأة ثكلى " تُفضل البنين عن البنات" وباكورة مهترئة، ومذياع عتيق ورثتهُ ابنته اليتيمة سلفًا من حنان الأب "أُمي". رحل وأورث لأحفاده بضاعة مزجاة من الأمل، وزي عسكري يجسد الفقد بأوجع صوره، ومخاض أليم لم يزل قيد النزيف حتى الآن. #رويدا_البعداني. ١٥/يوليو/٢٠٢٤م

متى ستتحد العرب يد واحدة، وتدرك أن عدونا عدو واحد.. ومن بعد كل هذه التفرقة، أما آن لهذه العروبة أن تصحو؟! ولتذهب اليهود "الشيطان الأكبر" إلى الجحيم. #زينب_أحمد