قال الفضيل رحمه الله تعالى:كان العلماء ربيع الناس،إذا رآهم المريض لم يسره أن يكون صحيحاً،وإذا رآهم الفقير لم يود أن يكون غنياً،وقد صاروا اليوم فتنة للناس.
ومعنى ما قال من فضل العلماء السابقين أنهم يعرفون العبد مقام العبودية في كل حال،حتى لينشغل الفقير والمريض بهذه العبودية شغلاً تمنعه من التفكر بزوال ما هو فيه،وهذا منتهى حكمة الوجود،وهو إدراك العبد مقام التعبد على كل حال،ليدخل على الله تعالى مع تنوع الأقدار وتبدلها،حتى ما بدى للناس ألما ورهقاً،فلا يشكو العبد بعد الموعظة،بل يصبر ويذكر،وينظر إلى نعم الله عليه بهذا البلاء.
هذا الفقه التربوي هو ما نحتاجه،ويفقده الناس في زماننا،فلا ينظرون إلى حكمة الأقدار،ولا كيف نتعبد الله بها،والله يقول:(وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير)وقال تعالى( وقال الذين آوتوا العلم والإيمان لقد لبثم في كتاب الله إلى يوم البعث،فهذا يوم البعث)فالعلماء يعرفون معاني الأقدار ،وحكمة الله فيها كما يعرفون شرعة الله تعالى،ويعالجون النفوس وما تلقاه من القدر تربية وتزكية.
وهذا لا يكون منهم حتى يكون لهم من التعبد قريباًمن مقامات الإحسان.
Show more ...