رحيق الجنان 🌼

‏إن سيرة محمد ﷺ لمن تدبرها تقتضي تصديقه ضرورةً، وتشهد له بأنه رسول الله حقا، فلو لم تكن له معجزةٌ غير سيرته لكفى. -ابن حزم الأندلسي 🌼

صلواتُ ربّي وسلامُه على مُحَمّدٍ سيّدِ الخَلقِ أجمعين.. المَبعوثِ رَحمةً للعالَمين، وعلى آلهِ الطيّبين الطّاهرين وأصحابهِ الغُرّ المُحَجّلين. 🌼

🌼

‏نفضُ اليد من الأسباب يُريحُ القلب؛ لقد جرّبت في أحيانٍ كثيرة أن أعتمد على سببٍ يوصلني لمرادي ولم أجد إلّا الشقاء بتعلّقي به، وكلّما نفضتُ يدي من التعلّق بالأسباب؛ وجدت راحتي التي أنشُدها لياليَ كثيرة، دائمًا تأتي المطالب بعد بَتر علائِقِ الدنيا وأهلها وأسباب الأرض؛ ولعلّ هذا درسٌ من دروس التّوحيد! 🌼

وإذا أتتكَ من الحياةِ عوارضٌ ‏كانت لسعيِكَ في المَطامِحِ كابتَة ‏غيّر سبيلكَ؛ لا مَبادئكَ التي ‏فيها فُؤادكَ قد أصابَ مَنابَته ‏أوَ مَا تَرَى الأشجارَ حولَكَ غيّرت ‏أوراقَها .. أمّا الجُذورُ فثابِتَة؟ 🌼

🌼

فساد الواقع وقِلّة المُعين ليس عُذرًا للغِواية، وصلاحه وتوفُّر الصّاحب ليس شرطًا للهداية، ومن عزَّ عليه الحقُّ لن يتلوَّن ويتذبدب، ولك في ثباتِ امرأة فرعون أسوة، ومن هان عنده سيزيغ ويتبدَّل، ولك في انحرافِ امرأة نوحٍ ولوطٍ عِبرة! 🌼

إذا مررت بفترة ضعف، تعثّر، حيرة، شتات.. فليس هناك شيء يُخرجك من هذه المشاعر ويقوّيك مثل كثرة ذكر الله، اترك ما يشغلك وأكثر من ذكر الله، وسترى كيف تتنفّس من جديد بشعور مختلف، وعدٌ ربّاني أن تلتف الطمأنينة على قلبك، قال تعالى : «ألا بذكرِ الله تطمئنُ القُلوب» 🌼

قد تَشغلك الحياة عن وَصل أقاربك، وتُنهك طاقتك الملمّات عن لقاء أحبابك، وتَدفعُك الهموم إلى العزلة بعيدًا عن الناس .. مهما جُرحت من سيفِ الأيام؛ لا تمحُ من عقلك احتياج الفرحة بالقريب، والسعادة بالحبيب، والأُنس بالناس، وليس في هذا ضَعف، إنما الضّعف إنكار الإنسان احتياجاته البشرية 🌼

بكاء الإنسان بصدق وخضوع أمام الله تورثه عزة ورفعة، وشفاء ما في صدره من آهات وآلام، وولادة جديدة لروحه خالية طاهرة من همه وحزنه الذي كان يثقل كاهله. أمَّا بكاء الإنسان أمام الناس -بصدق أو بزيف- فمَذلّة للنفس، وإهانة للروح، وانكسار يلاحقه، يراه مرتسمًا في نظراتهم له. 🌼