أخو العلياء الحنبلي

و قال عنه الشيخ مشاري الشثري : العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله من حذاق الفقهاء المتأخرين، وقد خصَّه الله بامتيازات عزيزة الوجود في أهل زمانه .. فهو فقيهٌ بالطبع، ومؤلفٌ ذو أسلوب عالٍ، ومعلِّمٌ حاذق، ومتفنِّنٌ مشاركٌ في جمهور علوم الشريعة - وسائلِها وغاياتِها - وهو ممن حباه الله وصلًا بديعًا بين تراث السابقين ونتاج اللاحقين المعاصرين، ومَن طاف ببصره في المحيط الزماني والمكاني الذي عاش فيه الشيخ علم امتيازه بين علماء زمانه ومؤلفاته رحمه الله بديعةٌ نافعةٌ، فيها نَفَسُ المحقِّق، ويراعةُ الأديب .. وليس رحمه الله من أولئك الذين يجترُّون كتابات من سبق بلا إضافة ولا تحرير، بل هو نسيج وحده، يجمع في وجيز الألفاظ غزيرَ المعاني، وغالب كتاباته لطيفة الحجم، لكنها ثقيلة العلم من تلك الكتب كتابه الفذّ (إرشاد أولي البصائر والألباب لنيل الفقه بأقرب الطرف وأيسر الأسباب) فهو من روائع ما خطَّته أنامله، فعلى اتساع الفقه وتشعُّب مباحثه ومسائله إلا أن الشيخ استطاع تطويقه في كتابه هذا بما وهبه الله من بسطة العلم وامتلاك ناصية التأليف وبما أن صاحب البيت أدرى بما فيه، فخذ نبأ هذا الكتاب من مؤلفه، فقد كانت بينه وبين تلميذه الشيخ عبدالله بن عقيل رحمه الله مراسلاتٌ جمعها الشيخ ابن عقيل في كتاب سماه "الأجوبة النافعة عن المسائل الواقعة"، وفيها من الفوائد واللطائف ما يبهج المطالع ومما جاء فيها (ص٤٦) خبرُ تأليف الشيخ السعدي للإرشاد، ففي رسالة بعثها الشيخ لتلميذه بتاريخ ١٥ شوال ١٣٥٨ هـ قال الشيخ السعدي: (في رمضان كتبت كتابًا مختصرًا جعلته سؤالًا وجوابًا، حرصت فيه على أن يكون السؤالُ جامعًا، لأجل أن يكون الجوابُ مطابقًا له في تعميمه، وأن يشتمل على تفصيلات ونظائر نافعة، ونبهتُ فيه على أصول الحِكَم الشرعية، وعلى أصول مآخذها، وذلك من أول الفقه إلى آخره، فصار مئة سؤال بأجوبتها، واحتوى على المهم من أحكام الفقه، ويسَّره الله غاية التيسير، فبلغ مئة صحيفة نحو خمسين ورقة بخطِّي، بدفتر قطع النصف .. وصار أحسنَ تصنيف وضعته في هذا الباب، فيه الأحكام والحِكَم، والمسائل مع الدلائل) فانظر كيف هي حفاوة الشيخ بكتابه، وتفضيله إياه على سائر كتاباته الفقهية ثم إن من مزايا هذا الكتاب إضافةً لما تقدم: تقسيماته الجامعة التي تقرِّب الفقه لطالبه، وعناية الشيخ ببيان ما هو مذهب الحنابلة وجعله أصلا في وضعه كتابه هذا وتذييل كل مسألة بما صحَّ لديه، فيستفيد الطالب من هذا الكتاب تحقيق مذهب الحنابلة، وما ترجَّح للشيخ .. والعلَّامة السعدي من خبراء مذهب الحنابلة، وممن شغل نفسه به تعلمًا وتعليمًا وتصنيفًا، فلتقرَّ بكتابه هذا عيون المتفقِّهين

د . مُرَفّق بن ناجي آل ياسين : « ‏كتابٌ مقاصدي للإمام أبي عبد الله عبد الرحمن آل سعدي (1376هـ) رحمه الله: لا تكاد تجد فقيهابارعًا، ومجتهدًا ناصعًا إلّا كان له في الأصول والمقاصد الحظ الكبير الظاهر، والنصيب الوافر. لم يكتف ابن سعدي رحمه الله بنثر دُرَره المتعلقة بنظره المقاصدي واجتهاده المصلحي في تفسيره الشهير : ‏(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)، إنما تجدها في سائر مؤلفاته، ومنها كتابه: (إرشاد أولي البصائر والألباب لنيل الفقه بأقرب الطرق وأيسر الأسباب). جعله عبارة عن أسئلةٍ وأجوبة، شملت الأصول الكلية، والضوابط الخاصّة، والتقسيمات الجزئيّة. ‏تُعرِّف القارئَ القواعد التي أُخذت الفروع منها، والأُسس التي بناها عليها. وتوضّح التعليلات المقاصديّة والحِكَم الشرعيّة، كما ذكر جميع ذلك في مقدمته. واستطرد في كتابه هذا بذكر الأشباه والنظائر؛ لكثرة الفروع المبنية عليها. وأكثر فيه من الفروق بين المتشابهات للتمييز بينها. ‏وفي كل هذه الفصول والمعاقد تتخلّلها الِحكم والمقاصد، بعباراتٍ رشيقة، وذائقةٍ رفيعةٍ، لا تقرأ صفحةً منها إلا وتطلّعت للتي تليها، وهو جديرٌ بمسمّى: النظر المقصِدي في فقه الإمام ابن سعدي. »

Q63allgag.pdf

الشيخ عبدالله الحبيشي : 《 ‏(الفتوى الحموية) لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، كتاب أنصح به، قراءةً ومراجعةً بشكل مستمر، بحيث لا يمر عليك عام إلا ولك فيه قراءة، فالكتاب كما قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "الحموية رسالة عظيمة، أبان فيها الحقَّ رحمه الله، وردَّ على أهل الباطل، ونقل فيها نقولًا عظيمةً". فمن أراد الإلمام بالرسالة وما حوته من مسائل باختصار، يجمع بين الفائدة والسهولة فعليه بتلخيصها لشيخنا العلامة محمد ابن عثيمين رحمه الله. ومن أراد البسط في ضبطها، فعليه بشرح شيخنا صالح آل الشيخ حفظه الله، وهو مطبوع، ومتوفر صوتيًا، ولسماعه صوتيًا أهمية كبرى في الضبط، وهو شرح يناسب أهل الاختصاص دون غيرهم.》

د . سليمان النجران : ‏الفقه لا يقرأ بفروعه مجزأ، كل فرع بمعزل عن الآخر، بل الفروع الفقهية شبكة متصلة متداخلة متماسكة، يؤثر كل فرع بالآخر جمعاً وفرقاً، فمن تمكن من إيجاد العلائق والروابط بين الفروع الفقهية، صار فقيها لأنه يستطيع جمع الفروع المتشابهة بمعانيها، حتى يقيم بها علمين كبيرين: القواعد الفقهية، وتخريج الفروع على الفروع. ولم تختلط عليه الفروع المتشابهة بظواهرها، المختلفة بمعانيها، حتى يظهر الفرق بينها، ليقيم علم الفروق الفقهية منها. ومن أحسن من رأيت يقرأ الفروع الفقهية الحنبلية بنظر متصل جامع للمعاني بينها: الإمام الحافظ ابن رجب -رحمه الله - في قواعده.

د . سليمان النجران : 《 س/علام يفهم قول الإمام سفيان الثوري : " انما الفقه الرخصة من ثقة.. أما التشديد فيحسنه كل أحد " ج/هذا وارد عن الإمام سفيان الثوري ، وكذا عن معمر -رحمهما الله - كما نقله ابن عبدالبر عنهما في جامع بيان العلم وفضله في موضعين. ومعناها أن الفقه يكون بالتيسير على الناس وعدم التشديد عليهم فليس المشدد على الناس في الأحكام والاختيارات هو الفقيه، إنما الفقيه من ينظر ويوازن ويمضي مع أصول الشريعة في التيسير على الناس، لكن ليس التيسير المنفلت الذي لا تقيمه الأدلة الصحيخة، بل تيسير منضبط مع أصول الشريعة ومقاصدها، يدركه الفقهاء المتمكنون فيطمئن المكلف لإصابة حكم الله في الفتوى والاختيار. وهو الطريق الوسط الذي يكون بين طرفين مذمومين: طرف التشدد وطرف الانحلال. قال الشاطبي : (المفتي البالغ ذروة الدرجة هو الذي يحمل الناس على المعهود الوسط فيما يليق بالجمهور، فلا يذهب بهم مذهب الشدة، و لا يميل إلى طرف الانحلال، و الدليل على صحة هذا أنَّه الصراط المستقيم، الذي جاءت به الشريعة، فإنه قد مر أن مقصد الشارع من المكلف، الحملُ على التوسط من غير إفراطٍ و لا تفريطٍ، فإذا خرج عن ذلك في المستفتين خرج عن قصد الشارع، و لذلك كان ما خرج عن المذهب الوسط مذموما عند العلماء الراسخين) [الموافقات: 4/ 285]. 》

د . عبدالله العواجي : 《 ‏ذكر الشيخ سليمان الماجد في منهجية التعامل مع المخالفين قواعد العَدل والإنصاف، لأنَّه بالإنصاف يحصُل فَهمُ كلامِ المخالِف وإفهامُه؛ لأنَّ الجَور والظلم والفجور في الخُصومة يورث قلقًا وانزعاجًا يُغلق ممرَّات التفكير. وبيَّن أنَّ المرء إذا أراد أن يمتحن نفْسَه في العدل، فليتحقَّق ‏وبين أن المرء إذا أراد أن يمتحن نفْسَه في العدل، فليتحقَّق في نفسه أمورًا، كتحصيل العِلم الشرعي, والتأنِّي، وأن يجعل للزَّمن مجالًا قبل الكلام في حقِّ شخص أو مؤسَّسة, والعِلم بواقع الحال، من معرفة حال الشَّخص الذي نتعامل معه ، أو نحكم عليه. ثم عَدَّد القواعدَ المتعلقة بالعدل ‏ذكر الشيخ سليمان الماجد في"منهجيَّة التعامُل مع المخالفين" من القواعدَ المتعلقة بالعدل ست: الأولى: أن يَحمِل كلام المخالِف على أحسنِه. الثانية: ألَّا يَبغي عليه ولا يَفجُر في خصومته. الثَّالثة: ألَّا يَجعل المخالِفين في منازل متساوية، ولو كانوا من طائفةٍ واحدة. الرَّابعة: ‏الرَّابعة: أنْ يُقارن خطأَه بخطأ غيره ممَّن عذَره. الخامسة: أن يُوازِن الخامسة: أن يُوازِن بين حسناته وسيِّئاته. السَّادسة: ألَّا يخضع في تعامُله معه لتصنيف. ‏ذكر الشيخ سليمان الماجد في منهجية التعامل مع المخالفين من قواعد التعامل معهم بمقتضى السياسة الشرعية ثمان قواعد منها: ١-أن يوازن في علاقته بالمخالفين بين المصالِح والمفاسد. ٢-ألَّا يمتحن المخالِف في معتقده. ٣-أنَّ الأصل توجيهُ التعرية والإسقاط للقولِ المخالِف،لا لقائله. ‏٤-أن يتعاون معه على وجوه البِرِّ؛ إذا غلَبت مصلحةُ ذلك. ‏وذكر أنَّ أكثر المواضع التي تسوء فيها الأخلاقُ هي مضيقُ الخِلافات؛ومعترَكُ الخُصومات؛وهي موضِع الامتحان العسير, فليس محلُّ الاختبار حالَ السَّعة والتوافق, وذكر من القواعد الأخلاقيَّة في التعامُل مع المخالِف سبع قواعد: الأولى: سلامة القلب،وإزالة الوحشة مع المخالِفين. الثانية: ‏القواعد الأخلاقيَّة في التعامُل مع المخالِف: ١-سلامة القلب، وإزالة الوحشة مع المخالِفين. ٢-أن يؤدي المسلم حقوق أخيه. ٣-ألَّا يقول بهلاك مسلم. ٤-أن يصبِر على أذى مخالِفه. ٥-أن يعاله برحمة ورِفق ولِين. ٦-أن ينصُرَه على مَن بغى عليه. ٧-ألَّا يسميه إلَّا بما يَرتضيه من الأسماء. ٥-أن يُحافِظ على السَّكينة الاجتماعيَّة. 》

‏الأرواح تشيخ كما تشيخ الأجساد فجدّد شبابها بالقراءة... إن القراءة حياة ثانيه د . ثائر الحلاق

‌‎العزلة_الهادفة_مثمرة: ولا أضرّ على طالب العلم من كثرة مخالطة الناس لغير غاية. وقد قال علماء النفس: إن مستوى التفكير العالي يهبط عندما يخالط المرء الجموع. د . ثائر الحلاق