دروس الأستاذة الفاضلة أم معاذ أبو جزر

✍️خاطرة 53 💔ألهث إلى الظل💔 في هذا الصيف الأشد حرارة ماإن تشرق الشمس على جوانب الخيمة حتى ترتفع حرارتها فتلفظ من فيها خارجا فتبدأ رحلة اللهث إلى الظل فتجلس ربة البيت ملتصقة بقماش الخيمة تستظل بظله ليس جلوسا عبثيا وإنما لتوقد النار وتجهز افطار عائلتها وتنظف الأواني ثم تغسل الملابس هذا كله وهي تصطلي بلهيب الشمس الحارقة🔥 تحاول وضع قبعة على راسها بلاجدوى ثم تضع قطعة قماش تواري نفسها عن الحرارة الشديدة فتشعر بأن أشعة الشمس تركزت من خلال عدسة مجمعة على رأسها فيغلي الدم في رأسها لكنها لم تستكن وتنجز مايسعد عائلتها ويقويهم على أداء المهام المتعبة خلال نهارهم تبكي خفية تعبأً وحسرةً وقهراً وتختلط الدموع بقطرات العرق المتساقطة من جبينها وتمسحها وهي تتلو آيات تصبر نفسها { وَظِلࣲّ مَّمۡدُودࣲ } ثم تبتسم وتقول لرفيق دربها لاتقلق سنكون سويا في الجنة{ هُمۡ وَأَزۡوَ ٰ⁠جُهُمۡ فِی ظِلَـٰلٍ عَلَى ٱلۡأَرَاۤىِٕكِ مُتَّكِـُٔونَ } ويبدأ الجميع يستشعر جمال الظل وراحة الظل وحاجته إلى الظل فبشرتهم الأم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم ( تأتي سورتا البقرة وآل عمران كغمامتين أو غيايتين تظلان صاحبها يوم القيامة ) والمؤمن يكون في ظل صدقته يوم القيامة فلاتبكوا على ظل محصور في الدنيا أو على جوانب الخيمة فدونكم الجنة فيها الظل الممدود فكونوا من السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم القيامة ✍️كتبتها ا.ام معاذ غزة ارض الشهادة

✍️خاطرة 52 🚨 بين الاحلام والأوهام 🚨 يعيش الغزاويون حالات نفسية معقدة جدا فهم يرفضون الواقع الذي يعيشون ... أويخافون من المجهول …أو لايصدقون ماعجزت عن فهمه العقول…أو ينتظرون المأمول...أو يعيشون في حيرة وقلق من قرارات متناقضة ومفاوضات غير مجدية …أو يفكرون في ماذا سيكون مصيرنا في المستقبل؟ أو يحزنون على ما فات… أو يبكون على من فارقهم من أحبة … أزمات نفسية متشعبة … فيعزمون الهروب من واقعهم المؤلم . منهم من استطاع الهروب بالسفر والكثير لايستطيع فكيف سيهرب من واقعه من لايملك تكاليف السفر؟؟؟ فهم لايستطيعون الهروب من المكان الذي يعيشون فيه؟؟؟ وهذا محال في غزة😔 كيف سيهرب من خيمته والى اين؟؟ كيف سبهرب من مصابه وإلى اين؟؟ كيف سيهرب من فقره وجوعه وإلى من؟؟ فيلجأ إلى ما ينسيه مشكلته ويخفف عنه أوزارها فيهربون من كثرة التفكير إما إلى حياة روحانية مع القرآن والذكر والصلاة وينقطع عن الدنيا بكل همومها... وإما بالانغماس في أعمال بيتية أو اصطناع مصادر رزق إبداعية... والغالب من الغزاويون وإن انشغلوا بالكثير إلا أنهم يعيشون بين أمرين كلاهما اصعب من الآخر الأحلام والأوهام فلايخلو مجلس أو حوار أو لقاء مع اخ او صديق أو قريب في غزة إلا وذكر فيه حلم أو رؤيا كما يسميها معظمهم ويبدأ التحليل لهذه الرؤيا ويكثر المأولون والمفسرون وربما يخرجون بتحليلات يعجز عنها السياسيون المخضرمون والأدباء المُعٓلمون... بل وربما يضعون خططا لمستقبل هم لايعلمونه فيصبح الحلم حقيقة وهم يعيشونه اويتعايشون معه... بل وتصبح مرجعيتهم في كثير من الأحيان الرؤى والأحلام😔 وعندما يحدث أي أمر جديد أو حدث خطير خاص او عام يبدأ البحث في الذاكرة عن الرؤى السابقة التي رأوها منذ زمن وفعلا هي تتحقق الآن 😔 فتخرج الحياة من واقع مؤلم مرير الى حلم أو رؤيا ربما تسر أو لا تسر وينقلب الحلم إلى وهم يظنه حقيقة بل وينقلب إلى حقيقة يعيشها ولايقبل لأحد أن يخرجه منها لأنها الشرنقة التي يحمي نفسه بها حتى لا يفقد صوابه أو يصل إلى الجنون من هول مايرى ويسمع 🥲 وربما توصله أحلامه أن يعيش مع الشهداء على أنهم احياء فهو يراهم في نومه احياء فيقنع نفسه أنها ايام وستنتهي وسأعود لألتقي بالشهداء وأعيش معهم كما كنا سابقا 🥲 ويستيقظ من أحلامه واوهامه على صوت صاروخ مزلزل أو قذيفة مدوية أو سيارة إسعاف مسرعة أو آهات مصاب أو أنين من تحت الأنقاض أو دخان يملأ المكان أو رائحة مواد سامة في الجو أو وداع شهيد أو طفل يصرخ على أمه الشهيدة أو رجل يبكي الأطلال أو بيت مهدم أو مدينة مظلمة 🥲 فيؤوب إلى ربه ويختلي بنفسه ويتيقن أن قدر الله نافذ وهذا واقع غزة وليس حلما ولا خيالا وسيتغير باذن الله وستزهر يوما شجرة الصبر وسينبلج الفجر بعد الظلمة وستزول الغمة وسنلقى الشهداء في الجنة وستعود غزة قوية لاتنكسر عزيزة لاتندثر ✍️كتبتها ا.ام معاذ غزة العزيزة

✍️خاطرة 50 🥲أٓحِنُ إلى جِدار🥲 زارتني صديقة فقالت عدتُ يوما من البحث عن طعام لأهل بيتي فاستغرق مني وقتا طويلا وأنا أضرب الأرض بخطواتي وأسأل الناس بعبراتي ليس تسولا وإنما لأعرف المكان الذي يوزعون فيه الطرود الغذائية وعدت لاتحملني قدماي وقفت في الشارع وبدأت أبحث عن جدار أسند إليه ظهري لأستريح بعض الشيء ثم أواصل طريقي فلم أجد إلا خيمة هنا اوقطعة قماش هناك تستر عشرين فردا اولوح زينقو هناك يعيش خلفه خمسون فردا 😔 تألمت يومها وبكت صديقتي وبكيت ودعت ودعوت وأيقنا ضعفنا وعجزنا وفقرنا فقلنا سويا ( أحن إلى جدار أسند ظهري إليه )💔 هل تخيلت أن تجلسي في موطن سجودك بعد صلاة الفجر لتفوزي بحجة وعمرة تامة تامة تامة تعطري انفاسٓك بكلام الله وترطبي لسانك بذكر الله وتبحثي في جلستك عن جدار تسندي ظهرك إليه فلا تجدي💔 هل تخيلت أن تقومي بالأعمال المنزلية الغير عادية في حياة الخيام من عجن وخبز وطهي على النار وغسل على الأيدي وحمل قالونات الماء وغيرها من الأعمال ثم تأوي إلى الخيمة لترتاحي لتسندي ظهرك على جدار للأسف لاتجدي وتهوي يدك وتكادي تسقطين وربما تسقطين لتحتضنك أرضك الحنون التي تشبثت بترابها ورمالها وشجرها ومائها 💔 هل تخيلت أن تتوجهي إلى المصلى وتحملين مصحفك للحفظ أو المراجعة أو التلاوة وتتاهبي لتسندي ظهرك على عمود أو جدار في المصلي فلا تجدي عمودا ولا جدارا فتجلسي على أرض المسجد التي تستمدي منها الصبر والثبات وتتكئي على يديك 💔 هل تخيلت أن تمشي في السوق مسافات بعيدة لقضاء حوائج أهلك ازدحام شديد ارض غير مستوية أقدام ملتهبة شمس حارقة عرق يتصبب فيصيبك النصب الشديد تبحثي عن جدار لتسندي ظهرك إليه انتظارا لوسيلة مواصلات فلاتجدي فتبادلي بين قدميك في الوقوف لعلها تسندك ولاتقعين أرضا 💔 هل تخيلتِ إن تنتقلي من مكان لآخر بالعربات التي تجرها الحمير ( الكارات) أكثر وسائل المواصلات انتشارا في أماكن النزوح ربما ساعة أو يزيد فتبحثي عن شيء لتسندي ظهرك عليه فتصيبك خيبة الأمل فلاتجدي الا يد ابنك او ابنتك أو صديقتك لتسندك 💔 هل تخيلت أن تتكالب عليك صنوف البلاء وتغمرك اللأولاء وتشتد المخمصة والعناء ويصبح المشهد الوحيد في حياتك هو الدماء والأشلاء لا ماء ولاكهرباء لاعلاج ولادواء لا أهل ولا اصدقاء فتبحثي عن مسلم تسندي ظهرك إليه أو عربي تتكئي عليه فتصيبك خيبة الأم💔 اللهم إليك نشكو ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس رب إن إلم يكن بك غضب علينا فلا نبالي 🤲 ✍️كتبتها أ. ام معاذ غزة المكلومة العزيزة المنصورة 🚨

✍️خاطرة 51 🏃‍♀️ أين المفر؟؟🏃‍♀️ في كل دقيقة في غزة متغيرات متناقضات تتوقف عندها العقول الفاهمات والشخوص المتعلمات ترى أهل غزة بين خبر هنا وآخر هنا حقيقة هي ام خيال مانعيشه في هذه الأيام!!!!! بالامس كانوا يعيشون في خيمة وصلتهم الشظايا والقذائف جمعوا أغراضهم وخرجوا إلى خيمة أخرى في مكان آخر لتحميهم وما إن أنهوا تركيب الخيمة آذ بالرسالة على الهاتف اخرجوا من هذه المنطقة هذه منطقة حمراء عودوا إلى المنطقة الآمنة التي للتو خرجتم منها تحت أزيز السلاح 🥲 خبر عاجل رسالة صوتية اسطوانة مسجلة رسالة هاتف منشورات ورقية خرائط ومواقع محددة ومربعات سكنية مرسومة ((اخرجوا من بيوتكم ومدارسكم ومستشفياتكم إلى المنطقة الآمنة )) تخرج العائلات بأكملها لتحمي نفسها من خطر المداهمة والموت المحقق أو الإصابات البالغة 😔 والله المشهد لاتصفه أقلام ولا روايات والصور ولاحكايات !!!!! حين تنظر إلى الشوارع يصيبك الفزع فالناس حيارى يركضون ليلا تسبقهم دموعهم ودعواتهم وقلوبهم مكلومة واجسادهم هزيلة جماعات وفرادى بلا أي ممتلكات فقط حقائبهم الشخصية على ظهورهم نهارا أو ليلا صبحا أو ظهرا يجمعون أولادهم ويركضون يسابقون الريح لايدرون اين يذهبون؟؟؟ والقذائف تتساقط فوق الرؤوس والنار تشتعل تحت الأقدام يصطدمون بالأشلاء ويستنشقون رائحة الدماء والكل يلهث ويبحث عن مكان يؤويه فلايجد 😔 لان المنطقة الآمنة التي سميت أمس آمنة أصبحت اليوم تفتقر إلى أمان ومهما بحثت لن تجدها 😔 بين صراخ الاطفال ولهفة الأمهات وقهر الآباء وعتمة الليل وتعثر الخطى يبحثون عن مأوى فلايجدون فيطرحون أنفسهم وأولادهم على رمل في الشارع أو جوار خيمة يتوسد الطفل حضن أمه ويضع الاب على الحجر رأسٓه ويحتمون من النيران بحقائبهم التي يحملون والكل يردد أين المفر ؟؟؟ اي عقل أو قلب أو نفس بشرية تحتمل هذا ؟؟؟؟ اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك وطأعتك الهنا مولانا وخالقنا مالنا سواك آو شريدنا طمئن قلوبنا أرشد حائرنا اقبل رباطنا ثبت أقدامنا انصرنا على القوم الكافرين🤲 ✍️كتبتها ا.ام معاذ غزة العزة

✍️خاطرة 49 💔 بأي حال جئت ياعيد💔 { ذَ ٰ⁠لِكَۖ وَمَن یُعَظِّمۡ شَعَـٰۤىِٕرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ } [سُورَةُ الحَجِّ: ٣٢] كيف كان عيدُك يا غزة؟؟؟ تكبيرات من الفجر تهز اركان المساجد والبيوت والشوارع والأزقة والمركبات اطفال يتنافسون في السعي للمساجد ويتنازعون مكبرات الصوت ليسمعونا أصوات التهليل والتحميل ويصدحون بالتكبيرات كل يغتسل ويلبس أجمل الثياب الجديدة ويتطيب بازكى العطور ويسعى حاملا السجادات الآباء يهرولون مصطحبين أطفالهم وكأنهم لؤلؤ منثور يكبرون في الطرقات الكل يشهد الأضحيات تراق دماؤها وتسمع التكبيرات المستطيعون يحملون اللحم ويوزعونه على ارحامهم والفقراء مترجلين وبالسيارات الشوارع مزدحمة بالناس والمركبات والزينات والتهاني والتبريكات المحال التجارية والعربات تبيع الحلوى والمكسرات والعصائر والمرطبات صوت الأطفال يلعبون في الشوارع ومدن الألعاب تعج بأعلى الأصوات والآن 😔 غزة تنزف دما وجراحا وحزنا وأتراحا 💔 خرجت اليوم لمصلى العيد في ساحة كبيرة فإذ بالرجال والنساء والاطفال يبحثون عن المصلى بأجساد ناحلة ووجوه كالحة وملابس ساترة ونظرات حائرة وأعين ذابلة واقدام متراخية وعقول واجمة كل المناظر في الطريق تعلوها الغبرة والله لاأزعم خيمة تتشابك مع خيمة أرض فيها رمال وحجارة معتمة صخور الأرض تحكي قصة ألم الردم عن يمينك وشمالك يوحي بالعدم الدخان فوق رؤوس المصلين يملأ القلوب بالغم قطرات الماء تتساقط على اناء معدني يحفر صوتها في العقول الندم على إسراف مضى ونعيم لم يدم السلام بين المصلين انتزاع من الأيدي فالقلوب والعقول في هم أطفال سلبت فرحتهم وعلاهم السقم بحث هنا وهناك عن أي مسلم يذبح أضحية في اي شارع ليشهدونها أصبح حلم أسر بأكملها اتجهت للقبور تبكي حبيبا وتودع زوجا وترثي ابنا بحرقة الألم يا غزة العقيدة والجهاد والرباط والثبات والحب والقرطاس والقلم يا مالك الملك نصروك الضعفاء وأنت حسبهم انصرهم وثبت العقل والقلب والقدم ✍️كتبتها ا.ام معاذ غزة العزة العاشر من ذي الحجة

✍️خاطرة 48 💔واشوقاه يابكة 💔 ياحنين القلب لطواف حول الكعبة المشرفة يالهفة النفس لسجدة عند مقام إبراهيم عليه السلام يالأقدام هاجر تسعى بين الصفا والمروة يالبكاء اسماعيل في حجره ينظر أمه تسعى ويسمع أنفاسها يالشربة من زمزم اتضلعها اقتداء وشفاء يالوقفة على عرفات خشوعا وبكاء ودعاء واشوقاه يابكة💔 خططتُ وسجلتُ منذ خمسة أعوام للحج واستعد القلبُ ملبيا والعقلُ منشغلا والجوارحُ متلهفة للحج والعمرة هذا العام لكن آلة الغدر والدمار حطمت كل الآمال وحرقت القلوب وحجرت المآقي وبلدت المشاعر ويبست الجوارح وأشغلت العقول بالقتل والجراح💔 ولم يبق إلا عينً تدمع وقلبً يتحسر على طواف وسعي ووقفة بعرفة ورمي ولكن رحمة الله أوسع بنا 🤲 ففي الوقت الذي حمل الحجيج متاعهم وودعوا أهليهم حمل أهل غزة حقائب النزوح وتركوا بيوتهم ربما إلى غير رجعة 🥲 وفي الوقت الذي يذرف الحجيجُ الدموع في أرض الحرمين تُسقي أرض غزة بدماء الشهداء ودموع المكلومين🥲 وفي الوقت الذي تُرفع أكفُ الحجيج على جبل عرفات ترفع أكف الضراعة في دعاء النوازل وترفع أكف الأمهات والزوجات دعاء أن يحفظ احبابهم🤲 وفي الوقت الذي يطوف الحجيج ويسعون يطوف أهل غزة ويسعون بحثا عن قطرة ماء او لقمة يطعمونها لأهلهم🥲 وفي الوقت الذي يقيم الحجيج ليلهم تقربا وتزلفا لله يرابط المرابطون على ثغورهم ثباتا واقداما 🌾 وفي الوقت الذي يرمي الحجيج إبليس يرمي أهل غزة عدوهم وعدو المسلمين بالحمم الملتهبة🌾 وفي الوقت الذي يكبر ويهلل الحجيج في نفرتهم من المزدلفة يكبر مجاهدونا فرحا بتدمير آليات العدو ويصرخ اطفالنا خوفا ورعبا من صاروخ قادم💔 وفي الوقت الذي ينحر الحجيج الأضاحي ينحر أهل غزة الهوى وحب الدنيا على بوابة الموت🌾 اللهم ريا وجبرا لقلوبنا بالرضا ✍️كتبتها ا.ام معاذ غزة ارض العزة يوم التروية الثامن من ذي الحجة