cookie

We use cookies to improve your browsing experience. By clicking «Accept all», you agree to the use of cookies.

avatar

بِِصٌمَةّ خَيِّر

●تلاوات قرآنية منوعة ●قصص وحكم ومواعظ ●خواطر وهمسات راقية ●مسابقات إسلامية * وكل ما هو قيم ومفيد * ✔️ تاريخ تأسيس القناة: 2017/3/12 #قبل المغادرة،ارسل سبب مغادرتك هنا ،ڪي نصحح اخطاءنا،وشڪرا 🌸↓ للـتـواصـل ↓🌸 @Snr7lbot ↓↓نـَسـعـَدُ بـِگـم↓↓

Show more
Advertising posts
963
Subscribers
No data24 hours
-17 days
-1930 days

Data loading in progress...

Subscriber growth rate

Data loading in progress...

#يوميات_في_التاريخ_الإسلامي منصب القضاء منصب شريف ، وفيه فضل عظيم لمن قوي على القيام به ، وقد قام به الأنبياء عليهم السلام ، وبعض كبار الصحابة رضي الله عنهم ، وبعض الأعلام من التابعين فمن بعدهم ، ففي القضاء العادل أمرٌ بالمعروف ، ونهي عن المنكر ، ونصرة للمظلوم. قال محمد الخادمي رحمه الله : علم القضاء من أجل العلوم قدراً ، وأعزهاً مكاناً ، وأشرفها ذِكراً ؛ لأنه مقام عليٌّ ، ومنصب نبوي ، به الدماء تُعصم وتُسفح ، والأبضاع تُحرَّم وتُنكَح ، والأموال يثبت مِلكها ويسلب ، والمعاملات يُعلم ما يجوز منها ويَحرم ويُكره ويُندب ، والدليل على أن علم القضاء ليس كغيره ( وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث ) الآية ، ومنه بُعثَ الرسلِ ، وبالقيام به قامت السموات والأرض ، وجعله عليه الصلاة والسلام من النِّعَم التي يُباح الحسد عليها بقوله ( لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعمل بها ) ، وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه : لأن أقضي يوماً أحب إليَّ من عبادة سبعين سنة ، فلذلك كان العدل بين الناس من أفضل أعمال البر وعليِّ درجات الآخرة . ولذلك تولاه النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء قبله ، فكانوا يحكمون لأممهم. وبعث صلى الله عليه وسلم عَلِيّاً إلى اليمن قاضياً ، وبعث مُعَاذاً قاضياً . ولبعض الأئمة أقوال في التحذير من تولي القضاء ، وعظم خطر هذا المنصب ، ومن ذلك : عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : لو يعلم الناس ما في القضاء ما قضوا في ثمن بعرة ! ولكن لا بد للناس من القضاء ، ومن إمرة ، برة أو فاجرة . عن مكحول قال : لأن أقدَّم فتضرب عنقي أحب إلى من أن ألي القضاء . قال الفضيل بن عياض : إذا ولي الرجل القضاء : فليجعل للقضاء يوماً ، وللبكاء يوماً . وقد عزف كثير من الأئمة عن تولي القضاء ، بل وقبَل بعضهم بالضرب والسجن على توليه ، وهرب بعضهم من بلده من أجل أن لا يتولى القضاء ، ويمكن إجمال أسباب عزوف أولئك الأئمة عن القضاء بما يلي : 1. أنه يرى نفسه ليس أهلاً للقضاء ، فالمعروف عن القضاء أنه يحتاج لسعة بال ، وذكاء ، وفطنة ، وقد يرى الإمام العازف عن القضاء نفسه غير محقق لتلك الشروط . قال الشيخ علاء الدين الطرابلسي رحمه الله : قال بعض الأئمة : وشعار المتقين " البعد عن هذا والهرب منه " ، وقد ركب جماعة ممن يقتدى بهم من الأئمة المشاق في التباعد عن هذا وصبروا على الأذى . وانظر إلى قضية أبي حنيفة رحمه الله تعالى في الامتناع منه وصبره على الإيذاء حتى تخلص ، وكذا غيره من الأئمة . وقد هرب أبو قِلابة إلى مصر لما طلب للقضاء فلقيه أيوب فأشار إليه بالترغيب فيه ، وقال له : لو ثبتَّ لنلتَ أجراً عظيماً ، فقال له أبو قلابة : الغريق في البحر إلى متى يسبح ؟ ! . 2. أنه يرى أنه غير واجب عليه ، ولا مستحب ، بل إن قولاً للإمام أحمد يحتمل أن يكون معناه : أنه لا يجب عليه حتى لو تعيَّن الأمر عليه ، ولم يوجد غيره . 3. أن فيه خطراً في الحكم بخلاف الحق ، فيخشى العالِم على نفسه من تولي القضاء من أجل ذلك . وفي الموسوعة الفقهية : "كان كثير من السلف الصالح يحجم عن تولّي القضاء ويمتنع عنه أشد الامتناع حتى لو أوذي في نفسه ؛ وذلك خشيةً من عظيم خطره ، كما تدلّ عليه الأحاديث الكثيرة والتي ورد فيها الوعيد والتخويف لمن تولى القضاء ولم يؤدّ الحق فيه ، كحديث : ( إن الله مع القاضي ما لم يجر ، فإذا جار تخلى عنه ولزمه الشيطان ) ـ [ رواه الترمذي وابن ماجه ، وحسنه الألباني ] ـ ، وحديث : ( من ولي القضاء أو جعل قاضياً فقد ذبح بغير سكّين ) – [ رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه ، وصححه الألباني ] - ، وحديث : ( القضاة ثلاثة : قاضيان في النار ، وقاض في الجنة ، رجل قضى بغير الحقّ فعلم ذاك فذاك في النار ، وقاض لا يعلم فأهلك حقوق الناس فهو في النار ، وقاض قضى بالحقّ فذلك في الجنة ) – [ أخرجه الترمذي والحاكم واللفظ للترمذي وصححه الحاكم ] 4. عدم القدرة على تحمل بلاء القضاء . 5. انشغالهم بما هو أهم ، كانشغالهم بالرحلة في طلب العلم ، وتعليم الناس . وجاء،في الموسوعة الفقهية : فقد تقلده – أي : القضاء - بعد المصطفى صلوات الله عليه وسلامه الخلفاء الراشدون ، سادات الإسلام وقضوا بين الناس بالحقّ ، ودخولهم فيه دليل على علوّ قدره ، ووفور أجره ، فإن من بعدهم تبع لهم ، وَوَلِيَهُ بعدهم أئمة المسلمين من أكابر التابعين وتابعيهم ، ومن كره الدّخول فيه من العلماء مع فضلهم وصلاحيتهم وورعهم ، محمول كرههم على مبالغة في حفظ النفس ، وسلوك لطريق السلامة ، ولعلهم رأوا من أنفسهم فتوراً أو خافوا من الاشتغال به الإقلالَ من تحصيل العلوم. المصدر: الإسلام سؤال وجواب ✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته
Show all...
#يوميات_في_التاريخ_الإسلامي كانت المجاعة التي حدثت سنة 207هـ 822-823م) أعنف وأشد مجاعة عرفتها الأندلس حتى ذلك الوقت، إذ ذهب ضحيتها خلق كثير إلى حد وصف عيسى بن أحمد الرازي لها بأنها "المجاعة الأولي"، وارتفع المُدّ (مكيال القمح، ويبلغ حوالي 368 كغرام) في بعض الكور إلى 30 دينارا، وهذا يعني غلاء فاحشا لا يقدر عليه إلا القادرون، ولهذا تكفل الأمير عبد الرحمن الثاني بإطعام الضعفاء والمساكين من أهل قرطبة، وأما خارجها فلا نتوفر على معلومات، بيد أنه لا يمكن أن نتوقع أن حال الناس كان أفضل. ومما يلفت النظر في أخبار المجاعة المذكورة ما قيل إن سببها انتشار الجراد بالأرض ولحسه الغلات وهجومه على الجهات، إلى جانب توقف الغيث واستمراره، فخرج الناس لصلاة الاستسقاء عدة مرات. وفي الربع الأخير من عهد عبد الرحمن الثاني قحطت الأندلس قحطا عظيما شمل البلاد عام 232هـ ودام القحط معظم السنة، فلم يزرع الناس شيئا، كما هلكت المواشي واحترقت الكروم والأشجار، وكثر الجراد فزاد من حدة الأزمة وضيق المعيشة. وحسب صاحب "روض القرطاس" كان الأندلسيون خلال هذا القحط يجلبون "الميرة" من العدوة المغربية، وهذا أمر معقول وكثيرا ما كان يتكرر وقت الأزمات في الأندلس. وتضيف الرواية المشرقية (ابن الأثير والنويري) أنه هلك خلق كثير من الناس، غير أن هذا القول لا يجد دعما في المصادر الأندلسية والمغربية المذكورة التي اكتفت بالإشارة إلى ضيق المعيشة وغلاء الأسعار. وربما تجد الرواية الأندلسية المغربية سندا لها في خبر ساقه ابن دحية الكلبي مفاده أن الأمير عبد الرحمن الثاني في أواخر أيامه ولـَّى الشاعر يحيى بن حكم الغزال مسؤولية قبض الأعشار واختزانها في الأهراء، وعندما ارتفع السعر بسبب القحط وهو المشار إليه على الأرجح باع كل ما كان عنده من الطعام في الأهراء، وحينما علم الأمير أنكر ما صنع الغزال وقال "إنما تـُعدّ الأعشار لنفقات الجند والحاجة إليها في الجهد"، فلو كان الأمر قد وصل إلى حد المجاعة لأنفق الطعام المخزون في الأهراء كصنيعه في مجاعة 207هـ سابقة الذكر. وتتمة الخبر أن الأمير أمر أن تؤخذ من الغزال الأموال التي باع بها ويشترى بها طعام ويودع في الأهراء إلى وقت الحاجة إليه، فرفض الشاعر رد الثمن نقدا وقال أنه يرد مقدار الطعام الذي باعه كيلا، أي أنه يشتري قدر ما باعه ويرده إلى الأهراء، وكما انخفض السعر فإنه سيحتفظ بالفرق الحاصل بين البيع والشراء، "وبين العددين بونٌ كبير نَحـْوٌ من ثلاثين ألفا" حسب كلمات الغزال، فأمر الأمير فحبسه، فقال الغزال: إن تـُرد المال فإني امرؤ *** لم أجَمع المالَ ولم أكسِب إذا أخذتَ الحق منـِّي فلا *** تـَلتمِس الربح ولا تـَرغب قد أحسنَ الله إلينا معا *** إن كان رأس المال لم يذهب ورُفـِع الشعر إلى الأمير، فأعجب به، وكذلك نال استحسان الحاضرين، ثم عفا عنه وأمر بإطلاقه. وفي عام 236هـ ، في أواخر إمارة عبد الرحمن الثاني، لحق المحل بكورة تدمير بشرق الأندلس، والظاهر أن تأثيره لم يكن هينا، إذ من المرجح أن الإدارة المركزية توقفت عن تحصيل الجباية من هذه الكورة عن العام المذكور على ما يفهم من نص ابن حيـّان وعاد القحط ليضرب البلاد في عام 253هـ على عهد الأمير محمد ابن عبد الرحمن ، كما أصاب أيضا العدوة المغربية حسبما يذكر صاحب روض القرطاس. بيد أن ابن عذاري يشير إلى أن ذلك العام شهد "مجاعة عظيمة متوالية" والظاهر أنه يقصد حدوث القحط في ذلك العام، وأن استمراره إلى العام التالي، أدى إلى حدوث المجاعة، فيذكر ابن حيان أن القحط اشتد في العام المذكور، وبلغ من شدته أن ازداد غؤور الماء ونضوبه بآبار قرطبة وعيونها، فكان أكثر شرب أهلها من نهرهم الأكبر، ويذكر أيضا أن قاضي الجماعة سليمان بن أسود كان قد برز للاستسقاء في شهر مارس، فلم ينزل الغيث في الشهر المذكور ولا في تاليه، ثم نزل فأقام بعض الزرع. وهذا معناه فـَقـْد الجزء الأكبر من محصول الحبوب، وبطبيعة الحال أدَّى هذا، بالإضافة إلى ضعف المحصول في العام الماضي، أدى إلى الغلاء. وقد استمر الحال على هذا المنوال عدة سنوات، ويرجح إنه استمر ثمانية أعوام وكان العام الأخير منها أكثرها شدة وضراوة في شح الأقوات فـ"عزت الخلق، ومات أكثرهم، وجرى المثل بها على ألسنة الناس دهرا: سنة ستين". ولم تكن ضراوة المجاعة في السنة المذكورة راجعا فقط إلى توالي القحط عدة سنين قبلها، ولكن أيضا إلى أن القحط شمل أيضا كل بلاد المغرب حتى إفريقية (تونس)، فتعذّر على الأندلسيين استيراد الغذاء، بل شمل الغلاء عامة بلاد الإسلام كما يذكر الطبري وغيره من المؤرخين المشارقة. طريق الإسلام ✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته
Show all...
#يوميات_في_السيرة_النبوية جاءت شريعتنا بالحث على الإحسان للإنسان والحيوان، وقد تضافرت النصوص على ذلك، منها قوله تعالى: وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ ‌يُحِبُّ ‌الْمُحْسِنِينَ (البقرة: 195) وقول النبي صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ اللَّهَ ‌كَتَبَ ‌الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ..) مسلم (1955). وقوله صلى الله عليه وسلم: (الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ، ارْحَمُوا أَهْلَ الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ) أبوداود (4941)، وصححه الألباني. ووردت النصوص الدالة على الإحسان إلى الحيوان خاصة، وما في ذلك من الأجر العظيم ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( بَيْنَا رَجُلٌ بِطَرِيقٍ ، اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ ، فَوَجَدَ بِئْرًا ، فَنَزَلَ فِيهَا فَشَرِبَ ، ثُمَّ خَرَجَ ، فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ ، فَقَالَ الرَّجُلُ : لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنَ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي كَانَ بَلَغَ مِنِّي ، فَنَزَلَ الْبِئْرَ ، فَمَلأَ خُفَّهُ مَاءً ، فَسَقَى الْكَلْبَ ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ ، فَغَفَرَ لَهُ . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ لأَجْرًا؟ فَقَالَ: فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ) رواه البخاري (2234)، ومسلم (2244). وقد ذكر بعض المؤرخين من صور إحسان المسلمين إلى الحيوان ما يعجب له المرء، قبل أن تأتي المنظمات الدولية التي تدعي الرفق بالحيوان وتبطش بالإنسان. وذكر الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله: "أن أوقافاً في القرن الثامن كانت مُعدة للحيوانات الأليفة تقوم بإطعامها والعناية بها" علي طنطاوي "ذكريات" (7/312) . كما منعت الشريعة التلهي بقتل الحيوانات والطيور، واتخاذها هدفًا لتعليم الإصابة في الرمي ؛ فقد ورد أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم (لَعَنَ مَنِ اتَّخَذَ، شَيْئًا ‌فِيهِ ‌الرُّوحُ ‌غَرَضًا) رواه مسلم (1958). إذا حاز الإنسان الحيوانات الأليفة: وجب عليه أن يطعمها، أو يتركها تسعى لتبحث عن رزقها، فإن لم يفعل فإنه آثم ، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : (دخلت امرأة ‌النار ‌في ‌هرة ربطتها، فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض) رواه البخاري (3140). خشاش الأرض أي : حشراتها . قال النووي رحمه الله: "من ملك دابة، ‌لزمه ‌علفها، ‌وسقيها، ويقوم مقام العلف والسقي تخليتها لترعى، وترد الماء إن كانت مما يرعى ويكتفي به، لخصب الأرض ونحوه، ولم يكن مانع ثلج وغيره..، ويطَّرد هذا في كل حيوان محترم [أي : له حرمة في الشرع]" انتهى من "روضة الطالبين وعمدة المفتين" (9/120). وقال الصاوي رحمه الله : "اعلم أن نفقة الدابة إذا لم يكن مرعى واجبة ويقضى بها [أي : يلزمه القاضي بالنفقة عليها] ، لأن تركها منكر، ودخل في الدابة هرة عمياء فتجب نفقتها على من انقطعت عنده، حيث لم تقدر على الانصراف، فإن قدرت عليه لم تجب، لأن له طردها" انتهى، "حاشية الصاوي على الشرح الصغير" (1/ 525). وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "ورد حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه (لا يُقْتَل أربع. وذكر منها: ‌النمل) والنمل أحياناً ‌يؤذي في البيوت، يعني: يدخل الغرف وتتكون جماعات، هل يجوز لنا قتله بالسم وغيره؟ الجواب: نعم. (نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن قتل أربعة من الدواب: النملة، والنحلة، والهدد، والصُّرَد) ....، إذا كان هذا ‌النمل لا يندفع آذاه إلا بقتله، فاقتله ولا حرج عليك، لكن هناك وسيلة قبل أن يقتل وهي أن تصب على بيوته شيئاً من الجاز، فإننا جربنا هذا ورأيناه إذا صُبَّ على بيته شيء من الجاز فإنه يرتحل، ولا يبقى، فإذا أمكن ذلك فهو أحسن، وإذا لم يمكن فلا بأس بقتله" انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (130/ 23 بترقيم الشاملة). والله أعلم المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب ✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته
Show all...
#يوميات_في_التاريخ_الإسلامي أبدع المسلمون في تتبع أخبار الأعداء لضمان الاستعداد المُسبق لخططهم، وفق ما يزودهم به "أصحاب الأخبار" من الجواسيس المندسين في صفوف الأعداء بساحات المعارك، أو القاطنين معهم في بلدانهم متخفّين في هيئة تجار أو أصحاب حِرَف، وأحيانا يكون هؤلاء الجواسيس من الأعداء أنفسهم. كان "أصحاب الأخبار" يرصدون كافة الأحاديث والوقائع ثم يرسلونها إلى الجهة العليا المختصة، بغض النظر عن مدى أهميتها الأمنية أو العسكرية أو السياسية؛ حتى إن عَريب القرطبي ينقل لنا -في ‘صلة تاريخ الطبري‘- وثيقةً نادرةً لتقرير تامٍّ أرسله ‘صاحب خبر‘، ولا يحتوي معلومةً مهمّة بل قصّة غريبة عن بغلةٍ وَلدت مُهرةً! قال عَريب القرطبي: "ورد كتاب ‘صاحب البريد‘ بالدِّينَوَر مدينة تقع غربي إيران) يذكر أن بغلة هناك وضعت فلْوةً، ونسخة كتابه:… إلخ". ثم أورد نص التقرير متضمنا خبر البغلة بدقّة تامةّ، مع ذكر مصدره المباشر وتفاعلاته بين الناس؛ وهذا رغم طبيعة الخبر غير الحساسة، فكيف لو كان خبرًا له انعكاسات أمنية أو سياسية؟! ولعلّ من أروع أنشطة المسلمين التجسسية على الأعداء ما نقلته كتب التاريخ من قصص اختراقهم الأمني العميق والنوعي للممالك الصليبية على ساحل الشام. فها هو المؤرخ أبو شامة المقدسي يروي لنا قصة تجنيد مخابرات صلاح الدين الأيوبي لامرأة صليبية مرموقة هي زوجة ملك أنطاكية الصليبي بوهيموند الثالث . ففي سبيل الحصول على معلومات خطيرة من مصدر صليبي رفيع المستوى؛ لم يتحرج هذا السلطان -المعروف بتدينه العميق- من تجنيد امرأة صليبية، بل نجده يبذل لها في سبيل ذلك الهدايا النفيسة، ويكرمها بإطلاق الأسرى من عائلتها طلبا لاستمرار مساعدتها الاستخباراتية لدولته. يقول أبو شامة في ‘كتاب الروضتين‘: "وكانت امرأة ابرنس أمير) أنطاكية تُعرف بدام مدام) ‘سبيل‘ (Sibylla ) في موالاة السلطان [صلاح الدين] عينًا له على العدو، تهاديه وتناصحه وتُطلعه على أسرارهم، والسلطان يُكرمها لذلك ويُهدي لها أنفس الهدايا، فلما فَـتح (في سنة 584هـ/1188م) حصن برزية [قرب أنطاكية] وحصل في أسره هذه الجماعة أخت سبيل وأقاربها) وافترقت بهم أيدي المسلمين، تتبعهم السلطان وخلّصهم من الأسر وأنعم عليهم، وجهّزهم وسيّرهم إلى أنطاكية لأجل امرأة الابرنس، فشكرتْه [سبيل] على ذلك ودامت مودتُها ونفعُها للمسلمين" وبعد ذلك بنصف قرن؛ نجد حفيده ملك دمشق المعظَّم عيسى الأيوبي -وقد كان فقيها على المذهب الحنفي- يكرر الأسلوب ذاته في تجنيد النساء الصليبيات، وتتفق معهن مخابراته على "شِفْرات" أمنية لتبليغ أخبار تحركات الجيش الصليبي، بل وتستعمل مخابراته إحداهنّ في إسقاط مساعد كبير لقائد هذا الجيش، ثم يتم استخدامه هو الآخر في توجيه العدوّ الوجهة التي يريدها قادة المسلمين يقول سبط ابن الجوزي في ‘مرآة الزمان‘: "وكان [المعظَّم] في أيام الفَسْخ انتهاء الهدنة) مع الفرنج يرتِّب النِّيران على الجبال من باب نابُلُس إلى عكا، وعلى عكا جبلٌ قريب منها يقال له الكرمل، كان عليه المنوِّرون وبينهم وبين الجواسيس علاماتٌ، وكان له في عكا ‘أصحاب أخبار‘ وأكثرهم نساء الخيّالة [الفرنج]، وكانت طاقاتهن نوافذهن) في قبالة [جبل] الكرمل، فإذا عَزَمَ الفرنج على الغارة فتحت المرأة الطاقة، فإن كان يخرج مئة فارس أوْقَدَت المرأةُ شمعةً واحدةً، وإن كانوا مئتين [أوقدت] شمعتين، وإن كانوا يريدون قَصْدَ حوران وناحية دمشق أشارت إلى تلك النَّاحية، وكذا إلى نابُلُس؛ فكان [بذلك] قد ضيَّق على الفرنج الطرق إذا قصدوا جهة سَبَقَ إليها بعسكره، وكان يعطي النِّساء والجواسيس في كل فَسْخٍ جملةً كبيرة". ثم يورد سبط ابن الجوزي -وقد كان واعظا مشهورا- حوارا بينه وبين المعظَّم تكشف لنا تفاصيل هذا الاختراق المخابراتي وآلياته ومنافعه: "فقلتُ له في بعض الأيام: هذا إسرافٌ في بيوت الأموال! فقال: أنا أستفتيك، لمّا عَزَمَ الإنبرور الإمبراطور: ملك الألمان) على الخروج إلى الشَّام أراد أن ينزل عكا بغتةً ويسير إلى باب دمشق، فبعث فارسًا عظيمًا وقال له: أخفِ مجيئنا إلى البلاد لنغير بغتةً وكان بعكا امرأة مستحسَنة فكتبتْ إليَّ تخبرني [بالأمر]، فبعثتُ لها ثيابًا ملونة وعنبرا ومقانع حرير، فلبستها واجتمعتْ بالفارس، فدُهش وقال: من أين هذا؟ فقالت: من عند صديقٍ لنا من المُسْلمين! فقال: مَنْ هو؟ فقالت: الكُرَيْدِي المعظّم الكردي النَّسَب)، فصلَّب رسم الصليب) على وجهه وقام فخرج من عندها، فما زالت تلك المرأة تتلطَّف بالفارس وتهاديه حتَّى صارت كُتُب الإنبرور تجيء إليه مختومةً فيبعثها إليَّ، وأقول له يكتب ما أُريد، فلو لم أدارِ عن المسلمين جاء الإنبرور بغتةً، وساق من أهل الشَّام ومواشيهم وأموالهم ما لا يُعَدُّ ولا يحصى، فأنا أفدي المسلمين بالشيء اليسير" المصدر الجزيرة ✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته
Show all...
#يوميات_في_السيرة_النبوية كيف كان حلفه صلى الله عليه وسلم انتشر أمر الحلف ( القسم) في جميع شرايين حياة الأمة، يحلف البياع والزبال، والقائد والرعاة ويكثرون الحلف في سفاسف الأمور وصغائرها، حتى جعل الناس لا يثقون بالحلف واليمين، بل بلغ الأمر أن نرى بعض الوافدين في دولنا الإسلامية من غير المسلمين يفهمون من أيماننا أننا نريد بها الابتزاز والاستغلال، وكان من أنجع الدواء لهذا المرض المستشري أن نتتبع هدي النبي صلى الله عليه وسلم كيف كان حلفه، وفيما كان يحلف، ومتى يفعل ذلك، فإن هديه خير الهدى، وأحق بالاتباع، وهنا نقف مع طيب أخلاقه صلى الله عليه وسلم حين يحلف لغرض الامتثال باختصار: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حلف على شيء فإنه يدل على عظم شأن هذا الشيء وأهميته وخطورته وأحاديثه صلى الله عليه وسلم في ذلك كثيرة، فكان لا يستهين بالأيمان أو يسترسل فيها. مثاله أنه أقسم فقال صلى الله عليه وسلم: (والذي لا إله غيره، لا يحل دم رجل مسلم، يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، إلا ثلاثة…) الحديث. وهذا في مبالغة التحذير من أجل مجانبة هذا الأمر، وكذا يقسم أحيانا للمبالغة في سرعة التنفيذ. كانت عادته صلى الله عليه وسلم أنه يحلف بأسماء الله وصفاته وبما يدل على أفعاله سبحانه، وهناك أربعة ألفاظ معينة كان يواظب عليها كما ذكر ابن حجر، أحدها: والذي نفسي بيده، وكذا نفس محمد بيده، يبدأ بعضها بلفظ “لا”، وبعضها بلفظ “أما” وبعضها بلفظ “ايم”. وثانيها: لا ومقلب القلوب، ثالثها: والله، ورابعها ورب الكعبة. وكان صلى الله عليه وسلم يحذر من الحلف الكاذب، أو الفاجر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف على يمين كاذبة مصبورة متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. صحيح البخاري. ونهى عن الحلف بكل ما سوى الله من المخلوقات والجمادات والطواغيت، فقال عليه الصلاة والسلام: إني أنهاكم أن تحلفوا بآبائكم. وسمع رجلا يحلف بأبيه فقال: لا تحلفوا بآبائكم، من حلف بالله فليصدق ومن حلف له بالله، فليرض ومن لم يرض بالله فليس من الله. كان صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابه بإبرار القسم أو المقسِم، وجعل ذلك من حق المؤمن على أخيه. وكان صلى الله عليه وسلم حلف في أكثر من ثمانين موضعا كما ذكر ابن القيم في زاد المعاد، وكان صلى الله عليه وسلم يستثني في يمينه تارة، ويكفّرها تارة ويمضي فيها تارة. فقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال يوما «والله، لأغزونّ قريشا»، ثم قال: «إن شاء الله»، ثم قال: «والله لأغزون قريشا» ، ثم قال: «إن شاء الله». رواه أبو داود، وقال في سبل الهدى: رجاله رجال الصحيح. وكان صلى الله عليه وسلم إذا حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها كفر عن يمينه وأتى التي هي خير، وفي هذا عدم وجوب إمضاء اليمين، وجواز الرجوع عنه مع التكفير. وكان صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابه بإبرار القسم أو المقسِم، وجعل ذلك من حق المؤمن على أخيه، وإبرار القسم هو فعل ما أراده الحالف ليصير بذلك بارا، واشترط أن يكون القسم لا يتضمن معصية أو مفسدة أو مشقة، فقد روى الإمام أحمد برجال الصحيح عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: أهدت إليّ امرأة ثمرا في طبق فأكلت بعضه، فقالت: أقسمت عليك إلّا أكلت بقيّته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «برّيها، فإن الإثم على المحنث». ونستخلص من كل ما سبق أن السنة التقليل من الحلف وأن نقصره على ما فيه مصلحة أو ما له شأن عظيم، ولا يستهان به، اتباعا لمنهج النبي صلى الله عليه وسلم. اسلام اون لاين الكاتب /إدريس احمد ✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته
Show all...
#يوميات_في_التاريخ_الإسلامي قال تعالى : ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله ) الآية [ 207 ] . قال سعيد بن المسيب رحمه الله : أقبل صهيب الرومي رضي الله عنه مهاجرا نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاتبعه نفر من قريش من المشركين ، فنزل عن راحلته ونثر ما في كنانته وأخذ قوسه ثم قال: يا معشر قريش ، لقد علمتم أني من أرماكم رجلا ، وايم الله لا تصلون إلي حتى أرمي بما في كنانتي ، ثم أضرب بسيفي ما بقي في يدي منه شيء ، ثم افعلوا ما شئتم ، فقالوا : دلنا على بيتك ومالك بمكة ونخلي عنك ، وعاهدوه إن دلهم أن يدعوه ، ففعل . فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبا يحيى ربح البيع ، ربح البيع ، وأنزل الله : ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله ) وقال المفسرون : أخذ المشركون صهيبا فعذبوه ، فقال لهم صهيب : إني شيخ  كبير لا يضركم أمنكم كنت أم من غيركم ، فهل لكم أن تأخذوا مالي وتذروني وديني ؟ ففعلوا ذلك ، وكان قد شرط عليهم راحلة ونفقة ، فخرج إلى المدينة فتلقاه أبو بكر وعمر  في رجال ، فقال له أبو بكر : ربح بيعك أبا يحيى ، فقال صهيب : وبيعك فلا يخسر ما ذاك ؟ فقال : أنزل الله فيك كذا ، وقرأ عليه هذه الآية . وقال الحسن : أتدرون فيمن نزلت هذه الآية في أن المسلم يلقى الكافر فيقول له : قل لا إله إلا الله ، فإذا قلتها عصمت مالك ودمك ، فأبى أن يقولها ، فقال المسلم : والله لأشرين نفسي لله ، فتقدم فقاتل حتى قتل. وقيل : نزلت فيمن أمر بالمعروف ونهى عن المنكر . قال أبو الخليل : سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه  إنسانا يقرأ هذه الآية فقال عمر : إنا لله قام رجل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فقتل . إسلام ويب ✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته
Show all...
#يوميات_في_التاريخ_الإسلامي كان صلاح الدين الأيوبي رحمه الله يحرص على إعداد ما يكفي من الأسلحة والمؤن والعتاد ، وقد اهتم بقضية السلاح اهتماماً كبيراً حتى طلب من أحد رجاله أن يؤلف له كتاباً حول الموضوع يشمل أنواع السلاح، وطرق صناعتها، وكذا استخدم الأسلحة التي تناسب الغرض المنشود من الأثقال والأحمال من العدد الواقية، والدروع السابغة، والنصال، والخوذ، والنقود، والمنجنيقات العادية والتركية والإفرنجية، وكان لدى صلاح الدين خبراء بالمنجنيقات، وطور المسلمون سلاحاً مهماً جداً من خلال الحروب الصليبية بفضل الله، ثم بدعم صلاح الدين وهو سلاح النفط؛ وسلاح النفط جمع صلاح الدين من أجله النفاطين والزراقين؛ النفاطين: خبراء في هذا النفط، وطوروا سلاحاً وهو خليط من خلطة من الزيوت، والنورة المطفأة وغير المطفأة، والنفط، والصمغ، والكبريت، والخل، وشحوم الحيوانات، ونخالة الحنطة، وهي تخضع لعمليات شبه كيميائية، لها طرق حتى تصبح هذه الخلطة مثل الألغام المتفجرة تقريباً، وكانت هذه الخلطة ترمى من المنجنيقات بواسطة النشاب وعلى ظهور الخيل، وتوضع في قشر البيض بعد إخراج ما في البيضة، فتوضع الخلطة داخل هذه البيضة ويغلق عليها وترمى من أقواس مخصوصة، كما طوروا أنواعاً من سلاح النفط يسير على الماء دون أن ينطفئ ليصطدم بمراكب العدو، ويحرقها ويغرقها في البحر أشبه بالألغام المائية الموجودة الآن. وساعد الخليفة العباسي الذي أسدى له صلاح الدين خدمات جليلة بإرسال حمولات من النفط ومعهم جماعة من النفاطين وجماعة من الزراقين -خبراء الرمي- النفاطين: خبراء النفط التركيبة، والزراقين: خبراء الرمي، فكان عندهم هذه الزراقات أنابيب خاصة لرمي هذه المواد الملتهبة. وكان من الأسلحة التي استخدمها صلاح الدين أيضاً: المثلثات والمسدسات؛ والمثلثات: عبارة عن حديدة لها شوكتان تغرس في الأرض وشوكة على ظاهر الأرض، والمسدسات: ثلاث شوكات في الأرض وثلاثة على سطح الأرض، حتى إذا داستها خيول الأعداء نفرت وأوذيت إيذاءً شديداً، وطاحت في الأرض وطرحت من عليها، وكانت ترمى في الطرق التي من المتوقع أن يسلكها الأعداء. وطور المسلمون كذلك سلاح الدبابات؛ والدبابة كانت عبارة عن بناء من الخشب.. تصميم معين، يغلف بقطع من القماش والستائر المبلولة بالخل، والخشب المضادة للنيران، وكانت تسير على عجلات خشبية، وكان يستتر في داخلها الجند، أو تملأ بالمواد الملتهبة لتدفع دفعاً إلى الأسوار لتدمرها، وكانت تحمي من بداخلها. وكذلك تستخدم هذه الستائر التي صنعها المسلمون لحماية الأبراج والدبابات والسفن والمنجنيقات، هذا بخلاف السيوف والرماح والتروس والدروع والجنديات التي كان يسير بها مجموعة من الجنود تقيهم ما أمامهم، وكان لدى جنود صلاح الدين مطارق خاصة لتهشيم خوذ الأعداء وضربهم على رءوسهم. اسلام ويب/ الشيخ محمد صالح المنجد ✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته
Show all...
#يوميات_في_التاريخ_الإسلامي شهدت منطقة القرن الأفريقي قيام العديد من المملك الإسلامية التي سميت بممالك الطراز الإسلامي، وهي عبارة عن إمارات صغيرة حكمت أجزاء كبيرة ، وأسهمت في نشر الدين الإسلامي وترسيخ التسامح الإسلامي، إلا أنَّ هذه الممالك الإسلامية اجتيحت بواسطة القوي المسيحية في إثيوبيا، والتي اطلق عليها بأنها جزيرة مسيحيَّة في محيط إسلامي بعض ممالك الطراز الإسلامي: *مملكة شوا الإسلامية* نشأت مملكة شوا في عام (283هـ=869م)، وكان أوَّل حاكمٍ لها يُدعى (هشام المخزومي)، واستمرَّت هذه المملكة قرابة الـ(400) عام، إلى أن أُسقِطَت على يد رجلٍ نصراني يُدعى (مالرزا أو مالازا)، واغتصب هذا العرش وحكمه (18) عامًا. *إمارة زيلع* تقع إمارة زيلع في الصومال الحالي وعلى خليج بربرا في المحيط الهندي، وهي أشهر الإمارات الإسلامية في منطقة القرن الإفريقي كما هو معروف تاريخيًّا، وقد وصف الإمام المقريزي هذه المنطقة وطبيعتها التضاريسيَّة وطبيعة السكان والمشاهد الإسلامية فيها، والمذهب الفقهي الذي يتمذهب به أهل زيلع، في كتابه (الإلمام بمن في أرض الحبشة من ملوك الإسلام). *إمارة هرر* وهي تُنسب إلى مدينة هرر الإثيوبيَّة المعروفة الآن، وقد تأسَّست في القرن السابع الميلادي مع بداية ظهور الإسلام، وقد بناها العرب، ويدل على ذلك طبيعة العمارة والزخارف العربيَّة الموجودة في المدينة، وأهل هرر من أوائل من اعتنقوا الإسلام في الهضبة الحبشيَّة، ولأهلها لغة خاصَّة بهم تُسمَّى (الحضريَّة)، وتُكتب بالحروف العربيَّة. وقد تأثرت مفردات هذه اللغة بالعربيَّة إلى درجةٍ كبيرة، وبالإمارة أكثر من (80) مسجدًا. *إمارة إيفات أو (أوفات)* وهي تقع غرب مدينة زيلع في الصومال، وقد نشأت إلى الشرق من مملكة (شوا) المذكورة سابقًا، وكانت تضمُّ إيفات ما يُعرف اليوم بجيبوتي، وجنوب إرتريا، وسهول (دنكاليا)، والجزء الشرقي من نهر أوشي، وكانت إيفات تُمثِّل عاصمة ممالك الطراز الإسلامي، وسكانها خليطٌ من العرب القادمين من الجزيرة العربيَّة الإسلاميَّة وسكان المنطقة، وتُستخدم اللغة العربيَّة إلى جانب لغات محليَّة خاصَّة بالسكان القدامى في المنطقة.. *إمارة عدل* تقع على خليج تاجورة في المنطقة الممتدَّة من زيلع إلى هرر، وكانت تقع في منطقة أوجادين، تُسمَّى عاصمة هذه الإمارة (دكر) بحسب ما ورد عند المقريزي في كتابه المذكور من قبل. *إمارة هدية* تقع جنوب غرب الحبشة في منطقةٍ تُعرف بـ (بوران) وانقدي، وتقع إلى الجنوب من إقليم إيفات على نهر (أموا)، اختفت وثائق هذه الإمارة ولم تظهر إلَّا مؤخَّرًا. يعود سكان هذه الإمارة في أصولهم إلى الجزيرة العربيَّة كما أورد ذلك الباحث المستشرق (بروكمبار)، وأنَّ جدهم ينحدر من صنعاء اليمن. *إمارة الدوارو* تقع في إقليم (سيدامو) في الصومال الحالي، وتمتدُّ ما بين نهري هواش أواشي ونهر وابي شبلي، وتحدُّها من الجنوب إمارة بالي، وتمتلك أرض زراعيَّة ورعويَّة خصبة، وكانت لها قوَّةٌ عسكريَّة مقدرة، وهي إحدى ممالك الطراز الإسلامي في المنطقة. *مملكة فطجار* يُطلق عليها أحيانًا (أرابين)، كانت تقع في قلب ممالك الطراز الإسلامي، ونظرًا إلى موقعها الاستراتيجي اتَّخذها الإمام أحمد بن إبراهيم (الجران) مركزًا عسكريًّا له؛ حيث كانت تتوسَّط نهر أواشى الذي تحدُّه شرقًا عَدَل وإقليم هرر، وغربًا مملكة هدية، وشرقه ومن الجنوب الشرقي دوارو، ومن الجنوب الغربي مملكة بالي. وقعت فيها معركة شهيرة تُسمَّى (شمبر كوري) في العام (935هـ=1529م) بين النصارى ومسلمي الزيلع، وكانت أولى المعارك الفاصلة التي انتصر فيها المسلمون . *مملكة بالي* كانت تقع جنوب مملكة فطجار بين نهري وابي شبلي وجوبا وروافده، وكانت مدينة بالي عاصمة هذه الإمارة عامرةً بالسكان، ولها قوَّةٌ عسكريَّةٌ مقدرة، وصل عدد الفرسان فيها حوالي (18) ألف فارس عدا المشاة، وتقع حاليًّا ضمن أرض جمهوريَّة الصومال الحالي. *مملكة شرفة* تقع جنوب مملكة هدية وهي محدودة المساحة والسكان، وقد تعرَّض سكانها للتنصير كما ذكر القلقشندي وقد أحرق فيها النصارى المصاحف. *إمارة جما الإسلامية* تقع في قلب مناطق الأرومو على الهضبة الإثيوبيَّة، وقد كان سكان هذه المنطقة وثنيُّون إلى القرن الثامن عشر الميلادي، ثم أسلم أهلها طوعًا، وكان يحكمها حاكم مسلم يُدعَى السلطان محمود دين داود المعروف بـ (أبي حفار)، وتولَّى حكم هذه الإمارة في (1295ه=1878م)، وقد أغار على هذه الإمارة الإسلاميَّة ملك الحبشة المدعو منيليك الثاني، وأخضعها لسلطانه، وفرض على السكان المسلمين دفع الجزية له سنويًّا، وكان يُضاعفها عليهم باستمرار. قصة الإسلام ✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته
Show all...
#يوميات_في_السيرة_النبوية ضرب الأمثال أسلوب من أساليب التربية الناجحة، يحث المُرَبِّي والمعلِّم من خلاله النفوس والعقول على فعل الخير والبِر, ويدفعها إلى الخُلُق والفضيلة، ويحجزها عن الشر والمعصية، وهو أسلوب استخدمه النبي صلى الله عليه وسلم في تعليم وتربية أصحابه رضوان الله عليهم في أحداث ومواقف متعددة, لما يحمله من سرعة إيصال المعنى المراد، والذي من خلاله تغرس في النفس القيمة التربوية، ويستقر في العقل المعنى المطلوب, والأمثلة الدالة على ذلك من السيرة النبوية كثيرة، ومنها: *قراءة القرآن* عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن، مثل الأترجة (نوع ثمر من أفضل الثمار)، ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة، لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن، مثل الريحانة، ريحها طيب وطعمها مُر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن، كمثل الحنظلة، ليس لها ريح وطعمها مُر) رواه مسلم. قال النووي: "قوله صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن) إلى آخره فيه: فضيلة حافظ القرآن، واستحباب ضرب الأمثال لإيضاح المقاصد". وقال ابن عثيمين: "هذا الحديث ساقه المؤلف (النووي) رحمه الله في باب فضل قراءة القرآن في رياض الصالحين، في بيان أحوال الناس بالنسبة للقرآن، أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب أمثلة للمؤمن والمنافق .. فالمؤمن الذي يقرأ القرآن كله خير في ذاته وفي غيره فهو كالأترجة، لها رائحة طيبة ذكية، وطعمها طيب، أما المؤمن الذي لا يقرأ القرآن فهو كمثل التمرة طعمها حلو ولكن ليس لها رائحة ذكية كرائحة الأترجة". *الصاحب الصالح* ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً لتأثير الرفقة والمجالسة في حياة الإنسان، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك، إما أن يحذيك (يعطيك)، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير (الحَدَّاد)، إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً منتنة) رواه البخاري. قال ابن حجر: "وفي الحديث النهي عن مُجالسة من يُتأذّى بمجالسته في الدين والدنيا، والترغيب في مُجالسة من يُنتفع بمجالسته فيهما". وقال ابن عثيمين: "يعني أن الإنسان يكون في الدين، وكذلك في الخُلُق على حسب من يصاحبه، فلينظر أحدكم من يصاحب، فإن صاحب أهل الخير، صار منهم، وإن صاحب سواهم، صار مثلهم". *المعاصي والشهوات* من الأحاديث التي ضرب النبي صلى الله عليه وسلم فيها مثلاً للتحذير من المعاصي واتباع الشهوات ما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم - يقول : (إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد ناراً، فلما أضاءت ما حوله جعل الْفَرَاشُ وهذه الدواب التي تقع في النار يَقَعْنَ فيها، يَنْزِعُهُنَّ وَيَغْلِبْنَهُ فَيَقْتَحِمْن فيها، فأنا آخذ بِحُجَزِكُمْ عن النار، وهم يقتحمون فيها). قال ابن هُبَيْرَة: "في هذا الحديث من الفقه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمَّى أعمال النار ناراً، لأنها تؤدي إليها .. فهو صلى الله عليه وسلم بشرعه ووصاياه يمسك بالحجز عن التهافت في أعمال النار المؤدية إلى النار، والآدميون يتهافتون عليها تهافت الفراش على النار اتباعًا لطباعهم التي تؤدي من ذلك إلى ما يتلفها". وقال ابن بطال: "هذه أمثال ضربها النبى صلى الله عليه وسلم لأمته لينبههم بها على استشعار الحذر، خوف التورط فى محارم الله والوقوع فى معاصيه، ومثَّل لهم ذلك بما عاينوه وشاهدوه من أمور الدنيا، ليقرب ذلك من أفهامهم، ويكون أبلغ فى موعظتهم، فمثل صلى الله عليه وسلم اتباع الشهوات المؤدية إلى النار بوقوع الفراش فى النار، لأن الفراش من شأنه اتباع ضوء النار حتى يقع فيها، فكذلك متبع شهوته يئول به ذلك إلى العذاب، وشبه جهل راكب الشهوات بجهل الفراش، لأنها لا تظن أن النار تحرقها حتى تقتحم فيها". اسلام ويب ✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته
Show all...
#يوميات_في_السيرة_النبوية ضرب الأمثال أسلوب من أساليب التربية الناجحة، وهو أسلوب استخدمه النبي صلى الله عليه وسلم في تعليم وتربية أصحابه رضوان الله عليهم في أحداث ومواقف متعددة, منها: *الدنيا* عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير، فقام وقد أثر في جنبه، قلنا: يا رسول الله، لو اتخذنا لك وطاء، فقال: (ما لي وللدنيا؟ ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها) رواه الترمذي وصححه الألباني. وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ بالسوق، داخلاً من بعض العالية، والناس كنفتيه (عن جانبيه) فمر بجدي أسك (مقطوع الأذنين) ميت، فتناوله، فأخذ بأذنه، ثم قال: (أيكم يحب أن هذا له بدرهم؟ فقالوا: ما نحب أنه لنا بشيء وما نصنع به؟! قال: أتحبون أنه لكم؟ قالوا: والله لو كان حيا كان عيبا فيه، لأنه أسك، فكيف وهو ميت؟ فقال: فوالله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم) رواه مسلم. ومع هذا المثل من النبي صلى الله عليه وسلم للدنيا فقد ربَّى وعلَّم أصحابه أن تكون نظرتهم للدنيا نظرة متوازنة، تَزْهد فيها دون أن تترك إعمارها، فليس الزهد وعدم التعلُّق بالدنيا داعياً إلى خرابها، بل يعمرها المسلم دون أن يُفْتَنَ بها، ويحاول جمعها من حلال أو حرام، لذلك يقول صلى الله عليه وسلم: (إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليفعل) رواه أحمد وصححه الألباني. *خاتم الأنبياء* وقد مَثَّل النبي صلى الله عليه وسلم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وتعاقب إرسالهم إلى الناس بالبيت الذي أُسِّسَت قواعده، ورُفِع بنيانه, وقد اعتنى صاحبه عناية شديدة بعمارته وتزيينه حتى بلغ الغاية في الحسن والجمال, ولم يبق له إلا موضع حجر في زاوية به يتم هذا البناء ويكتمل حسنه وجماله, فشبه النبي صلى الله عليه وسلم نفسه وما بعث به من الرسالة الخاتمة, بهذا الحجر الذي اكتمل به هذا البنيان, فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مثلي ومثل الأنبياء كرجل بنى داراً فأكملها وأحسنها إلا موضع لبنة، فجعل الناس يدخلونها، ويتعجبون، ويقولون: لولا موضع اللبنة) رواه البخاري. قال ابن هبيرة: " شبههم (الأنبياء) صلى الله عليه وسلم ببناء دار بُنِيَت حتى لم يبق فيها إلى موضع لبنة، حتى إن تلك اللبنة إذا وُضِعَت لم يبق فيها محل لأن يُعمل فيها شيء، فكان خبر النبي صلى الله عليه وسلم هذا مُشْعِرَاً أنه ختم الأنبياء كما ختمت تلك اللبنة ذلك البناء، فلم يبق بعده لبانٍ عمل، لأنه صلى الله عليه وسلم تمم البناء". وقال ابن حجر: "وفي الحديث ضرب الأمثال للتقريب للأفهام". *المؤمنون جسد واحد* عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) رواه مسلم. قال ابن الجوزي: "إنما جعل المؤمنين كجسد واحد لأن الإيمان يجمعهم كما يجمع الجسد الأعضاء، فلموضع اجتماع الأعضاء يتأذى الكل بتأذى البعض وكذلك أهل الإيمان، يتأذى بعضهم بتأذي البعض". *الصلاة والطهرة من الذنوب* عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّه سمِع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا) رواه البخاري. قال ابن العربي: "وجه التمثيل أن المرء كما يتدنس بالأقذار المحسوسة في بدنه وثيابه ويطهره الماء الكثير، فكذلك الصلوات تطهر العبد من أقذار الذنوب حتى لا تبقي له ذنبا إلا أسقطته وكفرته". *فرح الله بتوبة عبده* بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل يفرح بتوبة عبده المؤمن ـ فرحاً يليق بجلاله وكماله، ولا يشبه فرح المخلوقين ـ، وضرب المثل على ذلك بمثل رجل سار في صحراء مقفرة، شديدة الحر، ضاعت منه راحلته، وفيها متاعه وطعامه وشرابه، حتى استيأس فنام موقناً بالموت، فاستيقظ فوجد وسيلة سيره وسفره وفيها متاعه وطعامه وشرابه، ففرح لذلك فرحاً شديداً، فالله عز وجل أفرح بتوبة عبده المؤمن من هذا الرجل، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (للهُ أشدُّ فرحاً بتوبة عبده المؤمن من رجلٍ في أرضِ دوِّيَّةٍ مَهلَكةٍ، معه راحلتُه، عليها طعامه وشرابه، فنام فاستيقظ وقد ذهبت، فطلبها حتى أدركه العطشُ، ثم قال: أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموتَ، فوضع رأسَه على ساعده ليموت، فاستيقظ وعنده راحلتُه وعليها زادُه طعامه وشرابُه، فاللهُ أشدُّ فرحاً بتوبةِ العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده) رواه مسلم. قال ابن حجر: "وقال القرطبي: هذا مثل قُصِدَ به بيان سرعة قبول الله توبة عبده التائب، وأنه يقبل عليه بمغفرته، ويعامله معاملة من يفرح بعمله". اسلام ويب ✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته
Show all...