cookie

We use cookies to improve your browsing experience. By clicking «Accept all», you agree to the use of cookies.

avatar

د. خالد الحايك

قناة عامة دار الحديث الضيائية دار تعنى بالحديث النبوي الشريف قناة د. خالد الحايك أبي صهيب الحسيني https://t.me/Addyaiya سؤال وجواب ask د. خالد الحايك قناة لنشر الأسئلة والأجوبة في صفحة د. خالد الحايك في برنامج https://ask.fm/Addyaiya

Show more
The country is not specifiedThe language is not specifiedThe category is not specified
Advertising posts
3 861Subscribers
No data24 hours
No data7 days
No data30 days

Data loading in progress...

Subscriber growth rate

Data loading in progress...

طلبة العلم... وقلة الحياء، وانعدام المروءة! إن مما يتصف به كثير ممن ينتسبون للعلم - للأسف – قلة الحياء وانعدام المروءة! وما هذا إلا بسبب التمييع الذي يتبعونه، وادّعاء الوسطية ومحاربة التشدد! – زعموا-! وقد اشترط العلماء في تعريف الحديث الصحيح أن يكون الراوي عدلاً، ووضعوا للعدل شروطاً، منها: "أن يكون سالماً من أسباب الفسق وخوارم المروءة". فكم من طالب علم في زماننا لا يسلم من أسباب الفسق، وخوارم المروءة! بل نجد الكثير منهم لا يتورع من ذلك! فهناك ممن يحملون الدكتوراه في الحديث النبوي الشريف تجده ينشر صوره على صفحته في وسائل التواصل مع النساء! بل ومع النساء المتبرجات! فما الذي دعاك يا حامل الحديث أن تجلس مع النساء، وتنشر صورك معهنّ؟!! والمصيبة أن من النساء ممن يحملن أيضاً الدكتوراه في الحديث، وتنشر صورها مع الرجال في ندوات ومؤتمرات واجتماعات ونحو ذلك؟ أين الغيرة؟ أين رجالكم؟ هل فعل هذا أهل الحديث قديما؟! أين شروط الحديث الصحيح الذي تعلمتموه؟ بل وتجد بعضهم ينشر صوره وهو يلعب الرياضة بملابس لا تليق ويظهر منه ما لا يليق! وحجته أن الرياضة والعناية بالجسم حث عليها الشرع! نعم، حث عليها الشرع، لكن لم يحث على نشر صورك في ملابس ضيقة يظهر منها ما لا يليق، فأين علم الحديث الذي تعلمته؟ وأما "خوارم المروءة" فحدِّث عنها ولا حرج! وقد عرّفوا "المروءة" بتعريفات كثيرة كلها يرجع إلى العلاقات الجارية بين الناس ويحكمها العُرف، ومن تعاريفها الجيدة أنها: "آداب نفسانية، تحمل مراعاتها الإنسان على الوقوف عند محاسن الأخلاق، وجميل العادات". هذا، وقد اختلف العلماء في بعض الأمور التي تعد من الخوارم عند البعض، ولا تعد منها عند الآخرين باختلاف بعض الأعراف في بعض البلدان، لكن الأولى تركها؛ لأن هذا لا يليق بحامل العلم، وخاصة علم الحديث الشريف. ولهذا كان أهل التراجم يصفون الرجل بقولهم: "تام المروءة"، ويصفون بعضهم بقولهم: "ساقط المروءة". وقد عدّ أهل العلم من خوارم المروءة: الأكل في الطريق، والبول في الشارع، وصحبة الأراذل، وإفراط المزح، وغير ذلك. فمثل هذه الأمور لا تليق بالعالم، ولا بأهل العلم عموماً، فكيف يفعلها من درس حديث النبي صلى الله عليه وسلم. والمصيبة يخرج علينا بعض هؤلاء ويقول: "لا بأس باحتفال المرء بعيد ميلاده"! معللاً ذلك بأن هذا من المباح ولا يوجد في الشرع ما يمنع منه؟! فتخيّل معي: دكتور الحديث أو الفقه أو طالب العلم أمامه قالب الحلوى "الجاتوه"، وعليه الشموع، وهو ينفخ عليها لإطفائها، ومن حوله ربما يغنون له: "عيد ميلاد سعيد" المأخوذ من أهل الكفار: "Happy Birthday To You"!!! وربما يضع على رأسه ما يلبسونه للطفل على رأسه في ذلك الاحتفال! = "المخروط الكرتوني"! فتخيّل معي يرحمك الله هذا المنظر! وتذكر شعبة بن الحجاج أمير المؤمنين في الحديث لو رأى هؤلاء، ماذا سيكون قوله فيهم؟ فقد امتنع شعبة من السماع من راو؛ لأنه رآه يركض على (برذون) - وهي دابة دون الخيل وأكبر من الحمر، منظرها فيه قبح كانت تجلب من بلاد الروم-. فرأى شعبة أن من احترام حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يترفع المحدث حتى من الركض على هذه الدابة. فكيف بمن ينشر صوره وهو يعمل حركات قبيحة ومبرزة للمقعدتين مما لا يستسيغها أخيار الناس علانية حتى في عصرنا!! أو ممن ينشر صوره مع النساء، أو من تنشر صورها مع الرجال في جلسات متلاصقة لبعضهم! أو من يدعو إلى الاحتفال بأعياد الميلاد مشابها للكفّار في ذلك!!! وأتى شعبة بيت "المنهال بن عمرو" ليسمع منه، فسمع صوت طنبور - آلة موسيقية مثل العود - يخرج منه، فرجع، فقيل له: فهلا سألته! فعسى كان لا يعلم. فكان شعبة نظر إلى أن خروج صوت الطنبور من بيته لا يمكن إلا بمعرفته بذلك! وهذا من خوارم المروءة! فكيف بمن يُحلل الموسيقى من إمعات هذا العصر، ويتصدر لتعليم الناس أمور دينهم؟!! ومن أعجب ما قرأت لفسل يدعي العلم أنه سئل عن حكم لعق الآيس كريم في الطرقات للرجال والنساء، فأجاب: "جائز لا شيء فيه ألبتة"! وأن هذا لا يتنافى مع عفة وحياء وفطرة المرأة، ثم قال الغبي الجاهل: "من الآخر كده العق برحتك خاصة في هذا الصيف"!! فمثل هذا ينبغي أن يُضرب بالنّعال على أم رأسه! ونسأل الله العافية. ونعوذ بالله من زمن يحمل العلم فيه مثل هؤلاء!
Show all...
نشر بعض المشتغلين بالحديث النبوي الشريف صورا له وهو يلعب الرياضة في نادي رياضي.. وليس عيبا أن يمرن المرء نفسه ويحافظ على صحته، لكن هذه الصور التي نشرها لا تمت للحياء والمروءة بشيء! فكيف بمن يشتغل بالحديث! فقد امتنع شعبة أمير المؤمنين في الحديث من السماع من راو لأنه رآه يركض على (برذون) - وهي دابة دون الخيل وأكبر من الحمر، منظرها فيه قبح كانت تجلب من بلاد الروم-. فرأى شعبة أن من احترام حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يترفع المحدث حتى من الركض على هذه الدابة. فكيف بمن ينشر صوره وهو يعمل حركات قبيحة ومبرزة للمقعدتين مما لا يستسيغها أخيار الناس علانية حتى في عصرنا!! طبعا سيخرج ربما هو وغيره ويقولون: هذا أمر عادي ويناسب عصرنا!! وفي عصرهم لم يكن هناك هذه الآلات ونحوها! فلم التشدد!! فنقول: ليس كل ما لم يكن في زمانهم ووجد في زماننا صار أمرا مقبولا! فهناك أشياء لا تصلح في زمانهم ولا في زماننا وإن اختلفت الوسائل! فأن يظهر رجل كبير نفسه وهو يمارس الرياضة ويظهر منه ما يستحي منه المرء إظهاره وإن كان مغطى لكنه مفصل لجسده وعورته! فهذا أمر قبيح!! فكيف إذا كان يشتغل بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم! لا بأس بأن تلعب الرياضة لكن أن تصور هكذا وتنشر الصور وتتباهى بها فهذا لا شك أنه من خوارم المروءة التي تكلم عليها أهل الحديث في تعريفهم للعدالة! هل يقبل المشتغل بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجلس في "مقهى" مع أناس يلعبون مثلا "الشدة = ورق اللعب"!! وهل يقبل أن يتمشى في الشارع وهو يلبس ما يعرف الآن ب "الشورت"!! فهذا ليس من التشدد وإنما هو من ثقافة منسية عندنا وهي "ثقافة العيب"!! فاتقوا الله وكونوا قدوة لما تحملونه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
Show all...
دكتور حديث، والآخر خطيب جمعة!!! أين أنت يا شعبة بن الحجاج؟!! أين أنت يا ابن معين؟!
Show all...
طلبة العلم... وقلة الحياء، وانعدام المروءة! إن مما يتصف به كثير ممن ينتسبون للعلم - للأسف – قلة الحياء وانعدام المروءة! وما هذا إلا بسبب التمييع الذي يتبعونه، وادّعاء الوسطية ومحاربة التشدد! – زعموا-! وقد اشترط العلماء في تعريف الحديث الصحيح أن يكون الراوي عدلاً، ووضعوا للعدل شروطاً، منها: "أن يكون سالماً من أسباب الفسق وخوارم المروءة". فكم من طالب علم في زماننا لا يسلم من أسباب الفسق، وخوارم المروءة! بل نجد الكثير منهم لا يتورع من ذلك! فهناك ممن يحملون الدكتوراه في الحديث النبوي الشريف تجده ينشر صوره على صفحته في وسائل التواصل مع النساء! بل ومع النساء المتبرجات! فما الذي دعاك يا حامل الحديث أن تجلس مع النساء، وتنشر صورك معهنّ؟!! والمصيبة أن من النساء ممن يحملن أيضاً الدكتوراه في الحديث، وتنشر صورها مع الرجال في ندوات ومؤتمرات واجتماعات ونحو ذلك؟ أين الغيرة؟ أين رجالكم؟ هل فعل هذا أهل الحديث قديما؟! أين شروط الحديث الصحيح الذي تعلمتموه؟ بل وتجد بعضهم ينشر صوره وهو يلعب الرياضة بملابس لا تليق ويظهر منه ما لا يليق! وحجته أن الرياضة والعناية بالجسم حث عليها الشرع! نعم، حث عليها الشرع، لكن لم يحث على نشر صورك في ملابس ضيقة يظهر منها ما لا يليق، فأين علم الحديث الذي تعلمته؟ وأما "خوارم المروءة" فحدِّث عنها ولا حرج! وقد عرّفوا "المروءة" بتعريفات كثيرة كلها يرجع إلى العلاقات الجارية بين الناس ويحكمها العُرف، ومن تعاريفها الجيدة أنها: "آداب نفسانية، تحمل مراعاتها الإنسان على الوقوف عند محاسن الأخلاق، وجميل العادات". هذا، وقد اختلف العلماء في بعض الأمور التي تعد من الخوارم عند البعض، ولا تعد منها عند الآخرين باختلاف بعض الأعراف في بعض البلدان، لكن الأولى تركها؛ لأن هذا لا يليق بحامل العلم، وخاصة علم الحديث الشريف. ولهذا كان أهل التراجم يصفون الرجل بقولهم: "تام المروءة"، ويصفون بعضهم بقولهم: "ساقط المروءة". وقد عدّ أهل العلم من خوارم المروءة: الأكل في الطريق، والبول في الشارع، وصحبة الأراذل، وإفراط المزح، وغير ذلك. فمثل هذه الأمور لا تليق بالعالم، ولا بأهل العلم عموماً، فكيف يفعلها من درس حديث النبي صلى الله عليه وسلم. والمصيبة يخرج علينا بعض هؤلاء ويقول: "لا بأس باحتفال المرء بعيد ميلاده"! معللاً ذلك بأن هذا من المباح ولا يوجد في الشرع ما يمنع منه؟! فتخيّل معي: دكتور الحديث أو الفقه أو طالب العلم أمامه قالب الحلوى "الجاتوه"، وعليه الشموع، وهو ينفخ عليها لإطفائها، ومن حوله ربما يغنون له: "عيد ميلاد سعيد" المأخوذ من أهل الكفار: "Happy Birthday To You"!!! وربما يضع على رأسه ما يلبسونه للطفل على رأسه في ذلك الاحتفال! = "المخروط الكرتوني"! فتخيّل معي يرحمك الله هذا المنظر! وتذكر شعبة بن الحجاج أمير المؤمنين في الحديث لو رأى هؤلاء، ماذا سيكون قوله فيهم؟ فقد امتنع شعبة من السماع من راو؛ لأنه رآه يركض على (برذون) - وهي دابة دون الخيل وأكبر من الحمر، منظرها فيه قبح كانت تجلب من بلاد الروم-. فرأى شعبة أن من احترام حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يترفع المحدث حتى من الركض على هذه الدابة. فكيف بمن ينشر صوره وهو يعمل حركات قبيحة ومبرزة للمقعدتين مما لا يستسيغها أخيار الناس علانية حتى في عصرنا!! أو ممن ينشر صوره مع النساء، أو من تنشر صورها مع الرجال في جلسات متلاصقة لبعضهم! أو من يدعو إلى الاحتفال بأعياد الميلاد مشابها للكفّار في ذلك!!! وأتى شعبة بيت "المنهال بن عمرو" ليسمع منه، فسمع صوت طنبور - آلة موسيقية مثل العود - يخرج منه، فرجع، فقيل له: فهلا سألته! فعسى كان لا يعلم. فكان شعبة نظر إلى أن خروج صوت الطنبور من بيته لا يمكن إلا بمعرفته بذلك! وهذا من خوارم المروءة! فكيف بمن يُحلل الموسيقى من إمعات هذا العصر، ويتصدر لتعليم الناس أمور دينهم؟!! ومن أعجب ما قرأت لفسل يدعي العلم أنه سئل عن حكم لعق الآيس كريم في الطرقات للرجال والنساء، فأجاب: "جائز لا شيء فيه ألبتة"! وأن هذا لا يتنافى مع عفة وحياء وفطرة المرأة، ثم قال الغبي الجاهل: "من الآخر كده العق برحتك خاصة في هذا الصيف"!! فمثل هذا ينبغي أن يُضرب بالنّعال على أم رأسه! ونسأل الله العافية. ونعوذ بالله من زمن يحمل العلم فيه مثل هؤلاء!
Show all...
نشر بعض المشتغلين بالحديث النبوي الشريف صورا له وهو يلعب الرياضة في نادي رياضي.. وليس عيبا أن يمرن المرء نفسه ويحافظ على صحته، لكن هذه الصور التي نشرها لا تمت للحياء والمروءة بشيء! فكيف بمن يشتغل بالحديث! فقد امتنع شعبة أمير المؤمنين في الحديث من السماع من راو لأنه رآه يركض على (برذون) - وهي دابة دون الخيل وأكبر من الحمر، منظرها فيه قبح كانت تجلب من بلاد الروم-. فرأى شعبة أن من احترام حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يترفع المحدث حتى من الركض على هذه الدابة. فكيف بمن ينشر صوره وهو يعمل حركات قبيحة ومبرزة للمقعدتين مما لا يستسيغها أخيار الناس علانية حتى في عصرنا!! طبعا سيخرج ربما هو وغيره ويقولون: هذا أمر عادي ويناسب عصرنا!! وفي عصرهم لم يكن هناك هذه الآلات ونحوها! فلم التشدد!! فنقول: ليس كل ما لم يكن في زمانهم ووجد في زماننا صار أمرا مقبولا! فهناك أشياء لا تصلح في زمانهم ولا في زماننا وإن اختلفت الوسائل! فأن يظهر رجل كبير نفسه وهو يمارس الرياضة ويظهر منه ما يستحي منه المرء إظهاره وإن كان مغطى لكنه مفصل لجسده وعورته! فهذا أمر قبيح!! فكيف إذا كان يشتغل بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم! لا بأس بأن تلعب الرياضة لكن أن تصور هكذا وتنشر الصور وتتباهى بها فهذا لا شك أنه من خوارم المروءة التي تكلم عليها أهل الحديث في تعريفهم للعدالة! هل يقبل المشتغل بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجلس في "مقهى" مع أناس يلعبون مثلا "الشدة = ورق اللعب"!! وهل يقبل أن يتمشى في الشارع وهو يلبس ما يعرف الآن ب "الشورت"!! فهذا ليس من التشدد وإنما هو من ثقافة منسية عندنا وهي "ثقافة العيب"!! فاتقوا الله وكونوا قدوة لما تحملونه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
Show all...
دكتور حديث وخطيب جمعة!!! أين أنت يا شعبة بن الحجاج؟!!
Show all...
البُهم… أهل الهوى… عبيد الشهوات ! وما مهرجانات الفسق والفجور عنا ببعيدة!
Show all...
قال محمد بن إِسْمَاعِيل التّرمِذيّ: سمعت المُزَنيّ يقول: "لا يصحُّ لأحدٍ توحيدٌ حَتَّى يعلم أنّ الله على العرش بصفاته". قلت: مثل أيّ شيء؟ قالَ: "سميع بصير عليم".
Show all...
كان المُزني صاحب الشافعي يقول: "أَنَا خُلُق من أخلاق الشافعيّ".
Show all...
*خارطة النقد الحديثي* إنّ كثيراً من المشتغلين بالحديث في زماننا يهجُمون على النقد الحديثي دون أدوات أو مؤهلات عندهم! وكلّ واحد منهم يريد أن يصبح من أهل العلل والنقد، وهذا حقّ وأُمنيةٌ لأيِّ أحَدٍ، لكن لا بدّ أن يكون عند من يتصدى لذلك ما يؤهله لولوج هذا الباب والتصدر فيه. في الحقيقة ليجلس كلّ واحد مع نفسه، ويتحاور معها، ويرى ما عنده، ورحم الله تعالى امرأً عَرف قَدر نفسه. إنّ مَلكَة النقدِ موهبة من الله تعالى في المقام الأول، وجدٌّ واجتهاد من صاحبها، ولهذا لم نجد من أهل النقد عبر العصور إلا القليل مع أنَّ من خاضوا في الحديث ودرسوه وصنفوا فيه كانوا عشرات الآلاف! إنّ النقد الحديثي طريقه وَعر، وهو يحتاج إلى الصّدق، والإخلاص، والدُربة، والمِراس، وصفاء الذهن، والتفرّغ، حتى تتحَصَّلَ الملكة التي تؤهلُ المرءَ لأن يكون مُتكلمًا فيه. كما وينبغي أن يكون أمام الناقد خارطة حديث فيها كل ما يتعلق به كخارطة العالَم، ينظر فيها، ويعرف الطرق المؤدية إلى كل بلد، وتقاطع الطرق بينها، وما فيها من حديث وعلماء، فربّما يجد شيئاً في أقصى بلد ما ما يفتحُ عليه أبواباً أخرى في بلد آخر؛ إذ قد ينزل الراوي بلداً ويكون قد سمع أحاديث كثيرة في بلده، فيحدّث بتلك الأحاديث في ذلك البلد الذي نزله، ثم ينشتر تلاميذه في بلدان أخرى وكل واحد معه ما لا نجده عند غيره، بل لا نجده في بلده الأصلي عند الرّواة الذين سمعوا الحديث مع شيخهم هناك، مع ما نجد عندهم من الفوائد والأخبار والحكايات التي لا يَستغني عنها الناقد فيعرفُ بها علل الأحاديث، وكيف تقع الأوهام والأخطاء. ومما ينبغي التنبيه إليه أنَّ تتبعَ رحلاتِ المُحدّثين وكيفية سماعهم وروايتهم الحديث، ومعرفة ما حصل معهم من أحداث يعدُ أساس هذا العلم؛ فإذا أردنا مثلا تتبع رحلات الإمام البخاري، ومتى دخل كل بلد؟ وكيف سمع من الشيوخ؟ وكيفية كتابته الحديث، ومعرفة مقدار الحديث الذي كتبه عن كل أحد، وعلاقاته مع شيوخه، ثم علاقاته مع تلاميذه، وكيف أخذوا عنه، ومتى؟ فكل ذلك سيعطي الناقد خارطة واسعة تكون أمامه يبحث فيها عن جزئيات لا يراها أيّ أحد، فيخرج بأشياء لا تخطر على بال، ولعلها لا توجد عند أحد. من هنا يتضح لكل ذي لبٍّ أنَّ الأمر جِدّ مُعقد، وليس بالسهل والهين، وما نراه من فوضى علمية – وخاصة فيما يسمى بالبحوث المحكّمة – يُشوّه هذا العلم الجليل الدقيق؛ حيث لا تكاد تجد إلا الجمع من هنا وهناك مع الولع في تسمية كثير منها: "دراسة نقدية حديثية"! فإذا ما نظرت فيها لا تجد نقداً! نعم. إنّ الجمع مهم وفيه فائدة، لكن الأكثر أهمية استثمار هذا الجمع، وحُسن استنطاق النصوص على نحو يمكن الناظر في كل ذلك من الخروج بنقد ليس موجوداً في الكتب، ولهذا فإنَّ ما نراه عند الكثيرين هو من باب التقليد! وهذا لا يُنقص من قيمة تقليد العلماء في نقدهم، وكلامنا ليس بخصوص هذا، لا بل في الدخول في صفِّ هؤلاء النقاد، وتعرف طرائقهم، والمقارنة بينهم، والبناء على بنيانهم، على نحو يصبح عند المرء المشتغل بذلك الشأن المَلكة النقدية التي لا يستطيع المرء أحياناً التعبير عنها من خلال ما عنده من شبكة كبيرة من المعلومات على تلك الخارطة التي أمامه، فيأتي بأشياء يحاكي فيها أئمة النقد قديمًا، وحينها سيَلحقُ بركابِهم بعون الله تعالى. إنّ ما نراه الآن مما قيل إنه من النقد الحديثي أكثره ليس نقداً، ولا يصنع الناقد الحقيقي، وإنما هو محاولات لدخول هذا الباب العَسِر دخوله إلا من هيأ الله تعالى له مفاتيح الدخول. وفي الختام نسأله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من أهل العلم والفهم، وأن يحفظ لنا هذا العلم، وينفي عنه عبث العابثين. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وكتب: خالد الحايك.
Show all...