cookie

We use cookies to improve your browsing experience. By clicking «Accept all», you agree to the use of cookies.

avatar

قناة أ.د. حاكم المطيري

الأمين العام لمؤتمر الأمة ورئيس حزب الأمة في الكويت أستاذ الحديث والتفسير - جامعة الكويت

Show more
Advertising posts
10 680
Subscribers
-324 hours
-377 days
-10930 days

Data loading in progress...

Subscriber growth rate

Data loading in progress...

#نظرات_قرآنية في سورة الزمر - ﴿قُل إِنّي أُمِرتُ أَن أَعبُدَ اللَّهَ مُخلِصًا لَهُ الدّينَ ۝ وَأُمِرتُ لِأَن أَكونَ أَوَّلَ المُسلِمينَ ۝ قُل إِنّي أَخافُ إِن عَصَيتُ رَبّي عَذابَ يَومٍ عَظيمٍ ۝ قُلِ اللَّهَ أَعبُدُ مُخلِصًا لَهُ ديني ۝ فَاعبُدوا ما شِئتُم مِن دونِهِ قُل إِنَّ الخاسِرينَ الَّذينَ خَسِروا أَنفُسَهُم وَأَهليهِم يَومَ القِيامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الخُسرانُ المُبينُ ۝ لَهُم مِن فَوقِهِم ظُلَلٌ مِنَ النّارِ وَمِن تَحتِهِم ظُلَلٌ ذلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبادَهُ يا عِبادِ فَاتَّقونِ﴾ [الزمر: ١١-١٦] https://t.me/DrHAKEM/12955 📎 https://t.me/DrHAKEM/12956 📎 https://tinyurl.com/542d9uef ﹎﹎﹎﹎﹎ ‏@DrHAKEM
Show all...
🔹 والإخلاص في الدين يقتضي أيضا منع كل صور التبديل والابتداع فيه، كما قال ﷺ: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)، وقال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، وقال: (إياكم ومحدثات الأمور)؛ لأنها تنافي الدين الخالص الذي شرعه الله لعباده، وأراده منهم، ولم يقبل غيره ‏﴿ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه﴾ [آل عمران:٨٥]سواء ابتغى دينا آخر، أو ابتغى في الإسلام ما ليس منه، كما في الصحيح: (أبغض الناس إلى الله ثلاثة: ملحد في الحرم، ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية، ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه). 🔹 والأمر في ‏﴿فاعبدوا ما شئتم من دونه﴾ تهديد ووعيد، بدلالة قوله بعده ‏﴿إنّ الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة﴾ بصدهم أنفسهم وأهليهم عن الإيمان، فساقوهم معهم إلى الخلود في النار، وهذه خسارة أكبر من خسارة المهاجرين الذين خسروا أوطانهم وأهليهم وأموالهم وأولادهم في الدنيا، فرارا بدينهم في سبيل الله، وكان المشركون في مكة يعجبون من حال هؤلاء المهاجرين الذين تعرضوا لكل هذه الخسارة من أجل دينهم! فجاءت الآية تبين لهم حقيقة حال الفريقين، ومَن هم الذين خسروا خسارة أبدية، وأنهم المشركون يوم القيامة، حين يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ‏﴿ألا ذلك هو الخسران المبين﴾ الذي لا يخفى على كل ذي لب وعين. وكان من فضل الله على المؤمنين يوم القيامة أن يجمع لهم شملهم مع أهليهم، ويتجاوز عن سيئات بعضهم بشفاعة آبائهم، ﴿والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين﴾ [الطور: ٢١]. 🔹 ثم بيّن الله هذا الخسران المبين بقوله‏ ‏بجملة البدل ﴿لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون﴾. والظلل جمع ظلة وهي القطعة من السحاب والدخان ولهب النار الذي تظللهم من فوقهم، ومن أسفل منهم، وتغشاهم من كل مكان، أعدها الله في النار لمن كفر به وأشرك، وخوفهم بها في الدنيا، وأنذرهم، وأعذر إليهم، ووصفها لهم كأنهم يرونها رأي العين، ليخشوه، ويتقوه، ويعبدوه، ولئلا يكون لهم حجة عليه يوم القيامة. #تدبر 📎مجموع النظرات https://tinyurl.com/542d9uef ﹎﹎﹎﹎﹎ ‏@DrHAKEM
Show all...
نظرات قرآنية في سورة الزمر

بسم الله الرحمن الرحيم نظرات قرآنية للشيخ أ.د. حــاكم المطيري DrHAKEM@ dr-hakem.com - ﴿تَنزيلُ الكِتابِ مِنَ اللَّهِ العَزيزِ الحَكيمِ ۝ إِنّا أَنزَلنا إِلَيكَ الكِتابَ بِالحَقِّ فَاعبُدِ اللَّهَ مُخلِصًا لَهُ الدّينَ ۝﴾ [الزمر: ١-٢] 🔹 سورة الزمر سورة مكية، سميت بهذا الاسم لوروده في ...

#نظرات_قرآنية في #سورة_الزمر - ﴿قُل إِنّي أُمِرتُ أَن أَعبُدَ اللَّهَ مُخلِصًا لَهُ الدّينَ ۝ وَأُمِرتُ لِأَن أَكونَ أَوَّلَ المُسلِمينَ ۝ قُل إِنّي أَخافُ إِن عَصَيتُ رَبّي عَذابَ يَومٍ عَظيمٍ ۝ قُلِ اللَّهَ أَعبُدُ مُخلِصًا لَهُ ديني ۝ فَاعبُدوا ما شِئتُم مِن دونِهِ قُل إِنَّ الخاسِرينَ الَّذينَ خَسِروا أَنفُسَهُم وَأَهليهِم يَومَ القِيامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الخُسرانُ المُبينُ ۝ لَهُم مِن فَوقِهِم ظُلَلٌ مِنَ النّارِ وَمِن تَحتِهِم ظُلَلٌ ذلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبادَهُ يا عِبادِ فَاتَّقونِ﴾ [الزمر: ١١-١٦] 🔹 بعد أن شرع الله الهجرة للمؤمنين المستضعفين المضطهدين بمكة؛ توجه الخطاب إلى النبي ﷺ وهو إمامهم وأولهم ‏﴿قل إنّي أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين ۝ وأمرت لأن أكون أول المسلمين﴾، وهو تذكير للمؤمنين بحقيقة دعوتهم ودينهم الذي تجشموا عناء الهجرة من أجله، وأنه التوحيد الخالص، دين جميع الأنبياء، وذلك أنهم سيهاجرون إلى الحبشة وفيها أهل كتاب يدّعون الإيمان بالله، ويشركون به، ولا يخلصون لله دينهم، فأوجزت الآية لهم رسالة النبي محمد ﷺ، وقد كان أول حوار دار بين المهاجرين في الحبشة والملك النجاشي النصراني هو في حقيقة دينهم، وقضيتهم التي هاجروا لأجلها، فسألهم النجاشي -كما في الصحيح-: (ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا في ديني، ولا دين أحد من هذه الأمم؟ وكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب، فقال له: أيها الملك! كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، يأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله عز وجل إلينا نبيا ورسولا منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله عز وجل لنوحده، ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم، والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنة، وأمرنا أن نعبد الله لا نشرك به شيئا، وأمرنا بالصلاة، والزكاة، والصيام، والحج من استطاع إليه سبيلا. فعدد عليه أمور الإسلام. فصدقناه، وآمنا به واتبعناه على ما جاء به، فعبدنا الله وحده، ولم نشرك به شيئا، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومنا، فعذبونا وفتنونا عن ديننا، ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله عز وجل، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث، فلما قهرونا وظلمونا وشقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلدك، واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك). 🔹 وكذا قوله: ‏﴿قل إنّي أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ۝ قل الله أعبد مخلصا له ديني﴾ كل ذلك بيان لسبب مفارقة المشركين ودينهم بمكة، والهجرة إلى بلد آخر، خوفا من الله وعقابه وعذابه يوم القيامة إن عادوا إلى الشرك والوثنية وعبادة الأصنام؛ ليكون النبي ﷺ أول المؤمنين والمهاجرين، وقدوة لهم في توحيده، وإخلاصه الدين لله وحده لا شريك له، والثبات عليه، والجهاد في سبيله. 🔹 وقد جعلت السورة الإخلاص لله في الدين والعبادة والطاعة القضية الرئيسة التي افترق فيها المؤمنون والمشركون، وكانت سببا للهجرة إلى الحبشة مرتين، ثم الهجرة إلى المدينة، وسببا للجهاد في سبيل الله، فابتدأت السورة بالأمر به ‏﴿فاعبد الله مخلصا له الدين ۝ ألا لله الدين الخالص﴾، وهنا ذكرت استجابة النبي ﷺ للأمر القرآني وقيامه به ﴿قل إنّي أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين.. قل الله أعبد مخلصا له ديني﴾. 🔹 والغرض من هذا التفنن في التقديم والتأخير للفظ الجلالة ‏﴿أعبد الله مخلصا﴾ ‏و ‏﴿الله أعبد مخلصا﴾ يراد منه تأكيد الحصر والإفراد لله بالتوحيد في العبادة، لما تقرر في لغة العرب من أن تقديم المفعول يفيد الحصر، كما تفيده ‏ ‏﴿إياك نعبد﴾ وحدك لا غيرك. و﴿الخالص﴾ وصف للدين والعبادة والطاعة، فلا يقبل الله منها إلا الخالص له، لا يشرك فيه أحد غيره. و﴿مخلصا﴾ حال للنبي ﷺ والمؤمنين في توحيدهم لله وعبادتهم له مخلصين موحدين لا يشركون بالله أحدا. وكذا التفنن في ﴿مخلصا له الدين﴾، ﴿مخلصا له ديني﴾، فلفظ ﴿الدين﴾ يعم كل معاني العبودية والطاعة والاتباع والحكم الذي شرعه الله لعباده وهو دين الإسلام، بينما ﴿ديني﴾ يعم كل فعل يصدر من المؤمن العابد المخلص يراد به وجه الله والدار الآخرة.
Show all...
Photo unavailableShow in Telegram
إلى شداة العربية وعلومها ‏أهدي "رائعة الابتدا" ‏وهي نظم جامع بين الآجرومية وقطر الندى مع إضافات وزيادات من شروحهما روعي فيها لغة العصر وسهولة اللفظ ووضوح المعنى https://t.me/DrHakem_books/130 أو https://tinyurl.com/389cpmke #النحو #اللغة_العربية ﹎﹎﹎﹎﹎ @DrHAKEM
Show all...
#نظرات_قرآنية في سورة الزمر - ﴿قُل يا عِبادِ الَّذينَ آمَنُوا اتَّقوا رَبَّكُم لِلَّذينَ أَحسَنوا في هذِهِ الدُّنيا حَسَنَةٌ وَأَرضُ اللَّهِ واسِعَةٌ إِنَّما يُوَفَّى الصّابِرونَ أَجرَهُم بِغَيرِ حِسابٍ ۝﴾ [الزمر: ١٠] https://t.me/DrHAKEM/12950 📎 https://t.me/DrHAKEM/12951 📎 https://t.me/DrHAKEM/12952 📎 https://tinyurl.com/542d9uef ﹎﹎﹎﹎﹎ ‏@DrHAKEM
Show all...
🔹 والقرآن معجز في لفظه ورسمه معا، وكلاهما توقيف من الشارع، فاللفظ أُخذ سماعا من فم رسول الله ﷺ كما سمعه من جبريل، والرسم كتب بين يديه، وبإقراره، وتحت بصره، كما نقش في قلبه، فالقرآن كتاب مسطور في اللوح المحفوظ، قبل أن ينزل منجما مقروءا، ومن تدبر فروق الرسم القرآني؛ وجد أنه لا يرجع إلى ما اعتاده العرب من الكتابة والخط -إذ القاعدة المعهودة تقتضي توحيد رسمه وهم ما لم يحدث- بل كما أن لفظه غير معهود لهم، مع أنه مثل كلامهم، فكذلك رسمه وكتابته، وقد سبق أن أشرت سابقا إلى بعض ذلك في بعض الفتاوى، وهذا النمط منها فقد أثبتت ياء المتكلم في سورة الزمر في موضع، وحذفت في موضع، واختلف في موضع والأشهر حذفها. فالخط القرآني فريد في جنسه كتابةً ورسما، كما القرآن فريد في جنسه لفظا وكلاما، فلا يشبه كلام العرب المنظوم كالشعر الذي افتنّوا فيه، ولا المنثور كالخطب التي اشتهروا بها، ولهذا كُتب القرآن على وجه خاص؛ لأنه كلام إلهي خاص، بخلاف رسائل النبي ﷺ التي كتبت على النحو المعهود للخط آنذاك. وتدبر الرسم القرآني كتدبر اللفظ القرآني، فالقرآن نزل كتابا يُقرأ، وكلاما يتلى ﴿كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته﴾[ص:٢٩]، ﴿ذلك الكتاب لا ريب فيه﴾[البقرة:٢]، فهو كتاب مقروء قبل أن يكون كلاما متلوا، وأول ما نزل منه على النبي ﷺ الأمر بقراءته ﴿اقرأ باسم ربك الذي خلق﴾[العلق:١]، والقراءة إنما تكون لكتاب. ولهذا السبب -وهو كون القرآن نزل كتاباً يُقرأ من اللوح المحفوظ ﴿وكتاب مسطور . في رق منشور﴾ [الطور:٢ - ٣]، قبل أن يكون كلاما يحفظ في الصدور- كان النبي ﷺ يأمر كتاب الوحي بكتابته مباشرة بين يديه بعد نزول أي شيء منه عليه ﷺ؛ لأنه نزل ليكون كتابا يُقرأ في السطور، لا كلاما يتلى ويحفظ فقط في الصدور، مما يؤكد أن الرسم القرآني كاللفظ القرآني من حيث الإعجاز والفرادة، وأنه لم يلتزم فيه الخط العربي المعهود، بل التزم فيه بالرسم المسطور في اللوح المحفوظ، وقد ورود رسم لفظ (شيء) أكثر من ٢٠٠ مرة على رسم واحد، إلا في موضع واحد فقط رسم على نحو مختلف تماما ﴿ولا تقولن لشاىء إني فاعل ذلك غدا﴾؛ فلا يتصور أنهم كتبوا لفظ ﴿لشاىء﴾ على هذا النحو المختلف اجتهادا من عند أنفسهم! أو لأنه لم تتقرر عندهم قاعدة للكتابة! بينما كتبوه أكثر من مئتي مرة على طريقة واحدة مما يؤكد تقرر القاعدة عندهم، فعلم يقينا أنه أمر توقيفي لا شأن لهم به، وأنهم إنما كتبوه بين يدي النبي ﷺ على النحو الذي نزل، كما قال تعالى: ﴿إنه لقرآن كريم . في كتاب مكنون﴾[الواقعة:٧٧ - ٧٨]، ﴿بل هو قرآن مجيد . في لوح محفوظ﴾[البروج: ٢١ -٢٢]، فإعجاز القرآن كتابةً ورسمًا، كإعجازه قراءةً ونظمًا. 🔹 والقرآن شأنه كله عظيم، ونبأ عظيم، وبلغ من عظمته أن الله تكفل لرسوله ﷺ بإقرائه إياه وحفظه له وجمعه وبيانه ﴿لا تحرك به لسانك لتعجل به. إن علينا جمعه وقرآنه. فإذا قرأناه فاتبع قرآنه. ثم إن علينا بيانه﴾، وكان جبريل ينزل ليدارس النبي ﷺ القرآن في رمضان كل ليلة كما في الصحيحين. 🔹وهناك مراعاة في الرسم والخط للمعاني على خلاف ما تقتضي قواعد النحو والخط -وقد سبق الإشارة إليه في غير هذا الكتاب- كما في قوله تعالى: ﴿ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا﴾[الإسراء:١١] في دعائه فناسب العجلة الحذفُ للواو في يدعو مع عدم وجود ما يقتضي حذفها نحويا. ومثله: ﴿ويمح الله الباطل﴾[الشورى:٢٤] فيه معنى الإسراع في العقوبة وعدم تأخرها، وسرعة محو الله للباطل، وإحقاقه للحق، وقيل معطوف على ﴿يختمْ على قلبك﴾ ولا يصح، بل هي منقطعة مرفوعة. وكذا: ﴿يوم يدعُ الداع﴾[القمر:٦] روعي في الحذف معنى فجأة النفخ في الصور، وسرعة الخروج من الأجداث، وتتابع الأحداث على نحو يتناسب معه الحذف خطا، ليستحضر القارئ ما يستحضره السامع من سرعة وقوع الأحداث فيه! وكذا ﴿فليدع ناديه. سندعُ الزبانية﴾[العلق:١٧ - ١٨] فيه معنى الإسراع بالعقوبة لو دعا ناديه، وقرب العذاب؛ فناسبه حذف الواو مع ما فيه من معنى الجزاء. فالقرآن كلام الله المعجز في لفظه، ونظمه، ومعناه، ومضمونه، وخطه، ورسمه، وقراءاته، وكل ذلك توقيفي، وتدبر ذلك كله مما أمر الله به ﴿أفلا يتدبرون القرآن﴾[محمد:٢٤]! وقد وصف الله القرآن بأنه ﴿كتاب أنزلناه إليك﴾[ص:٢٩] وبأنه مسطور وبأنه ﴿آيات الكتاب وقرآن مبين﴾[الحجر:١] وهو كذلك في اللوح المحفوظ فكتابته كقراءته محفوظة مقصودة في الإعجاز والتحدي والتدبر. 🔹 وحذف الياء في (يا عباد) قيل أنه من باب مجاراة العرب في أساليبهم وحذفهم عند النداء الإضافة إلى ياء المتكلم وهو كثير في لغتهم، فأثبتها القرآن خطا تارة، وحذفها تارة، وأثبتها بالإسكان نطقا تارة، وفتحا تارة، وكل ذلك موافقا لأساليب العرب الذين نزل القرآن معجزا لهم.
Show all...
🔹 وقيل بل حذفت الياء هنا للاستغناء عنها لما تقرر من كون المخاطبين وهم المؤمنون عباد الله بلا ريب بإيمانهم وإقرارهم، فلا حاجة لإثباتها في هذا الموطن، بينما أثبتت الياء في آية ‏﴿يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله﴾[الزمر:٥٣]؛ لأن الخطاب عام لكل إنسان، والمراد فيها أصلا المسرفون وهم غير المؤمنين، الذين لم يدخلوا باختيارهم في عبودية الله وحده، فذكرهم بإضافتهم إليه (عبادي) تذكيرا لهم بأنه ربهم الرحيم بهم، وتوددا وتألفا لهم. 🔹 والذي يظهر -والله أعلم- أن حذفها في المواضع كلها جاء مراعاة للمعنى، وذلك أنها جاءت في سياق الأمر بالتقوى وما يقتضيه من سرعة الاستجابة، فقال: ‏﴿يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم﴾، وقال: ‏﴿يا عباد فاتقون﴾، بينما قال في العبادة‏ ‏﴿يا عبادي .. فإياي فاعبدون﴾، والعبادة تحتاج عملا، وتقتضي قدرة واستطاعة، وتستغرق زمنا، بينما التقوى كف وترك واجتناب للشرك والمعاصي، وكما في الحديث: (ما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم، وما نهيتكم عنه فانتهوا) فورا، إذ لا يحتاج اجتناب المنهيات إلى فعل وزمن وجهد، بل تصميم وعزم، وعدم الفعل المنهي عنه فورا، فناسب حذفها فيما كان النداء فيه يقتضي السرعة والمبادرة. وكذا حذفها في آية الزخرف ‏﴿إلا المتقين. يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون﴾ روعي في حذفها معنى سرعة البشارة للمتقين بالنجاة من أهوال يوم القيامة. 🔹 وقد وعد الله المؤمنين المستضعفين بمكة، والمهاجرين إلى الحبشة بالحسنة ‏﴿للذين أحسنوا﴾ بإيمانهم وصبرهم ‏على ما تعرضوا له من الفتنة في الدين والهجرة في سبيل الله ﴿في هذه الدنيا حسنة﴾، وهي النصر والظهور والاستخلاف الذي وعدهم الله إياه في الدنيا، كما في قوله تعالى: ﴿والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون﴾ [النحل: ٤١]. وهو ما تحقق لهم فعلا، فلم يمض على هجرتهم بضع سنوات حتى بوّأهم الله في الأرض دارا حسنة، فسادوا جزيرة العرب، ثم فارس والروم والأرض كلها! وكان عمر -رضي الله عنه- إذا أعطى أحدا من المهاجرين عطاءه، قال خذ بارك الله لك فيه، هذا ما وعدك الله في الدنيا، وما ادخر لك في الآخرة أفضل، ثم قرأ الآية من سورة النحل. وإذا كانت هذه حسنة الدنيا، فكيف ستكون حسنة الآخرة يوم القيامة! 🔹 ثم رغبهم الله بالهجرة وآنسهم وهون عليهم ما فيها من مشقة على النفس فقال: ‏﴿وأرض الله واسعة﴾، فالأرض كل الأرض لله وحده، فلا تضيق على المؤمن أبدا، وكما قال الأول: لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيقُ فحيث خشي المؤمن الفتنة على نفسه ودينه وعرضه فقد جعل الله الأرض كلها وطنا له، يعبده حيثما رحل وحل ونزل، ولا تقتصر عبادته سبحانه على مكة والبيت الحرام، بل كل الأرض لله، وحيثما توجه المؤمن فثم وجه الله، ‏ثم بشرهم الله كذلك بحسنة الآخرة ‏﴿إنما يوفى الصابرون﴾ المهاجرون في سبيل الله ثباتا على دينهم ‏﴿أجرهم بغير حساب﴾ إذ وعدهم الجنة وفيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فهي فوق الوصف الذي تبلغ عقولهم كنهه وحقيقته، ولهذا فأجرهم لا يحصر بحساب وعد، ولا بوصف ونعت، فهو أجر غير معدود، ولا محدود. 🔹 وكل عبادة فقد كتب الله فيها الحسنة، وعشر أضعافها، إلى سبع مئة ضعف، إلا الصبر فإنه لم يجعل له حسابا محصورا، لأن الصبر عبادة النفس، كل الوقت، بالتسليم لله وأمره، وقضائه وقدره، والرضا به. 🔹 وقد جاء هنا باسم الموصول ‏(الذين أحسنوا)، وبأل الداخلة على الوصف (الصابرون)، ليعم الوعد كل من اتصف بالإحسان والصبر، كما اتصف به المهاجرون الأولون بمكة، فلم يخصهم الله بالحسنة في الدنيا، ولا بالأجر بلا حساب في الآخرة، بل عمهم في الحكم وغيرهم ممن فعل فعلهم. 🔹 وفي خطاب الله للمؤمنين المستضعفين وأمره لهم بالتقوى، ووعدهم بالحسنى، إشارة إلى أن إيثارهم أوطانهم وأهليهم وأموالهم وعشيرتهم على دينهم ينافي حقيقة الإيمان، وهو ما يوجب الاتقاء والاجتناب، ولهذا أوجب الله عليهم جميعا الهجرة بعد ذلك إلى المدينة، بعد أن كانت جائزة مشروعة إلى الحبشة، ونزل قوله تعالى: ﴿إن الذين توفاهم الملآئكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولـئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا﴾ [النساء: ٩٧]، ثم نسخ الله وجوب الهجرة بعد فتح مكة، وظهور الإسلام، وبقيت الهجرة مشروعة لكل من خاف على دينه ونفسه. #تدبر 📎مجموع النظرات https://tinyurl.com/542d9uef ﹎﹎﹎﹎﹎ ‏@DrHAKEM
Show all...
نظرات قرآنية في سورة الزمر

#نظرات_قرآنية في #سورة_الزمر - ﴿قُل يا عِبادِ الَّذينَ آمَنُوا اتَّقوا رَبَّكُم لِلَّذينَ أَحسَنوا في هذِهِ الدُّنيا حَسَنَةٌ وَأَرضُ اللَّهِ واسِعَةٌ إِنَّما يُوَفَّى الصّابِرونَ أَجرَهُم بِغَيرِ حِسابٍ ۝﴾ [الزمر: ١٠] 🔹 في هذه الآية شرع الله الهجرة للمؤمنين المستضعفين المضطهدين بمكة -وكل من جاء بعدهم وكان حاله كحالهم- بعد أن بلغ الاضطهاد لهم من كفار قريش حدا اضطرّهم إلى الفرار بدينهم، والهجرة إلى الحبشة في السنة الخامسة من البعثة النبوية، ففارقوا الوطن، والأهل، والأولاد، والأموال، ولمشقة إخراج الإنسان من وطنه جعله الله في الحرمة كقتل النفس، أو أشد، كما قال تعالى: ‏﴿إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون﴾[الممتحنة:٩]، فساوى الله في الجريمة بين مَن قاتل المؤمنين لدينهم، ومن أخرجهم من أرضهم، ومن أعان على إخراجهم وظلمهم، وحرم على المؤمنين موالاتهم جميعا، وقد جعل الله ذلك سببا لوجوب جهادهم، كما قال سبحانه عن قوم موسى ‏حين كتب عليهم القتال قالوا: ﴿وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا﴾[البقرة:٢٤٦]. 🔹 وقد كانت الهجرة إلى الحبشة على دفعتين، فخرج في أول مرة عثمان بن عفان رضي الله عنه وزوجته رقية بنت النبي ﷺ وهما أول مهاجرين في سبيل الله، وذلك في شهر رجب من سنة خمس، وكانوا أحد عشر رجلا وأربع نسوة، وخرجوا مشاة من مكة إلى البحر، فاستأجروا سفينة إلى الحبشة. وهاجر من الرجال أيضا: عبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوام، وأبو حذيفة بن عتبة، ومصعب بن عمير، وأبو سلمة بن عبد الأسود، وعثمان بن مظعون، وعامر بن ربيعة، وسهيل ابن بيضاء، وأبو سبرة بن أبي رهم العامري. فهؤلاء العشرة أول من خرج من المسلمين إلى الحبشة. ومعهم من النساء سهلة بنت سهل امرأة أبي حذيفة، وأم سلمة بنت أبي أمية امرأة أبي سلمة، وليلى بنت أبي حثمة امرأة عامر بن ربيعة. ثم إن ن المسلمين بلغهم وهم بأرض الحبشة أن أهل مكة أسلموا، فرجعوا إلى مكة، فلم يجدوا ما أخبروا به من ذلك صحيحا، فعاد بعضهم، وسار معهم جماعة إلى الحبشة، وهي الهجرة الثانية، وكانوا أكثر من ثمانين رجلا، وكان عليهم جعفر بن أبي طالب، ولم يعودوا إلا بعد فتح خيبر في السنة السابعة، فكانت مدة هجرتهم في الحبشة نحو خمس عشرة سنة، وحتى قال النبي ﷺ حين عادوا: (بأيهما أفرح، بفتح خيبر، أم بقدوم جعفر)؟ 🔹 قالت أم سلمة: (لما ضاقت علينا مكة، وأوذي أصحاب رسول الله ﷺ وفتنوا، ورأوا ما يصيبهم من البلاء، والفتنة في دينهم، وأن رسول الله ﷺ لا يستطيع دفع ذلك عنهم، وكان رسول الله ﷺ في منعة من قومه وعمه، لا يصل إليه شيء مما يكره مما ينال أصحابه، فقال لهم رسول الله ﷺ: إن بأرض الحبشة ملكا لا يظلم عنده أحد، فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجا ومخرجا مما أنتم فيه، فخرجنا إليها أرسالا، حتى اجتمعنا بها، فنزلنا بخير دار إلى خير جار، أمنا على ديننا، ولم نخش منه ظلما). 🔹 وقد بدأت الآية بخطاب المؤمنين بالنداء بلفظ ﴿يا عبادِ﴾ وحذفت فيها ياء الإضافة للمتكلم، بإجماع القراء، والمصاحف، بينما ثبتت خطا بلا خلاف بين القراء في ﴿يا عبادي الذين أسرفوا﴾[الزمر:٥٣]، فمنهم من قرأها بإسكان الياء، ومنهم من فتحها، واختلف في حذفها في ‏﴿يا عبادِ فاتقون﴾[الزمر:١٦]، والجمهور على حذفها رسما، وأثبتها بعض القراء، وكل هذه الآيات الثلاث في سورة الزمر، وجاء في سورة العنكبوت أيضا بإثباتها ‏﴿يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون﴾، وفي الزخرف بحذفها ‏﴿يا عبادِ لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون﴾، وليس في القرآن كله غير هذه الآيات الخمس جاءت (عباد) منادى، تارة بحذف ياء المتكلم، وتارة بإثباتها.
Show all...
"يا غزة المجد .. عذرا" بقلم أ.د. حاكم المطيري يا غزةَ المجدِ إني عنكِ ممنوعُ والحرُّ في قبضةِ السجانِ مقموعُ! عذراً ! ولا عذرَ لي لو كنتُ مقتدرا على الحراكِ وصوتُ الحقِ مسموعُ! قد صرتُ دونكِ مخفورا بأقضيةٍ تترى فما يُدرى ما زورٌ وموضوعُ؟ ولفقوا تهماً كي يرضى قيصرُهم والسامريُّ بعجلِ القومِ متبوعُ! وأصبح العربُ الأعرابِ واآسفا صرعى الفجورِ فمغرورٌ ومخدوعُ وألفا مليارَ في الإسلامِ عاجزةٌ عن النفيرِ وطبلُ الحربِ مقروعُ! تبكي الضحايا وكم يدمى الفؤادُ لها طفلٌ قتيلٌ وكهلٌ عنه مصروعُ قد انبرى فتيةٌ للهِ درّهمُ من أهل #غزة كم راعوا وما رُوعوا طغى العدوُ فهبوا دون أرضهمُ لم يثنهم عنها قصفُ الحربِ والجوعُ قد حاصرتهم جيوشُ الرومِ فاصطدموا والمجدُ محتفلٌ والقتلُ مشروعُ من كل حر أتى للحرب محترفا والمدفعُ الخارق الرشاش مرفوعُ يمشون للموت مشي الأُسد ضاريةً إلى العدوِ فمقتولٌ ومقطوعُ واستصرخوا أهل مصر أين نجدتكم! ألا صلاحٌ لنصر #القدس مدفوعُ؟ يا ويح مصر! وكم في #مصر من بطلٍ يرنو لغزة تبكي وهو مفجوعُ! هبوا لغزة إن العز في #رفح وأدركوا الثأر فالميدانُ مجموعُ وحطموا السور والأغلال وادرعوا وأضروعوا خدَّ من باعوا ومن بيعوا! https://video.twimg.com/amplify_video/1791131879522856961/vid/avc1/720x1280/wmZTNMO3-ydzWW-y.mp4 ﹎﹎﹎﹎﹎ ‏@DrHAKEM
Show all...