عَبِير إِدريس

«ما رأيتُ شيئًا أحسن من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، كأنّ الشَّمس تجري في وجهه، وإذا ضحك يتلألأُ في الجُدُر». أبو هريرة

` أيَا أهلَ أمّة الإسلام، يا أبناء الأمّة الجريحة، يا شباب الأمّة الدامية.. أنأكُل الطعام، ونشرب الشراب، ونلبسُ الثياب، وبنو غزّتنا هلْكَى، لا طعام لهم ولا شراب، لا لباس لهم ولا أمان!؟ أتهون عليكم أمّتكم يا أبناءها؟ أتهون عليكم جراحها وآلامها؟ لا تكونَنّ جاهلية زهير ابن أميّة أكثر مروءة من إسلامكم وعقيدتكم.. لا تكوننّ نصرتك: كلمة تنشرها، وهاشتاق ترفعه، ثمّ تخلد لنومك مرتاحًا، وتأكل طعامك متنعّمًا.. ها هو بابُ خيرٍ فُتح أمامك، فلا تحقرنّ من المعروف شيئًا.. تقاسَمُ رغيفك وشربة مائك، وأوصلها بدمعِك وحرارتك، فوالله الذي رفعَ السماء بغير عمد، قطرةٌ يسيرة منكَ، ومنكِ، ومنّي.. تصل سيلًا مباركًا لإخواننا.. .. فُتح باب التبرّع لحملة "غيراسيون ٤" فأقبل يا أخ/أخت الإسلام. للمشاركة.. يُرجى التواصل هنا: @m345m

حتّى لا ننسىٰ! .. هناك ألم لا يُفارق القلب، بل يُشعله

أعلَم أنّك ما نسيت.. وأعلم أنّ المشاهد أخذَت جزءًا من آلام قلبك، وأن جراح الأمّة تسكن ثَناياك، ولَم تَألَف! وأنّك تُحاول موازنة وقتك، وترتيب جدولك، وتثبيتَ خطوتك، وأنّك تجتهد قدر استطاعتك، لكنّي جئت أهمِس لك عسىٰ تجد في الهمسة ضالّتك: كُن بخير!

سيأتي الحُلمُ في مِشكاةِ فَجرٍ وعندَ الصُّبحِ تبتسِمُ الأماني

ستَمُرُّ بأيّامٍ عِجاف، ستأخذ الأيّام شيئًا من ملامحك، صحّتك، وقتك، قلبك، ستَشعُرُ بحِملٍ لا تستطيعه الجبال، وأنّ ظهرك لشدة الألم كاد يُكسَر! وأنّك وحيد لا يُشاطرك الطّريق أحد .. لكن أحيانًا تكون أسير فكرتك، ورهين اعتيادك! لأوضّح لك الصّورة، فانتبه.. حينَ تُكثر تفكيرًا بعَجزِك تَعجَز، وحينَ تؤكّد على نفسك مرارًا أنّ الوقت قليل، لن تجده! وحينَ تُدمِنُ فكرةَ أن ليس هناك مَن يفهَمُك، ستُصدّقها لدرجة لن تفهَمَ نفسك! هذه الحيرة والعجز والكسل والتّعب، جزء منه يسكن عقلك لا الجسد.. البلاءات يَمُرّ فيها كلّ أحَد، لكنّها لا يخرج منها سليم القلب إلّا صاحب القلب! مَن لا ينسى الآخرة، ذاكَ الّذي لا تُعطّله الأحزان عن العمل، ولا توقفه الفكرة عن غرس البذرة، ولا يعجز لمجرّد محاولةٍ فاشلة، ولا يجلس على حافّة الطّريق لأنّ هناك مَن يشغَل الطّريق! مهم أن تنتبه لأفكارك، لما تُدمن التّفكير فيه، أن تنظر لعبادتك، مدخلاتك، صُحبتك، سكّان قلبك، وتُعيد برمجة ما ترنو إليه، لست وحدك المُصاب، ولست وحدك صاحب الألم! واجعَل من جرحك المحتوم أجرًا غير معلوم، احتَرِم فيكَ ضَعفًا، واجتَهِد عليك ضِعفًا، واعمَل كأنّ العمل أنفاسك، استَعِن تُعان، ومَن اختار الطّريق؛ دَفَع الثَّمَن. قصي عاصي العسيلي.

اللهم إني أستغيث بك، وأتضرع لك، وأتوسل إليك، بأخلص أعمالي، وأحسن أقوالي، أن تغيث أهل ڠـزة، وتمدهم بكل ما يحتاجون من الطعام، والشراب، والدواء، والوقود، والبركة، والصبر، والرضى، والعون، والثبات، والهدوء، والأمن، والأمان، والمأوى، والسلام، وأن تنزل السكينة، والرحمة، والطمأنينة على قلوبهم، وأن تغنيهم بك عمن سواك، وتعجل بالفرج العاجل لهم، اللهم استجب دعاءنا ولا تردنا خائبين !!

الكلاب يطلقون الكلاب على المُسنات في جباليا. المشهد صعب، وما عاد يوصفه كلام، والحال يرثى له ولا ينسى أبدًا:) ليس لها من دون الله كاشفة.

هذه غزة.. وهؤلاء "إخوتها"