كيف تصنع مجرماً؟
أحيانا نستغرب كيف لشاب كان مسالماً ثم صار ثائراً ضد الظلم ثم مجاهدا ثم صار مجرماً يبطش هنا ويقتل هناك! كيف تحول هذا الشخص بهذا التسلسل؟
ربما يجيب فيليب زيمباردو في كتابه تأثير إبليس عن الأمر, العملية لا تتطلب إلا تلاعب بسيط منظم بعقلية الجندي.
تتم على خطوات متتالية لتغير نمط الشخصية :
أولاً - جرد الآخرين - الخصوم - من إنسانيتهم مثل اتهام الجماعة الفلانية بالردة أو العمالة أو محاربة دين الله أو التآمر لضرب '' المجاهدين '' وهنا خلق الأرضية للعداء (الشرعي) القاعدة الصلبة للتجرؤ على القتل.
ثانياً - جرد الجندي من فرديته، افصله عن الجماعات الأخرى والأفكار الأخرى وحدد نطاقه بجماعته فقط التي تحمل نفس الأفكار المشتركة التي ستتحول إلى مسلّمات وقطعيات لا أمور اجتهادية قد تخطئ.!
ثالثاً - وزع المسؤولية الفردية، جزء من الجنود تحاصر، الآخر يهجم، الآخر يأسر، الآخر يحرس الأسرى، الآخر يحقق ويعذب، الآخر يقضي ويقتل.(كله في سبيل الله!) الأهم أثناء العملية لبس القناع الذي يزيد العدوانية والرغبة بفرض السيطرة ونشر الرعب وإعطاء شعور زائف بالسطوة والقوة.
رابعاً - نزع المسؤولية عنه حتى يبقى مرتاح الضمير فهو يقتل ويسرق ويبطش بأمر الأمير وفتوى الشرعي وبهذا يفعل الموبقات بضمير مرتاح وبلا مساءلة!
بهذا التدرج والعملية. - المخابراتية - المنظمة يتمكن قادة أي تنظيم منحرف من التحكم بجنودهم، وهنا لا نستغرب حال جنود التنظيمات الظلامية كيف بدأوا مسيرة جهاد نظيف ثم صاروا أدوات قذرة في لعبة قذرة.
هذه العملية يمكن تطبيقها في أي تنظيم, لهذا تجد تنظيمات وأحزاب متناقضة في الشعارات والمنطلقات لكنها تلتقي في الإجرام والتوحّش والتطرف الديني أو العنصري ...إلخ
أما الصورة فلا علاقة لها بالمحتوى ولا تمت لمعانيه بأي صلة وتم استخدامها بكل براءة..
🖌 تليد الشام
قناة البراء الشامي للمتابعة