معلومات مهمة عن الفلسفة والدين والعلم الطبيعي

توضيح من شيخ الاسلام لقضية ان الله عز وجل قد فطر الناس على الايمان به وان العلم بوجوده وكماله غير متوقف على الايات لان الانسان يعلم بوجود الرب بدون الايات ثم علمه بان هذه الاية المعينة او تلك مستلزمة لوجود الصانع مبني على تلك المعرفة الفطرية الضرورية السابقة, فالاستدلال بالايات عند شيخ الاسلام ليس في حقيقته تاسيسا للمعرفة بمجهول وانما تذكير وكشف كذب منكر مثل هذه الحقائق.

معلومات اساسية ومهمة لمن يريد ان يعرف اكثر عن مذهب السنة والجماعة في استطاعة العبد وقدرته.

فالطبيعيون الدهرية ينطلقون من مسلمة اطراد وثبات القوانين الطبيعية على نفس الاحتمالية بلا حد ولا قيد في كل من الطرفين (الماضي والمستقبل) وهذا الدعوى هي لازم كفرهم بكل ما في الغيب والاعتقاد بان لا موجود الا جنس هذه الطبيعية المشاهدة. فقبل ان يضع دارون نظريته في نشاة الكائنات الحية وتطورها فقد انطلق من هذه المسلمة وهي ان القانون الطبيعي المشاهد الان هو نفس كان جاريا قبل احداث نشاة الكائنات الحية فيجب ان تكون احداثا طبيعية تقاس على القانون الطبيعي الحالي (لانه لا يوجد الا هذا القانون الطبيعي الساري حاليا), وكذلك الكوزمولوجيين من بعده الذين انطلقوا من نفس المسلمة وهي اطراد وثبات القوانين الفزيائية في جهة الماضي بلا ابتداء وبالتالي يصح لهم تصور احداث وقعت في ماضي العالم بناء على ما نراه الان من قوانين طبيعية, فلما قام لوميتر بطرد معادلات النسبية العامة فاستنتج بان الزمكان لابد وان كان في الاصل نقطة متناهية الصغر فقال بان العالم قد نشا (ولم يخلق) من تلك النقطة نفسها مع انهم اذا سئلوا كيف بدات المادة من عدم؟ قالوا بان العدم السابق للنقطة ليس عدما بالمفهوم الفلسفي وانما عدم بالمعنى الفزيائي (وهو شيء) وهذا هو ما يقتضيه ذلك الطرد للقوانين الطبيعية, فلا يصح تصور تلك النقطة في الماضي الا بافتراض سبق القوانين الطبيعية الحالية عليها حتى يصح طرد القياس من حيث المبدا. الخلاصة: مسلمة طرد القوانين الطبيعية على كل انحاء العالم وفي جهة الماضي والمستقبل بلا حد ولا قيد هو اساس لا بد منه في كل نظرية من نظريات القوم في الكوزمولوجيا ونشاة الكائنات والنجوم والكواكب والارض الخ.