عَـائِـش

Listen to ‎⁨إني لأشمت بالجبار | بدوي الجبل بصوت "عبدالله العنزي" by SA.OL on #SoundCloud https://soundcloud.com/somayah-alomar/5mz4wiheynvs?p=a&c=0&si=9b27f4e9ea4e4e6e912a907e50ef7f9a&utm_source=other&utm_medium=text&utm_campaign=social_sharing

لقد كان وجود الشيخ المنشاوي سجدةً من سجدات التلاوة في عالم القراءات! رحمه الله تعالى! إن غيره لأقومُ منه فنًّا وبراعةً في الأداء وقوةً في الصوت، لكنه كان يتلقى القرآن فيصبغه بقلبه ويخرجه إلى الناس فتخرج قلوبهم من أجداث الدنيا سِراعًا يؤمون تلاوته وعليهم طيلسان السكينة والخشوع، فهم معه في زمن هارب من قبضة الغفلة موصول بزجل الملائكة تسبيحًا وتقديسًا. رحمه الله ورفع في الجنات منزلته! ش/ وجدان العلي

النبرة الحزينة للمنشاوي رحمه الله، لطالما تمنيتُ لو قرأ كل القرآن بهذه الطريقة العجيبة، كما فعل في يوسف، والثلث الأخير تقريبا من آل عمران، وهذا الإصدار من جزء عم. رحمة الله على رَيحانة القُرَّاء فطرة

ألقى ثِقالَ الأرضِ عن أكتافِه ورَمى الهوىٰ لمّا أرادَ سماءَ

أَسمعُ جَعجَعةً ولا أرىٰ طحنًا! ____ الجعجعة: صوت الرحى التي تطحن القمح، والطحن معروف. والمعنى: أسمع صوت الرحى ولا أرى دقيقا. يُضرب مثلًا في سماع جلبة لا يعقبها نفع، وفي الجبان يوعد ولا يوقع، والبخيل يعد ولا يفي.

كنت في النأنأة وغضارة الصبا أطالع كلام أبي عبدالله ابن قيم الجوزية رحمه الله ورضي عنه وهو يدندن على أن حاجة العبد إلى الهداية أعظم من حاجته إلى الطعام والشراب والنفس، وهو معنى كثير الدوران في كلامه رحمه الله.. وكنت لحداثة السن أتعاظم هذا الذي قاله أبو عبدالله، ثم تمضي قوافل الأيام وينسخ ليل نهارا ونهار ليلا، ويبصر الإنسان في نفسه وفي الناس، وقد اتسعت الفتن، وتتابعت الرجفات، وتلونت القلوب، وزاغت الأبصار، وللباطل صولة ودهشة، وفي النفوس ما فيها من عورات يتسلل منها العدو، فيختطف القلب فإذا هو حائر محجوب عن الوحي، ذليل في يد الوساوس، مثقلٌ بالأفكار المظلمة والتصورات الآسنة، والأفكار التي يلعن بعضها بعضا.. فإذا النجاة من هذا كله في هداية الله تعالى، واعتصام العبد بربه سبحانه وبحمده، وافتقار القلب بين يدي ربه عليه سيماء السجود بالذلة التامة والفقر العريق! وهذا هو العلم النافع، فلقد رأينا من تلون ومن فاه بالنفاق صرفا لا شوب فيه، ومن ركن إلى الزيغ فاتخذه سبيلا، ومن آزر الشيطان وماشاه في ركبه ونطق بلسانه! لا إله إلا الله! أي حياة تبقى في عبد لم يهده ربه ولم يذق لذة أن يكون عبدًا لله! اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت وقنا واصرف عنا شر ما قضيت! يا حي ياقيوم برحمتك نستغيث! أصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين!

كأنها لم تكن! قال ابن القيم رحمه الله: "فإذا عزمت التوبة وصحَّت ونشأت من صميمِ القلبِ؛ أحرقت ما مرَّت عليه من السيئاتِ، حتى كأنها لم تكن، فإنَّ التائبَ من الذنبِ كمن لا ذنبَ له".

النَّبي صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال: "التَّائبُ مِن الذَّنبِ كمَن لا ذنْبَ له"،