بسام أبو عدنان

الشعور الدائم لدى الاقليات بالخطر على الوجود يجعلها اكثر تماسكا من الغالبية التي عادة ما تعطيها الأغلبية والكثرة شعوراً زائفاً بالأمان وعدم تهديد الوجود ما يجعلها أكثر عرضة للانقسام والتشظي، وهذا يحدث اختلالاً في موازين القوى لأنه يجعل الأقلية المتحدة أقوى من الغالبية المتفرقة المختلفة

شهدنا خلال سنوات الثورة محاولة إضفاء الحصانة على عدة مسميات دخل تحتها وتحصن بها من يستحق العقوبة. حصانتك لا تأتِ من وصف شيخ أو أمير أو ناشط أو مجاهد أو ثائر أو .... ، حصانتك تأتي من وعيك وأخلاقك وعدم تجاوزك على حقوق و حدود الله والمجتمع والناس.

يقدر الدكتور راغب السرجاني عدد سكان المدينة المنورة لحظة هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها بقرابة (٣٠) ألفاً. بينما يقدر عدد المسلمين فيها من المهاجرين والأنصار مع النساء والأطفال بما لا يتجاوز ألفي مسلم. ثم يبدي تعجبه من القدرات القيادية لرسول الله صلى الله عليه وسلم والتي مكنته من حكم هذه المنطقة رغم كون أتباعه المسلمين أقليةً فيها وذلك قبل أن يتمكن من نشر الإسلام فيها بشكل كامل.

سأخبركم بما يجول في نفسي إنّ حالة التنازع التي تعيشها المعارضة السورية وإن كانت مستندة ًعلى أسس قويةٍ في تركيبة العقلية السورية، إلا أنها على ما يبدو جزءٌ من خطة كبيرةٍ لوأد هذه الصورة التي اندلعت في زمانٍ يشهد تحولات سياسية على الصعيدين الإقليمي والدولي، وفي مكانٍ يشكل عقدة بالغة الأهمية من الناحية الجيوسياسية. نعم ... تنازعنا جزءٌ من خطة كبيرة، والمؤسف أننا نحن من أهم أدوات هذه الخطة.

ألا يجب ين يشكل مسار التطبيع التركي مع النظام دافعاً لنا لنطبّع مع بعضنا؟! ألا يجب أن يدفعنا التقارب التركي العربي من النظام إلى التقارب فيما بيننا وتنحية الخلافات التي استنزفت طاقاتنا وأدخلتنا في حالة تآكلٍ ذاتي؟!

أخطر تيه وضياع ما كان ناتجاً عن أسلوب تفكير الشخص/ الشعب/ الأمة. كونه يؤدي إلى هلق حالةٍ مزمنةٍ تشبه الدائرة المغلقة من استمرار أو تكرار الدخول في حالة التيه نفسها.

العوامل الأهم في ولادة الرموز هي العوامل الذاتية الناتجة عن صفاتهم الموروثة والمكتسبة. وإنً محاولة خلق حالةٍ رمزيةٍ لشخص لا يتمتع بالصفات اللازمة كخضّ الماء الذي لن ينتج سمناً ولن تنتج رمزاً.