الجد والاجتهاد

°° ـ للّٰه أنتَ وكُلّكَ ، ⇦ للّٰه دَرُّك ونَفسُك تُحدِّثك ألفَ مرةٍ بفِعل شَيء يُبغِض اللّٰه ، فَلا تفعَله مخَافتاً مِنه ، للّٰه دَرُّك فِي ثَباتِك ،لِلَّه عَزمُكَ ورُشدُك وإِحكامِ قَبضتك فِي هَذا الزَّمن ،فَامضِ ولا تَلتفِت ، فإنَّ وَعدَ اللّٰه حَق . ـ وَلا يَلتَفِت مِنكُم أَحَدٌ وَامضوا حَيثُ تُؤمَرونَ• ـ اللَّهمَّ يَسر السَّعي وسَدد الرمي •|

°° ٲغبِطُكَ، لقدْ بصّرك الله بخطَاياكَ ، فاستغفرْتَ و أنبتَ، علَّمك كيفَ تتُوب ، فتُبتَ و رجعْتَ ،بيّن لكَ سبيلَ الإحسانِ ، فمَا تكاسلْتَ ولَا توانيْتَ ،طوبَى لكَ ، فاللهُ يُحبّك ،جعلَك تشعرُ بضيقٍ لذنبِكَ ، وَ تلكَ أمارَةُ حياةِ قلبِك ،كثيرُونَ يغبِطُونك ،أنتَ تظُنّ أنّك الأسوأ ،و لعلّك رغمَ تقصيرِك تكونُ منْ بينِ الأفضَل ، فالسّباقُ سباقُ قلُوبٍ و سرَائر ، و ليسَ سِبَاق أجسادٍ و ظواهِر . ـ مُستخلفُ ٲنتَ فَتبصر •|

°° أمَّا طَرِيقُ الشَّرفِ والكَرامَةِ ➠ فَأسَاسهُ أن يَعرِفَ العَرَبُ : بِمَا كَانُوا أمَّة؟ وكَيفَ صَارَ لَهُم فِي التّارِيخِ الإسلَامِي وجُود؟ ـ لَقَد ظَفَرَ الإسلَامٌ بِهِم ظَفرَةً رَحِيبَة الأمَادِ، ونَقَلهُم مِن عِصَابَات هَملٍ إلَى رُوَاد حَضَارَةٍ، وَمِن أحلَاسِ شَهَواتٍ إلَى قَادَة هُدَىً وبَرّ، وأصحَاب صَلَاةٍ وَزَكَاة. ـ فَهَل جَزَاء الإسلَامِ الَّذِي رَفعَ خَسِيستَهُم أن يَأبُوا النِسبَة إلَيهِ، وأن يَرفضُوا إنفَاذَ أحكَامِهِ وإعلَاءَ شعَائرِهِ . ـ وهَل يَستَكثِرَ بَعدَ هَذا الكَنُود المُر أن يُصَابُوا بِالهَزَائم الَّتِي تَنكسِر بِهَا الرُؤوس وتَشحَب لَهَا الوُجُوه؟ ﴿ قَد مَكَرَ الَّذينَ مِن قَبلِهِم فَأَتَى اللَّهُ بُنيانَهُم مِنَ القَواعِدِ فَخَرَّ عَلَيهِمُ السَّقفُ مِن فَوقِهِم وَأَتاهُمُ العَذابُ مِن حَيثُ لا يَشعُرونَ ﴾ الغزاليّ •|

°° ـ لَيسَ لِلنَّصر إلَّا طَرِيقُ وَاحِدُ ➠ ، أن يُعلٍن العَرَبٌ إسلَامَهُم ➠ ، وأن يَنعشُوا بِرُوحِ الإيمَانِ مَا مَاتَ مِن أحوَالِهِم وأعمَالِهم، وأن يٌسلمُوا وجُوهَهُم لِلَّه ثٌمّ يَمسَحُوا بِأصَابِعهِم أي شَيئٍ فِي مُتَنَاولِ اليَدِ فَسَوفَ يَتَحول إلَى أدَاةِ نَصرٍ ومِفتَاح نَجَاةٍ. ـ إنَّني ألمَحُ عَلَى الأفٌقِ القَرِيبِ أو البَعِيدِ رُهبَانَ اللَّيلِ فُرسَانَ النَّهَارِ وهُم يَجتَازُونَ الحُدُودَ مُطَارِدِينَ الظَلَام الَّذِي غًزَتنا بَوادِرهُ •|

°° يَا فَتَى لَو كَانَ الَّذي فِيكَ هُوَ همُّكَ لَهَانَ الأَمرُ، لَكنَّهَا أمَّةٌ كَامِلَة، هَمُّ مَن فَيهَا مُتَجَذِّرٌ فِيكَ لا يَنفَصِل، يَنامُ الجَسَد مِنكَ والقَلبُ مُنشَغِلٌ ،وَالعَقلُ يَبنِي أَلفَ حِكَايةٍ وَغَايَة،  لَو كُنتَ وَحدَكَ لهَانَت ،لَكنَّهَا أمَّةُ، فَاستَقِم تُقِم ، يَنامُ النَّاسُ وَقَلبُ الفَتَى لا يَنَام، يتلمَّسُ الصِّراطَ، يُحَاولُ ألفَ مَرَّةٍ أخرَى، يتمنّى لَو اجتَباه، فيَبني خُطَاه، ويشُدّ أزرًا إلى أن يَراه،  ﴿قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ﴾ لِذَلِك افهَمْ دَورَكَ، وَالزَم ثَغرَكَ، و عُدّ دَومًا لِيجتَبِيكَ يَومًا، فكُلّ الرَّكِيزَة أنتَ . ـ ⇦ أ ⇦ن⇦ ت . ـ  أ  = استِئصَالُ وَاستِبدَال . ـ  ن = نَزعٌ و زَرعُ . ـ ت = تَخلِيةَ وَتَحلِيةَ ،تَنقِيْةَ وَتَرقِيْةَ . يَقُول شَيخِي: إدمَانُ الوسَادَة، يُفَوِّتُ شَرَف السَّيَادَة ،حَسَنًا مَا البَدِيل؟؟ استِبدَالُ الوِسَادَة بالسَّجادَة :  السَّجَادة= مِحرَابُ الحَيَاة + مِحرَابُ العِبَادَة . ـ ⇦  لِذَلك صَلاتُك فِي مِحرَابَينِ ، ⇦مِحرَابُ نَفسٍ ، ⇦وَمِحرَابُ غَرسٍ ،قَالَ ابن القَيَّم يَومًا: تَجِدُهُ نَائِمًا، لَكنَّه يَطُوفُ بِقَلبِه حَولَ العَرْشِ . ـ يطوف بقلبه حول العرش •|

°° إنَّمَا تَتعَافَى الأمَّمُ ⇦ بِمُصلِحِيهَا، ⇦يَاهذَا كُن في المَيدَانِ ⇦ كَأنَّك وَحدَك ، ⇦لاتُمَاطِل ⇦ لاتَنشَغِل ⇦ ولاتَلفَتِت ، لاتركَن وإن فَتَكَتْ بِأوصَالِكَ المِحَن ،حَتمَاً سَيجتَبيكَ ليَصنَعك، تَوجَه إلَيهِ ولتَكُن مَركَزِية قَلبكَ نَحوَ الأخِرةِ ،نَحوَ الحَقَيقة الَّتِي غَيَّبهَا العَابِثِين بِنَا عَلَى مَرَّ الدُّهُورِ، هُو يَسمَعُكَ ،يُحسُ بِكَ ،ويُبصِر أزِيزَ رُوحِكَ ، سَلهٌ خَيرَ الثٌّغُورِ ،وخَيرَ العِلمِ ،وَخَيرَ العَمَلِ، سَلهُ استِقَامَة الدَّربِِ، ونَقَاء القَلبِ ،سَلهُ أن يُشغِلَكَ بِالعِلمِ وأسرَارِه ، وأن يُجَنبَك العَبَثَ وأحوَاله ،والشَّقَاء وأهوَاله ، وَالذَّنبَ وأثَارهِ ، حصنُ مَنيعُ أنتَ فِي أمَّتك ،كَابِد وجَاهِدِ ، واعلَم أنَّ النَّفسُ هَائِمَةٌ بٌحبّ مَن رَكبَها، مَأمُورُ أنتَ فَلا تَنشَغل ،وعن الجَزَاء فلا تَسَل ،«ولايَظلِم رَبُّكَ أحَدَا » • -أُثبت على الدين كأنك الأخير ، من ثغرك يؤتى وبجهدك يبقى •|

°° إِلزَم ثَغرَكَ ،وَاعلَّم أنَّكَ لن تجدَ واقعًا أشدَّ فسادًا مِن الواقِع الَّذي نُبِّئ فِيه الأنبِياءُ وأُرسِلَ فيه الرُّسُل، ولولا شِدَّةُ فَسادِه ما أُرسِلُوا،لَستَ أكرمَ عَلى الله من رُسُلِه ليُصلِحَ لك دُونَ سَعيٍ مِنكَ واقعًا لم يُصلِحْهُ لهم، وقد أكرمكَ اللهُ بإيجَادِك في واقعٍ شَبيهٍ بِواقِعهِم لتُصلِحهُ كَمَا أصلَحُوه، فإن لم تَكن مِنهُم فَسِرْ على آثارهم تكن مَعهُم،لا تَنتَظِر في حَياتِك ثَمَرةَ سَيركَ، فَمُوسَى مَات فِي التَّيهِ، وَعِيسَى رُفِعَ في الفِتنَة، ومُحَمَّدٌ  عَليِه وَعَلَى أنبِيَاء الله وَرُسُلِه الصَّلاةُ وَالسَّلَام ارتدَّ أعرَابُ جَزِيرَتِه بَعد مَوتِه، وَلُو وُضِعَ أَبو بَكرٍ رَضِي الله عَنه يَدُه على خَدِّهِ ويَئِسَ حِينَ انتقَضَ عَليهِ أعرَابُ الجَزِيرةِ مَا وَصَلكَ مِمَّا وَصَلكَ مِن الدّينِ شَيء،حَسبُكَ أن تؤذِّنَ كما أذَّنَ إبرَاهِيم، ومَا عَسى يَبلغُ صُوتُ إبرَاهِيم!! إنَّمَا عَليكَ الأذانُ وعَلى الله البَلاغُ،ولكلِ ثَغرٍ أذانُه، وكَثيرٌ من الثُغُورِ شَاغِرة،فإن وَجدتَ ثَغرَكَ فَالزَمهُ وَذلكَ عِبَادتُك وإن لم تَجدهُ فَابحَث عَنه وَذَلكَ أيضًا عِبادتُك حَسْبُكَ ألا يراكَ اللهُ إلا على ثَغرٍ أو باحثًا عن ثغر . والثغور كثيرة فاصطفي لنفسك مايسرها. •|

°° ألا مَن لِرُوحِ الإسلَامِ العَظِيمِ إن لَم تَكُنْ أنتَ ،الثُّغُورُ كَثِيرَة والأمَّة مَكلُومَة مُمزَقةُ سَرابِيلهَا ، فَيَا أيُّهَا الفَانِي عَلَى عَجَلٍ اسأل اللَّه صِدقَ النَّفعَ ، اسأله أن يَمنَحكَ قُوَّة الجَأشِ، وأن يَربِطَ عَلَى قَلبِكَ، وأن يَقبَلكَ بِطِينِ آثَامِكَ ،اسْألهٌ الصَّدعَ بِالحَقّ ،وأن تَكُونَ للإسلَامِ ثَغرَاً نَافِعَاً مٌنِيراً يَفِيض عَلَى هَذهِ الأمَّة هٌدَى ونُور، سَهمٌ أنتَ جَاهِد مااستَطعَت ، أصلُ هَذَا الدًّين العِلم ، والعِلمُ مِيرَاث الأنبيَاء الأتقِيَاء .﴿ أُولئِكَ الَّذينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقتَده ﴾ الزَم هَديَ الأوَّلِينَ تَفُز ، واحرِص علَى البُلوغِ تَنل ، سَهمُ حَقٍ أنتَ صَوب مااستَطعتَ، سَدِد الثَّغرَ سَدَّ اللَّه مَآرِبَك . ـ سَهمُ أنتَ وسَهام الدَّين صَوائبُ•|