أَثَرٌ.

إن لَم يَكُن مِن بَني الزهراءِ فهوَ لهُم كالظلِّ، والظّلُّ يَحكي هَيكَلَ الجَسَدِ! شاعر زمانه، الحرزي واصفًا أبا الفضل.

لو اطلعت على سير أهل البيت فلن تجد إمامًا منهم يظهر علمه في وجود الأعلم منه، فلا أمير المؤمنين أظهر علمه في وجود الرسول إلا في مواقف طلب فيها الرسول منه، ولا إمامنا الحسن أظهر فقهه في حياة والده وكذلك الحسين حينما كان بجواره أخيه الحسن وكذا بقية الأئمة، إجلالًا واحترامًا لهم.. وهكذا كان حال العباس، فليس له أن يظهر علمه والحسين إلى جنبه، وكيف يفعل وهو الذي أفنى عمره يناديه سيدي؟ فالسلام على مولانا قمر العشيرة وحامل لواء سيد الشهداء

من الأشياء التي يغفل عنها الناس عن مولانا العباس بن علي بن أبي طالب عليهما السلام هي علمه وورعه، فكثير من الناس لا يعرفون عنها سوى شجاعته وبطولته دون بقية صفاته العظيمة. فعن أمير المؤمنين عليه‌ السلام أنّه قال: «إن ولدي العباس زقّ العلم زقّاً» ثمرات الاعواد وعن الإمام الصادق (عليه السلام): كان عمنا العباس نافذ البصيرة، صلب الإيمان، جاهد مع أبي عبد الله (عليه السلام)، وأبلى بلاء حسنا، ومضى شهيدا عمدة الطالب وذكر المؤرخون إن العباس بن علي كان أعلم أصحاب الحسين يوم عاشوراء، وأضجعهم وأصلبهم إيمانا، وكان فارسًا، وسيمًا، جسيمًا، بين عينيه أثر السجود.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحمَنِ، خَالِقِ الإنْسَانِ، مُعَلِّمِهِ البَيَانِ، مُنزِلِ القُرآنِ، مُكَوَّنِ الأكوَانِ، مُقَدِّرِ الحَدَثَانِ، وَالحَمْدُ لِلَّهِ عَلى سَوَابِغِ نَعمَائِهِ وَكَثِيرِ خَيْرَاتِهِ الَّتِي لَا تُعَدُّ وَلَا تُحصَى.. أمَّا بَعدُ، فَقَد بَلَغَ السَّيلُ الزُّبَى وَمُلِئَ صَدرِي قَيْحًا، وَلَيسَ لِيّ فِي صَبرِ أيُّوبَ لا نَاقَةٌ وَلَا جَمَل وَلا قُوَّةَ لِي إلَّا بِالحَدِيثِ لَعَلَّ قَلِيلَ كَلَامِي يَنفَعُ وَلَو فَردًا وَاحِدًا. إِنَّ تِلكَ الفِئَةَ مِنَ الصِّبيَّةِ عَدِيمِي الأخلَاقِ وَغَيرِ مُتَعَلِّمِي الأدَبِ وَلَا الحَدِيثِ، مَنْ يَدَّعُونَ أنَّهُم «اخبَارِيُّونَ» وَيَتَّبِعُونَ السَّفِيهَ المَدعُوَّ «بِالقُرَيشِيِّ»، لا يَحتَرِمُونَ صَغِيرًا وَلا كَبِيرًا، وَلا يَفقَهُونَ قَولًا وَلا حَدِيثًا، يَتَلَقَّفُونَ الكَلِمَةَ دُونَ أنْ يَعرِفُوا فَحوَاهَا، رُعَاعٌ يَنعَقُونَ مَعَ كُلِّ نَاعِقٍ دُونَ الإحَاطَةِ بسِيرَتِهِ، وَلا يُوقِرُونَ شَيبَةَ عَالِمٍ وَلا عِلمَ فَقِيه، فَلَيتَهُم كانُوا صُمًّا بِكُمًا عُمْيًا وَلا تَحَدَّثُوا، وَمَنْ تَبِعَهُم فَمَا هُوَ إلَّا ضَالٌّ خَبِيثٌ سَفِيهٌ. وَلَا أرَى قَولًا يَصِفُهُم أكثَرَ مِنْ قَولِ مَولايَ أبُو الحَسَنِ الرَّضِيّ: خُمُولُ الفَتَى خَيرٌ مِنَ الذِكرِ بِالخَنَا وَجَرِّ ذُيُولِ المُندِيَاتِ الفَوَاضِحِ

• جزاء قاتل العباس بن علي قدس الله روحه: عن هارون بن سعد، عن القاسم بن الأصبغ بن نباتة، قال: رأيتُ رجلًا من بني أبان بن دارم أسودَ الوجه، وكنتُ أعرفه جميلًا، شديدَ البياض، فقلتُ له: ما كدت أعرفك. قال: إني قتلتُ شابًّا أمردَ مع الحسين، بين عينيه أثر السجود، فما نمتُ ليلةً منذ قتلته إلَّا أتاني، فيأخذ بتلابيبي حتَّى يأتي جهنم فيدفعني فيها، فأصيح، فما يبقى أحد في الحي إلَّا سمع صياحي. قال: والمقتول العباس بن علي قدس الله نفسه. [مقاتل الطالبيين - لأبي الفرج الأصفهاني].

عن جابر قال: قال أبو جعفر عليه السلام: دعا رسول الله صلى الله عليه وآله أصحابه بمنى فقال: «يا أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين، أما إن تمسكتم بهما لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض». ثم قال: «أيها الناس إني تارك فيكم حرمات الله: كتاب الله، وعترتي، والكعبة البيت الحرام». ثم قال أبو جعفر عليه السلام: .أما كتاب الله فحرفوا، وأما الكعبة فهدموا وأما العترة فقتلوا، وكل ودائع الله فقد تبروا». البحار، ج٢٣، ص١٤٢

اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي شَفاعَةَ الْحُسَيْنِ يَوْمَ الْوُرُودِ وَثَبِّتْ لِي قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَكَ مَعَ الْحُسَيْنِ وَأَصْحَابِ الْحُسَيْنِ الَّذِينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دُونَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ. زيارة عاشوراء

سيّد الشهداء عليه السلام أغاث الإسلام وأنقذه، ومجالس عزائه إنما هي لحفظ مدرسته. إن الذين يقولون لا تقرأوا نعي الحسين عليه السلام لا يفهمون أصلاً ما هي مدرسة سيّد الشهداء (عليه السلام)، ولا يفقهون ما تعني، لا يعلمون أنّ هذا البكاء والحزن قد حفظا هذه المدرسة. - روح الله الخميني قدس سره.

سنيني بهاي الخدمة.. وبس هالخدمة تعلي الشان وحسين اليرفع خدامه.. ويخلي الخادم سلطان