رِقَّـة قـلـم | ✒️

الأيَّام تعملُ فيك: تَضعُف قُواك، ويَوهن عظمُك؛ فاعمل فيها صالحًا؛ يكن ذخيرةً تبقى حين تفنى، ﴿رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَينا صَبرًا وَتَوَفَّنا مُسلِمينَ﴾. #تغريدات

*تأمل اخي المبارك هذا السؤال والرد عليه* لماذا لا تسير الأمور في الدنيا كما نريد ؟ سبحان الله .. لا تستقيم هذه الدنيا لإنسان ! يأتيه المال ويفقد الطمأنينة ، تأتيه الطمأنينة ويفقد المال ، يأتيه المال والطمأنينة فيفقد الزوجة الصالحة ، تأتيه الزوجة الصالحة فيفقد الأولاد الأبرار ، يأتيه أولاد أبرار لكن ليس له دخل يكفيهم ، يأتيه دخل يكفيهم وأولاده أشرار ، كلّ شيءٍ حوله على ما يُرام لكن صحّته معلولة !! يقول الثوري رحمه الله " إن هذه الدنيا دار التواء لا دار استواء، ومنزل ترحٍ لا منزل فرح، فمن عرفها لم يفرح لرخاء، ولم يحزن لشقاء، قد جعلها الله دار بلوى، وجعل الآخرة دار عقبى، فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سبباً، وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضاً، فيأخذ ليُعطي، ويبتلي ليُجزي " *إذاً هي دار إلتواء - لا دار استواء* .. يعني لا تستوي أبداً ، مُحال أن تستقيم لك الأمور كلّها .. رُكِّبت هذه الدنيا على النقص رحمةً بنا ، و لو جاءت لك الأمور كما تشتهي فهذه أكبر مصيبة ، لأنه لو تمَّت لك الأمور كما تريد، لركنت إلى الدنيا ، ولكرِهت لقاء الله عزَّ وجلَّ...اللهم نسألك الثبات حتى الممات. والحمد لله على نعمه التي لا تحصى

( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) قال الأمير الصنعاني رحمه الله : فإن قيل : هذا ذكر لا دعاء ! قلنا: هو ذكر يفتح به الدعاء ثم يدعو بما شاء . التنوير شرح الجامع الصغير (6/98)

- «فَٱلقلبُ لَوحٌ فَارِغٌ، وَٱلخَواطِرُ نُقوشٌ تنقَشُ فِيهِ، فَكَيفَ يَليقُ بِٱلعَاقِلِ أَن تَكونَ نُقُوشُ لَوحِهِ ما بينَ كَذِبٍ ، وَغُرورٍ ، وَخُدعٍ ، وَأَمَانِيّ بَاطلةٍ ، وَسَرَابٌ لاَ حَقِيقَة لهُ؛ فَأيُّ حكْمَةٍ وعِلمٍ وَهُدى يَنتقِشُ مَعَ هذهِ النقُوشُ؟ وَإِذَا أرادَ أنْ ينتقِشَ ذَلِكَ فِي لَوحِ قَلْبهِ كَان بِمنزلَة كِتَابَة ٱلعِلمِ ٱلنَّافعِ فِي مَحَلٍّ مَشْغُولٍ بِكتابةِ مَا لاَ مَنْفَعَة فِيهِ؛ فَإِن لَمْ يُفَرِغ ٱلْقَلبَ مِنَ ٱلْخَواطِرِ ٱلردِيّةِ لَمْ يَستَقرّ فيهِ ٱلخَواطِرُ ٱلنافعَةُ، فَإِنّهَا لاَ تَستَقِرّ إلاَّ فِي مَحَلٍّ فَارِغٍ، كَما قِيلَ: أتَانِي هواهَا قَبْلَ أنْ أَعرِفَ ٱلْهَوَى؛ فصَادَفَ قَلْبًا خَالِيًا فتمَكَّنَا» •الدَّاءُ والدَّوَاء| ابنُ القيَِّمِ الجَوزيَّة.☁🌷

كلّ علاقةٍ بين اثنين هي علاقةٌ نفعِيَّة، وإن غطَّاها البعضُ بِالمعنى الأخلاقِي! وهذا النّفع حسب الاِحتِياج، والاِحتِياج يختلف مِن إنسان إلى آخر.. ولذلك قسَّم الله الحقُوق حسب الاِحتِياج، وهو أعلم بِمن خلق سبحانَه، وبما هُو أصلح لِكُلِّ طرف.. فجعل حقّ الأمّ فِي الصُّحبة أضعاف حقّ الأب: أمّك، ثُم أمّك، ثم أمّك، ثم أبُوك؛ لأنّ الأمّ أضعف من الأب، وهي إلى ولدها أحوج! وجعل حقّ الزّوج أكبر من حقّ الأب، لأنّ احتِياج الزّوج لزوجتِه أكبر من احتِياج الأب لابنتِه! وجعل من حقّ الرّجُل أن يُعدِّد، وليس من حقّ المرأة أن تعدِّد، لأنّها تحتاج في علاقتِها مع الرّجُل للأمان، ورجلٌ واحد كافٍ لأمانِها، ويحتاج الرّجل في علاقتِه بِالمرأة للعلاقة الخاصّة، والمرأة في طبِيعتِها لا تستطِيع كفاية هذه الحاجة في كلِّ أحوالها، فكان له الحقّ فِي ما يكفِيه حاجته مِنهُنّ، وقدّرها الشّرع فأحسن تقدِيرها بِأربعٍ منهُنّ! هذا هو منطِق العقل السَّوِيّ، والفطرة السّلِيمة، والدِّين، ولكن جاءنا الغرب بفكرة المُساواة، ففسدت العلاقات! ولِله الأمر! .

الهمُوم والأحزان مِن أقوى وأعتى جند إبليس التي يفرح بها إن هِي وقعت على المؤمن، ذلك لأنّ الهمّ والحزن ان تمكّنا من قلب العبد! طوّقاه من كلّ جانب، فتخور قواه، ويخرّ السّقف من فوقه! ويبقى يعانِي تلكم الحال زمانًا طويلًا، يُحاوِلُ فيهَا كثيرًا في أشياء كثيرة.. دون جدوى.. والحقّ أنّ لكلّ بلاء نورًا، ولكلّ مصيبةٍ جمالٌ لا نراه! اللهُم تعلم حاجتِي إليك وتعلُّقِي بك.. فلا تكِل إلهِي عبدك الحقير لنفسه! .

واعلم يا فتى أنك لن تفهم حقيقة الأشخاص إلا وقت الخلاف، ولن تكتشف معادنهم إلا في الشدائد ، ولن تتفاجأ أنهم تغيروا معك إلا إذا خالفت مصالحهم، لذلك سل الله دوماً واصدُق في الطلب أن يُنير بصيرتك قبل بصرك، وأن يجعل حظك هُم أهل المودة التي لا تتغير، والعِشرة التي لا تهون، والحُب الذي ليس فيه انبهارٌ مُزيف، أو وهمٌ كاذب، أو حقيقة يكون أصلها سراب ....