محمد السلمي

فإن ارتكبوا العظمى، وقالوا: كلام الله شيء واحد على أصلنا لا يتجزأ، وليس بلغة، والله سبحانه من الأزل إلى الأبد متكلم بكلام واحد لا أول له ولا آخر، فقال ويقول إنما يرجع إلى العبارة لا إلا المعبر عنه. قيل لهم: قد بينا مرارت كثيرة أن قولكم في هذا الباب فاسد، وأنه مخالف للعقليين والشرعيين جميعًا، وأن نص الكتاب والثابت من الأثر قد نطقا بفساده، قال الله تعالى: «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون». فبين الله سبحانه أنه يقول للشيء كن إذا أراد كونه، فعلم بذلك أنه لم يقل للقيامة بعد كوني. الإبانة للسجزي (نقله ابن تيمية)

قال بعض الإخوة وفقه الله: لا تعارض بين كون الهروي يثبت البينونة وكونه يقول بالحلول الخاص كما أن النصارى يثبتون أن الله على العرش ومع ذلك يقولون بحلول اللاهوت في الناسوت. قلتُ: هذا الكلام غلط ظاهر ولا يصح مثل هذا القياس، بل كون النصارى تناقضوا لا يلزم منه أن يكون غيرهم تناقض، فلو جاءك رجل زنديق يزعم أنه يجوز للرجل أن يجمع بين ديانتين، فيكون مسلمًا نصرانيًا في نفس اللحظة. ثم رأيت آخرًا يقول فلان هذا مسلم. فهل ستتوقف في كونه لا يرى فلانًا هذا نصرانيًا لأن هناك زنديق في بقعة من بقاع الأرض يجوز اجتماع الأمرين؟! بالطبع لا، إلا إذا بين وصرح هو بمقالته. ثم يقال لك: النصارى لم يصرحوا أبدًا أن الله بائن من خلقه. فكيف تقيس من نفى أن يكون الله ممتزج بخلقه على من يصرح بالامتزاج؟! وقول الهروي: إن الله بائن من خلقه. يقتضي نفي الحلول الخاص بالضرورة، إذ لو كان محايثًا ولو لمخلوق واحد، لم يجز أن يقال بائن من خلقه.

براءة الهروي من قول الحلولية. وقد روى شيخ الإسلام الأنصاري الهروى صاحب علل المقامات ومنازل السائرين في كتابه المسمى بالفاروق بإسناد عن يحيى بن معاذ أنه قال: إن الله على العرش بائن من خلقه وقد أحاط بكل شئ علما وأحصى كل شئ عددا لايشذ عن هذه المقالة إلا جهمى ردئ ضليل وهالك مرتاب يمزج الله بخلقه ويخالط منه الذات بالأقذار والإتيان في هيئته وهو يخالف إنكاره الأين في هذه الرواية. الاستقامة لابن تيمية.

النجار يبين جهل ابن تيمية في أن كلام الهروي في إثبات العلو ينافي وحدة الوجود. قال ابن تيمية: وأما أهل الاتحاد العام فيقولون: ما في الوجود إلا الوجود القديم، وهذا قول الجهمية، وأبو إسماعيل لم يرد هذا، فإنه قد صرح في غير موضع من كتبه بتكفير هؤلاء الجهمية الحلولية، الذين يقولون: إن الله بذاته في كل مكان، وإنما يشير إلى ما يختص به بعض الناس. منهاج السنة لابن تيمية

لا يا غبي، لم يتوقف ابن تيمية عن إطلاق لفظ شيخ الإسلام على الهروي ولا كفره حتى بعد إثبات الحلول الخاص عليه لكي يصح قياسك على ابن عربي. قال ابن تيمية: وقد ذكر في كتابه «منازل السائرين» أشياء حسنة نافعة، وأشياء باطلة. ولكن هو فيه ينتهي إلى الفناء في توحيد الربوبية، ثم إلى التوحيد الذي هو حقيقة الاتحاد [..] وهذا الذي قالوه ممتنع عقلا محرم شرعا، ولكن المقصود هنا بيان قولهم، ولهذا قال شيخ الإسلام في توحيدهم، وهو التوحيد الثاني: «إنه إسقاط الأسباب الظاهرة» فإن عندهم لم يخلق الله شيئا بسبب، بل يفعل عنده لا به [..] وأما أهل الاتحاد العام فيقولون: ما في الوجود إلا الوجود القديم، وهذا قول الجهمية، وأبو إسماعيل لم يرد هذا، فإنه قد صرح في غير موضع من كتبه بتكفير هؤلاء الجهمية الحلولية، الذين يقولون: إن الله بذاته في كل مكان، وإنما يشير إلى ما يختص به بعض الناس. منهاج السنة لابن تيمية

«وَإِن تُكَذِّبُوا۟ فَقَدۡ كَذَّبَ أُمَمࣱ مِّن قَبۡلِكُمۡۖ وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلَّا ٱلۡبَلَـٰغُ ٱلۡمُبِینُ»

باب سياق ذكر من رسم بالإمامة في السنة والدعوة والهداية إلى طريق الاستقامة بعد رسول الله ﷺ إمام الأئمة [..] ومن أهل خراسان: أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك المروزي [..] ومحمد بن نصر المروزي، ويحيى بن يحيى النيسابوري، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن أسلم الطوسي، وحميد بن زنجويه النسوي، وأبو قدامة عبيد الله بن سعيد السرخسي، وعبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي، ومحمد بن إسماعيل البخاري. شرح الاعتقاد _ اللالكائي

غلمان سمرين صاروا يطلقون لسانهم بالسب بعدما سقطت ورقة التوت التي تواري سوأة شيخهم، فالرجاء الهدوء وأخذ نفس عميق مع إعادة النظر في الكتاب والاستعداد لطباعته مرة أخرى بدون عجلة هذه المرة حتى لا يقع في تلك الكوارث مرة أخرى، والأفضل أن تنصحوه أن يزيل تلك المزبلة التي خيبت ظن المدجنة فيه، مع تحياتي 🌹

لا أدري ما هي أسباب متلازمة كان وكنت هذه؟ إذا مدحتك يومًا صرت معصومًا بعدها أم ماذا؟ يعني صار أي شيء تأتي به ينبغي أن نسكت عنه أم ماذا؟ ثم سمرين كلنا انتقدناه يوم تكلم في البربهاري وما كان تعرض للخليفي وقتها، وحتى لما نشر منشورًا يعرض بالأوزاعي، الفكرة هي عقليتكم الغبية، عقلية الباحث «ما الذي تغير يا شيخ دمشقية؟». الذي تغير هو تصريحك بالباطل، فوجب رده في حلقك، ثم أنت نفسك الذي كنت تنشر مقالات الشيخ على صفحتك وكنت من أتباع الخليفي - إذا جاز عندكم تلك التسمية - فما الذي جد وحدث؟ ربما خلاف الخليفي مع باسم وسمرين جعلك تعيد نظرتك أم وجدت عظمة أخرى أعجبتك فلهثت ورائها؟!