نَفْس

إيـاك أن تيأس في أمرٍ عزّت عليك أسبابه، وربك الله

لا ينساك الله .. ولو ظننت أنك بالكاد تتحمل الحياة، يأتيك باليُسر والفرج في ذلك الوقت الذي تشعر فيه أنك على شفا حفرة من السقوط، فالله إذا أراد بك خيرًا تعجبت من طريقته، يأتيك الخير من بين ألف طريق ضيق، حتى أنك لا تعلم متى وكيف حدث ذلك .

يارب ندعوك دعاء لا نعرف كيف نرتبه ، فأنت تبصر الفؤاد وتلمس حاجة قلوبنا بيدك فاللهُم أيام كما نحُب وحالاً إلى ماهو أفضل وهمًا لا يبقى قائمًا في صدورنا ، وفرحة ليس لها أنتهاء ، اللهُم أمنياتنا التي ننتظرها ، يارب طوّق قلوبنا بعقود من الرضا والراحة .

‏أسأل الله الثبات الذي لا يُغيره حال ولا مكان ولا زمان، ثباتٌ لا تُمزقهُ الفتن ولا تهوي بهِ المُغريات ولا تجرهُ عواصف الحياة.

‏وإن مِت وتبللت تربتي يا الله اجعل لي يدًا ممتدة للسماء تذكرني كل حين

يا رب سهل علينا كل عسير

وإنّك -أيّها الإنسان- لو بقيتَ على سعيك وحده لسُدَّت الأبواب في وجهكِ وما بلغتَ غايتك؛ لكنّك متى استعنتَ بالله وتوكّلت عليه تهيأت لك الأسباب ورأيتَ في سعيك خيرًا كثيرًا حتى وإن لم تبلغ المُراد

حين تعود إلى الله، يعود كل شيء بداخلك إلى حجمه الطبيعي. قد لا يختفي حزنك كله، ولكنك ستراه غير جدير بكل هذا الأسى! قد لا يزول همك كله، ولكن يصبح من اليسير عليك تقبّله فلا يَعُد يؤرقك! قد لا تأتي الأفراح تهرول إليك في التوّ واللحظة، ولكن سوف تسكن قلبك سَكِينةٌ من نوع خاص، لا يحكمها منطق الدنيا، فلا تتذبذب داخلك! إن العيشَ في كَنَفِ الله يحمينا من أوهامِ الشيطان ووعيده لنا، يُرينا الأشياء على حقيقتها، ومن رآها على حقيقتها ما بكى إلا من خشيةِ الله. اللهم اشملنا، وفي عبادك المُتنعمين بمعيتك اجعلنا. اللهم اغفر لنا وأعنا اللهم أعنا