محسن بوعكاز

+ ٥- جهله بمقالات أهل الحديث، ونسبتهم للتفويض في الصفات.

انهيت كتاب " مشكلة الخلق في الفكر الاسلامي" لحسام الآلوسي وهذه بضع ملاحظات بخصوص الكتاب : الإيجابيات: ١- تقع فائدة الكتاب في تركيزه على التسلسل التاريخي للمقالات والأدلة وتطورها من البساطة إلى التعقيد. مع استقراء واسع للمصادر الأصلية. ٢- ينقل لك فهم المستشرقين وبعض المختصين من العرب كأبو ريدة وماجد فخري ونحوهم للمقالات، وقد يعارضها أو يوافقها. ٣- لغة الكتاب واضحة ( رغم أنه مترجم ترجمة سيئة لغويًا)، وهو بذلك مدخل جيد لفهم الجدل في مسألة حدوث العالم. السلبيات: ١- استنتاجه أنه توجد مادة قديمة خلق الله منها العالم، لأن في القرآن لم يُذكر خلق شيء إلا من شيء. ٢- تصوره حول ابن تيمية، أنه كان موفقًا بين المتكلمين والفلاسفة القائليين بالفيض، وانه يرى أن فعل الله غير منقطع بل هو مجموعة عوالم متوالية. ٣- يجعل قول الصحابي في تفسير الآية في نفس مستوى قيمة وحجية قول أمثال الرازي أو ابن رشد، يعني على طريقة " هم رجال ونحن رجال". رغم أنه يدعي التمسك بالمنهجية التاريخية التي تفرض عليه أن الشروط التاريخية المتوفرة للصحابة في فهم مراد الله عز وجل لا يتوفر كثير منها لمن جاء بعدهم. مثل معاصرتهم للرسول ﷺ وتلقيهم عنه مباشرة، وشهودهم لأسباب النزول وسليقتهم اللغوية، وعدم تأثرهم بأنساق فكرية خارجية وغير ذلك من الشروط والاسباب. ٤- تشكيكه في منهجية المحدثين، وهو الذي يزعم أنه ينتسب للمنهجية التاريخية. واعتراضاته تنم على جهل واضح بالصنعة الحديثية. هذا والله اعلم.

« إن تفسير استمرار الحركة الدورية للكون من خلال فعل قوة عقل فلكي أو عقل هو بالفعل [ التفسير] الذي يقدمه ارسطو، هو فرض شعري لا يمكن أن يقوم على أساس وطيد.» [ مشكلة الخلق في الفكر الاسلامي، ص٤١٤] [

«كتاب يحيى النحوي الرد على حجج بروقلس التي وضعها الاخير لإثبات قدم العالم وازليته وكان المسلمون على اطلاع واسع على هذا الكتاب، وقد استقى المتكلمون قبل الغزالي، وكذلك الغزالي نفسه معظم حججهم في إثبات حدوث العالم منه... وهذا يذكرنا بقول البيهقي " أن معظم ما رد به شيخنا الغزالي على الفلاسفة في تهافته اخذه من يحيى النحوي."» [ مشكلة الخلق في الفكر الاسلامي، ص ٤١٢]

وابن حزم يرى أن قوله في الحركة لازم له في السكون، فإذا كان لسكون حركات أهل الجنة والنار بداية، فلا بد أن ينتهي هذا السكون. إذ المبدأ الأرسطي الذي سلم به أبا الهذيل : ما له بداية فله نهاية.

« أبا الهذيل العلاف كان يتبع المبدأ الارسطي، وهو أن ما له بداية فله نهاية لا العكس كما يرى أفلاطون، وقد طبق ابو الهذيل هذا المبدأ على الحركات بما في ذلك حركات أهل الخلدين ( الجنة والنار). فانتهى الى القول: بأنهم ستنتهي حركاتهم إلى السكون، وهو بذلك يريد أن يوفق بين قول القرآن الكريم بخلود الجنة والنار، وبين المبدأ الأرسطي السابق.» [ مشكلة الخلق في الفكر الاسلامي، ص ٤٠٨]

نتائج نظرية " الأعراض لا تبقى زمنين وإنكار السببية الطبيعية" « من بين نتائج هذه النظرية ابطال الحركة والسكون، وذلك لأن الحركة وفقًا للمتكلمين تتطلب جسمًا محركًا في موقعين في زماني والسكون يتطلب موضعا واحدًا في زمنين. لكن هذا التعريف له معنى لمن يعتقد ببقاء الاجسام والاعراض أكثر من زمن واحد، وهذا هراء بالنسبة لهذه المدرسة، وذلك لعدم وجود جسم واحد مترك للمكان نفسه والحركة نفسها في الزمن الثاني، زد على ذلك أنه حتى المدرك بهذه العملية ليس هو نفسه في الزمن الثاني. بأختصار أن هذه المدرسة تؤدي إلى إلغاء الحواس والعقل والنظام لهذا العالم » [ مشكلة الخلق في الفكر الاسلامي، ص٣٨٠]

حسب حسام الالوسي فإن ضرار بن عمرو هو مؤسس مدرسة إنكار السببية الطبيعية قبل الأشعري.

« العالم هو جواهر واعراض، هذا التعريف لا وجود له في القرآن حيث بدأ اول مرة مع العلاف الذي كان تحت تأثير الفلسفة اليونانية والهندية» [ مشكلة الخلق في الفكر الاسلامي، حسام الالوسي، ص٣٦٤]

"الازهر يخدم الإسلام منذ ٢٠٠٠ سنة" يبدو أن الأزهر كان وريث للمدرسة الإسكندرية التي كانت معقل الافلاطونية المحدثة والمنطق الارسطي في العصر الهلستيني.