الدّرُّ المكنون

كان الرجل إذا نظر إلى الحسن البصري رحمه الله انتفع به وإن لم ير عمله ولم يسمع كلامه. وكان إذا أقبل فكأنه أقبل من دفن حميمه، وإذا جلس فكأنه أُمِر بضرب عنقه، وإذا ذُكِرت النار فكأنها لم تُخلَق إلا له.

سُئل النبي ﷺ: أي جلسائنا خير؟ قال: «من ذكركم بالله رؤيته، وزادكم في علمكم منطقه، وذكركم بالآخرة عمله»

وقد ذكر الإمام أحمد وغيره أثرًا أن الله سبحانه أوحى إلى ملك من الملائكة أن اخسف بقرية كذا وكذا، فقال: يا رب كيف وفيهم فلان العابد؟ فقال: به فابدأ، فإنه لم يتمعر وجهه -أي لم يتغير- فيّ يومًا قطّ. وذكر أبو عمر ابن عبد البر أن الله سبحانه أوحى إلى نبي من أنبيائه أن قل لفلان الزاهد: أما زهدك في الدنيا فقد تعجلت به الراحة لنفسك، وأما انقطاعك إليّ فقد اكتسبت به العزّ، ولكن ماذا عملت فيما لي عليك؟ فقال: يا رب وأي شيء لك عليّ؟ قال: هل واليت فيّ وليًا أو عاديت فيّ عدوًا؟!

«لله سبحانه على كل أحد عبودية بحسب مرتبته، سوى العبودية العامة التي سوّى بين عباده فيها: فعلى العالم من عبودية نشر السنة والعلم الذي بعث الله به رسوله ﷺ ما ليس على الجاهل، وعليه عبودية الصبر على ذلك ما ليس على غيره. وعلى الحاكم من عبودية إقامة الحقّ وتنفيذه وإلزامه من هو عليه به والصبر على ذلك والجهاد عليه ما ليس على المفتي. وعلى الغني من عبودية أدتء الحقوق التي في ماله ما ليس على الفقير. وعلى القادر على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بيده ولسانه ما ليس على العاجز فيهما. وقد غرّ إبليس كثيرًا من الخلق بأن حسّن لهم القيام بنوع من الذكر والقراءة والصلاة والصيام والزهد في الدنيا والانقطاع! وعطلوا هذه العبوديات فلم يحدّثوا قلوبهم بالقيام بها، وهؤلاء عند ورثة الأنبياء -أي العلماء الصادقين- ممن لا غناء فيهم للدين، فإن الدين هو القيام لله بما أمر به. وأيّ دينٍ وأيّ خيرٍ فيمن يرى محارم الله تنتهك، وحدوده تضاع، ودينه يُترك، وسنة رسوله ﷺ يُرغب عنها، وهو بارد القلب ساكت اللسان شيطانٌ أخرس؟!» - ابن القيم رحمه الله.

من خاف الله لم يشف غيظه، ومن اتقاه لم يصنع ما يريد. - عمر بن الخطاب رضي الله عنه

ما عالجتُ شيئًا أشدّ عليّ من نيتي! - سفيان الثوري

من ترخّص ندم، والأورع أسرع على الصراط يوم القيامة. - القسطلاني

بعض المتدينين خلطوا بين الطيبة وحسن الظن وبين السذاجة، فجعلوها شيئًا واحدًا حتى تجرأ عليهم القاصي والداني. - منقول

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، مجلة أسنة الضياء ثمرة جهود أخواتكن الكاتبات في أسنة الضياء، هدية لكل مسلمة في زمن الغربة، لتؤنسها في طريقها لله تعالى .. هنا مجلة للمسلمات المستعليات بإيمانهن الرافضات لكل دعوات الانحراف عن سبيل المؤمنين، جاءت لتلبية احتياجات المسلمات في زمان حوربت فيه العقيدة والفضيلة وكل منقبة ارتقاء! صوت للحق يدفع الباطل، ومعلم للهداية ويد تمتد لكل مسلمة تنشد السلامة لدينها وصيانة خلقها والحياة الطيبة. ساهموا في نشرها فمجلات الرذيلة والانحلال والنسوية والفجور وكل ما لا يمثل المسلمة بل يعلن الحرب على دينها وهويتها وخلقها وعفتها وحيائها، منتشر بكثافة في الساحة ومجلة أسنة الضياء هنا لتقدم البديل لمن تحتج بعدم توفر ما يهتم بالمسلمة. ولتدفع باطلهم بنور القرآن والسنة وعزة الإسلام والمسلمين. اللهم تقبل منهن واجعله عملا صالحا نافعا ومتقبلا .. ومصدر نفع وسعادة لكل مسلمة.