اللَازَوَرْد

يَروي الأخفَشُ فِي شَرحِ المُبرّدِ بِأنّ أمّ البَنينِ رَثَت ولَدَها العبّاس بِألَمٍ وتَقول:

يا مَنْ رَأىٰ العَبّاسَ كَرَّ عَلىٰ جَماهِيرِ النَّقَد وَوَراهُ مِنْ أَبْناءِ حَيْدَرَ كُلُّ لَيْثٍ ذِي لَبَدِ أنْبِئْتُ أَنَّ ابْنِي أُصِيبَ بِرَأسِهِ مَقْطُوعَ يَدِ وَيْلِي عَلىٰ شِبْلِي أَمالَ بِرَأسِهِ ضَرْبُ العَمَدِ لَوْ كانَ سَيْفُكَ فِي يَدَيْكَ لَما دَنا مِنْكَ أَحَدٌ

إنَّ الَّذي يُراق يَا أمّة الاِسلَام دمٌ وَلَيسَ مَاء!! وإنَّ الَّذي يُقَطّعُ أطرافُ آدميينَ مثلكُم لَا أغصان أشجَار!

في وصف محرقة مواصي خان يونس بغزة العزة كتب محمد الوحيدي: لقد نجوت الحمد لله .. مجزرة شاهدتها بأم عيني وكنت وسطها صواريخ وانفجارات ذراع وقعت بجانبي وساق ارتطمت بي وبنطالي كله ملطخ بالدم من رأني اعتقد اني أصبت صديقي كان بجانبي لم أجده ولكن الساق التي ارتطمت بي نفس البنطال الذي كان يرتديه، لقد نجوت من الموت، كنت داخل الموت نفسه، لحظات لم استطيع التجميع والتفكير ولم أكن اتوقع قلبي ما زال يصرخ ولا استطيع ان ألملم شتات خوفي، جثث محروقة بالشارع، لم ينجو احد العدد كبير، رائحة الموت في كل مكان، طفل بدون یدین قطعت اطرافه يصرخ ولا احد بجانبه، سيارات الاسعاف والكارات والتكاتك وكل وسيلة نقل تساعد الجرحى، يالله كن لطيفا بنا يالله يالله يالله.

كَأنّهُم شُهُبٌ حَولَ الحِمىٰ قُذِفَت فِيها الشّياطِينُ دُونَ السّبطِ تَنرَجِمُ فَوارِسٌ لَا تَرىٰ فِي العَيشِ غَايتَها وَلَا مَقَاصِدُهَا فِي المَوتِ تَنعَدِمُ إن مَاتَ عَن قَتلِهم طِينٌ تَجَسّدَهُم حِينًا فَمَا مَاتَتِ الأعرافُ والقِيمُ قَد أعرَجُوا الرّوحَ خُلدًا عِندَ بَارِئِها وفِي الثّرىٰ خَلّفُوا الأجسَادَ تُرتَكُم

| بَدرُ الدُّرَيع فِي أصحَابِ الطّف.

كَأنِّي فِي مُواجَهةِ الليَالي دِفَاعٌ، مُبْتلى بِقدُوم مِيسّي!

اللَّهُمَّ أَجْبِرْنِي جَبْراً يُعَوِّضُ قَلْبِي عَنْ كُلِّ شَيْءٍ، اللَّهُمَّ أَجْعَلْ كُلَّ مَا يَتَمْنَاهُ قَلْبِي تَرَاهُ عَيْنِي، اللَّهُمَّ أَسْتَجِبْ كُلَّ مَا أَعْجِزُ عَنْ قَوْلِهِ، بِأَنَّكَ الْكَرِيمُ الَّذِي لَا يَرُدُّ عَبْدَهُ، اللَّهُمَّ اجْبُرْ قَلْبِي جَبْراً انْتَ وَلِيَّهُ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِمَا فِي قَلْبِي وَأَنْتَ أَعْلَمُ مَابِهِ، وَإِنَّكَ عَلَيَّ كُلُّ شَيءًّ قَدِيرٌ 🦋

وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ

أصحاب الحُسين "عَلَيهِ السَّلَام" كانوا مِن جَميع الطَوائف والأشكال، كُلّهم كانَت تَفوح مِنهم رائحة الجنان، كُلّهم قَد وَضع الحُسَين خَدّه عَلىٰ خَدّهم، وَودّعَهم فَردًا فَردا، وَقَد أباد بِذلك كُلّ أشكال العُنصريّة.