سُقيا ومربع

وفي الفؤادِ جُروحٌ من تَبسُمها ومن دُعابتها للخلِ والجارِ ومن فَخامتِها في عينِ ناظِرها ومن قبول مُحيا غير مِكشارِ ومن حديثٍ كمرجانٍ تُقطعهُ دأبا بآيٍ وأمثالٍ وأشعارِ -الشيخ محمّدو حامد بن آلّا.

- من أعذب وألذّ وأحلى ما جاء في ذكر ربّات البيان: "أرأيتَ رباتِ الجمالِ ينطقن بالدُّرر الغوالي سلبت صحائفُهن ما بنحورهنَّ من اللآلي سلس اليراع بكفهن سلاسةَ العذب الزلالِ فخطرن في بردين من: نسج الفصاحة، والدلالِ حُسْن البيان من الحسا ن نهاية السحر الحلالِ وحديثه أشهى إلى قلب الأديب من الوصالِ" || محمود غُنيم

قال النابغة الذبياني يمدح النعمان بن الحارث الأصغر وكان قد خرج في بعض أسفاره: إن يرجع النعمان نفرح ونبتهج ويأت معدًّا ملكها وربيعها ويرجع إلى غسان ملك وسؤدد وتلك المنى لو أننا نستطيعها وإن يهلك النعمان تغر مطيُّه ويلق إلى جنب الفناء قطوعُها وتنحطْ* حصانٌ آخر الليل نحطة تقضقض منها أو تكاد ضلوعُها على إثر خير الناس إن كان هالكا وإن كان في جنب الفراش ضجيعها .... *النحيط في اللغة: بكاءٌ يتردد في الصدر ولا يظهر.

ورد في الوسيط في تراجم أدباء شنقيط في ترجمة محمد ولد الطلبة اليعقوبي أنه قال يومًا في مجلس وقد أنشد فيه ميميته التي عارض بها ميمية حميد بن ثور الصحابي رضي الله عنه: «أرجو من الله أني أنا وحميد بن ثور ننشدُ قصيدتينا في نادٍ من نوادي الجنة،فيحكمون بيننا». ومطلع ميميته -وهي طويلة-: «تأوّبه طيف الخيال بمريما فباتَ مُعنّى مستجنًّا متيّما تأوّبه بعد الهجوع فهاضه فأبدى من التهيام ما كان جمجما» ومما قال فيها: «فمن يك يوما ذا عزاء ونَسوةٍ لطول تناء أو لوصل تصرما فلست بناس يوم ولّت جمالهم وسال بهنّ الفجّ بالظعن عُوّما هجائن بيضٌ من عقائل عامرٍ جمعن إلى الأحساب حُسنًا وميسما» أمّا ميمية حميد فمطلعها: «ألا هيّما مما لقيتُ وهيّما وويحا لمن لم ألق منهن ويحما أأسماء ما أسماء ليلة أدلجت إليّ، وأصحابي بأيٍّ وأينما!».

أبيات في مدح خير الورى صلى الله عليه وسلم، لمولود بن أحمد جواد رحمه الله، من علماء شنقيط.

أَلا إِنَّ رَأياً دَعا العَبدَ أَن يُنيبَ إِلى اللَهِ رَأيٌ رَشيدُ وَإِحسانُ مَولاكَ يا عَبدُهُ إِلَيكَ مَدى الدَهرِ غَضٌّ جَديدُ تُريدُ مِنَ اللَهِ إِحسانَهُ فَيُعطيكَ أَكثَرَ مِمّا تُريدُ وَمَن شَكَرَ اللَهَ لَم يَنسَهُ وَلَم يَنقَطِع عَنهُ مِنهُ المَزيدُ وَما يَكفُرُ العُرفَ إِلّا شَقِيٌّ وَما يَشكُرُ اللَهَ إِلّا سَعيدُ -أبو العتاهية.

ما أشدّ توفيق من جمع الله-سبحانه- له بين لين الجانب ولطف المعشر وسماحة النّفس وخفض الجناح، وبين المهابة والإجلال في القلوب والنفوس. قال خارجةُ بن فُلَيح المكي يمدح أبا بكر بن عبد الله الزبيري: أهابُكَ إجلالًا وأرجوكَ للتي تلينُ بها للراغبِ المُتردِّدِ! وفي معنى قريب يقول الخبز أرزي: أهابُكَ أم أُبدي إليك الذي أُخفي وطرفك يدري ما يقول له طرفي وتُدركني من هيبتي لك وحشةٌ فتؤنسني بالعطف منك وباللطفِ :) وألطف ما قيل وقعًا على قلبي قول قيس: أهابك إجلالا وما بك قدرةٌ عليّ، ولكن ملء عين حبيبُها

لشاعر: إذا رقّ وجهُ البدر فيها وجدّتني على بطن كفّي واجما متسمّرا أقول إذا رفّ الخيالُ بوجهها أعَنْ هذه أسلو؟ فما أبعد الفِرا!

وعن ابن عباس رضي الله عنهما: «كان قول موسى في السفينة وفي الغلام لله، وكان قوله في الجدار لنفسه لطلب شيء من الدنيا فكان سبب الفراق. وقال أرباب المعاني: هذه الأمثلة التي وقعت لموسى مع الخضر حجة على موسى وإعجاله، وذلك أنه لما أنكر خرق السفينة نودي: يا موسى أين كان تدبيرك هذا وأنت في التابوت مطروحا في اليم؟ فلما أنكر قتل الغلام قيل له: أين إنكارك هذا من وكز القبطي وقضائك عليه؟ فلما أنكر إقامة الجدار نودي أين هذا من رفعك الحجر لبنات شعيب دون أجرة؟». -البحر المحيط لأبي حيان.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما: «كان قول موسى في السفينة وفي الغلام لله، وكان قوله في الجدار لنفسه لطلب شيء من الدنيا فكان سبب الفراق. وقال أرباب المعاني: هذه الأمثلة التي وقعت لموسى مع الخضر حجة على موسى وإعجاله، وذلك أنه لما أنكر خرق السفينة نودي: يا موسى أين كان تدبيرك هذا وأنت في التابوت مطروحا في اليم ؟ فلما أنكر قتل الغلام قيل له: أين إنكارك هذا من وكز القبطي وقضائك عليه؟ فلما أنكر إقامة الجدار نودي أين هذا من رفعك الحجر لبنات شعيب دون أجرة؟». -البحر المحيط لأبي حيان.