تذكرة

وأطيب العيش عيش من يعيش مع الخالق سبحانه، فإن قيل: كيف يعيش معه؟ قلت: بامتثال أمره، واجتناب نهيه، ومراعاة حدوده، والرضا بقضائه، وحسن الأدب في الخلوة، وكثرة ذكره، وسلامة القلب من الاعتراض في أقداره، فإن احتجت، سألته، فإن أعطى، وإلا، رضيت بالمنع، وعلمت أنه لم يمنع بخلا، وإنما نظرا لك، ولا تنقطع عن السؤال؛ لأنك تتعبد به، ومتى دمت على ذلك، رزقك محبته، وصدق التوكل عليه، فصارت المحبة تدلك على المقصود، وأثمرت لك محبته إياك، فحينئذ تعيش عيش الصديقين. ولا خير في عيش إن لم يكن كذا فإن أكثر الناس مخبط في عيشه، يداري الأسباب، ويميل إليها بقلبه، ويتعب في تحصيل الرزق بحرص زائد على الحد، وبرغبة إلى الخلق، ويعترض عند انكسار الأغراض، والقدر يجري، ولا يبالي بسخط، ولا يحصل له إلا ما قدر، وقد فاته القرب من الحق، والمحبة له، والتأدب معه، فذلك العيش عيش البهائم. -ابن الجوزي.

كثيرٌ من تقلبات الآراء والأفعال التي تكون في الناس إنما هي بسبب شهوة ظهور النفس وبروزها، وحال هؤلاء كحال الذي يتتبَّع ضوءَ الشمس، وكلما أدركه ظلُّ الحِيطان قام من مكانه يتتبع الشمس، ولا يهمه أين يكون، وعلى أي حال كان، ما دام بارزاً إليها. ‏📚 الفصل بين النفس والعقل ‏للشيخ ⁧ عبدالعزيز الطريفي⁩

قال الإمام #ابن_القيم رحمه الله: " وإذا ثقُل الظهر بالأوزار؛ - منع القلب من السير إلى الله - والجوارح من النهوض في طاعته، - وكيف يقطع مسافة السفر مُثقلٌ بالحمل على ظهره! - وكيف ينهض إلى الله قلبٌ قد أثقلته الأوزار! - فلو وُضعت عنه أوزاره لنهض وطار شوقاً إلى ربه، ولانقلب عسره يسراً". 📙 الكلام في مسألة السماع ص٢٧٨