إسلام عفيفي

باب مثل الإعذار في طلب الحاجة وما يحمد عليه أهله من ذلك قال أبو عبيد: قال ابن الكلبي وغيره: ومن أمثالهم في هذا قولهم: «افعل كذا وكذا وخلاك ذم». يقول: إنما عليك أن تجتهد في الطلب وتعذر لكي لا تذم فيها وإن لم تقض الحاجة. قال: وهذا المثل لقصير بن سعد اللخمي، قاله لعمر بن عدي حين أمره أن يطلب الزباء بثأر خاله جذيمة بن مالك، فقال: أخاف ألا أقدر عليها، فقال: أطلب الأمر وخلاك ذم، فذهبت مثلا.

【الأمثال لأبي عبيد القاسم بن سلام】

ومنه ما ذكره أهل السير في يوم مؤتة عن زيد بن أرقم، قال: كنت يتيما لعبدالله بن رواحة في حجره، فخرج بي في سفره ذلك مرد في على حقيبة رحله، فوالله إنه ليسير ليلة إذ سمعته وهو ينشد أبياته هذه: إذا أديتني وحملت رحلي ❁ مسيرة أربع بعد الحساءِ فشأنك أنعم وخلاك ذم ❁ ولا أرجع إلى أهلي ورائي

【سيرة ابن هشام، الواقدي】

------------- قال ابن درستويه: «فمعناه: خلا منك دم، أي: ولا تكون مذموما، ولكن حذف الجار، وعدي الفعل بنفسه إلى الكاف، كما قال الله تعالى: ﴿وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون﴾ يعني: كالوا لهم ووزنوا لهم».

【تصحيح الفصيح، وشرحه】

عَنِ الْحسن فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿لم یدخلوها وهم یطمعون﴾ قَالَ: «واللَّهِ ما جَعَلَ اللَّهُ ذلك الطَّمعَ في قُلُوبهم إِلَّا لكرامة يريدها بهم».

【عبدالرزاق، الطبري، ابن أبي حاتم، وزاد السيوطي: ابن المنذر وأبا الشيخ】

«.. فشَرِبَت وأرضَعَت ولَدَها، وقال لها المَلَكُ: «لا تَخافِي من الضَّيعَة، فإِنَّ ههنا بَيتَ اللَّهِ يبنيه هذا الغلامُ وأبوه، وإن اللَّهَ لا يُضَيِّعُ أهلَه..».

【صحيح البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء】

【الجامع لعلوم الإمام أحمد؛ قسم الأدب والزهد】

ومن أقرب الوجوه في إصلاح النية فيه ما روينا عن أبي عمرو إسماعيل بن نجيد أنه سأل أبا جعفر أحمد بن حمدان - وكانا عبدين صالحين - فقال له: «بأي نية أكتب الحديث؟» فقال: «ألستم تروون أن عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة؟» قال: «نعم». قال: «فرسول الله ﷺ رأس الصالحين».

[ابن الصلاح (ت: ٦٤٣ هـ)، معرفة أنواع علم الحديث]

«عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة»

قال سفيان بن عيينة: «كان يقال عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة»

【رواه أحمد في [الزهد]، وفي مسائل أبي داود، معجم ابن المقرئ، الحلية لأبي نعيم، الهروي في ذم الكلام】

وفي [الورع] للمروذي:

ذكرت لأبي عبدالله الفضلَ وعريه، وفتح الموصلي وعريه وصبره؛ فتغرغرت عينه، وقال: «رحمهم الله، كان يقال عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة»

وروى اللالكائي:

عن الحسن بن الربيع، قال: سمعت ابن المبارك بالمصيصة وذكر علي بن الفضيل، فجعل يذكر مناقبه، قال: فسأله رجل عن حديث، فقال: دعنا فإن محمد بن النضر الحارثي كان يقول: «عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة».

وروى الخطيب البغدادي في [تاريخ بغداد]

عن أبي العبّاس بن السراج يقول: سمعت محمد بن منصور الطوسي يقول: نازلت قوما من أصحاب الفضيل بن عياض فيما يذكرونه من كرامة المؤمن على الله. فقلت: «عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة»، فمطرنا في تلك الساعة.

وروى الهروي:

عن يحيى بن حسان قال قال وكيع سمعت صديقا لنا يكنى أبا المنذر قال: «بلغنا أن الرحمة تنزل عند ذكرهم»، قال وكيع: «يعني الذين يحفظون الحديث أو يحملون الحديث».

【محمد مولود بن أحمد فال الموسوي اليعقوبي، الملقب بـ (آد) (ت: ١٣٢٣ هـ)، مطهرة القلوب】

【الغزالي، الإحياء】

«وأقل ما يجب في مخالطة الناس: إظهارُ الشوق والمبالغةُ فيه = ولا يخلو ذلك عن كذب؛ إما في الأصل وإما في الزيادة..» 【الغزالي، الإحياء】 قال الزبيدي في [الإتحاف]: «كأن يقول: لا أرتاح إلا برؤياك، أو إني أتذكرك في كل ساعة وأمثال ذلك..»

قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: «إن الرجل ليخرج من بيته ومعه دينه، فيلقى الرجل له إليه الحاجة فيقول: إنك لذيت وذيت؛ يثني عليه! وعسى أن لا يحلى من حاجته بشيء! فيرجع وقد أسخط الله عليه، وما معه من دينه شيء!». وفي السنة للخلال عن عبدالله بن مسعود، قال: «يأتي الرجل الرجل لا يملك له ولا لنفسه ضرا ولا نفعا؛ فيحلف له أنك لذيت وذيت، ولعله أن يحلى منه بشيء، فيرجع وما معه من دينه شيء. ثم قرأ عبدالله: ﴿ألم تر إلى ٱلذین یزكون أنفسهم بل ٱلله یزكی من یشاء ولا یظلمون فتیلا ۝ ٱنظر كیف یفترون على ٱلله ٱلكذب وكفىٰ بهۦ إثما مبینا ۝﴾

[رواه المَرُّوذي (ت: ٢٧٥ هـ) في (أخبار الشيوخ وأخلاقهم)، صفة النفاق وذم المنافقين للفريابي (ت: ٣٠١ هـ)، السنة لأبي بكر الخلَّال (ت: ٣١١ هـ)، الإبانة لابن بطة، شعب الإيمان للبيهقي]