ما بين طَيَّات قلبي.

عزيزي المجهول، أكتب لك لأني -وبكل الأسى- لا أجد من يسمع لي، حتى وإن كُنت لا تقرأ فلا يُهم؛ سيأتي الوقت الذي ترى به رسائلي وترُد عليّ، أما بعد يا عزيزي: لقد ضاقت بي الدُنيا، لا أستطيع الإكمال هكذا، نفذت منيّ طاقتي ونفذ تفاؤلي، تمُر عليّ الأيام كمرورها على سجينٍ حُكم له بالإعدام؛ ينتظر الباقي مِن اليوم بيأس ويتمنى مِن الغد أن لا يأتي، أردت كثيرًا الهروب مُن كُل شيء، لكن إلى أين الهرب وكُل ما حولي أهرب مِنه؟ لجأت إلى النوم، لكن -ولسوء حظي- كان لعقلي الباطن رأيٌ آخر، أتمنى يا عزيزي أن ترى رسالتي هذه وتنتظر باقي الرسائل، أو أن تُجيب عليّ فتهون أيامي. - حنين حُسام الدين

عزيزتي ماري، هذا سيكون آخر خطاب يصلكِ منِّي بل ستكون تلك آخر حروف أكتبها قبل أن ألفظ أنفاسي الأخيرة، لا تغضبي منِّي يا عزيزتي لتركي لكِ ورحيلي عن هذا العالم للأبد لكنني إن لم أفعل ذلك سأُجنّ من تلك الأصوات التي تصرخ بعقلي كل ليلة، الحزن ينهش قلبي الصغير حتى حوَّله لأشلاء صغيرة، البشر صاروا وحوش بل أسوأ من ذلك، كلماتهم تقتلني كل ليلة ألف مرَّة ونظرات السخرية التي أراها بأعينهم تشعل النيران بجسدي، أما الخوف فهو يكبلني من جميع الجهات وهو يهمس بأذني قائلًا: قِف مكانك ولا تخطو أي خطوة تجاه أي شيء ستندم إن فعلت ذلك، سامحيني يا ماري كنت أود أن أقضي ما تبقى من عمري معكِ لنحتسي الشاي بشرفة منزلنا ونحن نرى أطفالنا يلعبون حولنا لكن الحياة لم تكن عادلة يومًا ولن تكون كذلك، اليوم فقط سأشعر بالسكينة ستصمت الأصوات بعقلي، سيفك الخوف قيوضه، وسيبحث الحزن عن ضحية جديدة غيري، وسأموت سعيدًا لأنني أحمل صورتكِ بيدي وستكون ملامحكِ البريئة آخر ما ستراه عيناي، لا تبكِ يا فتاتي الجميلة سأكون بمكان أفضل من هذا المكان المليء بالبغض والشر، سأنتظركِ لأقابلكِ بابتسامتي المعتادة وأضمكِ بين يداي. آلاء وائل.

إلي صديقي، ذلك الشخص الذي يري ندباتي فراشات معلقه علي روحي، لا أحتاج ان اخلق مبررات لأفعالي معه، ذلك الشخص الذي يفهم اعماقي دون أن أظهرها، كل الامتنان إلي كل مره جففت دموعي فيها، و إلي وجودك، و اعلم أيضا أنك ستدرك ان تلك الحروف مزخرفه لك. ملك وليد.

مُرَّ هَمّي بعد سنين طوال من الصبر والكِتمان، مُرّ حُبي المُر لأحد الأشخاص بعدما مُتْ شوَقًا في تلك السنين الطوال، كنت ذا مخً تلِف ولكن الآن أصبحتُ مُختلفًا، جاء الصباح ليومٍ جديد فيهِ بلسمٌ وشوقٌ عجيب، لم يكن أمس يومًا مبتهجًا ولكن اليوم أصبح يوم تبسمِ. محمود |عبد الفتاح| | السيد مِيمْ .

دخلت الغرفة فتاة ذات وجه شاحب كالأموات، يحاوط السواد عيناها، نظرت الفتاة للمرآة ثم تنهدت وذهبت للمكتب؛ أخرجت ورقة بيضاء لم يلوثها حبر قلمها بعد، أمسكت القلم بيد مرتجفة، تنظر للورقة بعيون تمتلئ بالدموع، تمالكت نفسها كي لا تفسد قطرات دموعها الورقة وبدأت بالكتابة؛ لا أعلم لماذا أكتب تلك الكلمات رغم أنني أنا من سيقرأها وليس شخص آخر! لا يهم ذلك سنفكر بهذا الأمر بوقت لاحق. لديّ بعض الأسئلة لم أجد لها إلى الآن أي إجابة؛ كيف يتغلّب المرء على عقله؟ كيف ينتصر المرء على نفسه ويحجّمها فتكون تحت سيطرته؟ هل سبق واستطاع شخص إسكات تلك الأصوات التي تصرخ بعقله؟ هل إستطاع أي شخص أن يسيطر على أفكاره التي تتسابق داخل عقله وتنتشر ككقطيع ذباب لا يتوقف عن إصدار صوت مزعج! لماذا الحياة بتلك القسوة؟ أقسم أني لم أرد منها شيء سوى بعض السكينة والإطمئنان! لكنها بخلت عليّ بتلك الأشياء البسيطة؛ الخوف ينهش قلبي يتلذذ بتناول جزء منه كل ليلة بالتناوب مع الحزن، أراهم كل ليلة وهم يتناقشون ليرو من منهم سيبدأ بتناول وجبته أولًا، أفسد التفكير عقلي جعله غير صالح للحياة الآدمية؛ طوال اليوم أسمع صراخ الأشخاص العالقين بعقلي وهم يتشاجرون ليفرض كل منهم رأيه ويثبت أنه هو الأصح أما باقي الآراء فهي خاطئة، بجوار هؤلاء الأشخاص أرى الذكريات وهي تتسابق سويًا ليرو من منهم سيظهر أولًا لينتهي بهم الأمر بالبدء بطريقة عشوائية، على الجانب الآخر أرى شخص يرتدي ملابس سوداء يخفي وجهه خلف وشاح أسود يقول لي كل ليلة: - معهم حق؛ أنتِ شخص فاشل لا فائدة منه تقبّلي الوضع ولا تنكري ذلك. - أردت تذكيركِ أنَّ لا أحد يحبكِ؛ ليس بكِ شيء مميز ليقع أي شخص بحبكِ من الأساس، كل هؤلاء الأشخاص لا يحبونكِ بل يشفقون عليكِ، يرونكِ فتاة ساذجة وحيدة. لم أعد أستطيع تحمّل كل هذا، أشعر بشيء يحاصر رئتاي يمنعني من التنفس بشكل طبيعي، انحنى كتفاي من هذا الحِمل الثقيل، متى سأتخلَّص من كل ما يثقلني لأجدني خفيفة؟ أخف من الفراشة! توقفت عن الكتابة وشردت قليلًا ثم أكملت؛ هل حقًا سيأتي ذلك اليوم الذي ستسكن الطمأنينة قلبي فيه ويهدأ عقلي كهدوء وصمت الليل أم أنني سأظل هكذا إلى أن ألفظ أنفاسي الأخيرة؟ آلاء وائل.

💟.

لا أحد يدري بما يحدث في قصة الشخص المجاور له، نحن كتب مغلقة خادعة الأغلفة، كتابي كان بغلاف ملون صاخب، لكن صفحاته رمادية كئيبة تُمرض من يقرأه.

عزيزي .. ماذا يمكنني أن أقول لك؟ الأمور لا تمضي على ما يرام أبدًا، إنني أكثر حزنا وضجرًا مما أستطيع أن أصفه لك، ولم أعد أعرف في أي نقطة أنا. - ( فان جوخ إلى تيو، ٢٩ أبريل ١٨٩٠ )

ليتني فراشة لا تعرف من الدنيا غير الخِفة وحُب النور أسماء عبدالحميد