قناة حسين عبد الرّازق (لبثّ الدروس المُباشرة)

قال ابنُ القيم رحمه الله (( مَنْ طلبَ العلمَ ليُحييَ به الإسلامَ فهو مِن الصِّديقين، ودرجتُه بعدَ درجةِ النبوة)) قولُه (ليُحيي به الإسلام) فيه معنيان: الأول: يجعله لله، ويخلصه من حظوظ نفسه والثاني: يوسّع إراداتِه ومقاصدَه ومطالبه فيما يتعلّم ويُعلّم. وبكلمةٍ: فإنّ أخصّ ما ينبغي أن نتتبعه ونطلبه في سيرة أئمة الإسلام المصلحين الذين أحيا اللهُ بهم الإسلام: (الأسس-التكوين- المُخرجات والآثار) يعني: ١-الأسس التي كانوا عليها: من العلم والإيمان والتقوى والخُلق والاستقامة والعبادة. ٢-عنايتُهم بالأمور الكبرى التأسيسيّة والمحكمات في أبواب الدّين والعمل ٣-القُوى التي كانوا عليها: من حيث التحصيل والدراسة والتفقه في الدين والجهد والعزم والجِدّ من جهة والنظرُ والجمع ومعرفة مصادر العلم عندهم، والتحرير والاستدلال والعَرض والبيان والنقد والردّ والتصنيف من جهة أخرى فأولئك المصلحون كشّافٌ لطالب العلم تتعلم منهم: فيمَ تنظر، وأين، وكيف. ٤-العلم بواقِعهم، وأهم مُشكلاته وقضاياه ومسائله وما يحتاجه من التحرير والبيان والتصنيف ٥- سعيُهم في بيان الحق الشرعي في تلك القضايا والمشكلات، وإقامة البيّنات عليه، والفُرقان فيها بين الحق والباطل فمَن طلب تلك الجوانب من أئمة الإسلام المُصلحين ثم سعى فيها وعاش مُشكلاتِ عصره، وميّزَ القضايا الكبرى عن غيرها، فاشتغلَ بها، وحاول أن يُقدّم لها بيانا وحلولا شرعية وأقام عليه البينات بلُغة العصر وأدواته، وصيانته بكشف الشُّبهات عنه، والرد على الاعتراضات، ونقض ما يُخالفه، وصبَر على ذلك =فهو أسعدُ الناس بأولئك الأئمة المحققين المُصلحين، وهو مِنهم ومن أجمل ما قيل في ((واجعلنا للمتقين إماما))قولُ البخاري: (أئمة نقتدي بمن قبلنا، ويقتدي بنا من بعدنا) فاللهم اجعلنا من المصلحين الصادقين المرضيين عندك.

خبير بأدق تفاصيل دُنياه وهو لا يطلب علمَ أخصّ ما كان ينبغي أن يعلمه مما خُلِق له.. عن الحسن البصري في قول الله: ﴿یَعۡلَمُونَ ظَـٰهِرࣰا مِّنَ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَهُمۡ عَنِ ٱلۡـَٔاخِرَةِ هُمۡ غَـٰفِلُونَ﴾ لَيَبْلُغُ مِن حِذْقِ أحدهم بأمرِ دُنياه أنّه يُقَلِّب الدرهم على ظفره، فيخبرك بوزنه، وما يحسن يصلي!

للمؤمنين في غ…زة وغيرها.. لا تحسبوه شرا لكم بل هو خيرٌ لكم #المؤمن يرى لُطف الله والخيرَ فيما قَدّر ولا يقضي اللهُ قضاءً للمؤمن إلا كان خيرا له بصبره واحتسابه في الضراء، وشُكره على السراء. وتلك الأحداث مما يُبتلى به المؤمنون ليُستخرج بها خيرُهم وينكشف بها المنافقون ومرضى القلوب قال الله عز وجل ((ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ)) 1-أما عمّن قُتِل من المؤمنين فنرجو أن يكون اللهُ اتخذهم جميعا شهداء، وهم عند ربهم أحياءٌ يُرزقون فرحون بما آتاهم من فضله، ولا يحزنون على شيء فاتهم من دنيانا تلك.{وما عند الله خيرٌ وأبقى} قال الله عن مُصاب المؤمنين في أُحِدٍ يُصبّر الصحابة: ((وَیَتَّخِذَ مِنكُمۡ شُهَدَاۤءَۗ)) أي: ليُكرم منكم بالشهادة من أراد أن يكرمه بها. 2- وإلى كل مُصابٍ ومهمومٍ وحزين من أهلنا في غزة ومِن غيرهم: أبشر فهذه أبواب عظيمة لتكفير السيئات والتي لعلها لا تُكفّر إلا بها قال النبي ﷺ (ما يُصِيبُ المُؤْمِنَ مِن وصَبٍ، ولا نَصَبٍ، ولا سَقَمٍ، ولا حَزَنٍ، حتَّى الهَمِّ يُهَمُّهُ؛ إلَّا كُفِّرَ به مِن سَيِّئاتِهِ) فاصبر واحتسِب 3-أما المجاهدون في سبيل الله فقد -واللهِ أيقظوا في الأمة أمر المسلمين في فل..طين- وأحيوا الجهاد في سبيل الله وأدخلوا السرور على المؤمنين وبعثوا فيهم روح العزم(وما يزالون بحمد الله يُذيقون عدو اللهِ العذاب) {ثبّتهم الله وأخلص نياتهم ونصرهم نصرا مؤزرا} 4-وأما عدوُ الله فقد أيقنوا (حكومتهم وشعبهم اللُقطاء الذين اجتمعوا من مختلف بقاع الأرض ليستوطنوا منازلنا والذين كادوا أن يصدقوا أنها أرضهم= حتى طاف عليهم طائف من ربك وهم نائمون أيقنوا أنهم لن يقروا فيها ولن يهنؤوا بل يبقون في هلع ورُعب وفزع {اللهم اقذف الرعب في قلوبهم وعذِّبهم بأيدي المؤمنين} #ومن أعظم الغلط: أن يظن مسلمٌ أن أولئك المجرمين ينفعهم اللين بل ما يزيدهم إلا تجبرا وإذلالا لأهلنا وقهرا وتسلطا. 5-كشفُ الوهم والدعاية الإعلامية عن الجيش #الذي لا يقهر !بل قُهر وسُحِق وأهين وذُلُّ وأُخزي بفضل الله من فئةٍ قليلة بإمكانيات محدودة وإعدادات في خفاء وعلى حذر {كيف لو كان لهم نصير أو توفر لهم واحدٌ بالمائة من الدعم والنفقات المبذولة لعدو الله من أمريكا ومن أذيالها} 6-ظهور أخلاق المسلمين في الجهاد باتباعهم هديِ نبيهم ﷺ وطاعته كما فعلوا مع النساء والأطفال والمرضى {وذلك واللهِ من أعظم ما يسُرُّ} 7-انكشاف كذب عدو الله وتضليله للناس ليُخذّر شعبه من جهةٍ ويشغلهم عن خيبته وليستعطف الناس وليبرر جرائمه في غزة من جهة أخرى =ففضحهم الله وكشف أكاذيبهم وحالة الارتباك والتشتت والحيرة والتردد والانقسام والاختلاف داخل حكومة عدوِ الله {جعل الله بأسهم بينهم شديدا} 8-((وليعلم المؤمنين)) من أعظم الخير في تلك الأحداث ما ظهر من آلاف الآلاف من المؤمنين والمؤمنات في مختلف بلدان العالم من رجال ونساء وصغار وشباب وكبار من ( مولاة المؤمنين) : من النصر والنفقات وامتلأت الشوارع ووسائل التواصل ويوتيوب ومقاطعة من يُعينون عدوَ اللهِ {وإن كان الخزيُ والعار شاملا للحكومات وأصحاب القرار وكثير من المشاهير واللهُ غنيٌّ عنهم وعن العالمين} لكن الخير الكثير في المسلمين باق ولله الحمد. وهي والله شُعبٌ من الإيمان وأبواب عظيمة للأجر والثواب واجتماع الكلمة. 9-((وليعلم الذين نافقوا)) كشفت الأحداث كثيرا من أذيال الغرب من المسؤولين وكذلك من مشاهير وسائل التواصل والإعلام. 10- ومن أعظم الخير في تلك الأحداث : أنها بيّنت أنها حرب على دِين وليست على مجرد أرض وتراب. والخيرُ كثيرٌ في تلك الأحداث لمن أحسن الظن في الله وتأمل وتدبّر وتلى كتاب ربّه وعلِم سُنَنه اللهم ربنا نج المستضعفين من المؤمنين وانصرنا على القوم الكافرين واقذف الرعب في قلوب عدوك وأفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين

التكلُّف(١) و(التكثُّر) و(المراء) و(تعقيد الحياة(٢) و(الانغماس في المُباحات) هذه الخصال من أعظم ما يتعطَّل به شخصٌ عن إنجاز مطالبه العالية وهي شبكةُ العنكبوت التي من وقع فيها صار محبوسا مُقيّدا أسيرا لأهوائه وهي أخفى من (المعاصي المعروفة) وبقدْر تخلُّصه منها بقدر ما يتمحّض قصدُه ويُحفَظ عمرُه وجهده وفكرُه في طريق إنجاز مطالبه العالية *********** (١) التَّكَلُّفُ: إظهارٌ وادعاءٌ وتجمُّل وتزيُّن ومادَّةُ التَّفَعُّلِ تَدُلُّ عَلى مُعالَجَةِ ما لَيْسَ بِسَهْلٍ، فالمُتَكَلِّفُ هو الَّذِي يَتَطَلَّبُ ما لَيْسَ لَهُ أوْ يَدَّعِي عِلْمَ ما لا يَعْلَمُهُ يَطْلُبُ مِن تَكَلُّفِهِ نَفْعًا وهو من أعظم ما تضيع به الأعمار.. (٢) (تعقيد الحياة) مَن عقّد حياتَه : كيف يُنجز ما يريد؟! مِن أعظم ما يُقعِد الإنسان عن السعي وإنجاز أهدافه : أن يفتح على نفسه أبوابا تستنزف وقتَه وجُهدَه وتفكيره وصحته: -كماليّات في البيت تجعله يستدين ويعيش ليُسدد -صداقات وعلاقات كثيرة وزيارات ومكالمات -قنوات وأخبار وحوادث لا تخصه فيعيش معها ويُتابعها -دخول في جدال و مناقشات ثمرتُها نادرة وتصيبُه بالضغط والعكننة وسواد في القلب والغِل -مقارنات لحاله بحال غيره في الأكل واللبس والسكن والأولاد تفتح عليه أبواب الحسد وشُح النفس -الاهتمام بتحسين صورته في أعيُن الناس فيتكلّف ويتجمّل لهم ويداري.. ويُداهِن.. ويهتم: كيف ينظرون إلي، هل أعجبتهم؟ بابٌ واحد من هذه الأمور كفيلٌ باستنزاف أضعافِ أضعافِ عمرك وجُهدك: فكيف بمن فتحَها جميعا على نفسِه؟ أيمكن أن يجد عقلا أو قلبًا أو وقتا أو جسدًا يسعى به في طريق ما يريد من أهداف.؟ .! بل يعيش عمرَه كله يُسدد تلك الفواتير التي أدخل نفسه فيها طوعًا..يبقى مُشتَّتا حائرا مُضطربًا مُشوّشًَا تايِه دايخ وهو من ظلم نفسه.. هو الظالمُ والمظلوم.. الحل في جملتَين : ١-اجمع همّك وعزمك وقوتك وادّخرْها في طريق هدفك ٢-قانون: ما قلّ وكفى خيرٌ مما كثُر وألهَى=قلّل دائرة اهتماماتك وعلاقتك ووسائل التواصل وبسَّط حياتك. (مسكنك، لبسك، طعامك، شرابك، شأنك كله) وأغلِق كل باب يحرق جُهدك ووقتك وأعصابك و أموالَك وفكرَك.. إذا استغنيتَ عن شيء فدَعْه... ومَن فرّط في شيء من ذلك فواللهِ مهما توفّرتْ له إمكانيات وأدوات فلن يُنجز شيئا مما يطلب.. فقبل أن تفكّر في الخُطط والبرامج والوسائل :اكتسح تلك العقبات واقطع تلك الشواغل.. لتكون سالما صافيا.. ﴿ٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّمَا ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَا لَعِبࣱ وَلَهۡوࣱ وَزِینَةࣱ وَتَفَاخُرُۢ بَیۡنَكُمۡ وَتَكَاثُرࣱ فِی ٱلۡأَمۡوَ ٰ⁠لِ وَٱلۡأَوۡلَـٰدِۖ كَمَثَلِ غَیۡثٍ أَعۡجَبَ ٱلۡكُفَّارَ نَبَاتُهُۥ ثُمَّ یَهِیجُ فَتَرَىٰهُ مُصۡفَرࣰّا ثُمَّ یَكُونُ حُطَـٰمࣰاۖ وَفِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ عَذَابࣱ شَدِیدࣱ وَمَغۡفِرَةࣱ مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَ ٰ⁠نࣱۚ وَمَا ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَاۤ إِلَّا مَتَـٰعُ ٱلۡغُرُورِ﴾

📚 تفريغ سلسلة الكتب التأسيسية في علوم الشريعة للشيخ حسين عبدالرازق 🔖 تعريف بالسلسلة وأهم مقاصدها: ◀️ ما المراد بالأئمة المحققين، وما سماتهم العامة؟ ◀️ إذابة الفواصل بيننا وبين علماء الأمة الكبار وإزالة الحواجز بيننا وبين مؤلفاتهم. ◀️ كيفية قراءة كتب الأئمة، وأهمية الاستعداد للكتاب قبل البدء فيه. ◀️ أثر دراسة مصنفات الأئمة وكتبهم في تأسيس طالب العلم. ◀️ تعلم التدرج؛ بماذا نبدأ، وما الذي يليه؟ ◀️ مطالعة سِيرهم ومعرفة بعض أخبارهم؛ مما يوفر لنا قدوة صالحة ونموذج للعالم المسلم نهتدي به. 👈 روابط مهمة: 🔗 رابط السلسلة 🔗 التفريغ المكتوب 🔗 المحاضرات صوتية مع ملخص لها 🔖 جميع المراجع والترشيحات مع اختبار بسيط على المجلس مجمع في نهاية التفريغ .

ومن أكثر ما يسألُ عنه المُهمومون بإخوانهم: كيف يمكن للمسلم أن يواظب على جدول أعمالِه اليومية النافعة في وسط تلك الأخبار و المصائب والحوادث، ومع عنايته بأخبار المسلمين في كل مكان.. كيف، ألا يتأثرُ؟ قلتُ: أما التأثُّر فإنه كبير، وقوي وشديد، وأي مسلم لا يشغله المسلمون ولا يهتم لهم ولا يحزنُ لحُزنهم ولا يفرح لفرحهم فهو ناقص الإيمان. وأمّا أن يكون حُزني يُقعدني عن العمل أو يبعث في نفسي اليأس والقنوط =فبالعكس، إنما يزيدُ همّتي اشتعالا، فإذا لم يعملِ الإنسان في تلك الأوقات.. فمتى يعملُ، بل هي خيرُ تفاعُل مع الأحداث.. . ولا قوة الا بالله #أما بتفصيل: فأقسم بالله العظيم إن أمر المسلمين لهو أعظمُ ما يشغلني في هذه الحياة الدنيا، وبه أفرح وعليه أحزنُ، وله أعملُ، وإن قلبي ليمتلأ حُزنًا و غيظًا، وأُطيلُ التفكير كثيرا ويذهبُ نَومي ولا أجدُ طعمًا للأكل ولا مُتعةً بفُسحةٍ ولا بمكانٍ جميل ولا راحة وأنا أرى مصائب تنزل بالمسلمين وحوادث وأنا أعلمُ أن عددا من أحبابي وخيرة المسلمين مُعذّبون في سجون الظالمين، و غيرُهم يُهانون ويُستضعفون ويُقهرون. وأرى عددا من شباب الإسلام ناقمًا على دينه أو خارجًا عنه قد اتّبع شياطين الإنس والجن، وغير ذلك مما يُحزنُ القلبَ الحيّ فأُكثِرُ للمسلمين جميعا الدعاء ولكني أعلم أن الله تعالى رقيب وبكل شيء مُحيط وعلى صراط مستقيم، ولا يظلمُ مثقال ذرة، وأنه لن يُضيع حق المظلوم ولن يُفلت منه الظالمُ -وأن ذلك امتحان و ابتلاء يُستخرَج به معاني الإيمان والصبر والعمل وتُكفّر به الخطايا وتُرفع به الدرجات -كما أعلمُ أن الله لطيف -وكما أن في الأخبار ما يُحزنك ففيها ما يُفرِح بحمد الله، و الخير موجود ونماذج الخير كثيرة بحمد الله -وأن نِعمَ الله علينا كثيرة لا تُحصى، وأعظمُها أننا مسلمون -وأن أعظم صورة للاهتمام بشأن المسلمين أن تنصرهم ما استطعتَ وتنفعهم بما تملك -وأن العبد مُحاسَبٌ على عمله وعلى ما يقدر عليه - فأستعينُ الله وأُحاول أن أتماسَك وأجمعَ نفسي لأقوم بأعمالٍ أرجو أنها تكون معذرةً إلى الله -وكم تُحدّثني نفسي بترك تلك أعمالي، وأنها لن تؤثر شيئا فيكون جوابي: -بل هي واللهِ عظيمة، لو لم يكن فيها سوى أني مشغول بالخير ، وبنشره وساعٍ فيه، وأني لستُ جزءا من الباطل =لكفى فاستعن بالله ولا تعجز واصبر وما صبرك إلا بالله اللهم نج المستضعفين من المؤمنين واشدد وطأتك على المجرمين

سألني: كيف أُعلّم ولدي معنى أنّه مُسلِمٌ؟ قلتُ: اخبره أننا عبادُ الله، نُسلِمُ له ونُسلِّمُ بلا شرطٍ ولا قَيْدٍ.. أحقُّ وصفٍ لك يا بُنيَّ فيما بينك وبين الله أنك (عبدٌ لرب العالمين) فأنت منه وبه وله وإليه راجع.. وهذه هي الصِّفة التي ينبغي أن تتعامل بناءً عليها تجاه ما يبلُغك من خبرِ الله وأمره فتكون مؤمنًا مُصدّقًا لخبره، سامعًا مُطيعًا لأمره وهذا هو معنى التسليم لله وإحسان العمل إليه والاطمئنان بذكره. نحنُ عبادٌ لله وهو ربُّنا ومولانا وهادينا والحاكمُ علينا. ونحن نُصدّق خبره ووعدَه ونُطيع أمره بناءً على ذلك وليس لأننا اطّلَعنا الغيب فعلمنا صحةَ خبره، ونظرنا في شرعه فعلمنا صواب حُكمه، وأن الصلاة والصيام والزكاة والحج فيها فوائد صحية واجتماعية واقتصادية ونفسية وعصبية..وتؤدي إلى الرخاء و الرفاهية وسلامة الأمن والمجتمع والناس... . الخ ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنࣲ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥۤ أَمۡرًا أَن یَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِیَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ وَمَن یَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَـٰلࣰا مُّبِینࣰا﴾ #ومع تسليمنا لله وطاعته واتباع أمره :فنحنُ على يقينٍ بأنه أصدق قيلا وأحسنُ حديثا وحُكمًا وشرعا وهو العليم الحكيم اللطيف الخبير الجميل وتمت كلمتُه صدقًا وعدلا وأنه ما شَرع ولا حكمَ ولا قضى بمجرد المشيئة بل بعلمٍ وهدى وحكمةٍ (سواءٌ هُدِينا لمعرفة الحكمة المُفصَّلة من كل حُكمٍ أو لم نُهدَى) فنحنُ نُسلِّم له بلا شرط، وبلا قيْد فنحنُ منه وله وبه وإليه. خُذ هذه المُقدمة واجعلها في قلبك يا بُنيَّ واربط عليها ثم فكِّر بعدها في التماس شواهد تصديق أخبار الوحي، والتماسِ الحِكم والعِبر ووجوه المصالح والمنافع من الشريعة وكُل من طلب ذلك قاصدًا الهدى اهتدى لأعظم ما تطمئن به النّفسُ وتسكُن وتفرحُ وتزدادُ يقينا في الله.( إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)

💡بسم الله الرحمن الرحيم💡 💡إعلان لطلاب العلم الكرام💡 نعلن عن بدء مشروع جديد من مشاريع تلخيص وكتابة فوائد دروس الشيخ حسين عبد الرازق أكرمه الله، على غرار مشروعنا هنا في دروس المحرر.. وهذه المرة نخص بالاهتمام السلسلة الفريدة: (من تراث المحققين).. هذا وإن المشروع يشمل جانبين: 🗓 الالتزام بحضور الدروس وفق برنامج محدد لجميع المشتركين. 🗓 التعاون على تلخيص وكتابة الفوائد وفق برنامج محدد أيضا. 💡فالمشروع فيه سمتان؛ بناء وعطاء معا💡 وذلك وفق برنامج سيتم تحديده وفقا لأعداد المتقدمين، ويتراوح بين ثلاث وخمس ساعات أسبوعيا فقط، على مدى بعيد قد يصل للسنة إن شاء الله تعالى، فالأهمية هنا هي لأصحاب القليل الدائم؛ أحب الأعمال إلى الله.. وحاليا: يخص المشروع الطلاب دون الطالبات.. فمن وجد في نفسه همة ومن وقته متسعا؛ هذه استمارة التقديم، وسيتم التواصل مع المتقدمين إن شاء الله تعالى.. https://forms.gle/aR2NWRuxSta9TDG77