التذكرة

🔷ابن قتيبة(ت:276) يفضح تزوير محمد عجاج الخطيب 🔷 عقد محمّد عجّاج الخطيب أحد محدّثي أهل السنة المعاصرين بعض الفصول في كتابه «أبو هريرة رواية الإسلام» لينقد كلام سيدنا عبد الحسين شرف الدّين - رضيّ الله عنه - في كتابه «أبي هريرة» ، و ليس في الكتاب ما عليه القيمة ، ولم يدفعني لذكره إلا ما ذكره الخطيب بحقّ سيدنا شرف الدين من الاتهام بالتدليس وعدم الأمانة العلميّة ، وقلة أدبه تجاهه ، وسيعلم بعد قليل أيهما المدلّس والمحرّف. قال السيدّ شرف الدّين - رحمه الله - في مختتم كتابه: «ولنختم الفصل بنوادر كانت بين أبي هريرة وبعض الصحابة تلمسك منزلته في نفوسهم...»[أبو هريرة/187] فذكر مجموعة منها ، ثم قال: « ومنها : ان أبا هريرة كان يقول : حدثني خليلي : ورأيت خليلي , وقال لي خليلي رسول الله ، فبلغ عليا ذلك فقال له : متى كان النبي خليلك يا أبا هريرة ؟ ينكر عليه قوله هذا ، إذ كان سئ الرأي فيه...»[أبو هريرة/189] وهنا ننقل تعليق الخطيب الذي فضح به نفسه وأدانها: «ومنها ما أروده النَظَّام على أبي هريرة أنَّ عَلِيًّا بلغه قول أَبِي هُرَيْرَةَ: «قَالَ خَلِيلِي، وَحَدَّثَنِي خَلِيلِي» فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: «مَتَى كَانَ النَبِيُّ خَلِيلُكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟» . ومن الغريب أنَّ عبد الحُسين ينقل هذا في كتابه ويعزوه إلى ابن قتيبة ، بينما ينقله ابن قتيبة عن النظَّام ليرُدَّ عليه، وهذا خطأ كبير، إنْ لم يكن تدليساً لا يغتفر مثله مِمَّنْ ادَّعَى البحث العلميَّ والذوق الفني. وَرَدَّ ابن قتيبة قول النظَّام بما مُلخَّصُهُ: أنَّ الخُلَّة بمعنى المصافاة والصداقة درجتان إحداهما ألطف من الأخرى، فمن الخلة التي هي أخص قول الله تعالى: (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا). وقول رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ خَلِيلاً لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً». وأما الخلة التي تعم هي الخلة التي جعلها الله تعالى بين المؤمنين فقال: (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ)»[أبو هريرة رواية الإسلام/218] أقول:بل قد قبل ابن قتيبة الخبر واكتفى بالتأويل والتعليل الذي يقرّر عين ما قرره السيد شرف الدين من سوء قيمة أبي هريرة في نفوس الصّحابة!! ،إن الخطيب قد أهمل متعمدًا - كما سيأتي التنبيه على هذا الأمر - في أصل كتابه من كلام ابن قتيبة ما يؤيد به كلام السيّد - رضيّ الله عنه - ولا يكون به السيّد إلا صدوق النقل ، ذكر ابن قتيبة(ت276) في «تأويل مشكل الحديث» مجموعة من المطاعن التي ذكرها النّظام المعتزلي ومنها قول علي - عليه السلام - في أبي هريرة المذكور ، عقّب ابن قتيبة ورد بقوله: « فلما سمع علي أبا هريرة يقول: «قال خليلي، وسمعت خليلي»، وكان سيء الرأي فيه قال : متى كان خليلك؟ يذهب إلى الخلة التي لم يتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهتها خليلاً، وأنه لو فعل ذلك بأحد) لفعله بأبي بكر...» وهذا يدلّك على ابن قتيبة ما رد الخبر ، بل قبله وأوله ، وعلله بما بما هو قول السيد عبد الحسين - رحمه الله - نفسه من سوء منزلته بين الصّحابة وفي نفوسهم ، علّله بأن سؤال عليّ - عليه السلام - لأبي هريرة كان لأن عليًّا سيء الرأي في أبي هريرة!! وبهذا يثبت عين ما ادعاه السيد - رحمه الله - من موقف الصحابة من أبي هريرة بشهادة ابن قتيية فلم حذف الخطيب قول ابن قتيبة هذا الذي يثبت فيه الخبر ويكتفي بالتاؤيل والتعليل بعين تعليل السيد وتأؤيله؟ ولم دلس؟ وبوجوده يصحّ ما استشهد به السيّد بشهادة أحد أعلام السلف عند أهل السنة وهو ابن قتيبة! ولا يأخذك حسن ظنك - رعاك الله - بأن هذه غفلة منه ، فإنه كتب في الهامش على استحياء شديد: «وما زاده ابن قتيبة في الصفحة (٥٢) من تاويل مختلف الحديث ( إذ كان سيء الرأى فيه) لا يضير أبا هريرة لأن ابن قتيبة إنما يبين للنظام سبب قول علي رضي الله عنه ويرد عليه افتراءه على أبي هريرة» وقد قرّر محمود أبو رية بالنقل عن ابن قتيبة عين ما قرّره السيد شرف الدين - رضيّ الله عنه - ، قال في «شيخ المضيرة»: «كان أبو هريرة يقول : حدثني خليلي ! وقال خليلي ! وكان من قول أبي هريرة : حدثني خليلي ! وقال خليلي ! ورأيت خليلي ! فلما سمع على أبا هريرة يقول : قال خليلي وسمعت خليلي ، وقال له : متى كان خليلك يا أبا هريرة ؟»[شيخ المضيرة/134] وعلّق في الهامش: «بينما أبو هريرة يتبجح بهذا الادعاء ، ولا يستطيع أحد أن يرد عليه لأنه صحابي ! وكل ما أتى من الصحابة لا يصح لانسان أن يشك فيه...» وهذا القدر كافٍ لأن تعلم المزور والمدلس من غيره ، والحمد لله ربّ العالمين @

🔷وإذا حدثني أحد من أصحابه استحلفته!🔷 قال أبو داود في السنن: «...عن أسماء بن الحكم الفزاري قال : سمعت عليا رضي الله عنه يقول : كنت رجلا إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله منه بما شاء أن ينفعني ، وإذا حدثني أحد من أصحابه استحلفته فإذا حلف لي صدقته...»[السنن ، 1/340] رواه غير واحد من محدّثي الجمهور ، و صححّه ابن حبان والترمذي ومن المعاصرين الألباني وهذا الحديث - وغيره من عشرات الأحاديث والآثار الصحيحة - يدل دلالة قطعيّة على أن لحوق وصف الصحبة لزيد من الناس لا يوجب له وثاقة ولا عدالة ، مطابقًا لقول الله تعالى في الصحابة (مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ)[آل عمران:152] ، خلافًا لأهل السّنة الذين قالوا أنّ كلّ واحدٍ منهم مريد للآخرة ، وأن لحوق اسم الصحبة كافٍ لعدالتهم @ https://t.me/tadhkura4

قال العلّامةالحلّي(ت:726هـ) في «منهاج الكرامة»: ما أظن أحداً من المحصّلين وقف على تفاصيل مذهبنا ومذاهب غيرنا فاختار غير مذهبنا باطنًا وإن كان في الظاهر يصير إلى غيره طلبا للدنيا ، حيث وضعت لهم المدارس والربط والأوقاف ، حتى يستمر لبني العباس وأضرابهم من الدعوة ، ويشدّ للعامة اعتقاد إمامتهم ، وكثيراً ما رأينا من تديّن في الباطن بمذهب الإمامية ويمنعه عن إظهاره حب الدنيا وطلب الرئاسة @

◾ الموافقات بين الإماميّة وخصومهم (٩)◾ قال أبو القاسم القشيري(ت:465هـ): «وقال جعفر الصادق: من زعم أن اللّه في شئ ، أو من شئ ، أو على شئ ، فقد أشرك ؛ إذ لو كان على شئ لكان محمولا ، ولو كان في شئ لكان محصورا ، ولو كان من شئ لكان محدثا»[الرسالة القشيرية/30] وقد كان هذا الأثر من جملة ما احتج به في نسبة التنزيه والتأويل للسلف ، فقد احتجّ به القاضي أبو بكر الباقلاني(ت:403هـ) في الإنصاف على التنزيه[الإنصاف/40] وكذا احتج أبو إسحاق الثعلبي(ت:427هـ) على التنزيه ونفي المكان[الكشف والبيان , 1/129] واحتجّ به اليافعي(ت:768هــ) على التنزيه وتأويل الاستواء ، فقال «وروينا عن الإمام الجليل ذي المناقب والجد الأثيل سلالة النبوّة معدن الفضائل والعلوم والفتوّة ، جعفر الصادق رضى اللّه تعالى عنه أنه قال : من زعم أن اللّه سبحانه...»[روضة الرياحين/454]... وساق الخبر واحتج به عبد الرحمن الصفوريّ (ت:894هـ) أيضًا على التنزيه[نزهة المجالس/13] ، وغيرهم وقال أحد محققي السلفية المعاصرين وهو السيد عبد المقصود بن عبد الرحيم في تحقيقه على النكت والعيون للماوردي(ت:450هـ) : «فقد ثبت عن الإمام جعفر الصادق رحمه اللّه تعالى أنه قال من زعم أن اللّه في شيء أو على شيء أو من شيء فقد أشرك إذ لو كان في شيء لكان محصورا أو كان على شيء لكان محمولا أو كان من شيء لكان محدث»[النكت والعيون ،6/55] أقول: وقد رواه الكلينيّ - رحمه الله - في الكافي ، قال: «محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن‌الحسين‌ بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن‌عاصم بن حميد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال :من زعم أنّ اللَّه من شيء ، أو في شيء ، أو على شيء ، فقد كفر ، قلت : فسّر لي ، قال : أعني بالحواية من الشيء له ، أو بإمساك له ، أو من شيء سبقه»[الكافي١/١٢٨] و إسناده صحيح و رواه الصدوق - رحمه الله - ، قال: «حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله ، قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، قال : حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمد بن أورمة ، عن ابن محبوب ، عن صالح بن حمزة ، عن أبان ، عن أسد ، عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : من زعم أن الله في شئ أو من شئ أو على شئ فقد أشرك ، لو كان الله عز وجل على شئ لكان محمولا ، ولو كان في شئ لكان محصورا ، ولو كان من شئ لكان محدثا»[التوحيد/178] وللخبر طرق أخرى @ https://t.me/kunasha4