هاموريس

مما يروى عن الإمام علي بن أبي طالب: إِنَّ القَليلَ مِنَ الكَلامِ بِأَهلِهِ حسَنٌ وَإِنَّ كَثيرَهُ مَمقوتُ ما زَلَّ ذو صَمتٍ وَما مِن مُكثِرٍ إِلّا يَزِلُّ وَما يُعابُ صَموتُ إِن كانَ يَنطِقُ ناطِقاً مِن فِضَّةٍ فَالصَمتُ دُرٌّ زانَهُ ياقوتُ

قال الإِمام مُوَرِّقٌ العِجْلِيُّ: "تعلمت الصمت في عشر سنين، وما قلتُ شيئًا قَطُّ إذا غضبت، أندم عليه إذا زال غضبي"

”أمرُّ على الديارِ ولستُ أدري ‏أتذكرني أتَعرفني الدِّيارُ؟ ‏وكم قبَّلتُ جُدرانًا وبابًا ‏فلا بابٌ يَحِنُّ ولا جِدَارُ ‏جماداتٌ وأدري غيرَ أنِّي ‏أتوقُ لأهلِها والشَّوقُ نَارُ! ‏رحلتُم والفؤادُ لهُ لَهيبٌ ‏يُنادي في الديارِ لَهُ استِعارُ“

في مرة سألني أحد زملائي سؤالا استنكاريا عن شيء ما، وهو يعلم أني لا أفعل ذلك الشيء مطلقًا! بالرغم من مرور سنين عديدة على هذا الموقف، إلا أنني كلما تذكرت سؤاله حزنت في نفسي، لسان حالي يتعجب: كيف استطعت أن تسأل -مجرد سؤال- وأنت تعلم علم اليقين أني بالتأكيد لن أفعل ذلك! الحمد لله الذي يواسينا بقصص من قبلنا! هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، حبيب الرحمن وخليله، وناصرُه ومؤيدُه ووكيلُه، المعروف في قومه قبل بعثته بالصادق الأمين، لم يجربوا عليه كذبًا قط، ومع ذلك لم يسلم! حتى إنه كاد أن يتأثر بكلامهم، وأنا أتألم لألمه -بأبي هو وأمي!- يقولون ساحر ومجنون وشاعر وكاهن... وهم أهله وعشيرته! والحمد لله اللطيف الجميل، الذي دائما يواسي عباده، ويهون عليهم، لطف بنبيه، وهون مصابه ﴿ما يُقال لك إلا ما قد قيل للرسلِ مِن قبلِك﴾ لا تبتئس، ما يقولونه لك قد قيل لكل رسول قبلك، هذا ابتلاء فاصبر! ﴿قد نعلم إنه ليحزُنك الذي يقولون﴾ نحن نعلم يا محمد، لا يخفى علينا شيء، نعلم أنك تحزن لكلامهم ولأقوالهم، وتتأثر نفسك بمضايقاتهم، لكن ﴿إنهم لا يُكَذِّبونَك﴾! لا يعنونك أنت بهذا التكذيب! لأنهم لم يجربوا عليك كذبا قط، ﴿ولكنّ الظالمين بآياتِ الله يجحدون﴾ يا محمد ﴿ولقد نعلم أنك يضيقُ صدرُك بما يقولون. فسبِّح بحمدِ ربِّك وكن من الساجدين. واعبُدْ ربَّك حتى يأتيَك اليقين﴾ يا محمد ﴿ولا تحزن عليهم ولا تكُ في ضَيْقٍ مما يمكرون﴾ يا محمد ﴿ولا يحزُنك قولُهم﴾ سبحان من يُسلِي الإنسان! الحمد لله على نعمة القرآن، والحمد لله أن اللهَ ربُّنا! :)

‏قال القرطبي - رحمه الله تعالى - : " إنما كان صوم المحرم أفضل الصيام : من أجل أنه أول السنة المستأنفة ، فكان استفتاحها بالصوم الذي هو أفضل الأعمال " . [ الديباج على صحيح مسلم (٢٥١/٣) ]

لم يكن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَعُ هَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ ، حِينَ يُمْسِي ، وَحِينَ يُصْبِحُ : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي ، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ ، وَمِنْ خَلْفِي ، وَعَنْ يَمِينِي ، وَعَنْ شِمَالِي ، وَمِنْ فَوْقِي ، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي ) - صححه الألباني

كل مرة أكتب فيها هذه الجملة أنتظر تصويبا من أحدهم أن يقول: "الليلة وليس اليوم" فالسهر لا يكون إلا في الليل! لكن أحدا لم يفعل.. وهذا قد يؤخذ ردًّا لمن يقترح أن تكون السهرة الساعة العاشرة! هذا -في الغالب- موعد استيقاظي من قيلولة المساء! 🏄 يا أحباب، السهرة لا تكون قبل الواحدة أو الثانية صباحا، افتح النافذة أو الشرفة، وتأمل جمال السماء، وتمتع بانتقاءات صاحب الجمال -الذي هو أنا- تاركًا كل مسؤولياتك ومهماتك بضع دقائق، بجانبك مشروب تحبه، وفي يدك هاتف تفتحه على قناة تحبها -التي هي قناتي-، ثم بعد ذلك تصلي ركعتين وتنتظر الفجر لتصليه ثم تنام.. لذا نؤجلها لليلة لا يكون مناسب أكثر بإذن الله.

السهرة لا تبدأ قبل الواحدة أو الثانية صباحا، وإلا لا تعد سهرة!