مِـيرَاب

• «إنَّ مُدارسَة القُرءان العَظِيم بمَا هِيَ تعَبد قَلْبي مَحْض، وَسَيرٌ قَلبيّ إلَىٰ الله؛ إِذَا أَقبَل عَليْهَا العَبدُ بإِخلاَصٍ حقيقِيٍّ فَاضتْ عَليْه أَنوَار القُرءان وحِكْمَته». #فريد_الأنصاري. #قرءان. 🕊

• «هَل سمعتَ يُونس عليهِ السَّلام إِذ التقمَه الحوتُ فغاصَ فِي ظلماتِ بطنِه، وظلماتِ البحرِ واللَّيل، ثمَّ ظلمةِ الغمِّ الشديدِ الضاربةِ علىٰ تلكَ الظلماتِ جميعًا! ألَم تسمَع ماذا قال؟! يقولُ ربُّ العزةِ حاكيًا عنه: ﴿فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾. لَقد كانَ أولُ التعبيرِ استِغاثة وجدانيَّة: [لا إِلَهَ إِلَّا أنتَ]، لَا يملكُ مواجيدَ القلبِ إلَّا أنتَ! لَا محبوبَ، ولَا مرغوبَ، ولَا مرهوبَ إلَّا أنتَ! ثمَّ كانَ التسبيحُ والتنزيهُ فالاستِغفار! يا سلَام! أيُّ جمَال هَذا وأيُّ كمَال؟! وأيُّ أُفق كريمٍ فيمَا يتيحُه هَذا الدّينُ السّماويُّ للقلبِ؛ مِن سياحةٍ وسباحةٍ فِي عرضِ الملكُوت؛ لاستدرارِ وارداتِ الأنسِ والرّحمُوت؟! يُونس هَذا العبدُ الذِي أدركَ -وهوَ فِي بَطن حوتٍ ضخمٍ جدًا، يخوضُ بهِ المجهُول، فِي قاع المُحيطات الرهِيبة- أنَّ القلبَ إذَا امتلأَ بنورِ الله؛ كانَ الله معَه، ومَن كانَ الله معَه أمِنَ أمنًا كليّا! فلَا يعدُو هولُ البحرِ والحوتِ حينئذٍ مقدارَ حشرةٍ في مُستنقع! الله أكبرُ! وكأنَّ يُونس عليهِ السَّلام أدركَ أنَّ اختلالَ الشعورِ لديهِ بشهادةِ [ألَّا إِلَهَ إِلَّا الله] هوَ الذي أدىٰ بهِ إلىٰ فرارهِ عَن قومهِ وتخلِّيه عَن رسالته، فرجعَ إلىٰ ربِّه يستغفرُه: [ألَّا إِلَهَ إِلَّا أنتَ]. والقلبُ المتعلِّق بالله إلىٰ درجةِ الامتلاءِ مَا يكونُ لهُ -ومَا ينبغِي- أَن يتحركَ فِي كلِّ أمرهِ إلَّا مِن بَاب الإِذن! فإِذ يفرُّ مِن ربِّه آبقًا، يَعني أنَّ تلكَ المحبَّة المالِكة لمجامِع القلبِ قَد اعتلَّت بشيءٍ! فليكُن الاستغفارُ إِذن بتجديدِ التّوحيدِ للشّعورِ الصّافِي، والإحساسِ الخالصِ لله وحدهُ، بالتعبُّد والتّودُّد، وبالتّفريدِ والتّجرِيد». #فريد_الأنصاري. 🕊