• تُؤَدَة

مساء الخير أظن أنك لازلت تذكرني! مضى على آخر حديث لنا فترة طويلة من الجفاء، لقد تجافينا ولم نعد كما كنا سابقاً، ترى مالذي غيرنا؟ أم الأيام شغلتنا؟ وهل يشغل من أحب؟ وهل ينسى من يُحب؟ صدقني أنا أمشي كل يوم بخطى متثاقلة نحو ذكرياتنا، والله يكاد الشعور يقتل من شدة قسوته، لكن ماذا لو هزمتك المشاعر؟ هل مازلت تود التفكير به؟ يُقال أن المشغول لا يُشغل، دعني أحول هذه العبارة نحوي، أتذكر حينما كنا سوياً؟ أتذكر كم من الرسائل التي كنت أرسلها لك في يومي حينها؟ كنت أتفرغ وأترك كلَّ حياتي لأستمع لكلمةٍ تخرج من بين شفتيك، لكن الآن لم أعد أنظر لهاتفي حتى، ولو راودتني فكرة أنك قد تكون أنت المرسل! تغيرت حياتي، وتغيرت طريقة تفكيري! لم أعد كما كنت سابقاً فاليوم همي هو نفسي، همي هو أنا وحياتي وأيامي وبناء مستقبلي الذي لطالما أهملت التفكير به سابقاً. أرجو ألا تعود بعد أن ترى تغيري، أرجو ألا تشغلني عن حياتي، لاتمر من هنا فقد تزاحمت الأفكار في رأسي وتعاظمت الآمال في قلبي فلا أريد هدمها من أجل لاشيء. مايا السبسبي ✍🏻

صباح الخير. مسكت قلمي اليوم لأكتب عنك؛ بعد وقتٍ طويل توقفت به عن الكتابة، عدت لأكتب عنك. أتدري.. كنت أتساءل، كيف يمكن للشوق أن يحتل قلب الانسان بهذا الشكل! كيف لك أن تكون بكل هذه الصلابة، وبكل هذا السحر؟ كيف لك أن تتجاهل وجود قلبٍ يحبك؟ لا الذكريات تُمحى بيننا ولن يكون سهلٌ نسيانها، وحدك تعلم كيف كان اللقاء، وكم من الحب تبادلناه، فكيف لك أن تنسى؟ أخبرني ياشقي القلب، هل نسيت؟ كيف تلاقت العيون وكيف كان الحب يشغل كلينا؟ أخبرني إن نسيت لعلي قادرةَ على تذكرتك. كل شيءٍ يذكرني بك، أنت تجربتي الوحيدة، وستبقى الوحيدة في قلبي، فوالله قلبي لم يحبك للتجارب بل أحبك لأنك أنت بذاتك. _منارةٍ جئت لقلبي، فأحبك، فكيف له أن يتجاهلك وينسى قربك، خير صديق وخير ملاذٍ "كنت"، كيف حالت بك الظروف وكيف لك أن تنسى؟ أخبرني، هل كرهتني إلى هذا الحد؟ والله لم أرد بك سوى خيراً وإن اخطأت بالتعبير. والله لم أرد لقلب أن يكون إلا معك. _مايا السبسبي

تروادني جداً فكرة مراسلتك ، فقد اشتقتُ لك كثيراً، لم اعتاد على فراقنا هذا، كان فراقنا لا يزيد عن خمس دقائق، كنت تعترض طريقي كل يوم و تطلُ عليّ بإبتسامتك، كنت تنتشلني من وسط حزني لتسعدني. أقول لو تعود و تنسيني جفاءك، أن تعود لقلبي الذي نسي العيش دونك، أن تأتي لتداوي جراحي و أكون السند لقلبك، لنعود لحياة بعضنا البعض .. نجرح بعضنا البعض، نداوي جراح بعضنا البعض، و نحب بعضنا أكثر من أي وقت مضى.

أهلًا يا نجم، تبدو مرهقًا ! لا بأس ... الخوفُ والحزن، والخذلان والخسارة، وكل مشاعر الانطفاء واردةٌ في هذهِ الدنيا، بل قد يبدو لكَ أن المواساة لم تعد تجدي نفعًا مع حالكَ، ولكن سأقول لكَ شيئًا هُنا:) ربُّك قريبٌ منكَ، ربُّك عظيمٌ ذو رحمةٍ واسعة، لن يتركَ حزنكَ عبثًا، ولا دمعكَ ينهلُّ هباءً، ولن يدع ظنّكَ الجميل به ينطفئ يأسًا! يعلمُ ربُّك موضع كسركَ، فيجبرهُ بقدرته ... يدبّر لكَ كلّ شيءٍ وأنتَ لا تشعر، يدبّر الأوقات والظروف، ثمّ يذهلكَ بعظمة ترتيبه، فترضى !.

ثم بوجع عميق، انتفضت انتفاضة الخلاص وأطلقت دموعها بعد محاولات مستميتة لكبحها.. صرخت بكل ما في داخلها من وجع وقالت : لماذا تركني؟ ألهذه الدرجة لم أكن أستحقه؟ سأجيبها وأجيب كل من يطرح تساؤلات مثلها.. تركك عزيزتي، لأن الله اسمه السميع العليم.. تأمليها جيدا ودعيني أشرحها لك كلمة كلمة.. تركك لأن الله عز وجل سمع كلاما لم تسمعيه أنت ولن تسمعيه.. لأنه علم ما لن تستطيعي معرفته.. تركك لأن الله عز وجل عجل بمأساتك قبل أن تغرقي فيها أكثر وأكثر.. مأساة اليوم حتما أقل وجعا من مأساة عمر... تخيلي معي عزيزتي أن تتحملي اليوم وغدا ولعمر من الزمن، ثم تستفيقي على صدمة تشل قدرتك على التفكير، تشل قدرتك على الحزن والوجع والدموع.. صدمة تجعل منك جثة تشعر بالوجع ولا تحتمله.. هو تركك لأنه لا يستحقك.. لأنه لا يستحق حبك.. لأنه لا يستحق مشاعرك الصافية، وقلبك البريء.. هو تركك لتكوني أحسن.. تركك لتجدي الرجل المناسب الذي سيصونك، وسيحبك، وسيتمنى لو يرمي الدنيا بأكملها بين كفيك.. هو تركك، لأنه لو لم يفعل.. لم تكوني لتصبحي المرأة التي أنت عليها اليوم.. بنجاحاتها، بقدرتها على تحمل الصعاب، بقوتها في مواجهة الوجع، وبحبها البريء الذي يستحق حبا بريئا في المقابل.. وهذا الحب لا يمكن أن يكون منه ! حتما لا يمكن!

‏"أنام ويدي على قلبي منذ مدة يا الله ، أريد أن أستريح قليلاً ، أن أهدأ ، أن أطمئن ، أرجوك ." 🥺

أَتعبت؟! أتدركُ أنَّ اللمعةَ التّي كانت تملأ نظرة عينيك شغفًا وحبًا وأملًا قد تلاشت؟ ألستَ ممَّن تسلَّحَ بـِ"لا أبرحُ حتّىٰ أبلغ"؟! أراك بَرِحتَ، إنطفأت، ضَعفْت، وهنت؟! وأن الله ما لهَذَا أودعك. لَملِم شتاتَ نَفسِك، اجمعْ فُتات قلبك واقبضْ ما تبقىٰ منك، عُد إليك يا صديق، لنفسك عليك حقًا، فقد بلغَ البُعد منك أشدّهُ، احضن حلمك وألهب عزيمتك وتذكّر ما تريد أن تكونهُ بعد حين، تخيّل أنك وصلت، دمعة أمّك فرحًا، فخر أبيك، نظرةُ محبّة وبسمة من صديقك المقرب كأنه أخوك، تقول ها أنت استطعت وتجاوزت. أوقد همتك ولا تغفل إنَّ كلَّ عقبة ترفعك أكثر، قم وابدأ فليس هناك متسع للخذلان يا صديق. 🦋