مُسْتَراحُ الكَادحين

المرض مع الصَّبر منحة من الله يمحو به ذنبك ويطهر به قلبك وتلجأ فيه لربك فتعود العافية لبدنك وتشعر بأنَّ كنوز الدُّنيا كلها لا تساوي لحظة تفقد فيها العافية ﴿وَإِذا مَرِضتُ فهوَ يَشفينِ﴾ قال ابن مفلح: التوجه إلى الله سبحانه = يجلب من النفع ويدفع من الضر ما لا يفعله علاج الأطباء.

"استمع إلى قولهم، وتعرّف على خطواتهم التي أوصلتهم إلى شاطئ النجاة، واتبع سبيلهم، يحفظك الله تعالى كما حفظهم. «إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا» [الكهف:10] هجروا قومهم الذين فتنوهم في دينهم، وتحصنوا في الكهف طلبًا للسلامة، وتضرعوا إلى ربهم تبارك وتعالى. «نَّحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى* وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا» [الكهف:13:14] في الوقت الذي تبلغ فيه القلوب الحناجر، وتتزعزع فيه المواقف، وتضطرب فيه النفوس المطمئنة، يربط الله تعالى على قلوب عباده المؤمنين الموحدين، يا له من فضل عظيم، إنه الهدى في وقت الزيغ والثبات عند الفتن، والطمأنينة عند اشتداد الخوف والسكينة عند القلق. أم موسى عليه السلام ألقته في اليم بقلب مطمئن ونفس راضية، لأنها تعلم أنه بحفظ الله تعالى ورعايته، فربط الله تعالى على قلبها في ذلك الموقف، وردّ إليها ولدها. «فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا» [الكهف:14] فلم يرعبهم علو صوت الباطل، ولم يتراجعوا بسبب بطش أهل الزيغ والضلال، فأثمر هذا الإيمان الراسخ حسن ظن بالله سبحانه وتعالى، وبنصره تعالى لعباده المؤمنين، فحفظهم الله تعالى من الفتن، ورد كيد أعدائهم، ورفع ذكرهم، وأحسن عاقبتهم. واستعانوا بالله سبحانه وتعالى، ورفعوا أيديهم بالدعاء : «فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا» [الكهف:10] فحفظهم الله تعالى بحفظه، ونجاهم من الفتن، وسخر لهم مخلوقاته، ويسر لهم الأسباب، وذلل لهم الصعاب، وجعلهم آية لمن بعدهم، وأنزل فيهم قرآنا يتلى إلى قيام الساعة." ⁠- في قصصهم عِبرة

لا تنسوننا ووالدينا من صالح دعائكم 🌸.

من أعظم شعب الإيمان: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلّم محبّةً له وأداء لحقه وتوقيرًا وتعظيماً، والمواظبة عليها من باب أداء شکره ﷺ .. وشكره واجب لما عظم منه الإنعام؛ فإنه سبب نجاتنا من الجحيم ودخولنا في دار النعيم، وإداركنا الفوز بأيسر الأسباب، ونيلنا السعادة من كل الأبواب، وصولاً إلى المراتب السنية والمناقب العلية. { لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ ءَايَتِهِ ، وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَبَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِى ضَلَلٍ مُّبِينٍ } •السخاوي | القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع.

"ياربِّ .. فاجمعنا غدًا بنبيِّنا ‏في جنةٍ فيها الحَياةُ بلا سَقم

يقول:- من أسبوع قررت أن أغلق جوالي لبضعة أيام فقرأت فيها كتاباً من (٧٠٠) صفحة ولم تكن قراءة عابرة بل مدارسة كتبت فيها خواطري وأسئلتي وكأني أناقش الكتاب مع مؤلفه، وحفظت سورة الأحقاف، وأنجزت عدداً من الأعمال، والأهم من كل ذلك أني استعدت التحكم في عمري فوجدت راحة قلبي، وطمأنينة لا أستطيع وصفها رغم ما نعانيه من ظروف فالحمد لله وأستغفر الله عن كل ثانية ضاعت في غير مكسب حقيقي. (رسالة من قارئ)

ما الصومُ إلاّ قُربَةٌ ومَثوبةٌ نفحاتُه أُنسٌ مِنَ الريَّـانِ🌧️.

من بديع أقوال ابن القيِّم -رحمه الله- في فضل الصيام: "وأيُّ حُسنٍ يزيد على حسن هذه العبادة التي تكسِر الشهوة وتقمع النفس وتُحيي القلب وتُفرحه، وتُزهِّد في الدنيا وشهواتها، وتُرغِّب فيما عند الله، وتُذكّر الأغنياء بشأن المساكين وأحوالهم وأنهم قد أُخِذوا بنصيب من عيشهم فتُعطِّف قلوبهم عليهم، ويعلمون ما هم فيه من نعم الله فيزدادوا له شكرا.. فعون الصوم على تقوى الله أمر مشهور، فما استعان أحد على تقوى الله وحِفظ حدوده واجتناب محارمه بمثل الصوم" . - صيام الخميس.

مَهما كان في الليل مِن سَمَر وسَهَر، مهما كان فيه مِن لهو وخروجات، مَهما كان فيه مِن ضحك ومُشاهدات ومُحادثات وجلسات؛ كُل هذا لا يُساوي شيء مقارنةً بالراحة النفسية التي تَجدها عندما تنام مُبكرًا، ثُم تستيقظ لتُصلي الفجر، وتبدأ يومك بعد الفجر. كَمّ الراحة التي تكون في قلبك وأنت راجع من المسجد بعد صلاة الفجر، ثم جلوسك لتَرديد وِرد الأذكار، ثُم وِرد القرآن، ثم بعد ذلك تبدأ في مهام يومك من مذاكرة أو عمل أو غيره؛ هذه الراحة والطمأنينة والنشاط في هذا الوقت، لن تجدها في أي وقت طوال اليوم، فلا تُضيِّع نفسَك وتُهلكها في وسط هذه الحداثة المُفرطة التي نعيشها، وارجع لفطرتك، ترجع إليك راحتك وصحتك. ومن جميل ما قيل في هذه الساعة؛ أنَّها ساعة أصابتها دعوة النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة! قال صلى الله عليه وسلم: بُورِكَ لأُمَّتي في بكورها.

بالآمال الجديدة، والآلام العنيدة، باحتياجك الَّذي لا يخفى عن نفسك، وسقوطك المتكرر أمام نقاط ضعفك .. تقدَّم إلى باب الكبير سبحانه، باب الجبار الذي وسعت رحمته كل شيء. أحلامك المستحيلة، هي كذلك أمام عينيك لكنها ليست كذلك لمن أمره كن فيكون! تعال إليه، وانطرح، واسكب دموعك، وطرّز دعواتك، واكشف خبايا صدرك، ثمّ ارفع رأسك، منشرح الخاطر .. فإنّه الذي لو شاء كتب لك ما رفعتْ كفاك دون أن ينقص من ملكه شيء، لكنّ كلّ شيء عنده بقدر موزون. أمّل .. ولا تستعجل.