HOWL

"صورةٌ فوتوغرافيةٌ لشاعرِ ما بعد الحداثة" يبدأ شاعرُ ما بعد الحداثةِ يومَهُ بتفحّصِ ألبومِ صورِهِ الشخصيةِ، فيبدو كمنْ يتنزّهُ بوضوحٍ في صباحِ يومٍ جديدٍ، صباحٍ أزليّ، ليس أقلّ براءةً عن بَكارةِ هذا العالمِ؛ فالضبابُ الأزرقُ تسرّبَ – بالفعلِ - إلى كلّ المساراتِ عبرَ النوافذ غير المرئيةِ، وليس ثمّةَ جدوى لتذكّرِ حرارة الصيفِ البدائيةِ. "يا لهذا الصباحِ البارد!"، قالَ بِغِبْطةٍ لنفسِهِ. لكنّ شاعرَ ما بعد الحداثةِ لا يفوتُهُ أن يستدركَ ما فاتَ، فهو دقيقٌ وأنيقٌ جدّاً، وعلى كلماتِهِ أن تأخذَ بِنْيةً بسيطةً، كالصورةِ الفوتوغرافية، مثلاً، ليكونَ لها معنىً، إذ لا معنى يكمُنُ خارج هذا المعنى. حدّثَ نفسَهُ ثانيةً: "يا لهذا الضبابِ البارد!"، فالصباحُ لم يتشكّلْ بعدُ، وربّما لن يتشكّلَ، وما يوجدُ هو الضبابُ غيرُ القادرِ على سَتْرِ أيّ شيءٍ حتّى نفسه. لا عمقَ يلوحُ – إذن - هنا وهناك، حيثُ يتنزّهُ بوضوحٍ شاعرُ ما بعد الحداثة. * "إنسانُ أفلاطون" سُئلَ أفلاطون عن الإنسانِ فأجابَ هو حَيَوانٌ بقدمَيْنِ اثنتينِ ومن دون ريشٍ. حين سمِعَ ديوجينيس ذلك اشترى ديكاً ضخماً، نَتَفَ ريشَهُ، وقالَ هذا هو إنسانُ أفلاطون. * "الغريب" الغريبُ الذي وجدتُهُ في طفولتي مَيْتاً في ساحةِ مدرسةِ قُرْطُبَة باتَ يُشبهُني. * "القصيدة" كلّ قصيدةٍ شيطانيةٌ عند ولادتها، جسدُها مُنفّرٌ مثل جنينٍ مخاطيّ، لكنّ الشاعرَ يقدّمُها شابّةً. * "عنزةُ پيكاسو" منذُ البَدْءِ أدركَ پيكاسو أنّ العنزةَ ليست حَيَواناً أعزلَ، قائماً بنفسِهِ، بل هي مجموعةُ قطعٍ معدنيةٍ وشظايا قصبٍ وسَعَفِ نخيلٍ مُلتصقةٍ بالجِبْس. * "منظورية" ابتلعَ الضفدعُ صديقي سعد ثجيل عطية، كان كبيراً، حتّى أنّه أنفقَ وقتاً طويلاً لهضمِهِ - أعني الضفدع. * "ثقوب" الثقوبُ التي نحفرُها بمُواظَبَةٍ لأنفسنا لن تمتلئ أبداً. * "نهرِ ُهيراكليتوس" كلّما سحبْتُهُ إلى نهرِ هيراكليتوس التقطَ منطقَ أرسطو وخرجَ مُتّكئً عليه. * "صورةٌ فوتوغرافيةٌ أخرى لما بعد الحداثة" الشيطانُ المألوفُ والمتواضعُ الذي يتحدّثُ دون شرّ كالخمرةِ دون كحولٍ: كلاهما دون طَعْم. عدنان فالح دخيل

جليس وانيس - لرابعة العدوية إني جعلتك في الفؤاد محدثي *** وأبحت جسمي من أراد جلوسي فالجسم مني للجليس مؤانس *** وحبيب قلبي في الفؤاد انيسي

محبة قاتلة -- ذو النون المصري لك من قلبي المكان المصون *** كل لوم على فيك يهون لك عزم بأن أكون قتيلا *** فيك والصب عنك مالا يكون

خمر الحب -- أبو يزيد البسطامي غرست الحب غرسا في فؤادي *** فلا أسلو الى يوم التنادي جرحت القلب مني باتصال *** فشوقي زائد والحب بادي سقاني شربة احيا فؤادي *** بكأس الحب بحر الوداد فلولا الله يحفظ عارفيه *** لهام العارفين بكل واد

جفاني بلا جُرمٍ إليه اجترمتُهُ وخلّفني نِضوًا خليًّا من الصَبرِ ولو باتَ - والهِجرانُ يصدعَ قلبَهُ - لجادَ بوصلٍ دائمٍ آخرَ الدهرِ مخافةَ أَنْ يُبلَى بهجرٍ وفُرقةٍ فيلقى من الهجران جَمْرًا على جمرِ أبو نُوَاس

الأدبُ أصعبُ مُرتَقًى ، وأعزُّ مَنالًا مِن أَنْ يَمتلك ناصيتَه مَن يقرؤونه في أوقاتِ الفراغ ! ( زكي مبارك / مجلة البلاغ : 1931)

قد لبستُ الدَّهرَ من أفنانِه كلَّ فنٍّ حَسَنٍ فيه حَبِرْ وتعلّلَتُ - وبالي ناعمٌ - بغزالٍ أحورِ العينينِ ، غِرّ ( المرّار بن منقِذٍ العدوي )

@muslim_199_bot اهلا

أنا في سكرين من خمر وعين واحتراق في لهيب الشفتين لا تزدني بل فازدني فتنة في الحاجبين يا حبيبي أقبل الليل فهيّا للمدام وارسل العود غنّينا تراتيل الغرام نفحتني بالأشواق منك أنفاس الهيام يا حبيبي إن تكن لي… فعلى الدنيا السّلام