cookie

Sizning foydalanuvchi tajribangizni yaxshilash uchun cookie-lardan foydalanamiz. Barchasini qabul qiling», bosing, cookie-lardan foydalanilishiga rozilik bildirishingiz talab qilinadi.

avatar

أسد الله الغالب علي ابن أبي طالب ع

@Sincerae •قبـل أن تغـادر إقـرأ؛ دُعـاء الفَـرج💚.. ✨🌸┇ @w3e31# ┇🌸✨

Ko'proq ko'rsatish
Reklama postlari
209
Obunachilar
Ma'lumot yo'q24 soatlar
Ma'lumot yo'q7 kunlar
Ma'lumot yo'q30 kunlar

Ma'lumot yuklanmoqda...

Obunachilar o'sish tezligi

Ma'lumot yuklanmoqda...

Photo unavailableShow in Telegram
#المناسبات_الدينية_لشهر_جمادى_الأخرة🥀🥀 🍂🥀 يوم الثلاثاء: 3 جمادى الآخرة (2022/12/27) _استشهاد فاطمة الزهراء (عليها السلام) على الرواية "الرواية الثالثة" . 🍂🥀 يوم الجمعة: 13 جمادى الآخرة (2023/1/6) _وفاة أم البنين أم العباس وإخواته (سلام الله عليهم أجمعين) 🍂🥀 يوم الخميس: 19 جمادى الآخرة (2023/1/12) _زواج عبد الله وأمنه والدي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). 🍂🥀 يوم الجمعة: 20 جمادى الآخرة (2023/1/13) _ولادة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام). 🍂🥀 يوم السبت: 21 جمادى الآخرة (2023/1/14) _وفاة أم كلثوم بنت الإمام علي (عليه السلام) شهــــ🥀🥀ـــــࢪ خيــــࢪبࢪضى الله #منقولـــــــه
Hammasini ko'rsatish...
احتفلوا بعيد الميلاد بشروط ‼️‼️‼️‼️ـ‼️‼️‼️‼️ ✔ مع اقتراب يوم ٢٥ كانون الأول، والذي يحتفل به المسيحيون بولادة المسيح (عليه السلام)، يكثر السؤال حول مشروعية احتفال المسلمين بهذا العيد. ✔ ولا يخفى أن نفس الاحتفال بميلاده (عليه السلام) ـ كما هو الاحتفال بميلاد غيره من عظماء السماء ـ لا مانع منه إن لم يقترن بالمحرمات! أو يشتمل على تأييد الباطل، *أو يتعارض مع حدثٍ متقدِّمٍ عليه، كما هو الحال هذه السنة، حيث يتعارض الميلاد مع ايام شهادة الزهراء (عليها السلام).* ولا بد من الالتفات إلى كون الاحتفال بهذا العيد حسب المتعارف عليه اليوم ـ حتى وإن لم تُرتكب فيه المحرَّمات ـ *لا يخلو من إشكالات:* 1⃣ إنَّ محاكاة المسيحيين باحتفالهم ـ من تقليدهم في زينتهم وبعض تقاليدهم ـ لا تخلو من تأييد لهم فيما يعتقدونه من كون ٢٥ كانون الأول *هو يوم ميلاد الرب أو ابن الرب تعالى الله عمَّا يصفون!!* 2⃣ 🎄حقيقة شجرة الميلاد🎄 يعتقد المسيحيُّون أنّ شجرة الميلاد ترمز للخلود، وأنَّ أوراقها ذات الشوك ترمز لإكليل المسيح، وثمرها الأحمر يرمز لدمه الذي أُهرِقَ من أجلهم! ⁉️ فكيف يسمحُ المسلمُ لنفسه أن *يشارك في الترويج لعقيدة فاسدة، تقومُ على كذبة* صلب المسيح (عليه السلام) ووضع إكليل الشوك في رأسه، وإراقة دمه؟!! والقرآن ينادي بكذب هذه الدعوى: *{وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبِّه لهم}!!* 3️⃣ وقد يقول بعضهم: *ما المانع من تزيين الشجرة إذا كنا لا نعتقد بما يعتقدون؟* 👈 والجواب: إنَّ المانع من ذلك هو رمزية الشجرة، فلا دخل للنية في المقام، كما هو الحال في القلادة التي تحمل أيقونة الصليب ونحوه. 💡والأسف كل الأسف على كثيرٍ من المسلمين الذين يحتفلون بعيد الميلاد *يهملون الاحتفال بميلاد خير خلق الله؟ والذي لولاه لما كان المسيحُ بن مريم،* بل لما كان الكونُ طرَّاً! ألا وهو خاتم الأنبياء محمد بن عبد الله (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِه)، فلا يزيِّنون منازلهم ابتهاجاً! ولا يشترون الجديد من الثياب ونحو ذلك!! ⁉️ *هل وُلد المسيحُ في ٢٥ك١؟* لا دليل على ولادته في ذلك اليوم، ويؤيدُ القول بعدم ووقوع الولادة في ٢٥ ك١ الرواية التالية: روى المحدِّثُ الجليل الحرَّاني في (تحف العقول ٣٧٥) مرسِلاً، قال: وقيل له [للصادق عليه السلام]: إنَّ النصارى يقولون: إنَّ ليلة الميلاد في أربعة وعشرين من كانون؟! فقال (عليه السلام): *"كذبوا، بل في النصف من حزيران".* وإنما قلت: يؤيد، ولم أقل: يدلُّ، لكون الرواية مرسلةً، تحتمل الصحةَ وعدمها. ✅ أما كثرة الكلام والأخذ والرد في تحديد اليوم الذي وُلِد فيه المسيح (عليه السلام)، ومحاولة نفي ذلك ـ كما فعل بعض دعاة السنَّة ـ فلا ثمرة فيه، مضافاً لكون استدلالاتهم واهية جداً! وسواءٌ كانت ولادته في ٢٥ ك١ أو في غيره، لا مانع من اتخاذ يومٍ ما في السنة للاحتفال بولادته، بشرط الالتفات لما أسلفناه. ❇❇❇اا❇اا❇❇❇ وكتبَ عبدُ ساداته الدرُّ العاملي ١٤٤٤ه ٢٠٢٢ م #الايام_الفاطمية #عيد_الميلاد #كريسماس #الدر_العاملي ‏
Hammasini ko'rsatish...
[10] ـ «نهج‌ البلاغة‌» الخطبة‌ 184، طبعة‌ مصر وشرح‌ عبده‌، ج‌ 1، ص‌ 354 إلی 361؛ وذكرها الشيخ‌ الطبرسيّ في‌ «الاحتجاج‌» ج‌ 1، ص‌ 299 إلی 304 من‌ كلامه‌ عليه‌ السلام‌: لاَيُشْمَلُ بِحدٍّ، وَلاَ يُحْسَبُ بِعَدٍّ، وَإنَّما تحدّ الاوقات‌ أنفسهاـ إلی آخر الخطبة‌. [11] ـ «نهج‌ البلاغة‌» طبعة‌ مصر وشرح‌ عبده‌، ج‌ 1، ص‌ 354. [12] ـ المراد من‌ النوع‌ هنا المعني‌ اللغويّ، والقِسم‌. مثلاً يقول‌ القائل‌: زيد واحد. أي‌: زيد نوع‌ من‌ جنس‌ الإنسان‌، وحصّة‌ واحدة‌، وقسم‌ واحد من‌ هذا الجنس‌، لذلك‌ سيشمل‌ الوحدة‌ الفرديّة‌، والنوعيّة‌، والجنسيّة‌. مثلاً نحن‌ نقول‌: زيد واحد، أي‌: نوع‌ واحد من‌ جنس‌ الإنسان‌. والإنسان‌ واحد، أي‌: نوع‌ واحد من‌ جنس‌ الجسم‌ والمادّة‌. وفي‌ ضوء ذلك‌ نلحظ‌ في‌ كلام‌ الإمام‌ أنّ النوع‌ والجنس‌ بمعناهما اللغويّ يشملان‌ جميع‌ أقسام‌ الوحدة‌ العدديّة‌ الفرديّة‌ مثل‌ زيد، والوحدة‌ النوعيّة‌ مثل‌ الإنسان‌، والوحدة‌ الجنسيّة‌ مثل‌ الحيوان‌ وأعمّ من‌ ذلك‌، وينفي‌ الجميع‌. ولا يريد الإمام‌ من‌ النوع‌ والجنس‌ هنا معناهما الاصطلاحي‌ّ المنطقي‌ّ. [13] ـ «التوحيد» للصدوق‌، ص‌ 83 و 84، طبعة‌ مكتبة‌ الصدوق‌، 1398 ه؛ و«الخصال‌» للصدوق‌ أيضاً، ص‌ 2، طبعة‌ مكتبة‌ الصدوق‌؛ و«معاني‌ الاخبار» له‌ أيضاً، ص‌ 4، وطبعة‌ المكتبة‌ المذكورة‌. [14] ـ جاء في‌ «الاحتجاج‌» للطبرسيّ، ج‌ 1، ص‌ 298، الذي‌ نقل‌ هذه‌ الخطبة‌ عن‌ «الإرشاد» للمفيد: نفي‌ الصفات‌ عنه‌، المصدر المذكور. [15] ـ «الإرشاد» ص‌ 124 و 125 الطبعة‌ الحجريّة‌؛ و«الاحتجاج‌» للشيخ‌ الطبرسي‌ّ، ج‌ 1، ص‌ 298 و 299، طبعة‌ النجف‌. [16] ـ «الإرشاد» ص‌ 125. [17] ـ «الاحتجاج‌» ج‌ 1، ص‌ 299. [18] ـ «نهج‌ البلاغة‌» الخطبة‌ 183، طبعة‌ مصر وشرح‌ عبده‌، ج‌ 1، ص‌ 350 و 351؛ وذكرها الطبرسيّ كلّها في‌ «الاحتجاج‌» ج‌ 1، ص‌ 305، طبعة‌ النجف‌. [19] ـ «معاني‌ الاخبار» ص‌ 10، باب‌ التوحيد والعدل‌، الحديث‌ رقم‌ 1، طبعة‌ مكتبة‌ الصدوق‌. [20] ـ من‌ فقرات‌ دعاء كميل‌. [21] ـ قسم‌ من‌ الآية‌ 4، من‌ السورة‌ 57: الحديد. [22] ـ الآية‌ 47، من‌ السورة‌ 34: سبأ. [23] ـ القسم‌ الاخير من‌ الآية‌ 54، من‌ السورة‌ 41: فصّلت‌. [24] ـ الآية‌ 3، من‌ السورة‌ 57: الحديد. [25] ـ لا فرق‌ بين‌ الاسم‌ والصفة‌ إلاّ بالاعتماد علی التلبّس‌ بقيّومهما، وإذا لوحظت‌ صفة‌ تلقائيّة‌، فهي‌ تُسمَّي‌ صفة‌ بدون‌ هذا اللحاظ‌ كالحياة‌، والعلم‌، والقدرة‌. وإذا لوحظت‌ بهذا اللحاظ‌، فهي‌ اسم‌ كالحيّ، والعالم‌، والقادر. [26] ـ «الميزان‌ في‌ تفسير القرآن‌» ج‌ 6، ص‌ 96 إلی 108. [27] ـ الآية‌ 3، من‌ السورة‌ 39: الزمر. [28] ـ المقصود من‌ هؤلاء الملاّ صدرا الشيرازيّ، صدر المتألّهين‌ وإمام‌ المحقّقين‌. فهو يعتقد في‌ كتبه‌ بوحدة‌ ذات‌ الحقّ بالصرافة‌، وأثبت‌ هذا المعني‌ بأبلغ‌ وجه‌. ونفي‌ كلام‌ الشيخ‌ الرئيس‌ ابن‌ سينا في‌ الوحدة‌ العدديّة‌ لذات‌ الحقّ. ولد صدر المتأ لّهين‌ بشيراز في‌ حدود سنة‌ 979 ه. [29] ـ المراد بعض‌ علماء العامّة‌. [30] ـ قال‌ ابن‌ أبي‌ الحديد في‌ «شرح‌ نهج‌ البلاغة‌» ج‌ 1، ص‌ 69 من‌ الطبعة‌ ذات‌ الاربعة‌ أجزاء: حدّثني‌ شيخي‌ أبو الخير مصدّق‌ بن‌ شبيب‌ الواسطيّ في‌ سنة‌ 603 قال‌: قرأت‌ علی الشيخ‌ أبي‌محمّد عبد الله‌ بن‌ أحمد المعروف‌ بابن‌ الخشّاب‌ هذه‌ الخطبة‌... ] الشقشقيّة‌ [ (إلي‌ أن‌ قال‌:) قلت‌ له‌: أتقول‌ أ نّها منحولة‌؟ قال‌: لا، والله‌، وإنّي‌ لاعلم‌ أ نّها كلام‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌، كما أعلم‌ أ نّك‌ مصدّق‌. فقلتُ له‌: إنّ كثيراً من‌ الناس‌ يقولون‌: إنّها من‌ كلام‌ الرضي‌ّ رحمه‌الله‌ تعالي‌. فقال‌: أ نّي‌ للرضي‌ّ ولغير الرضي‌ّ هذا النَّفَس‌ وهذا الاُسلوب‌؟ قد وقفنا علی رسائل‌ الرضي‌ّ، وعرفنا طريقته‌ وفنّه‌ في‌ الكلام‌ المنثور، وما يقع‌ مع‌ هذا الكلام‌ في‌ خلّ ولاخمر. ثمّ قال‌: والله‌ لقد وقفتُ علی هذه‌ الخطبة‌ في‌ كتب‌ صنّفت‌ قبل‌ أن‌ يخلق‌ الرضي‌ّ بمائتي‌ سنة‌، ولقد وجدتها مسطورة‌ بخطوط‌ أعرفها، وأعرف‌ خطوط‌ من‌ هو من‌ العلماء وأهل‌ الادب‌ قبل‌ أن‌ يُخلَق‌ النقيب‌ أبو أحمد والد الرضي‌ّ. ثمّ قال‌ ابن‌ أبي‌الحديد: وقد وجدتُ أنا كثيراً من‌ هذه‌ الخطب‌ في‌ تصانيف‌ شيخنا أبي‌ القاسم‌ البلخي‌ّ إمام‌ البغداديّين‌ من‌ المعتزلة‌، وكان‌ في‌ دولة‌ المقتدر قبل‌ أن‌ يُخلَق‌ الرضي‌ّ بمدّة‌ طويلة‌. ووجدتُ أيضاً كثيراً منها في‌ كتاب‌ أبي‌ جعفر بن‌ قبّة‌ أحد متكلّمي‌ الإماميّة‌، وهو الكتاب‌ المشهور المعروف‌ بكتاب‌ «الإنصاف‌». وكان‌ أبو جعفر هذا من‌ تلامذة‌ الشيخ‌ أبي‌ القاسم‌ البلخيّ رحمه‌ الله‌ تعالي‌ ومات‌ في‌ ذلك‌ العصر قبل‌ أن‌ يكون‌ الرضي‌ّ رحمه‌ الله‌ تعالي‌ موجوداً. [31] ـ «الميزان‌ في‌ تفسير القرآن‌» ج‌ 6، ص‌ 109 و 110.
Hammasini ko'rsatish...
[1] ـ ذكر الشيخ‌ المفيد مثل‌ هذه‌ الرواية‌ في‌ «الإرشاد»، ص‌ 125، الطبعة‌ الحجريّة‌. قال‌: روي‌ أهل‌ السيرة‌ وعلماء النقلة‌ أنّ رجلاً جاء إلی أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ فقال‌ له‌: يا أميرالمؤمنين‌! خبّرني‌ عن‌ الله‌ تعالي‌ أرأيته‌ حين‌ عبدتَه‌؟ فقال‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌: لم‌أك‌ بالذي‌ أعبد من‌ لم‌ أره‌. فقال‌ له‌: كيف‌ رأيتَه‌؟ فقال‌ له‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌: ويحك‌! لم‌ تره‌ العيون‌ بمشاهدة‌ الابصار، ولكن‌ رأته‌ القلوب‌ بحقائق‌ الإيمان‌، معروف‌ بالدلالات‌، منعوت‌ بالعلامات‌، لا يقاس‌ بالناس‌، ولا تدركه‌ الحواسّ. فانصرف‌ الرجل‌ وهو يقول‌: الله‌ أعلم‌ حيث‌ يجعل‌ رسالاته‌. [2] ـ الآية‌ 49، من‌ السورة‌ 51: الذاريات‌. [3] ـ كانوايظنّون‌ في‌ القديم‌ أنّ الذكورة‌ والاُنوثة‌ مخصوصة‌ بالإنسان‌ والحيوان‌، ثمّ ثبت‌ أنّ الاشجار والنباتات‌ مشمولة‌ بهذا الاختلاف‌، فبعضها ذكر، وبعضها أُنثي‌. وقوله‌ تعالي‌: وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ يصرّح‌ بهذا المعني‌. أمّا الجمادات‌ والاحجار فلا توالد ولا تناسل‌ ولاذكورة‌ ولا أُنوثة‌ فيها أبداً. والآية‌ الكريمة‌: وَمِن‌ كُلِّ شيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ أثبتت‌ أنّ الله‌ خلق‌ من‌ كلّ شي‌ء زوجين‌ ذكر وأُنثي‌. وثبت‌ اليوم‌ في‌ علم‌ الفيزياء أنّ جميع‌ الاجسام‌ وذرّاتها حاملة‌ لإحدي‌ القوّتين‌ المختلفتين‌: إمّا فيها كهربائيّة‌ موجبة‌ أو سالبة‌. وإذا كان‌ هذان‌ النوعان‌ من‌ جنس‌ واحد واجتمعا في‌ مكان‌ واحد، كرقّاصَي‌ الساعة‌ اللذين‌ فيهما شحنتان‌ موجبتان‌ أو سالبتان‌، فإنّهما يتدافعان‌. وإذا كانا من‌ جنسين‌ كالرقّاص‌ الذي‌ له‌ شحنة‌موجبة‌ مع‌ الرقّاص‌ الذي‌ له‌ شحنة‌ سالبة‌، فإنّهما يتجاذبان‌. وأنّ الكلام‌ المعجز لاميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌: مؤلّف‌ بين‌ متعادياتها، مفرّق‌ بين‌ متدانياتها، ثمّ استشهاده‌ عليه‌ السلام‌ بالآية‌ الكريمة‌: وَمِن‌ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ يبيّن‌ موضعه‌ ومحلّه‌ جيّداً. [4] ـ قال‌ في‌ «بحار الانوار»: وفي‌ نسخة‌ (ج‌) و(و): وكان‌... إلی آخره‌. [5] ـ «التوحيد» للشيخ‌ الصدوق‌، ص‌ 308 و 309، الحديث‌ الثاني‌ من‌ الباب‌ 43؛ ورواه‌ (سؤال‌ ذعلب‌) الكلينيّ في‌ «أصول‌ الكافي‌» ج‌ 1، ص‌ 138 و 139، الحديث‌ الرابع‌، باب‌ جوامع‌ التوحيد، طبعة‌ حيدري‌، عن‌ محمّد بن‌ أبي‌ عبد الله‌ مرفوعاً، عن‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌، عن‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ في‌ خطبته‌. ورواه‌ الشريف‌ الرضي‌ رحمه‌الله‌ في‌ «نهج‌ البلاغة‌» الخطبة‌ 184، شرح‌ محمّد عبده‌، طبعة‌ مصر، ص‌ 354 إلی 361 مع‌ إضافات‌؛ و«التوحيد» ص‌ 34 إلی 41؛ و«عيون‌ أخبار الرضا» للصدوق‌ أيضاً، ج‌ 1، ص‌ 150 إلی 153، طبعة‌ انتشارات‌ جهان‌ (=إصدارات‌ العالم‌)، مع‌ إضافات‌ في‌ العبارات‌، عن‌ الإمام‌ الرضا عليه‌ السلام‌. وفي‌ «عيون‌ أخبار الرضا» و«التوحيد» عن‌ محمّد بن‌ الحسن‌ بن‌ أحمد بن‌ الوليد، عن‌ محمّدبن‌ عمرو الكاتب‌، عن‌ محمّد بن‌ زياد القلزميّ، عن‌ محمّد بن‌ أبي‌ زياد الجُدّي‌ّ، عن‌ محمّدبن‌ يحيي‌بن‌ عمر بن‌ علی بن‌ أبي‌ طالب‌، قال‌: سمعتُ أبا الحسن‌ الرضا عليه‌ السلام‌ يتكلّم‌ بهذا الكلام‌ في‌ التوحيد عند المأمون‌. قال‌ ابن‌ أبي‌ زياد: ورواه‌ لي‌ أيضاً أحمدبن‌ عبدالله‌ العلوي‌ّ مولي‌ لهم‌ وخالاً لبعضهم‌ عن‌ القاسم‌ بن‌ أيّوب‌ العلوي‌ّ أنّ المأمون‌ لمّا أراد أن‌ يستعمل‌ الرضا عليه‌ السلام‌ علی هذا الامر، جمع‌ بني‌ هاشم‌ (بني‌ العبّاس‌) فقال‌: إنّي‌ أُريد أن‌استعمل‌ الرضا علی هذا الامر من‌ بعدي‌، فحسده‌ بنو هاشم‌، وقالوا: أتولّي‌ رجلاً جاهلاً ليس‌له‌ بصيرة‌ بتدبير الخلافة‌؟ فابعث‌ إليه‌ رجلاً يأتنا فنري‌ من‌ جهل‌ ما يستدلّ به‌ عليه‌، فبعث‌ إليه‌ فأتاه‌، فقال‌ له‌ بنو هاشم‌: يا أبا الحسن‌! اصعد المنبر وانصب‌ لنا عَلَماً في‌ التوحيد نعبد الله‌ عليه‌. فصعد عليه‌ السلام‌ المنبر، فقعد مليّاً لا يتكلّم‌ مطرقاً، ثمّ انتفض‌ انتفاضة‌، واستوي‌ قائماً، وحمد الله‌ وأثني‌ عليه‌. وصلّي‌ عليه‌ نبيّه‌ وأهل‌ بيته‌، ثمّ قال‌: أوّل‌ عبادة‌الله‌ معرفته‌... إلی آخر الخطبة‌. [6] ـ «نهج‌ البلاغة‌» ج‌ 1، ص‌ 14 إلی 16، الخطبة‌ الاُولي‌، طبعة‌ مصر، شرح‌ وتعليق‌ الشيخ‌ محمّد عبده‌؛ وذكرها الطبرسي‌ّ أيضاً في‌ «الاحتجاج‌» ج‌ 1، ص‌ 294 إلی 298، طبعة‌ النجف‌. [7] ـ «نهج‌ البلاغة‌» ج‌ 1، ص‌ 112 إلی 114 الخطبة‌ 63، طبعة‌ مصر، شرح‌ وتعليق‌ عبده‌. [8] ـ «نهج‌ البلاغة‌» ج‌ 1، ص‌ 274 و 275، الخطبة‌ 150، من‌ طبعة‌ مصر وشرح‌ عبده‌. [9] ـ «نهج‌ البلاغة‌» ج‌ 1، ص‌ 300 إلی 302، الخطبة‌ 161، طبعة‌ مصر وتعليق‌ عبده‌.
Hammasini ko'rsatish...
[32] ـ «غاية‌ المرام‌» القسم‌ الثاني‌، الباب‌ الخامس‌ والثلاثون‌ والسادس‌ والثلاثون‌، ص‌ 524 إلی 526. [33] ـ «غاية‌ المرام‌» الباب‌ الثالث‌ والاربعون‌ والرابع‌ والاربعون‌، ص‌ 536 إلی 539.
Hammasini ko'rsatish...
إنّ ما في‌ الذات‌ هو حاقّ العلم‌ الذي‌ هو ما فوق‌ حدّه‌ المفهومي‌ّ، وحاقّ القدرة‌ والحياة‌ الذي‌ هو ما فوق‌ حدّه‌ المفهومي‌ّ أيضاً. وفي‌ ذات‌ الحي‌ّ العليم‌ القدير بساطة‌ محضة‌ ووحدة‌ محضة‌. وهذه‌ المفاهيم‌ اندكّت‌ واضمحلّت‌ وفنيت‌ هناك‌، وفقدت‌ حدودها بواسطة‌ عظمتها وسيطرتها وقدرتها وبساطتها المحضة‌ ووحدتها الصافية‌ الخالصة‌. وهناك‌ تكون‌ الحياة‌ عين‌ الذات‌، والعلم‌ والقدرة‌ عين‌ الذات‌، والعلم‌ عين‌ القدرة‌، والقدرة‌ عين‌ الحياة‌، وكلّ واحدة‌ من‌ الصفات‌ هي‌ عين‌ الصفات‌ الاُخري‌. وعلي‌ أساس‌ سعة‌ ذاته‌ هذه‌، وبساطته‌ وعموميّته‌ وإطلاقه‌ الوجوديّ هذا، لايمكن‌ أن‌ نتصوّر مكاناً وزماناً ليس‌ فيهما الله‌ الاحد بوجوده‌ ووحدته‌ ونوره‌ وحياته‌ وعلمه‌ وقدرته‌. إذ لا سبيل‌ إلی تجزئة‌ وجوده‌ الاقدس‌ وتكثيره‌، ولا تغاير ولا تمايز بين‌ ظاهره‌ وباطنه‌. فظاهره‌ في‌ باطنه‌، وباطنه‌ في‌ ظاهره‌. وإنّ اختلاف‌ الظاهر والباطن‌ يعود إلی الحدّ الذي‌ يفصل‌ بينهما. وإذا رفعنا هذا الحدّ الذي‌ هو في‌ الله‌ اعتباريّ لاحقيقي‌ّ، يكونان‌ شيئاً واحداً. من‌ هذا المنطلق‌ هو موجود بوجوده‌ في‌ جميع‌ الاشياء، بَيدَ أنّ عنوان‌ الولوج‌ والدخول‌ لايعني‌ الحلول‌ والاتّحاد. إذ لا معني‌ للثنائيّة‌ هنا، ولانلحظ‌ إلاّ التوحيد فحسب‌، بمعني‌ السعة‌ الوجوديّة‌ للتوحيد وتحقّقه‌، وهو ليس‌ في‌ الاشياء بسبب‌ محدوديّة‌ إنّيَّتها وماهيّتها. وهذا هو المقصود من‌ دُرر كلم‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌، إذ إنّ بينونته‌ من‌ الاشياء هي‌ بينونة‌ الصفة‌، لابينونة‌ العزلة‌. أجل‌، إنّ هذا الضرب‌ من‌ تفسير التوحيد مختصّ بالقرآن‌ الكريم‌ وخاتم‌ الانبياء والمرسلين‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ أجمعين‌، ولم‌يُؤثَر عن‌ سائر الكتب‌ السماويّة‌ والانبياء السابقين‌. وهذا هو أعظم‌ أمر يدلّ علی أشرفيّة‌ القرآن‌ وأفضليّة‌ النبي‌ّ الاعظم‌ بالنسبة‌ إلی سائر الكتب‌ والانبياء. وقال‌ غوستاف‌ لوبون‌ الفرنسيّ في‌ كتاب‌ « حضارة‌ العرب‌ »: « إنّ التوحيد الذي‌ أتي‌ به‌ نبي‌ّ الإسلام‌ محمّد أعلي‌ وأرقي‌ من‌ توحيد عيسي‌ المسيح‌ ». لقد أخذ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ حاقّ التوحيد وحقيقته‌ من‌ النبي‌ّ الاكرم‌ صلّي‌الله‌ عليه‌ وآله‌، ورسّخ‌ ذلك‌ في‌ صُقع‌ وجوده‌ بقدم‌ الثبات‌ وسير العوالم‌ اللامتناهية‌، وبلغ‌ أعلي‌ ذروة‌ من‌ مقام‌ الإنسان‌ الكامل‌، وإنّ التعابير التي‌ أطلقها علی الذات‌ الاحديّة‌ المقدّسة‌ وصفاتها في‌ هذه‌ الخطب‌ كلّها وجدانيّاته‌ ومشاهداته‌ الباطنيّة‌ والسرّيّة‌، ومدركاته‌ الحضوريّة‌ ومكاشفاته‌ الحقّة‌ الحقيقيّة‌ وعلومه‌ السرمديّة‌، إذ يرفع‌ عنها الحجاب‌ كالشمس‌ المتأ لّقة‌، ويعرّف‌ الناسَ محبوبه‌ ومعشوقه‌ ومولاه‌. كلام‌ العلاّمة‌ الطباطبائي‌ّ حول‌ خطب‌ الإمام‌ عليه‌ السلام‌ في‌ التوحيد وقام‌ سماحة‌ أُستاذنا الاكرم‌ العلاّمة‌ الطباطبائي‌ّ رضوان‌ الله‌ تعالي‌ عليه‌ بتفسير وتوضيح‌ بعض‌ هذه‌ الخطب‌ في‌ تفسير « الميزان‌ » بنحو مفصّل‌. [26] ثمّ ذكر بعدها في‌ بحث‌ تأريخي‌ّ قائلاً: القول‌ بأنّ للعالم‌ صانعاً، ثمّ القول‌ بأ نّه‌ واحد من‌ أقدم‌ المسائل‌ الدائرة‌ بين‌ متفكّري‌ هذا النوع‌ ( البشري‌ّ ) تهديه‌ إليه‌ فطرته‌ المركوزة‌ فيه‌، حتّي‌ أنّ الوثنيّة‌ المبنيّة‌ علی الإشراك‌، إذا أمعنّا في‌ حقيقة‌ معناها وجدناها مبنيّة‌ علی أساس‌ توحيد الصانع‌، وإثبات‌ شفعاء عنده‌ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إلی اللَهِ زُلُفَي‌'،[27] وإن‌ انحرفت‌ بعد عن‌ مجراها، وآل‌ أمرها إلی إعطاء الاستقلال‌ والاصالة‌ لآلهة‌ دون‌ الله‌. والفطرة‌ الداعية‌ إلی توحيد الإله‌، وإن‌ كانت‌ تدعو إلی إله‌ واحد غيرمحدود العظمة‌ والكبرياء ذاتاً وصفة‌، غير أنّ إلفة‌ الإنسان‌ وأ نّه‌ في‌ ظرف‌ حياته‌ بالآحاد العدديّة‌ من‌ جانب‌، وبلاء الملّيّين‌ بالوثنيّين‌ والثنويّين‌ وغيرهم‌ لنفي‌ تعدّد الآلهة‌ من‌ جانب‌ آخر سجّل‌ عدديّة‌ الوحدة‌، وجعل‌ حكم‌ الفطرة‌ المذكورة‌ كالمغفول‌ عنه‌. ولذلك‌ تري‌ المأثور من‌ كلمات‌ الفلاسفة‌ الباحثين‌ في‌ مصر القديمة‌ واليونان‌ والإسكندريّة‌ وغيرهم‌ ممّن‌ بعدهم‌ يعطي‌ الوحدة‌ العدديّة‌، حتّي‌ صرّح‌ بها مثل‌ الشيخ‌ الرئيس‌ ابن‌ سينا في‌ كتاب‌ « الشفاء ». وعلي‌ هذا المجري‌ يجري‌ كلام‌ غيره‌ ممّن‌ بعده‌ إلی حدود الالف‌ من‌ الهجرة‌ النبويّة‌. وأمّا أهل‌ الكلام‌ من‌ الباحثين‌ فاحتجاجاتهم‌ علی التوحيد لاتعطي‌ أزيد من‌ الوحدة‌ العدديّة‌ أيضاً في‌ عين‌ أنّ هذه‌ الحجج‌ مأخوذة‌ من‌ الكتاب‌ العزيز عامّة‌؛ فهذا ما يتحصّل‌ من‌ كلمات‌ أهل‌ البحث‌ في‌ هذه‌ المسألة‌.
Hammasini ko'rsatish...
فالذي‌ بيّنه‌ القرآن‌ الكريم‌ من‌ معني‌ التوحيد، فهو أوّل‌ خطوة‌ خطيت‌ في‌ تعليم‌ هذه‌ الحقيقة‌ من‌ المعرفة‌، غير أنّ أهل‌ التفسير والمتعاطين‌ لعلوم‌ القرآن‌ من‌ الصحابة‌ والتابعين‌، ثمّ الذين‌ يلونهم‌ أهملوا هذا البحث‌ الشريف‌، فهذه‌ جوامع‌ الحديث‌ وكتب‌ التفسير المأثورة‌ منهم‌ لاتري‌ فيها أثراً من‌ هذه‌ الحقيقة‌ لا ببيان‌ شارح‌، ولا بسلوك‌ استدلالي‌ّ. ولم‌نجد ما يكشف‌ عنها غطاءها إلاّ ما ورد في‌ كلام‌ الإمام‌ علي‌ّبن‌ أبي‌ طالب‌ عليه‌ أفضل‌ السلام‌ خاصّة‌. فإنّ كلامه‌ هو الفاتح‌ لبابها، والرافع‌ لسترها وحجابها علی أهدي‌ السبيل‌ وأوضح‌ طريق‌ من‌ البرهان‌، ثمّ ما وقع‌ في‌ كلام‌ الفلاسفة‌ الإسلاميّين‌ بعد الالف‌ الهجري‌ّ،[28] وقد صرّحوا بأ نّهم‌ إنّما استفادوه‌ من‌ كلامه‌ عليه‌ السلام‌. وهذا هو السرّ في‌ اقتصارنا في‌ البحث‌ الروائيّ السابق‌ علی نقل‌ نماذج‌ من‌ غرر كلامه‌ عليه‌ السلام‌، لانّ السلوك‌ في‌ هذه‌ المسألة‌ وشرحها من‌ مسلك‌ الاحتجاج‌ البرهانيّ لايوجد في‌ كلام‌ غيره‌ عليه‌ السلام‌... والجميع‌ مبنيّة‌ علی صرافة‌ الوجود وأحديّة‌ الذات‌ جلّت‌ عظمته‌. ثمّ ذكر العلاّمة‌ رضوان‌ الله‌ عليه‌ في‌ الهامش‌ قائلاً: وللناقد البصير والمتدبّر المتعمّق‌ أن‌ يقضي‌ عجباً من‌ ما صدر من‌ الهفوة‌ من‌ عدّة‌ من‌ العلماء الباحثين‌ [29]حيث‌ ذكروا أنّ هذه‌ الخطب‌ العلويّة‌ الموضوعة‌ في‌ « نهج‌ البلاغة‌ » موضوعة‌ دخيلة‌، وقد ذكر بعضهم‌ أنّها من‌ وضع‌ الشريف‌ الرضي‌ رحمه‌ الله‌. [30] وليت‌ شعري‌: كيف‌ يسع‌ للوضع‌ والدسّ أن‌ يتسرّب‌ إلی موقف‌ علمي‌ّ دقيق‌ لم‌ يقو بالوقوف‌ عليه‌ أفهام‌ العلماء حتّي‌ بعد ما فتح‌ عليه‌ السلام‌ بابه‌ ورفع‌ ستره‌ قروناً متمادية‌ إلی أن‌ وفّق‌ لفهمه‌ بعد ما سير في‌ طريق‌ الفكر المترقّي‌ّ مسير ألف‌ سنة‌، ولا أطاق‌ حمله‌ غيره‌ من‌ الصحابة‌، ولاالتابعون‌. بل‌ كلام‌ هؤلاء الرامين‌ بالوضع‌ ينادي‌ بأعلي‌ صوته‌ إنّهم‌ كانوا يظنّون‌ أنّ الحقائق‌ القرآنيّة‌ والاُصول‌ العلميّة‌ العالية‌ ليسـت‌ إلاّ مفاهيم‌ مبتذلة‌ عامّيّة‌، وإنّما تتفاضل‌ باللفظ‌ الفصيح‌ والبيان‌ البليغ‌. [31] ذكرنا هذا النموذج‌ هنا ليستبين‌ أنّ ما جاء في‌ الخطب‌ والروايات‌ ليس‌ مطالب‌ مبتذلة‌ عامّيّة‌، بل‌ إنّ كثيراً منها يحتاج‌ إلی فهم‌ قويّ وبرهان‌ قويم‌. ومن‌ هذا المنطلق‌ كان‌ أُستاذنا سماحة‌ العلاّمة‌ الطباطبائي‌ّ قدّس‌الله‌ نفسه‌ الزكيّة‌ يري‌ أنّ تقوية‌ الفكر وتصحيح‌ القياس‌، وبعامّة‌، تعلّم‌ المنطق‌ والفلسفة‌ أشياء ضروريّة‌، وكان‌ يعتقد أنّ الفلسفة‌ حلاّلة‌ العُقَد والدليل‌ الوحيد في‌ هذا الباب‌ قبل‌ الرجوع‌ إلی هذه‌ الخزائن‌ العلميّة‌ والدفائن‌ الملكوتيّة‌ لاهل‌ البيت‌ عليهم‌ السلام‌. وعند هذه‌ النقطة‌ نختم‌ بحثنا في‌ توحيد ذات‌ الاحد المقدّس‌ سبحانه‌ وتعالي‌ في‌ ضوء هذه‌ الخطب‌ الثمينة‌ العصماء، واكتفينا ببحث‌ مجمل‌ حولها. وسـيأتي‌ بحث‌ اسـتدلاليّ مفصّل‌ حول‌ الوحـدة‌ الإلهيّة‌ الحقّة‌ الحقيقيّة‌، والإفادة‌ المفصّلة‌ من‌هذه‌الخطب‌المباركة‌في‌كتابنا«الله‌شناسي‌»(=معرفة‌الله‌) من‌ دورة‌ العلـوم‌ والمعارف‌ الإسلاميّة‌ بِحَوْلِ اللَهِ وَقُوَّتِهِ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَقُوَّةَ إلاَّ بِاللَهِ العَلِي‌ِّ العَظِيمِ. ونعود الآن‌ إلی كلام‌ الإمام‌ عليه‌ السلام‌: سَلُونِي‌ قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِي‌، وقوله‌ الآخر: لَوْ ثُنِيَتْ لِيَ الوِسَادَةُ، وبشأن‌ الكلام‌ الاوّل‌، روي‌ العلاّمة‌ البحراني‌ّ في‌ « غاية‌ المرام‌ » عن‌ طريق‌ العامّة‌ سبع‌ روايات‌ عن‌ « مسـند أحمدبن‌ حنبل‌ »، والخوارزميّ، والحمّوئي‌ّ، وابن‌ أبي‌ الحديد، وغيرهم‌، وروي‌ عن‌ طريق‌ الخاصّة‌ سبع‌ روايات‌ أيضاً عن‌ الصدوق‌ في‌ « الامالي‌ » وغيره‌، وتفسير محمّد بن‌ عبّاس‌ بن‌ مروان‌، و « الامالي‌ » للشيخ‌ الطوسي‌ّ، ومحمّدبن‌ الحسن‌ الصفّار في‌ « بصائر الدرجات‌ »، والشيخ‌ المفيد في‌ « الامالي‌ ». [32] وبشأن‌ الكلام‌ الثاني‌، روي‌ فيه‌ أربع‌ روايات‌ عن‌ طريق‌ العامّة‌، عن‌ الخوارزميّ وابن‌ المغازليّ، والحمّوئيّ، وروي‌ تسع‌ عشرة‌ رواية‌ عن‌ طريق‌ الخاصّة‌، عن‌ الكلينيّ في‌ « الكافي‌ »، والمفيد في‌ « الاختصاص‌ »، والصفّار في‌ « بصائر الدرجات‌ »، والشيخ‌ الطوسيّ في‌ « الامالي‌ّ ». [33] وكان‌ عبدالله‌بن‌ الكوّاء أحد الخوارج‌ الذين‌ قُتلوا في‌ النهروان‌. وعندما كان‌ في‌ عداد أصحاب‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌، كان‌ يسأله‌ أسئلة‌ في‌ غيرسَدَد ليؤذيه‌ ويحرجه‌، متربّصاً صدور زلّة‌ منه‌، حتّي‌ يتّخذها مستمسكاً للتشهير به‌ والإرجاف‌ عليه‌. ارجاعات
Hammasini ko'rsatish...
التاسع‌: كلام‌ الإمام‌ ـعلي‌ ما نقل‌ الشيخ‌ المفيد في‌ « الإرشاد » ـ في‌ وجوب‌ المعرفة‌ بالله‌ تعالي‌، والتوحيد له‌، ونفي‌ التشبيه‌ عنه‌، والوصف‌ لعدله‌، وصنـوف‌ الحكمـة‌ والدلائل‌. فقـد روي‌ أبو بكر الهُـذلي‌ّ، عن‌ الزُهري‌ّ، وعيسي‌بن‌ يزيد، عن‌ صالح‌ بن‌ كيسان‌ أنّ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ قال‌ في‌ الحثّ علی معرفة‌ الله‌ تعالي‌ والتوحيد له‌: أَوَّلُ عِبَادَةِ اللَهِ مَعْرِفَتُهُ، وَأَصْلُ مَعْرِفَتِهِ تَوْحِيدُهُ، وَنِظَامُ تَوْحِيدِهِ نَفْي‌ التَّشْبِيهِ عَنْهُ. [14] جَلَّ عَنْ أَنْ تَحِلَّهُ الصِّفَاتُ، لِشَهَادَةِ العُقُولِ أَنَّ كُلَّ مَنْ حَلَّتْهُ الصِّفَاتُ مَصْنُوعٌ، وَشَهَادَةِ العُقُولِ أَ نَّهُ جَلَّ وَعَلاَ صَانِعٌ لَيْسَ بِمَصْنُوعٍ. بِصُنْعِ اللَهِ يُسْتَدَلُّ عَلَيْهِ، وَبِالعُقُولِ يُعْتَقَدُ مَعْرِفَتُهُ، وَبِالنَّظَرِ تَثْبُتُ حُجَّتُهُ. جَعَلَ الخَلْقِ دَلِيلاً عَلَيْهِ فَكَشَفَ بِهِ عَنْ رُبُوبِيَّتِهِ. هُوَ الوَاحِدُ الفَرْدُ فِي‌ أَزَلِيَّتِهِ، لاَ شَرِيكَ لَهُ فِي‌ إلَهِيَّتِهِ، وَلاَ نِدَّ لَهُ فِي‌ رُبُوبِيَّتِهِ. بِمُضَادَّتِهِ بَيْنَ الاَشْيَاءِ المُضَادَّةِ، عُلِمَ أَنْ لاَ ضِدَّ لَهُ، وَبِمُقَارَنَتِهِ بَيْنَ الاُمُورِ المُقْتَرِنَةِ، عُلِمَ أَنْ لاَ قَرِينَ لَهُ. فِي‌ كَلاَمٍ طَوِيلٍ يَطُولُ بِإثْبَاتِهِ الكِتَابُ. [15] وذكر الشيخ‌ المفيد بعد هذا الكلام‌ أيضاً أنّ ممّا حفظ‌ عنه‌ عليه‌ السلام‌ في‌ نفي‌ التشبيه‌ عن‌ الله‌ تعالي‌ ما رواه‌ الشعبيّ، قال‌: سمع‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ رجلاً يقول‌: وَالَّذِي‌ احْتَجَبَ بِسَبْعٍ طِبَاقٍ، فعلاه‌ بالدِّرّة‌، ثمّ قال‌ له‌: وَيْلَكَ! إنَّ اللَهَ أَجَلُّ مِنْ أَنْ يَحْتَجِبَ عَنْ شَي‌ءٍ، أَوْ يَحْتَجَبَ عَنْهُ شَي‌ءٌ. سُبَحَانَ الَّذِي‌ لاَ يَحْوِيهِ مَكَانٌ، وَلاَ يَخْفَي‌ عَلَيْهِ شَي‌ءٌ فِي‌ الارْضِ وَلاَفِي‌ السَّمَاءِ. فقال‌ الرجل‌: أفأكفّر عن‌ يميني‌، يا أمير المؤمينن‌؟ قال‌: لاَ، إنَّكَ لَمْ تَحْلِفْ بِاللَهِ فَتَلْزِمَكَ كَفَّارَةُ الحَنْثِ، وَإنَّمَا حَلَفْتَ بِغَيْرِهِ. [16] العاشر: كلامه‌ عليه‌ السلام‌ في‌ خطبة‌ أُخري‌ أحدثت‌ انقلاباً حقّاً بعباراتها الموجزة‌ في‌ عرض‌ التوحيد الخالص‌، وعدم‌ تعدّد ذات‌ الحقّ تعالي‌. وذكر الشيخ‌ الطبرسي‌ّ هذه‌ الخطبة‌ في‌ « الاحتجاج‌ » فقال‌: قال‌ عليه‌ السلام‌: دَلِيلُهُ آيَاتُهُ، وَوُجُودُهُ إثْبَاتُهُ، وَمَعْرَفِتُهُ تَوْحِيدُهُ، وَتَوْحِيدُهُ تَمِييزُهُ مِنْ خَلْقِهِ، وَحُكْمُ التَّمِييزِ بَيْنُونَةُ صِفَةٍ لاَ بَيْنُونَةُ عُزْلَةٍ. إنَّهُ رَبٌّ خَالِقٌ غَيْرُ مَرْبُوبٍ مَخْلُوقٍ، كُلُّ مَا تُصُوِّرَ فَهُوَ بِخَلاَفِهِ. ثمّ قال‌ عليه‌ السلام‌: لَيْسَ بِالَهٍ مَنْ عُرِفَ بِنَفْسِهِ. هُوَ الدَّالُّ بِالدَّلِيلِ عَلَيْهِ، وَالمُؤدِّي‌ّ بِالمَعْرِفَةِ إلَيْهِ. [17] الحادي‌ عشر: الخطبة‌ الثالثة‌ والثمانون‌ والمائة‌ من‌ خطب‌ « نهج‌ البلاغة‌ »: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي‌ لاَ تُدْرِكُهُ الشَّوَاهِدُ، وَلاَ تَحْوِيهِ المَشَاهِدُ، وَلاَ تَرَاهُ النَّوَاظِرُ، وَلاَ تَحْجُبُهُ السَّوَاتِرُ، الدَّالُّ علی قِدَمِهِ بِحُدُوثِ خَلْقِهِ، وَبِحُدُوثِ خَلْقِهِ علی وُجُودِهِ، وَبِاشتِبَاهِهِمْ علی أَنْ لاَ شِبْهَ لَهُ. الَّذِي‌ صَدَقَ فِي‌ مِيعَادِهِ، وَارْتَفَعَ عَنْ ظُلْمِ عِبَادِهِ، وَقَامَ بِالقِسْطِ فِي‌ خَلْقِهِ، وَعَدَلَ عَلَيْهِمْ فِي‌ حُكْمِهِ. مُسْتَشْهِدُ بِحُدُوثِ الاَشْيَاءِ علی أَزَلِيَّتِهِ، وَبِمَا وَسَمَهَا بِهِ مِنَ العَجْزِ علی قُدْرَتِهِ، وَبِمَا اضْطَرَّهَا إلَيْهِ مِنَ الفَنَاءِ علی دَوَامِهِ. وَاحِدٌ لاَ بِعَدِدٍ، وَدَائِمٌ لاَ بِأَمَدٍ، وَقَائِمٌ لاَ بِعَمَدٍ. تَتَلَقَّاهُ الاَذْهَانُ لاَ بِمُشَـاعَرَةٍ، وَتَشْـهَدُ لَهُ المَرَائِي‌ لاَبِمُحَاضَرَةٍ. لَمْ تُحِطْ بِهِ الاَوْهَامُ، بَلْ تَجَلَّي‌ لَهَا بِهَا ( إذ إنّ معرفة‌ الله‌ تتمّ عبر هذه‌ الافكار )، وَبِهَا امْتَنَعَ مِنْهَا ( ذلك‌ أنّ القوي‌ الوهميّة‌ عاجزة‌ عن‌ إدراك‌ المعاني‌ الكلّيّة‌ والمجرّدات‌، بما فيها واجب‌ الوجود المجرّد من‌ جميع‌ الجهات‌ )، وَإلَيْهَا حَاكَمَهَا ( لانّ الاوهـام‌ جميعها حائـرة‌ في‌ معـرفته‌، معترفة‌ بعدم‌ إمكانها، مذعنة‌ بعجـزها وحقارتهـا أمـام‌ عظمته‌ وعلوّ شـأنه‌ ورفعته‌ ). لَيْسَ بِذِي‌ كِبَرٍ امْتَدَّتْ بِهِ النِّهَايَاتُ فَكَبَّرَتْهُ تَجْسِيَماً، وَلاَ بِذِي‌ عِظَمٍ تَنَاهَتْ بِهِ الغَايَاتُ فَعَظَّمَتْهُ تَجْسِيدَاً، بَلْ كَبُرَ شَأْنَاً، وَعَظُمَ سُلْطَاناًـ الخطبة‌. [18] الثاني‌ عشر: رواية‌ رواها الشيخ‌ الصدوق‌ في‌ « معاني‌ الاخبار » بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ عمر بن‌ علی بن‌ أبي‌ طالب‌، عن‌ أبيه‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ أ نّه‌ قال‌: قال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌:
Hammasini ko'rsatish...
التَّوْحيدُ ظَاهِرُهُ فِي‌ بَاطِنِه‌، وَبَاطِنُهُ فِي‌ ظَاهِرِهِ. ظَاهِرُهُ مَوْصُوفٌ لاَ يُرَي‌، وَبَاطِنُهُ مَوْجُودٌ لاَ يَخْفَي‌، يُطْلَبُ بِكُلِّ مَكَانٍ، وَلَمْ يَخْلُ مِنْهُ مَكَانٌ طَرْفَةَ عَيْنٍ. حَاضِرٌ غَيْرُ مَحْدُودٍ، وَغَائِبٌ غَيْرُ مَفْقُودٍ. [19] هذه‌ الاحاديث‌ الاثنا عشر تمثّل‌ نموذجاً من‌ الاحاديث‌ المأثورة‌ عن‌ أئمّة‌ الشيعة‌ في‌ توحيد الذات‌ الإلهيّة‌ المقدّسة‌. وأنّ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ هو فاتح‌ هذا الباب‌، وحلاّل‌ هذه‌ المسألة‌ للاُ مّة‌، إذ بيّن‌ للناس‌ بمنطقهِ البليغِ التوحيدَ الذي‌منحه‌ الحقُّ سبحانه‌ وتعالي‌ خاتمَ أنبيائه‌ صلّي‌الله‌ عليه‌ وآله‌. توضيح‌ وتفسير التوحيد الحقّ الحقيقي‌ّ لذات‌ الحقّ تعالي‌ ومجمل‌ هذه‌ الحقيقة‌ هو أنّ الذات‌ الإلهيّة‌ المقدّسة‌ تامّة‌، بل‌ فوق‌ التمام‌، وما لا يتناهي‌ بما لا يتناهي‌، أي‌: هي‌ غير متناهية‌ أزلاً وأبداً وسرمداً ووجوداً وسعة‌ وعموماً وإطلاقاً واسماً وصفة‌ وفعلاً. ولاتخضع‌ لحدّ وقيد وقياس‌ بأي‌ّ وجه‌ من‌ الوجوه‌. وما يلزم‌ هذا الوجود هو الوجوب‌ والوحدة‌. والوحدة‌ أعظم‌ صفة‌ من‌ صفات‌ الله‌ عزّ شأنه‌، وهي‌ ليست‌ من‌ سنخ‌ الوحدات‌ العدديّة‌، والنوعيّة‌، والجنسيّة‌ وما شابهها ممّا تتّصف‌ به‌ الممكنات‌، بل‌ هي‌ الوحدة‌ الحقّة‌ الحقيقيّة‌ المعبَّر عنها بالوحدة‌ بالصِّرافة‌. أي‌: الوحدة‌ التي‌ يستحيل‌ مع‌ وجودها فرض‌ إمكان‌ تعدّدها، وكلّ ما يُفْرَضُ في‌ قبالها، يعود إليه‌ نفسه‌. وأنّ ما تستلزمه‌ هذه‌ الوحدة‌ هو تشخّص‌ الوجود والاصالة‌ والثبوت‌، التي‌ هي‌ عين‌ الوجود والتحقّق‌. فلهذا، أنّ وجـوده‌ المقـدّس‌ علی درجـة‌ من‌ الـسـعة‌ والإطـلاق‌ وعدم‌التناهي‌ بالحدود، بحيث‌ إنّه‌ حاضر في‌ كلّ مكان‌، ومراقب‌ في‌ كلّ زمان‌، وهو مع‌ الموجودات‌ كلّها، وَبَأْسْمَائِكَ الَّتي‌ مَلاَتْ أَرْكَانَ كُلِّ شَي‌ءٍ... وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي‌ أَضَاءَ لَهُ كُلُّ شَي‌ءٍ. [20] ولا يمكن‌ فرض‌ شي‌ء في‌ مكان‌ وزمان‌ لا يكون‌ فيه‌ حاقّ وجوده‌ ولبّ ثبوته‌، وإلاّ ينعزل‌ منه‌، ويُحَدُّ وجوده‌ به‌. وذات‌ الله‌ بوحدتها وبساطتها موجودة‌ مع‌ كلّ شي‌ء. وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنتُمْ. [21] وكلّ شي‌ءٍ قائم‌ به‌، وحاضر عنده‌. والله‌ تعالي‌ لا يغيب‌ عن‌ شي‌ء، ولا يغيب‌ عنه‌ شي‌ء، ولا يفقد منه‌ شي‌ء، ولا يخلو منه‌ مكان‌ ولو بقدر غمضة‌ عين‌. هو في‌ كلّ مكان‌، وهو محيط‌ بكلّ شي‌ء. وَهُوَ عَلَي‌' كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ. [22] أَلآ إِنَّهُ و بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ. [23] إنّ وجود الموجودات‌ أوّلا وبالذات‌ قائم‌ به‌، وثانياً وبالعرض‌ من‌ أجله‌. ولقد طُبع‌ علی ناصيتها بختم‌ الإمكان‌، وإنّها لمعلولة‌ ومخلوقة‌ وضعيفة‌ وفقيرة‌ وعاجزة‌ وإنّ وجود الله‌ البحت‌ والبسيط‌ والمطلق‌ قوام‌ الموجودات‌ بأسرها، والاصل‌ الاصيل‌ للاشياء برمّتها. هُوَ الاَوَّلُ وَالاَخِرُ وَالظَّـ'هِرُ وَالبـ'طِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ. [24] إنّ الاوصاف‌ التي‌ تتّصف‌ بها الذات‌ الإلهيّة‌ كالحياة‌، والعلم‌، والقدرة‌ هي‌ مفاهيم‌ يدركها العقل‌، ويثبت‌ برهانها لذاته‌. وهذه‌ المفاهيم‌ بما هي‌ مفاهيم‌ محدودة‌ ومتمايزة‌ فيما بينها، ولا سبيل‌ لها في‌ ذاته‌، وإلاّ يلزم‌ التركيب‌ والكثرة‌ في‌ ذاته‌، وتجتمع‌ الصفات‌ المتضادّة‌ والمتعدّدة‌ فيها. وشأن‌ المفهوم‌ الكلّيّة‌ والكثرة‌، ولو ضممنا إليها ألف‌ قيد، فلايخرج‌ عن‌ الكثرة‌ والمفهوم‌. مثلاً لو قلنا: علمه‌ كبير ولا يتناهي‌، فهو مفهوم‌. ولو قلنا: علمه‌ ليس‌ كعلم‌ سائر الموجودات‌، فهو أيضاً مفهوم‌ ومثار الكثرة‌. فتكثير القيود لا يصنع‌ منه‌ شخصاً خارجيّاً، ولا يفصله‌ عن‌ الكثرة‌ والمفهوم‌. وأنّ مصداق‌ هذه‌ المفاهيم‌ في‌ الخارج‌، إذ هي‌ الوجود الخارجيّ للاسماء والصفات‌، محدودة‌ ومتمايزة‌ بعنوانها، ولا مكان‌ لها في‌ الذات‌ الإلهيّة‌، وليس‌ لها سبيل‌ إلی تلك‌ الذروة‌ العالية‌، حتّي‌ تحوز عنوان‌ الصفات‌ والكثرة‌. نعم‌، إذا فقدت‌ صفة‌ العلم‌ والحياة‌ والقدرة‌ وما شابهها كثرتَها، وخُلصت‌ من‌ الحدود، أي‌: صارت‌ حقيقة‌ العلم‌ بدون‌ مفهومه‌ وحدّه‌، وحقيقة‌ الحياة‌ بدون‌ مفهومها وحدّها، وحقيقة‌ القدرة‌ بدون‌ مفهومها وحدّها، فحينئذٍ أصبحت‌ حقيقة‌ واحدة‌ هي‌ نفس‌ الذات‌، وعين‌ العلم‌، وعين‌ الحياة‌، وعين‌ القدرة‌. لذلك‌ لا صفة‌ للذات‌ في‌ باطنها، وأنّ ما فيها هو عينها. وسرّ هذا المطلب‌ هو أنّ شأن‌ المفهوم‌ التناهي‌ والمحدوديّة‌. وكلّ مفهوم‌ منعزل‌ عن‌ المفهوم‌ الآخر. فمفهوم‌ العلم‌ ـوإن‌ كان‌ لايتناهي‌ـ هو غيرمفهوم‌ القدرة‌، ومفهوم‌ كلّ منهما هو غير مفهوم‌ الحياة‌. ولذلك‌ فهذه‌ الاسماء والصفات‌ [25] كانت‌ محدودة‌، وهي‌ غير ذات‌ الحقّ. وعلي‌ الرغم‌ من‌ أ نّها كلّها لاتتناهي‌، لكنّها لمّا كانت‌ لها صبغة‌ الغيريّة‌، فهي‌ ما دون‌ الذات‌، وفي‌ درجة‌ أوطأ.
Hammasini ko'rsatish...
ولذلك‌، فهذه‌ الحقائق‌ موجودة‌ في‌ ناحية‌ الذات‌ بحقيقتها، وإن‌ لوحظ‌ متعلّقها من‌ معلوميّة‌ الموجودات‌ ومقدوريتّها ومربوبيّتها في‌ مراتب‌ واطئة‌ ). السادس‌: الخطبة‌ الحادية‌ والستّون‌ والمائة‌ من‌ « نهج‌ البلاغةّ »: الحَمْدُ لِلَّهِ خَالِقِ العِبَادِ، وَسَاطِحِ المِهَادِ، وَمُسِيلِ الوِهَادِ، وَمُخْصِبِ النِّجَادِ. لَيْسَ لاِوَّلِيَّتِهِ ابْتِدَاءٌ، وَلاَ لاِزَلِيَّتِهِ انْقِضَاءٌ. هُوَ الاَوَّلُ لَمْ يَزِلْ، وَالبَاقِي‌ بِلاَ أَجَلٍ ( لا نّه‌ قديم‌ بِقِدَم‌ ذاتيّ ودهريّ وزماني‌ّ ). خَرَّتْ لَهُ الجِبَاهُ، وَوَحَّدَتْهُ الشِّفَاهُ. حَدَّ الاَشْيَاءَ عِنْدَ خَلْقِهِ لَهَا إبَانَةً لَهُ مِنْ شَبَهِهَا ( بدون‌ حدّ وقيد ) لاَ تُقَدِّرُهُ الاَوْهَامُ بِالحُدُودِ وَالحَرَكَاتِ، وَلاَ بِالجَوَارِحِ وَالاَدَوَاتِ. لاَ يُقَالُ لَهُ: مَتَي‌؟ ( لا نّه‌ ليس‌ في‌ زمان‌، بل‌ الزمان‌ ذاته‌ مخلوقه‌ والمحاط‌ به‌ من‌ قبله‌ ) وَلاَ يُضْرَبُ لَهُ أمَدٌ بِحَتَّي‌ ( لانّ هذه‌ الكلمة‌ لتعيين‌ النهاية‌ والغاية‌، والله‌ لا غاية‌ له‌ وهو محيط‌ بالغايات‌ والازمنة‌ )، الظَّاهِرُ لاَ يُقَالُ: مِمَّا؟ ( إذ إنّه‌ ليس‌ ممكن‌ الوجود، وليس‌ له‌ مادّة‌ ومدّة‌ )، وَالبَاطِنُ لاَ يُقَالُ: فِيمَا؟ ( ذلك‌ أ نّه‌ ليس‌ له‌ مادّة‌ ومحلّ ومكان‌ )، لاَ شَبَحٌ فَيَتقَضَّي‌، وَلاَ مَحْجُوبٌ فَيُحْوي‌. لَمْ يَقْرُبْ مِنَ الاَشْيَاءِ بِالتِصَاقٍ، وَلَمْيَبْعُدْ عَنْهَا بِافْتِرَاقٍ. لاَيَخْفَي‌ عَلَيْهِ مِنْ عِبَادِهِ شُخُوصُ لَحْظَةٍ، وَلاَ كُرُورِ لَفْظَةٍ، وَلاَ ازْدِلاَفُ رَبْوَةٍ ( اقتراب‌ محلّ مرتفع‌ )، وَلاَ انْبِسَاطُ خُطْوَةٍ فِي‌ لَيْلٍ دَاجٍ وَلاَغَسَقٍ سَاجٍ، يَتَفَيَّأُ عَلَيْهِ القَمَرُ المُنِيرُ، وَتَعْقُبُهُ الشَّمْسُ ذَاتُ النُّورِ فِي‌ الاُفُولِ وَالكُرُورِ، وَتَقَلُّبِ الاَزْمِنَةِ وَالدُّهُورِ مِنْ إقْبَالِ لَيْلٍ مُقْبِلٍ، وَإدْبَارِ نَهَارٍ مُدْبِرٍ. ( في‌ جميع‌ هذه‌ الليالي‌ المظلمة‌ التي‌ تتعاقب‌ وتتخالف‌ إلی أبد الدهر بهذه‌ الوسيلة‌، لا يخفي‌ علی الله‌ ـحتّي‌ في‌ لحظة‌ واحدة‌ـ شي‌ء مختصر منها ولو بقدر لحظة‌ وخطوة‌ ). قَبْلَ كُلِّ غَايَةٍ وَمُدَّةٍ وَكُلِّ إحْصَاءٍ وَعِدَّةٍ ( هو أزَلُ الآزال‌ وأبد الآباد وهو السرمد علی الإطلاق‌ ). تَعَالَي‌ عَمَّا يَنْحَلُهُ المُحَدِّدُونَ مِنْ صِفَاتِ الاَقْدَارِ، وَنِهَايَاتِ الاَقْطَارِ، وَتَأَثُّلِ المَسَاكِنِ، وَتَمَكُّنِ الاَمَاكِنِ. فَالحَدُّ لِخَلْقِهِ مَضْرُوبٌ، وَإلَي‌ غَيْرِهِ مَنْسُوبٌ. لَمْ يَخْلُقِ الاَشْيَاءَ مِنْ أُصُولٍ أَزَلِيَّةٍ، وَلاَ أَوَائِلَ أَبَدِيَّةٍ. ( بل‌ أوجد الموجودات‌ من‌ عدم‌ محض‌ وكَتْم‌ العدم‌ ) بَلْ خَلَقَ مَا خَلَقَ فَأَقَامَ حَدَّهُ، وَصَوَّرَ مَا صَوَّرَ فَأَحْسَنَ صُورَتَهُ. ( بلا مادّة‌ وأصل‌ كان‌ موجوداً من‌ قبل‌ ) لَيْسَ لِشَي‌ءٍ مِنْهُ امْتِنَاعٌ، وَلاَ لَهُ بِطَاعَةِ شَي‌ءٍ انْتِفَاعٌ. عِلْمُهُ بِالاَمْوَاتِ المَاضِينَ كَعِلْمِهِ بالاَحْيَاءِ البَاقِينَ، وَعِلْمُهُ بِمَا فِي‌ السَّمَاوَاتِ العُلَي‌ كَعِلْمِهِ بِمَا فِي‌ الاَرَضِينَ السُّفْلَي‌. [9] السابع‌: الخطبة‌ الرابعة‌ والثمانون‌ والمائة‌ من‌ خطب‌ « نهج‌ البلاغة‌ »: مَا وَحَّدَهُ مَنْ كَيَّفَهُ، وَلاَ حَقِيقَتَهُ أَصَابَ مَنْ مَثَّلَهُ ( لانّ مثلَ كلّ شي‌ء إمّا مثله‌ في‌ ذاته‌ أو في‌ بعض‌ أجزائه‌ أو صفاته‌. والله‌ تعالي‌ لا مثل‌ له‌ ولاشريك‌ في‌ ذاته‌، وإلاّ كان‌ محتاجاً إلی مميّز من‌ خارج‌ ذاته‌ يميّزه‌ عن‌ الشريك‌. وليس‌ له‌ مثل‌ في‌ الاجزاء، لا نّه‌ ليس‌ جزءاً أساساً، وإلاّ كان‌ مركّباً، والتركيب‌ من‌ صفات‌ الإمكان‌، وهو تعالي‌ واجب‌. وليس‌ له‌ مثل‌ في‌ الصفات‌، لعدم‌ اتّصافه‌ بصفات‌ زائدة‌ علی الذات‌ ). وَلاَ إيَّاهُ عَنَي‌ مَنْ شَبَّهَهُ، وَلاَصَمَدَهُ (قَصَدَهُ) مَنْ أَشَارَ إلَيْهِ وَتَوَهَّمَهُ. ( لا نّه‌ ليس‌ له‌ جهة‌، وهو منزّه‌ من‌ كلّ إشارة‌ حسّيّة‌ أو وهميّة‌ أو عقليّة‌ لعدم‌ إحاطة‌ الحسّ والوهم‌ والعقل‌ بكُنه‌ ذاته‌ المقدّسة‌ من‌ كلّ حيثيّة‌) كُلُّ مَعْرُوفٍ بِنَفْسِهِ مَصْنُوعٌ، وَكُلُّ قَائِمٍ فِي‌ سِوَاهُ مَعْلُولٌ. فَاعِلٌ لاَ بِاضْطِرَابِ آلَةٍ، مُقَدِّرٌ لاَ بِحَوْلِ فِكْرَةٍ، غَنِي‌ٌّ لاَ بِاسْتَفَادَةٍ. لاَتَصْحَبُهُ الاَوْقَاتُ. ( لانّ الوقت‌ والزمان‌ معلولان‌ له‌، وفي‌ مرتبة‌ أوطأ ) وَلاَتَرْفِدُهُ الادَوَاتُ. سَبَقَ الاَوْقَاتَ كَوْنُهُ، وَالعَدَمَ وُجُودُهُ، وَالابْتِدَاءَ أَزَلُهُ.
Hammasini ko'rsatish...
Boshqa reja tanlang

Joriy rejangiz faqat 5 ta kanal uchun analitika imkoniyatini beradi. Ko'proq olish uchun, iltimos, boshqa reja tanlang.