عَابِر [⏳]

العالم مأزوم بقسوة القلوب، مزدحمٌ بالنكد؛ الغدر والخيانة مااستطاع الانسان لذلك سبيلاً، فمتى كنت رحيماً أميناً متغافلاً مع الناس..فأنت تجعل العالم مكاناً أصلح للعيش افعل ذلك محتسبا الله لعلك تنال أجر إنقاذ البشرية !

الخسران قرينُ من لايقدّر دقائق يومه، والفلاح ثمرة من يحسن اسثمار وقته.

عن حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ من جارِ السُّوءِ، ومن زوجٍ تُشَيِّبُنِي قَبل المَشِيبِ، وَمِن وَلَدٍ يَكونُ عَليَّ رَبّاً، ومن مالٍ يَكُونُ عَلَيَّ عَذَابًا، وَمِن خَلِيلٍ مَاكِرٍ إِن رَأَى حَسَنَةً دَفَنَهَا، وإذا رَأَى سَيِّئَةً أَذَاعَهَا." الزواج والذرية والمال والصحبة، أمور يتوق لها الناس ويتفاخرون بها، ولعل نوالها عندهم هو منتهى السعادة، لكن حبيبي محمد كما دوما يعلمني، يؤدبني، يضبط زوايا نظري للأمور. إن لم يكن زوجا صالحا، فلا عسى ذا القدر يتحقق، وإن لم تكن ذرية طيبة، فعسى هذا الرحم يجف ويعقم، من قبل أن يكون ما يحمله فتنة للقلب.. وإن لم يكن مالاً طيباً زكياً، فالفقر مع التعفف أطهر، وإن طالت الوحشة في هذا الدرب وعزّ الرفيق، فيا عسانا لا نضطر لصحبة الماكرين لأجل تعبئة خانة الأصدقاء بأي بديل. اللهم رحماني نسألك الطيب من كل شيء، والصبر حتى نلقى هذا الطيب. اللهم رحماني لا تجعلنا ممن ألجأته الدنيا واضطرته للبدائل معدومة الخير والبركة. اللهم وسّع علينا خياراتنا وارحمنا وأعذنا مما استعاذ منه حبيبي محمد. لفظة الزوج تسع الذكر والأنثى، ومعنى ولد يكون علي ربّاً: أي يتجبر بي ويعاملني معاملة الدون. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ آلاء الرحمن أبوعرب

من أوصاف النبي ﷺ أنه كان متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة، طويل السكت، لا يتكلم في غير حاجة، ليس بالجافي ولا المَهِين، يعظِّم النعمة وإن دقَّت، لا يذمُّ منها شيئًا، ولا تغضبه الدنيا ولا ما كان لها، فإذا تُعُدِّي الحق لم يقُم لغضبه شيء حتى ينتصر له، ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها؛ وكان خافض الطرف، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبَّه، ولا يحسب جليسُهُ أن أحدًا أكرم عليه منه، ولا يَطوي عن أحدٍ من الناس بِشْرَه، قد وسِعَ الناسَ بَسْطُه وخُلُقه، فصار لهم أبًا، وصاروا عنده في الحق سواء؛ يُحسِّن الحسن ويقوِّيه، ويقبِّح القبيح ويُوهيه، معتدل الأمر غير مختلف؛ وكان أشدَّ الناس حياءً، لا يثبِّت بصره في وجه أحد، له نورٌ يعلوه كأن الشمس تجري في وجهه. لا يُؤيس راجيه، ولا يخيِّب عافيه، ومن سأله حاجة لم يردَّه إلا بها أو بميسور من القول؛ أجود الناس بالخير. - مما قال الحسن بن علي هند بن أبي هالة عن أوصاف رسول الله صلى الله عليه وسلم

في قصة أهل الكهف وتحديدا في قصة الكنز الذي كان للغلامين اليتيمين الذي بنى عليه صاحب موسى الجدار، فقد اختلف المفسرون في ماهية الكنز، ومن التفاسير ما ورد عن نعيم العنبريّ، وكان من جلساء الحسن رضي الله عنهما وأرضاهما، قال: سمعت الحسن يقول في قوله: (وَكَانَ تَحْتَهُ كَنـز لَهُمَا) هو لوح من ذهب مكتوب فيه: "بسم الله الرحمن الرحيم: عجبت لمن يؤمن كيف يحزن، وعجبت لمن يوقن بالموت كيف يفرح، وعجبت لمن يعرف الدنيا وتقلبها بأهلها، كيف يطمئنّ إليها، لا إله إلا الله، محمد رسول الله".

‏ يا بني، إذا أراد الله أمرًا هيَّأ أسبابه ، فربما سعى المرء بكل سبب فلم يفلح ، ثم يقع له سبب لم يمتهِد له وسيلة قطُّ فإذا هو عند بُغيته ، وإذا هو قد ملأ يديه مما كان قد يئس منه، فلا يكون عجبه كيف خاب في الأولى بأشدّ من عجبه كيف نجح في الثانية! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مصطفى صادق الرافعي

أصبَحنا وأصبحَ المُلكُ لله. هي هكذا والله، لن تصفوَ لابنِ امرأة، ولَو حاربَ بيدَيهِ وقدمَيه. ما لكَ غيرُ الصَّبر، والأُنسَ بذِكرِ الله، والمجاهدة في التَّرفُّعِ عن سفاسفِ الأُمور. هي ستَمضي، لكن لها دَين، من عمرِك ووقتِك وهمَّتِك، فاقضِها بالرِّضى، كي يهونَ عليكَ العُبور. تباركَ اسمُه، مستوٍ على عرشِه، يقدِّر ويدبِّر، يقدِّم ويؤخِّر، ييسِّرُ ويسيِّر، وأمرُ عبدِه عنده كلُّه خير. إليكَ أشكو سُخفَ دهري، ومُضيَّ عُمري سبَهللا، مشغولٌ فيما ينفَع، لكن أخشى ألَّا أنتفِع، وأن أُدركَ الدَّليل بوضوح، لكن بطريقةٍ ما أضيِّعه، ويجدُه غَيري. أنتَ خلقتَ نفسي بين جنبَيّ، وقدَّرت محياها، وقدَّرت مماتَها، وأنا أُشغَل بما بين ذلك، وسؤالِك لي عنه، ولعثمةَ الإجابةِ على أن تُنطَق. هنا ثِقلٌ وخفَّة، يأخذُني منكَ إلَيك، يخبرُني أن أغسلَ يديَ من النَّاس، وأن ليس لي غيرُ الله. أنا، يا ربّ، أحبُّك فعلًا، وأحبُّ كلَّ ما يدلُّني علَيك، حتَّى النَّملةُ في جُحرِها، والحوتُ في محيطِه، والطَّير في سمائِه، وجميع ما يهبُني طمأنينةَ المعيَّة، بأنَّ الله خالقُنا، وأنَّه معَنا، حيث كنَّا. سبحانَك؛ أنتَ يسَّرتَ للدَّابَّةِ الحدباء، في اللَّيلةِ الظَّلماء، رزقًا من حيث لم تحتسِب، يسِّر لي هناءَ عَيشي، ورغَدَ رزقي، وحظَّ أُنسي، ومُستراحَ روحي، ومطلعَ الشَّمسِ من قلبي. ـــــــــــــــــــــــــــــ عابدة أحمد كدور|

الإنسان الذي يراقب كلامه ومزاحه؛ الحريص على عدم أذية الناس به، ذلك الذي يُلَملِمُ جُمَلَهُ ويعطّرها ببشاشة وجهه.. هو إنسان عظيم في هذا الزمان، يهوّن عنا ثقل الدنيا. ـــــــــــــــــــــــ عابر | 🖋️ 📜

مازال العبد في خيرٍ مادام الإبتلاء رفيقه، فاذا مقت الله عبداً طبعَ على قلبه سمعِه وبصره.. فينساهُ الله جزاء تماديه في ظلمه لنفسه وضلاله، أما عباد الرحمن فيُبقي الحي قلوبهم حيّة نديّة بدموع الإبتلاءات.. وفي فقه الإبتلاء ينزل الابتلاء لغاية، في عمومها التقرب إلى الله، وفي خصوصها حكمة يخصّ الله بها عبده، كتلقينه الصبر أو الرضى أو الرحمة والعفو إلخ من المعاني والصفات التي لايكتمل الإيمان بقلبٍ إلا بها، ويكاد الابتلاء لايحل عن ظهر العبد وقلبه إلا بعد فقه الرسالة .. فاذا اشتد عليك البلاء كابده بكلام الله [سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا] ــــــــــــــــــــــــ عابر | 🖋️ 📜

للذَّنب وَقعٌ خَفِيٌّ على قلبك قد لا تنتبه له، تُكرّر الخطأ فيُكرَّر الوَقع، تَعلو فيَعلو، تهدأ فيهدأ، ويبقى يُرافقك «بالبركة» يأخذها منك على مهل، حتى تلحظ أنّه قتل همّتك، و قلّل إرادتك وأضعف قوّتك وسلب منك وقتك، ليَمُرّ عليك اليوم بساعة، ويضيق صدرك، وتشعر أنّ الكون قد سجن نفسه فيك. كلّ هذا لا يولد بلحظة، لا يأتيك فجأة، لا يجلس بين يديك وهو الغريب، بل يعرفك جيدًا، أتأك بالتراكم، بنسيان نفسك، وغفلة قلبك، واعتياد الفراغ، وأُلفة الخطأ، لترى ما دونه خطأ! تُريد «الأحسن» وتفعل «الأسوأ»! كيف تستقيم لك المعادلة! من أرادَ العُلو اعتلى، ومن أرادَ الغاية اجتهد، لذلك «أقِم تَقُم» • في قلبك هناك، يَعلو الوَقع ولا تسمع، فهلّا انتبهت. ــــــــــــــــــــــ قصي عاصم