cookie

Sizning foydalanuvchi tajribangizni yaxshilash uchun cookie-lardan foydalanamiz. Barchasini qabul qiling», bosing, cookie-lardan foydalanilishiga rozilik bildirishingiz talab qilinadi.

avatar

⚖الميزان⚖

Reklama postlari
298
Obunachilar
Ma'lumot yo'q24 soatlar
-27 kunlar
-430 kunlar

Ma'lumot yuklanmoqda...

Obunachilar o'sish tezligi

Ma'lumot yuklanmoqda...

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.. وبعد فمع التقدير البالغ، والاعتزاز الكبير بهذه المؤتمرات السلفية العلمية الدعوية التي عقدت في بلادنا مؤخرا، كالمؤتمرات التي تنظمها كلية الشريعة بجامعة طرابلس، والمؤتمرات التي تنظمها هيئة الأوقاف في الغرب الليبي مع معهد بن زياد الطرابلسي، إلا أن هذه البلاد في هذه المرحلة الحساسة جدا من تاريخها، والتي يتدافع فيها الخير والشر أشد ما يكون التدافع، وبما تمر به من محن وفتن عظيمة على الدين والدنيا؛ لهي بأمس الحاجة إلى عقد مثل هذه المؤتمرات العلمية، ولكن لتتناول قضية هذه البلاد المحورية التي جعلتها على مفترق طرق خطير، إما أن تسير منه نحو إقامة دولة تعتز بدينها وتتحاكم إليه، ويتعاون أهلها على ما يحبه الله ويرضاه، وإما أن تستمر في السير في مستنقع المخططات الغربية وبعثتها، وما تدسه هذه البعثة من مكائد ودسائس، لن تصل بنا في نهاية المطاف إلا إلى تمزيق البلاد وتفريقها، وإثارة النعرات الجهوية والعرقية، لتتمكن الدول الكافرة من السيطرة على قرارها واقتصادها وأمنها، بل وحتى على عقائد أهلها وأخلاقهم. فتدرس هذه المؤتمرات ما توجبه الشريعة في مثل هذه الظروف الاستثنائية الحساسة، وتبحث في "من هم أهل الحل والعقد" في هذه البلاد، وما هي الآليات التطبيقية العملية التي يجب سلوكها لإقامة الحل الشرعي لإشكالية فراغ منصب الولاية الكبرى، بعيدا عن الأمم المتحدة وبعثتها، وبعيدا عن الأفكار الديمقراطية ودعاتها وأتباعها .. وهذه الآليات ليست بالأمر الصعب، بل الأمر أقرب مما يتصوره كثير منا، إذا وجد رجال صادقون يتبنون هذا الواجب الشرعي العظيم، الذي هو فرض الوقت على كثير من أبناء الدعوة السلفية في هذه البلاد لو كانوا يتذكرون. وإن عقد مثل هذه المؤتمرات سيحقق واجب الدعوة إلى دين الله وشرعه في هذه المسألة الخطيرة، لتقابل هذه الدعوة تلك الدعوات الديمقراطية التي ما أنزل الله بها من سلطان، وتفضح كذلك من يتظاهر بالدعوة إلى دين الله والغيرة عليه، من أتباع أحزاب ما يسمى بالإسلام السياسي على اختلاف فرقهم وتوجهاتهم. كما أن هذه المؤتمرات ستذكر المسلمين في هذا البلد، بأن الحل لأزماتهم هو في امتثالهم لأحكام هذه الشريعة الإلهية الكاملة الصالحة المصلحة، وتطلب الهداية منها، وأن ما هو نازل بهم من هذه المحن والشدائد ما هو إلا أثر من آثار مخالفتهم لها. بيد أن أهم ما يجب أن تحققه هذه المؤتمرات هو الوصول إلى الآليات العملية التي تحقق هذا الأمر الشرعي - وهي متاحة بفضل الله - ، والتي يجب أن تراعي خصوصية هذا البلد، وخصوصية الظرف الذي تمر به، فتوازن بين الواقع والمأمول للوصول إلى خطة رشد تجتمع فيها كلمة هذه البلد بأقاليمه الثلاثة، ويحفظ بها دينه وسيادته وأمنه واستقراره وجميع مقدراته، وتكون كلمة الله فيها هي العليا.
Hammasini ko'rsatish...
أما العامة فواجبهم في مثل هذا الوضع الخاص، هو اعتزال الفرق كلها، حتى يجتمع أهل الحل والعقد على إمام، فإذا اجتمعوا؛ وجب عليهم بيعته وطاعته في غير معصية الله، فيما استطاعوا، وحرم عليهم الخروج عليه، وإذا ندبهم لقتال الخارج عن جماعة المسلمين وجب عليهم القتال معه بحسب الاستطاعة، إذا استنفذت محاولة الإصلاح، كما قال تعالى: ( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) . كما أنه إذا بايع أهل الحل والعقد إماما بيعة شرعية لا ديمقراطية، ثم لم يقدروا على تنصيبه إلا بالاضطرار إلى هذه الطرق الديمقراطية بسبب فرض الكفرة لها، وعجز المسلمين عن رد ما يلزمونهم به منها، فقد أفتى بعض العلماء بجواز المشاركة في مثل هذه العمليات الديمقراطية من باب الضرورة، ولا شك أن الدخول في هذه الضرورة بعد عقد البيعة الشرعية يجعل الأمر أكثر وضوحا بحيث يدخل فيه المؤمن على بينة من دينه وأمره، أما القول بالدخول في هذه العمليات الديمقراطية قبل حصول هذه البيعة الشرعية فهو صعب جدا، وهو مسلك مظلم موحش، وإن قال به من قال من العلماء. فهذا هو الحكم في هذا الوضع الخاص فيما يظهر لي والله أعلم، ومن كان له علم يدل على غير هذا فليسعف به، فإن حال المسلمين في هذا البلد، وما آل إليه من فساد، لم يعد خافيا على أحد، وإن كانوا هم أنفسهم لا يشعرون بخطورة ما هم عليه، لما أصابهم من تبلد الإحساس، وفقدان البصيرة، والتخبط في العماية التي - لا سمح الله - قد تلقي بهم في هوة سحيقة من الاقتتال والحرب الأهلية التي لا يعلم منتهاها إلا الله. وحتى من يعتقد أن من في الشرق، أو من في الغرب هم الولاة الشرعيون، لا يستطيع أن ينكر حالة الانقسام الكبير الواقع بين الإقليمين، وما أدى ويؤدي إليه من أضرار وخيمة على الدين والدنيا في هذا البلد مما لا يمكن حصره هنا، وليس تسلط الكفرة على هذا البلد، وتدخلهم السافر في شؤونه استغلالا لحالة الانقسام هذه إلا واحدا فقط من أضرار هذا الانقسام، وإذا كان كذلك، فالواجب في مثل هذه الحال هو الدعوة إلى الصلح بين أطراف هذا الانقسام، كما قال تعالى: ( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ). الحجرات (9). وسبيل الصلح الشرعي يكون أولا بتشاور أهل الحل والعقد لعقد إمامة شرعية للأكفأ والأقدر على توليها، ثم قد يدخل في هذا الصلح ما يتفرع عن ذلك من القضايا، كأخذ الضمانات لجميع الأطراف، والتوصل إلى خطة عادلة في طريقة تولي من يختارونه، إلى غير ذلك من القضايا التي تدعم هذا الصلح الشرعي وتفعله وترسخه وتقويه. أما السعي في الصلح عن طريق الديمقراطية وطريق الأمم المتحدة ولجانها فهو ركض خلف سراب، وهو فوق ذلك مما لا يقره الإسلام ولا يرضاه المؤمنون. ثم من يقر بالولاية الشرعية لهذا الطرف أو ذاك، لا يقر بها بناء على بيعة شرعية صحيحة، بل غاية أمره أن يدعي هذه الولاية بالغلبة واستتباب الأمر لمن يؤيده، ومع مخالفة هذا للواقع، فإن هذا لا يمنع من السعي في عقد بيعة شرعية على كتاب الله وسنة رسوله، لا سيما وأن هذه البيعة هي التي ستسهم في الصلح بين الأطراف، وحل هذا الانقسام، كما وقع من الصلح بين معاوية والحسن بن علي رضي الله عنهما، مع أن الحسن بويع بالخلافة من قبل أنصاره قبل الصلح، ومع ذلك فقد تنازل عنها حقنا للدماء وإصلاح بين المسلمين، فصار الأمر إلى معاوية على رضا وتوافق من المسلمين، وسمي ذلك العام عام الجماعة. وبهذا يتبين أن الدعوة إلى عقد البيعة الشرعية على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هي الأساس لإصلاح الأوضاع في ليبيا في كل الأحوال، وعلى جميع التقديرات، سواء قيل بشغور منصب الولاية الكبرى وهو الصحيح، أو قيل بولاية هذا الطرف أو ذاك. وإذا كان الحكم كذلك، فمما لا يخفى على عاقل، أن الأحكام الشرعية لا تسري في الهواء، ولكن يحملها المكلفون، ونحن في زمن غربة وتأخر، قد انطمست فيه كثير من معالم هذا الشرع المطهر، وعطلت كثير من أحكامه، في كثير من ديار المسلمين، وهذا هو سبب ذلنا، وتسلط الأمم الكافرة وتكالبها علينا فإذا لم يحمل السلفيون هذا الحكم، وأضاعوه كما أضاعوا غيره من أحكام الله، فمن سيحمله بعدهم، وكيف يصلح الله أحوال هذا البلد، بعدما أضاعوا شرعه، وضيعوا أمره، والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
Hammasini ko'rsatish...
إن الرائد لا يكذب أهله، والسلفيون هم الرواد لقومهم اليوم في ليبيا، فعليهم أن يحملوا هذا الحكم، ويسعوا جاهدين لتبليغه لأهل الحل والعقد ولعموم المسلمين في هذا البلد، فإذا خانوا هذه الأمانة، وتقاعسوا فيها، فسيكونون هم أول من يجني حصاد هذه الخيانة، وقد يزول بسببها هذا الظهور للسلفية الذي استبشرنا به أول الأمر، ويعود السلفيون من حيث بدأوا، وحيث كانوا، سنة الله فيمن ضيع أمره، ولن تجد لسنة الله تبديلا، وأخشى أن يأتي يوم نقول فيه ما قال الشاعر: ﺑﺬﻟﺖ ﻟﻬﻢ ﻧُﺼﺤﻲ ﺑِﻤُﻨﻌﺮَﺝِ ﺍﻟﻠِّﻮﻯ ... ﻓﻠﻢ ﻳَﺴﺘﺒﻴﻨﻮﺍ ﺍﻟﻨﺼﺢَ ﺇﻻ ﺿُﺤﻰ ﺍﻟﻐَﺪِ ولقد ترددت في نشر هذه الرسالة، ثم استخرت الله، وعزمت على بعثها لعلها تجد من يفهمها، وأرجو من الله أن تصل إلى السلفيين الغيورين على دينهم ووطنهم، الذين لهم قدرة على التأثير في السلفيين وفي عموم المسلمين في هذا البلد، ولو بالوعظ والإرشاد والتوجيه، والذين يقدرون على التواصل مع أهل الحل والعقد، فهؤلاء قد يتعين عليهم حمل الحكم الذي سبقت الإشارة إليه، ودعوة الناس إليه. وقيامهم به هو من تبليغ دين الله وهي وظيفة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم، كما أن قيامهم به هو من شكر نعمة الله، أن جعل في أيديهم ما كانوا به من أهل الأعمال والتكاليف الخاصة التي يشرف الله بها من شاء من عباده: لقد هيأوك لأمر عظيم لو فطنت له لم ترع مع الهمل. فمن قام بهذا التكليف الخاص، مخلصا فيه لربه، متوكلا عليه وحده في القيام به، طالبا به وجهه سبحانه وتعالى، فليبشر بالتمكين في الدنيا، وبالأجور العظيمة والثواب الجزيل من الله ذي الفضل العظيم في الآخرة ويوشك أن يصان هذا البلد، ويحفظ دينه، وتحفظ كرامته وسيادته واستقلاله بفضل الله، إذا انتدب من السلفيين ومن غيرهم من يقوم بهذا الواجب العظيم، الذي فيه ظهور الإسلام وعز المسلمين. فاللهم يا قوي يا عزيز يا ذا الجلال والإكرام أبرم لنا في هذا البلد أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك، ويحكم فيه بكتابك وسنة نبيك، إنك أنت القوي المتين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. ---------------------------------------------------------- ١-الأحكام السلطانية للماوردي رحمه الله. ٢-السياسة الشرعية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله. ٣-رسالة تحكيم القوانين للعلامة محمد بن إبراهيم رحمه الله.
Hammasini ko'rsatish...
فالوضع في ليبيا وضع خاص، ولابد أن يكون لهذا الوضع الخاص حكم في الشرع، ومن الممتنع أن لا يكون لله في هذا الوضع حكم على عباده، هذا ما لا يمكن أن يكون أبدا. وإذا كان كذلك، فالوضع في ليبيا يدل على شغور منصب الولاية الكبرى، وعدم استتباب الأمر فيها لحاكم يسري أمره في عموم البلاد كلها، ومن يتصرف في البلاد اليوم هي الأحزاب والأجسام المتصارعة التي أنتجها الفكر الديمقراطي، وشرعنها الغرب عبر الأمم المتحدة، لترسخ سلطة هذه المنظمة في هذا البلد المسلم عبر اتفاقات سياسية، وحكومات هزيلة، ليس لها من الولاية الشرعية أدنى نصيب، ولذلك تجد الغرب وهذه المنظمة الصهيونية الماسونية المسماة بالأمم المتحدة لا يعترفون بأي جسم من هذه الأجسام اعترافا كليا، بل يعترفون بها كأطراف صراع، وأمراء حرب لا أكثر، فهم مثلا يعترفون بمجلس النواب، ثم لا يعترفون بالحكومة المنبثقة عنه ولا بالقرارات والقوانين الصادرة عنه، ويعترفون بحكومة موازية هم من أنشأها باتفاق سياسي مشبوه، ومع ذلك فحتى هذه الحكومة لا يعترفون لها بالصلاحية المطلقة وحقها في امتلاك قرارها، وإذا كان الأمر كذلك؛ فلا يوجد جسم من هذه الأجسام يصح أن يكون وليا شرعيا تنطبق عليه شروط الولاية الشرعية، أما شرعية الأمم المتحدة والشرعية الديمقراطية فليس لهما أي قيمة في دين الله، ولا يجوز أن يرفع المسلم بهما رأسا إذا لم تتوافق مع شريعة الإسلام وكلمة الله العليا، والإسلام أعز وأرفع وأعلى من أن يحكم بهذه الطرق الشيطانية التي ما أنزل الله بها من سلطان. وواجبنا أن نعتز بهذا الإسلام ونسعى في تطبيق أحكامه وإظهارها إذا كنا حقا من المؤمنين به. ومن منة الله على هذا البلد أن أكثر أهلها لا يزالون على الفطرة الإسلامية، لم تحرفهم الدعوات الديمقراطية، ولم تؤثر فيهم المناهج الأرضية المستوردة من الغرب والشرق، وهذه الأكثرية من زعماء القبائل والفعاليات الاجتماعية، وقيادات الجيش، وطلبة العلم والدعاة، هم الذين بيدهم السلطة الحقيقية على الأرض، وهم أهل الحل والعقد. وعليه فإن الحكم الشرعي في مثل هذا الوضع الخاص، يوجب على أهل الحل والعقد العمل الحثيث على تنصيب إمام واحد ينفذ أمره في عموم البلاد من أقصاها إلى أقصاها، وعلى الخاص والعام من أهلها، وذلك بعقد بيعة شرعية للأقدر من أهل هذه البلاد على تولي الحكم فيها، والسعي في تمكينه من تقلد هذا الأمر بحسب قدرتهم واستطاعتهم، ولو استلزم ذلك جهاد من يخرج عن كلمتهم، بعد استفراغ الوسع في نصحه، والصلح معه. فإذا لم يفعل أهل الحل والعقد ذلك أثموا جميعا، كما هو معلوم مقرر. وتأثيم أهل الحل والعقد إذا لم يقوموا بهذا الواجب العظيم يدفع المسلم الحريص في هذه البلاد أن يتعرف من هم أهل الحل والعقد، حتى لا يلحقه الإثم وهو لا يشعر، وحتى لا يتحمل وزر المستضعفين من الرجال والنساء والولدان في هذا البلد، الذين أصبحوا يفتنون في دينهم ودنياهم، بسبب ضياع الإمامة الشرعية، وانفراط عقد الجماعة المسلمة، وخضوع المسلمين في هذا البلد واستكانتهم لإملاءات الكفرة وشرائعهم التي يلزموننا بها، ويتحمل كذلك وزر ما يصيب هذا البلد المسلم ودينه وأهله من فتن ومصائب كان يمكن دفعها بإذن الله إذا قام أهل الحل والعقد بما يجب عليهم ديانة لله عز وجل. وفي هذا المقال المقتضب قد نتجاوز التعريف بمن هم أهل الحل والعقد، لنقول إنه ينبغي على كل من له جاه أو سلطة دينية أو اجتماعية أو مادية مهما كانت محدودة أن يسعى في تحقيق هذا الواجب العظيم، وبذل ما في وسعه لإقامة هذه الشعيرة العظيمة التي لما عطلها المسلمون ذلوا وتسلط عليهم الكفرة وأذنابهم، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال: من مات وليس في عنقه بيعة، مات ميتة جاهلية، فإنه إذا عدم الإمام الذي تجب له البيعة، فإن الواجب السعي في تنصيبه كل بحسب استطاعته، فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. ويجب أن نؤكد هنا أن الدعوة السلفية بما لها من ثقل في هذا البلد، هم من أهل الحل والعقد، لا شك ولا ريب في هذا، فلو اجتمع وجهاؤها وأصحاب الرأي فيها مع قادة الجيش وزعماء القبائل على أمير يبايعونه على سنة الله ورسوله واليا على أهل هذه البلاد كلها، وعلى السمع والطاعة في غير معصية الله، صار هذا الحاكم واليا شرعيا، شاء من شاء وأبى من أبى، وإن رغمت أنوف أهل البدع، وأهل النفاق، ومن خلفهم قوى الشر والكفر في الغرب أو الشرق، فإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، ولكن المنافقين لا يعلمون فيجب على السلفيين وعلى كل مسلم في هذا البلد أن يعتزوا بدين الله وبشعائر هذا الدين، وأن يظهروها ويعلنوا بها، ولا يستخفوا بها، لا سيما هذه الشعيرة العظيمة التي هي من أصول هذا الدين، ألا وهي البيعة وما ينبني عليها من قيام الإمامة التي هي خلافة النبوة في حراسة الدين والدنيا، وبها يحفظ كيان الجماعة المسلمة ودينها وأمنها واستقرارها وسيادتها وكرامتها
Hammasini ko'rsatish...
والمقصود هنا هو وجوب وجود هذه الدعوة من طلبة العلم، والجهاد بالكلمة والبيان فيها، والصبر عليها، ومناقضة الدعوات الديمقراطية بها، فلا يخفى على أحد منهم أن الديمقراطية كفر، وإذا وجد من يدعو إلى هذا الكفر بين أظهر المسلمين، فلابد أن يوجد من يدعو إلى نقض هذا الكفر بالدعوة إلى حكم شريعة الله في هذا الأمر الذي يدعو من يدعو فيه إلى حكم الديمقراطية. وهذا من إظهار الدين، والإعلان بشرائعه، وهو واجب على المسلمين؛ أن يظهروا دينهم ويقابلوا به دعوات الكفر والشرك والإلحاد، وهو كذلك من مقتضيات الإيمان ولوازمه التي لا يتم الإيمان إلا بها، كما قال تعالى: ( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) النساء (65). "فنفى الإيمان عمن لم يحكموا النبي صلى الله عليه وسلم فيما شجر بينهم؛ نفيا مؤكدا بتكرار أداة النفي وبالقسم، ثم لم يكتف تعالى وتقدس منهم بمجرد التحكيم للرسول حتى يضيفوا إلى ذلك عدم وجود شيء من الحرج في نفوسهم، والحرج: الضيق، بل لابد من اتساع صدورهم لذلك وسلامتها من القلق والاضطراب، ولم يكتف تعالى أيضا هنا بهذين الأمرين، حتى يضموا إليهما التسليم: وهو كمال الانقياد لحكمه صلى الله عليه وسلم والتسليم المطلق لأوامره"٣. ولا يخفى أن هذا التحاكم لا يحصل إلا بوجود الدعوة إليه، فثبت بهذا أن هذه الدعوة من مقتضيات الإيمان أيضا، وعدم وجودها نقص عظيم في الإيمان. وهذا الداعي إلى حكم الله في هذا الأمر المخصوص؛ ينبغي أن لا تكون دعوته نظرية فقط، بل لابد أن يقرن القول بالفعل، وأن يجتهد في الأخذ بالأسباب المحققة لذلك، ما يبين أن دين الله صالح لكل زمان ومكان، وأن شرائعه هي التي تحقق مصالح العباد الدينية والدنيوية. وتحت هذه الجملة تفاصيل يجب أن يتشاور فيها الدعاة وطلبة العلم ليصلوا إلى أقرب الطرق وأقصدها وأقومها بهذا الأمر العظيم، وإن كان الغرض الأهم هو وجود هذه الدعوة، أما استجابة الناس لها من عدمها، فلا يكلفهم الله به إذا قاموا بما يجب عليهم القيام الأمثل، مع التوكل على الله فيه والضراعة إليه، وإحسان الظن به سبحانه، والصبر على ذلك، فإذا فعلوا ذلك فهم موعودون بالنصر يقينا، كما قال عز شأنه:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ). محمد (7) يقول العلامة السعدي رحمه الله في تفسيره: هذا أمر منه تعالى للمؤمنين، أن ينصروا الله بالقيام بدينه، والدعوة إليه، وجهاد أعدائه، والقصد بذلك وجه الله، فإنهم إذا فعلوا ذلك، نصرهم الله وثبت أقدامهم، أي: يربط على قلوبهم بالصبر والطمأنينة والثبات، ويصبر أجسامهم على ذلك، ويعينهم على أعدائهم، فهذا وعد من كريم صادق الوعد، أن الذي ينصره بالأقوال والأفعال سينصره مولاه، وييسر له أسباب النصر، من الثبات وغيره. انتهى ثم إن من أعظم ثمار هذه الدعوة وغاياتها الجليلة، أن تكون فرقانا عظيما بين من يدعو إلى الله حقا، وإلى حكمه وحكم رسوله، ممن يدعو إلى البدع والضلالات ممن أشعلوا هذه الفتنة أولا واستمروا في النفخ فيها إلى الآن، وليهلك من هلك عن بينة، ويحي من حيي عن بينة، سنة الله في استمرار تلاحم المعسكرين، وتلاقي الصفين: صف أولياء الله وحزبه وأنصار دينه، الذين يدعون إلى حكمه وحكم رسوله، وصف أولياء الشيطان وحزبه وأنصاره وأشياعه ممن يدعون إلى حكم الطواغيت كطاغوت الديمقراطية وغيره. هذا، ومما يجب التأكيد عليه هنا، أن هذا الكلام ليس إنكارا لإمرة من تأمر سواء في الشرق أو في الغرب، وهذه الإمرة خير من الفوضى العامة، ولذا ينبغي على المسلمين التعاون مع هؤلاء الأمراء فيما فيه مصلحة للمسلمين، كل في دائرة إمرته وسيطرته، ولكن ادعاء أن هذا أو ذاك هو ولي الأمر الشرعي على القطر كله، وأنه هو الذي تجب له السمع والطاعة في المنشط والمكره، وفي السلم وفي الحرب، وهو الذي يقاتل معه، وما إلى ذلك من خصائص الولاية العامة؛ هذا الادعاء ادعاء كاذب من الطرفين، لا يصدقه الشرع ولا الواقع، بل بعض هذه الولايات مبني على حكم الديمقراطية فقط، ومن المؤسف أن بعض العلماء رحمهم الله تعالى قرر أن المنتخب بطريقة ديمقراطية يصير إماما شرعيا ولو لم تتحقق فيه أسباب الولاية الشرعية، وهذا باطل من القول وزورا. أما الولاية الشرعية فإنها تتحقق بثلاثة طرق، إما بتغلبه واستتباب الأمر له، وهذا غير واقع في ليبيا لا من هذا الطرف ولا من الطرف الآخر، وإما بعهد من سبق، وهذا أبعد من الأول، ولا يقدر أن يدعيه أحد من هذه الأطراف، وإما ببيعة أهل الحل والعقد بيعة شرعية صحيحة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا أبعد الأمور عن الأطراف كلها، وهو ما نحن بصدده، وهو الذي يجب أن يقوم بالدعوة إليه الدعاة إلى دين الله من أهل المنهج الحق، لا سيما وأنه صار لهم ظهور بين الناس، ولهم حضورهم الاجتماعي والإعلامي الكبير في ليبيا.
Hammasini ko'rsatish...
هم ليسوا من أهل الحل والعقد، وليس لهم السلطة على الأرض، إلا ما توهمهم به الأمم المتحدة ولجانها. ثم يجلس أهل الحل والعقد من قادة الجيش والتشكيلات العسكرية، وزعماء القبائل والفعاليات الاجتماعية، وكذلك المشايخ والدعاة وخطباء المساجد وأئمتها؛ يجلسون مكتوفي الأيدي ينتظرون الأمم المتحدة وشركاءها الدوليين والمحليين، أن تنصب لهم إماما يرعى مصالح دينهم ودنياهم!! فإن سألت عن سبب تضييع أهل العقد والحل لهذا الواجب العظيم، فإن أول أسباب ذلك هو عدم وجود من يدعو إلى دين الله في هذه الجزئية العظيمة، مع أن الدعوة إلى ذلك من فروض الكفايات التي قد لا تقتصر على الدعاة في هذا البلد، بل قد تلحق غيرهم من علماء الأقطار الإسلامية الأخرى ممن لهم قدرة على الاشتراك في حمل هذا الواجب العظيم، وذلك بتقرير الأحكام الشرعية والتذكير بها، وحث أهل الحق على الجد والاجتهاد في الدعوة إلى هذا الواجب الخاص، والفريضة المتعينة في هذا الزمن المخصوص على أهل الحل والعقد من الليبين. ومن البراهين على هذا التضييع؛ أنك تجد أهل الحل والعقد من الفعاليات الاجتماعية، ومن الدعاة وطلبة العلم أيضا يدعون إلى أمور أخرى أقل شأنا من هذا الأمر العظيم، كالصلح بين متخاصمين، أو التوسط في نزاعات، أو الشفاعة لإيصال بعض الحقوق لأطراف عامة وخاصة، وكل هذا مما يحمدون عليه إذا لم يكن فيه إقرار لمحرم أو دعوة إليه، وهو مما يدل على أن لهم قدرة وشيئا من الأمر الذي يتمكنون من خلاله من الدعوة إلى ذلك الأمر والفرض العظيم، وهو أوجب عليهم وآكد من هذه الأمور الخاصة، ومع ذلك لا تجد من يقوم بذلك على وجهه الصحيح، لا من الدعاة وطلبة العلم، ولا من الوجهاء والقادة الاجتماعيين، وإن كنا قد نعذر الوجهاء لغياب العلم بهذا الواجب الخاص عن أذهانهم، وعدم اهتدائهم إلى طريق تحقيقه، لكن ما هو عذر طلبة العلم؟! والله يقول: ( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ). آل عمران (104). ويقول عز وجل: ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ ۗ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ )( وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ). هود (116/ 117) ويقول سبحانه وتعالى: ( وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ). آل عمران (139) ويقول في الآية الأخرى: ( فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ). محمد (35) يقول العلامة السعدي رحمه الله في التفسير: { فَلَا تَهِنُوا } أي: لا تضعفوا عن قتال عدوكم، ويستولي عليكم الخوف، بل اصبروا واثبتوا، ووطنوا أنفسكم على القتال والجلاد، طلبا لمرضاة ربكم، ونصحا للإسلام، وإغضابا للشيطان. ولا تدعوا إلى المسالمة والمتاركة بينكم وبين أعدائكم، طلبا للراحة، { و } الحال أنكم { أنتم الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ } أي: ينقصكم { أَعْمَالُكُم } فهذه الأمور الثلاثة، كل منها مقتض للصبر وعدم الوهن كونهم الأعلين، أي: قد توفرت لهم أسباب النصر، ووعدوا من الله بالوعد الصادق، فإن الإنسان، لا يهن إلا إذا كان أذل من غيره وأضعف عددا، وعددا، وقوة داخلية وخارجية. الثاني: أن الله معهم، فإنهم مؤمنون، والله مع المؤمنين، بالعون، والنصر، والتأييد، وذلك موجب لقوة قلوبهم، وإقدامهم على عدوهم. الثالث: أن الله لا ينقصهم من أعمالهم شيئا، بل سيوفيهم أجورهم، ويزيدهم من فضله، خصوصا عبادة الجهاد، فإن النفقة تضاعف فيه، إلى سبع مائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، وقال تعالى: { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } فإذا عرف الإنسان أن الله تعالى لا يضيع عمله وجهاده، أوجب له ذلك النشاط، وبذل الجهد فيما يترتب عليه الأجر والثواب، فكيف إذا اجتمعت هذه الأمور الثلاثة فإن ذلك يوجب النشاط التام، فهذا من ترغيب الله لعباده، وتنشيطهم، وتقوية أنفسهم على ما فيه صلاحهم وفلاحهم. انتهى
Hammasini ko'rsatish...
كارثة درنة أمام كوارث لا حصر لها!! [الإعلام بالنازلة الليبية وما تستلزمه من أحكام] بسم الله الرحمن الرحيم "الحمد لله الذي أوضح لنا معالم الدين، ومنّ علينا بالكتاب المبين، وشرع لنا من الأحكام، وفصل لنا من الحلال والحرام ماجعله على الدنيا حكما تقررت به مصالح الخلق، وثبتت به قواعد الحق، ووكل إلى ولاة الأمور ماأحسن فيه التقدير، وأحكم به التدبير، فله الحمد على ماقدر ودبر، وصلوته وسلامه على رسوله الذي صدع بأمره، وقام بحقه محمد النبي وعلى آله وصحابته"١. "الحمد لله الذي أرسل رسله بالبينات والهدى، وأنزل معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط، وأنزل الحديد فيه بأس شديد، ومنافع للناس، وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز، وختمهم بمحمد صلي الله عليه وسلم، الذي أرسله بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله، وأيده بالسلطان النصير، الجامع معنى العلم والقلم للهداية والحجة، ومعنى القدرة والسيف للنصرة والتعزير"٢. الحمد لله أولا وآخرا، ظاهرا وباطنا، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. أما بعد، فإنه لا يصيب المسلمين أعظم من ضياع شيء من أحكام دينهم، أما المصائب القدرية فمع كونها حصاد ما يضيع المسلمون من دينهم، فإن أهل الإيمان فيها بين مصاب عليه الصبر وله الأجر، ومعافا عليه الشكر والاعتبار، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: عجبا لأمر المؤمن، إنّ أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له."رواه مسلم" وإن المتأمل في حال الفزع والحزن الذي أصاب الليبين جميعا بعد تلك الكارثة التي حلت بمدينة درنة - جبر الله مصاب أهلها ورحم من مات منهم -، وشدة التألم لها الذي عم أهل الإسلام حتى خارج الديار الليبية، مع اغتباطه وارتياحه لهذا الشعور الذي يدل على قوة الرابطة بين المسلمين، وأنهم إن شاء الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "كالجسد الواحد" إلا أنه إذا نظر إليه من منظور آخر، أدرك أن أكثر المسلمين لا يستشعرون نوعا من المصائب النازلة بهم طرا، والمترادفة عليهم تترا، وإن شعر بعضهم فإنه لا يتألم لها إلا قليلا، فضلا عن أن يسعى في رفعها وإعادة إعمار ما تخلفه من دمار في عقائد المسلمين وأخلاقهم وجميع شؤون حياتهم واقعا ومستقبلا. وهذا النوع من المصائب هو المصائب الناتجة عن ضياع أحكام دينهم، مهما كان حجم هذا الضياع، ومهما كان الجانب الذي ضاعت منه تلك الأحكام، فإن أقل حكم يضيعه المسلمون أعظم في المصيبة من هذا السيل العرم. فكيف ونحن في زمان تكاد ترفع فيه أحكام الإسلام جملة إلا ما شاء الله!! .. فهل بعد هذا المصاب مصاب، وهل بعد هذه الكارثة كارثة، ولكن ما لجرح بميت إيلام. وهذا مما يفاقم الأمر، ويزيد الخطر، أن المسلمين لا يشعرون بهذه المصائب، ولا يعتبرون بالمصائب القدرية، فتكون واعظا ومذكرا لهم بتلك المصائب، فيرجعوا وينيبوا إلى الله، ويتضرعوا إليه أن يمنّ عليهم بتوبة نصوح يصلحون بها ما أفسدوا بتلك المصائب الشرعية فيرفع الله عنهم ما حل ويحل بهم من المصائب القدرية مما هو شيء يسير مما كسبته أيدهم، كما قال تعالى:( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ) الشورى (30). هذا؛ وإن مما لا شك فيه أن المؤمنين يؤمنون بأن دينهم صالح ومصلح لكل زمان ومكان، وكذلك مما يؤمن به المؤمنون أيضا أن كل ما يصيبهم من شرور، وما يحل بهم من مصائب فهو بما كسبت أيديهم، ومن عدم حفظهم لأوامر الله وتضييعهم لحدوده، كما قال تعالى:( مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ ۚ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا ۚ) وقال تعالى: ( أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ). آل عمران (165) فهاتان القضيتان مما يؤمن به كل مؤمن من حيث الجملة، ولكن في أحايين كثيرة لا يهتدي كثير من المسلمين إلى تفاصيل هاتين الجملتين في أعيان الحوادث، وخواص المسائل النازلة بهم، فلا يدركون المأخذ الذي أتتهم المصيبة من قبله، ولا المسلك الذي ترتفع به عنهم هذه المصيبة بإذن الله، ثم إن أدرك بعضهم ذلك لم ينشط لسلوكه، والعمل به، وذلك لضعف الإيمان، وقلة الصبر، ونقص اليقين والتوكل على الله، مع أدواء وأمراض أخرى. فالواقع في ليبيا مثلا من هذه الأزمة المستمرة، والفتنة المتتابعة، سببه الأساس هو تضييع أهل الحل والعقد لما أوجبه الله عليهم من ضرورة نصب إمام للناس تقوم به مصالح دينهم ودنياهم، وتفويضهم هذا الأمر العظيم الذي جعله الله في أعناقهم، إما إلى الأمم المتحدة الكافرة، ولجانها وآلياتها الديمقراطية، وإما إلى شرذمة من السياسيين المغامرين من سفهاء الأحلام، ومن الأحزاب البدعية الضالة، الذين
Hammasini ko'rsatish...
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.. وبعد فمع التقدير البالغ، والاعتزاز الكبير بهذه المؤتمرات السلفية العلمية الدعوية التي عقدت في بلادنا مؤخرا، كالمؤتمرات التي تنظمها كلية الشريعة بجامعة طرابلس، والمؤتمرات التي تنظمها هيئة الأوقاف في الغرب الليبي مع معهد بن زياد الطرابلسي، إلا أن هذه البلاد في هذه المرحلة الحساسة جدا من تاريخها، والتي يتدافع فيها الخير والشر أشد ما يكون التدافع، وبما تمر به من محن وفتن عظيمة على الدين والدنيا؛ لهي بأمس الحاجة إلى عقد مثل هذه المؤتمرات العلمية، ولكن لتتناول قضية هذه البلاد المحورية التي جعلتها على مفترق طرق خطير، إما أن تسير منه نحو إقامة دولة تعتز بدينها وتتحاكم إليه، ويتعاون أهلها على ما يحبه الله ويرضاه، وإما أن تستمر في السير في مستنقع المخططات الغربية وبعثتها، وما تدسه هذه البعثة من مكائد ودسائس، لن تصل بنا في نهاية المطاف إلا إلى تمزيق البلاد وتفريقها، وإثارة النعرات الجهوية والعرقية، لتتمكن الدول الكافرة من السيطرة على قرارها واقتصادها وأمنها، بل وحتى على عقائد أهلها وأخلاقهم. فتدرس هذه المؤتمرات ما توجبه الشريعة في مثل هذه الظروف الاستثنائية الحساسة، وتبحث في "من هم أهل الحل والعقد" في هذه البلاد، وما هي الآليات التطبيقية العملية التي يجب سلوكها لإقامة الحل الشرعي لإشكالية فراغ منصب الولاية الكبرى، بعيدا عن الأمم المتحدة وبعثتها، وبعيدا عن الأفكار الديمقراطية ودعاتها وأتباعها .. وهذه الآليات ليست بالأمر الصعب، بل الأمر أقرب مما يتصوره كثير منا، إذا وجد رجال صادقون يتبنون هذا الواجب الشرعي العظيم، الذي هو فرض الوقت على كثير من أبناء الدعوة السلفية في هذه البلاد لو كانوا يتذكرون. وإن عقد مثل هذه المؤتمرات سيحقق واجب الدعوة إلى دين الله وشرعه في هذه المسألة الخطيرة، لتقابل هذه الدعوة تلك الدعوات الديمقراطية التي ما أنزل الله بها من سلطان، وتفضح كذلك من يتظاهر بالدعوة إلى دين الله والغيرة عليه، من أتباع أحزاب ما يسمى بالإسلام السياسي على اختلاف فرقهم وتوجهاتهم. كما أن هذه المؤتمرات ستذكر المسلمين في هذا البلد، بأن الحل لأزماتهم هو في امتثالهم لأحكام هذه الشريعة الإلهية الكاملة الصالحة المصلحة، وتطلب الهداية منها، وأن ما هو نازل بهم من هذه المحن والشدائد ما هو إلا أثر من آثار مخالفتهم لها. بيد أن أهم ما يجب أن تحققه هذه المؤتمرات هو الوصول إلى الآليات العملية التي تحقق هذا الأمر الشرعي - وهي متاحة بفضل الله - ، والتي يجب أن تراعي خصوصية هذا البلد، وخصوصية الظرف الذي تمر به، فتوازن بين الواقع والمأمول للوصول إلى خطة رشد تجتمع فيها كلمة هذه البلد بأقاليمه الثلاثة، ويحفظ بها دينه وسيادته وأمنه واستقراره وجميع مقدراته، وتكون كلمة الله فيها هي العليا.
Hammasini ko'rsatish...
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد ففي خطبة الجمعة حيث صلينا اليوم تناول الخطيب في خطبته موضوع " الإيمان باليوم الآخر" وكانت خطبة جيدة، إلا أنه وقع في أخطاء، ترجع في أصلها إلى عدم ضبطه للفرق بين الإيمان الواجب ومطلق الإيمان، ومن أبرز تلك الأخطاء قوله إن عذاب القبر الذي يقع على المؤمنين منقطع وليس بدائم .. إلى غير تلك الأخطاء. ومن الأمور الحسنة التي انتهجها السلفيون في ليبيا بعد أن اعتلوا المنابر؛ اعتمادهم على خطب معدة من قبل علماء وطلبة علم، كخطب الشيخ علي الحدادي، والشيخ عبدالرزاق البدر، وغيرهما من الشيوخ والعلماء، فأصبح المستمع للخطبة وكأنه يسمعها من العلماء وطلبة العلم، وصرنا في أمن وأمان من ارتجالات عوام الخطباء وتخليطاتهم التي تجمع ألوانا من الضلال، والتي كنا نعاني منها في عهد الدولة السابقة. ولكن للأسف الشديد لما لم يعمل أكثر السلفيين ببعض أحكام الجرح والتعديل التي اجتهد فيها العلماء نصحا لدين الله وعباده، صار يدخل عليهم الخلل بسبب ذلك، لاعتمادهم على خطب لهؤلاء الجهلة المتعالمين الذين جرحهم العلماء، ويبدو أن هذه الخطبة التي وقعت فيها هذه الأخطاء هي لأحد هؤلاء والله أعلم. وقد غلب على ظني أنها لواحد منهم، لتشابه في الأسلوب، وقد هممت أن اراجع خطبه للتأكد من ذلك، ثم رأيت أن أعدل عن هذا، اكتفاء بإعادة نشر هذا المقال، ففيه بيان لتلك الأخطاء التي وقعت في الخطبة، نسأل الله أن يعلمنا ما جهلنا، ويبصرنا بالحق وأن يعيننا على قبوله، وأن يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم سبحانه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين.
Hammasini ko'rsatish...
ائر من المسلمين. 3-ومن المغالطات كذلك، قوله: (ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻗﺎﻝ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻥ ﻋﺬﺍﺏ ﻋﺼﺎﺓ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻣﻨﻘﻄﻊ). وهذا قول بلا حجة ولا برهان، وقد جاء في الأحاديث السالفة الذكر وصف من يعذبون في البرزخ بأنهم يعذبون "إلى يوم القيامة"، وفي الحديث الآخر "فلا يزال فيها معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك" وهذا كالنص في المسألة، ولا سبيل إلى رد مثل هذا النص، وقد جاء الوعيد بعذاب القبر على بعض الكبائر كأكل الربا والزنا والكذب وغيرها، كما في حديث سمرة السالف الذكر، وفي بعض ألفاظه: (فهو يفعل به ذلك إلى يوم القيامة)، وهذه ذنوب لا ترتبط بالكفر ولا تختص به، وكذلك الذي جر ثوبه خيلاء فخسف به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة، فهذا لا يختص بالكفر أيضا. هذا، ومن المعلوم أن عذاب عصاة المسلمين في قبورهم، إنما هو فتنة لهم، لتمحيصهم وتنقيتهم، وتخليصهم من الخبث، الذي لحقهم بسبب ذنوبهم ومرض قلوبهم، ليتمكنوا بعد ذلك من دخول الجنة، ومجاورة الطيبين، فإن الجنة لا يدخلها إلا طيب؛ ومن المعلوم أيضا أن هناك نارا في الآخرة، للعصاة من أهل الإسلام، يدخلها أهل الكبائر ممن لم يف عذاب القبر بتمحيصهم؛ فكيف يقال بانقطاع العذاب عن مثل هؤلاء؟!. أما ما جاء عن ابن القيم رحمه الله، وذكره الشيخ الفاضل في منشور آخر له، حيث قال: (ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺮﻭﺡ ‏( ﺹ : 89 ‏) ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ﻳﺴﻴﺮ : ﺍﻟْﻤَﺴْﺄَﻟَﺔ ﺍﻟﺮَّﺍﺑِﻌَﺔ ﻋﺸﺮَﺓ : ﻭَﻫِﻲ ﻗَﻮْﻟﻪ ﻋَﺬَﺍﺏ ﺍﻟْﻘَﺒْﺮ ﺩَﺍﺋِﻢ ﺃﻡ ﻣُﻨْﻘَﻄﻊ ؟ ﺟﻮﺍﺑﻬﺎ : ﺃَﻧﻪ ﻧَﻮْﻋَﺎﻥِ ؛ ﻧﻮﻉ ﺩَﺍﺋِﻢ ﺳﻮﻯ ﻣَﺎ ﻭﺭﺩ ﻓِﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟْﺄَﺣَﺎﺩِﻳﺚ ﺃَﻧﻪ ﻳُﺨَﻔﻒ ﻋَﻨْﻬُﻢ ﻣَﺎ ﺑَﻴﻦ ﺍﻟﻨﻔﺨﺘﻴﻦ ﻓَﺈِﺫﺍ ﻗَﺎﻣُﻮﺍ ﻣﻦ ﻗُﺒُﻮﺭﻫﻢ ﻗَﺎﻟُﻮﺍ } ﻳَﺎ ﻭﻳﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﺜﻨَﺎ ﻣﻦ ﻣﺮﻗﺪﻧﺎ .{ ﻭَﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺩَﻭَﺍﻣﻪ ﻗَﻮْﻟﻪ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ } ﺍﻟﻨَّﺎﺭ ﻳﻌﺮﺿﻮﻥ ﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ ﻏﺪﻭﺍ ﻭﻋﺸﻴﺎ { ﻭَﻳﺪﻝ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ... ﻣﺎ ... ﻓِﻲ ﺣَﺪِﻳﺚ ﺳَﻤُﺮَﺓ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺭَﻭَﺍﻩُ ﺍﻟﺒُﺨَﺎﺭِﻱّ ﻓِﻲ ﺭُﺅْﻳﺎ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲ ﻭَﻓِﻴﻪ ﻓَﻬُﻮَ ﻳﻔﻌﻞ ﺑِﻪِ ﺫَﻟِﻚ ﺇِﻟَﻰ ﻳَﻮْﻡ ﺍﻟْﻘِﻴَﺎﻣَﺔ . ﻭَﻓِﻲ ﺣَﺪِﻳﺚ ﺍﺑْﻦ ﻋَﺒَّﺎﺱ ﻓِﻲ ﻗﺼَّﺔ ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺗﻴﻦ ﻟَﻌَﻠَّﻪ ﻳُﺨَﻔﻒ ﻋَﻨْﻬُﻤَﺎ ﻣَﺎ ﻟﻢ ﺗﻴﺒﺴﺎ ﻓَﺠﻌﻞ ﺍﻟﺘَّﺨْﻔِﻴﻒ ﻣُﻘَﻴّﺪﺍ ﺑﺮﻃﻮﺑﺘﻬﻤﺎ ﻓَﻘَﻂ . ﻭَﻓِﻲ ﺣَﺪِﻳﺚ ﺍﻟﺮّﺑﻴﻊ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ ﻋَﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟْﻌَﺎﻟِﻴَﺔ ﻋَﻦ ﺃﺑﻲ ﻫُﺮَﻳْﺮَﺓ ﺛﻢَّ ﺃَﺗَﻰ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﺗﺮﺿﺦ ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ ﺑﺎﻟﺼﺨﺮ ﻛﻠﻤﺎ ﺭﺿﺨﺖ ﻋَﺎﺩَﺕْ ﻟَﺎ ﻳﻔﺘﺮ ﻋَﻨْﻬُﻢ ﻣﻦ ﺫَﻟِﻚ ﺷَﻲْﺀ . ﻭَﻓِﻲ ﺍﻟﺼَّﺤِﻴﺢ ﻓِﻲ ﻗﺼَّﺔ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﻟﺒﺲ ﺑﺮﺩﻳﻦ ﻭَﺟﻌﻞ ﻳﻤﺸﻲ ﻳﺘﺒﺨﺘﺮ ﻓَﺨﺴﻒَ ﺍﻟﻠﻪ ﺑِﻪِ ﺍﻷَﺭْﺽ ﻓَﻬُﻮَ ﻳﺘﺠﻠﺠﻞ ﻓِﻴﻬَﺎ ﺇِﻟَﻰ ﻳَﻮْﻡ ﺍﻟْﻘِﻴَﺎﻣَﺔ . ﻭَﻓِﻲ ﺣَﺪِﻳﺚ ﺍﻟْﺒَﺮﺍﺀ ﺑﻦ ﻋَﺎﺯِﺏ ﻓِﻲ ﻗﺼَّﺔ ﺍﻟْﻜَﺎﻓِﺮ ﺛﻢَّ ﻳﻔﺘﺢ ﻟَﻪُ ﺑَﺎﺏ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﻨَّﺎﺭ ﻓَﻴﻨْﻈﺮ ﺇِﻟَﻰ ﻣَﻘْﻌَﺪﻩ ﻓِﻴﻬَﺎ ﺣَﺘَّﻰ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺴَّﺎﻋَﺔ ﺭَﻭَﺍﻩُ ﺍﻹِﻣَﺎﻡ ﺃَﺣْﻤﺪ ﻭَﻓِﻲ ﺑﻌﺾ ﻃﺮﻗﻪ ﺛﻢَّ ﻳﺨﺮﻕ ﻟَﻪُ ﺧﺮﻗﺎ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﻨَّﺎﺭ ﻓﻴﺄﺗﻴﻪ ﻣﻦ ﻏﻤﻬﺎ ﻭﺩﺧﺎﻧﻬﺎ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟْﻘِﻴَﺎﻣَﺔ ﺍﻟﻨَّﻮْﻉ ﺍﻟﺜَّﺎﻧِﻲ : ﺇِﻟَﻰ ﻣُﺪَّﺓ ﺛﻢَّ ﻳَﻨْﻘَﻄِﻊ . ﻭَﻫُﻮَ ﻋَﺬَﺍﺏ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﺼﺎﺓ ﺍﻟَّﺬﻳﻦ ﺧﻔﺖ ﺟﺮﺍﺋﻤﻬﻢ ﻓﻴﻌﺬﺏ ﺑِﺤَﺴﺐ ﺟﺮﻣﻪ ﺛﻢَّ ﻳُﺨَﻔﻒ ﻋَﻨﻪُ ﻛَﻤَﺎ ﻳﻌﺬﺏ ﻓِﻲ ﺍﻟﻨَّﺎﺭ ﻣُﺪَّﺓ ﺛﻢَّ ﻳَﺰُﻭﻝ ﻋَﻨﻪُ ﺍﻟْﻌَﺬَﺍﺏ . ﻭَﻗﺪ ﻳَﻨْﻘَﻄِﻊ ﻋَﻨﻪُ ﺍﻟْﻌَﺬَﺍﺏ ﺑِﺪُﻋَﺎﺀ ﺃَﻭ ﺻَﺪَﻗَﺔ ﺃَﻭ ﺍﺳْﺘِﻐْﻔَﺎﺭ ﺃَﻭ ﺛَﻮَﺍﺏ ﺣﺞ ﺃَﻭ ﻗِﺮَﺍﺀَﺓ ﺗﺼﻞ ﺇِﻟَﻴْﻪِ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺃَﻗَﺎﺭﺑﻪ ﺃَﻭ ﻏَﻴﺮﻫﻢ . ﻭَﻫَﺬَﺍ ﻛَﻤَﺎ ﻳﺸﻔﻊ ﺍﻟﺸﺎﻓﻊ ﻓِﻲ ﺍﻟﻤﻌﺬﺏ ﻓِﻲ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﻓﻴﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟْﻌَﺬَﺍﺏ ﺑِﺸَﻔَﺎﻋَﺘِﻪِ ﻟَﻜِﻦ ﻫَﺬِﻩ ﺷَﻔَﺎﻋَﺔ ﻗﺪ ﻟَﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺎﺫﻥ ﺍﻟْﻤَﺸْﻔُﻮﻉ ﻋِﻨْﺪﻩ . ﻭَﺍﻟﻠﻪ ﺳُﺒْﺤَﺎﻧَﻪُ ﻭَﺗَﻌَﺎﻟَﻰ ﻟَﺎ ﻳﺘَﻘَﺪَّﻡ ﺃﺣﺪ ﺑﺎﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﺑَﻴﻦ ﻳَﺪَﻳْﻪِ ﺇِﻟَّﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺇِﺫْﻧﻪ ﻓَﻬُﻮَ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﻳَﺄْﺫَﻥ ﻟﻠﺸﺎﻓﻊ ﺃَﻥ ﻳﺸﻔﻊ ﺇِﺫﺍ ﺃَﺭَﺍﺩَ ﺃَﻥ ﻳﺮﺣﻢ ﺍﻟْﻤَﺸْﻔُﻮﻉ ﻟَﻪُ ﻭَﻟَﺎ ﺗﻐﺘﺮ ﺑِﻐَﻴْﺮ ﻫَﺬَﺍ ﻓَﺈِﻧَّﻪُ ﺷﺮﻙ ﻭﺑﺎﻃﻞ ﻳﺘﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋَﻨﻪُ؛ ﻣﻦ ﺫَﺍ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺸﻔﻊ ﻋِﻨْﺪﻩ ﺇِﻟَّﺎ ﺑﺎﺫﻧﻪ . ﻭَﻟَﺎ ﻳﺸﻔﻌﻮﻥ ﺇِﻟَّﺎ ﻟﻤﻦ ﺍﺭﺗﻀﻰ . ﻣَﺎ ﻣﻦ ﺷَﻔِﻴﻊ ﺇِﻟَّﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺇِﺫْﻧﻪ . ﻭَﻟَﺎ ﺗَﻨْﻔَﻊ ﺍﻟﺸَّﻔَﺎﻋَﺔ ﻋِﻨْﺪﻩ ﺇِﻟَّﺎ ﻟﻤﻦ ﺃﺫﻥ ﻟَﻪُ . ﻗﻞ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺸَّﻔَﺎﻋَﺔ ﺟَﻤِﻴﻌًﺎ ﻟَﻪُ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﺴَّﻤَﻮَﺍﺕ ﻭﺍﻻﺭﺽ.) انتهى فهذا لا يدل على ما قيل في المنشور الأول، إنما الذي ذكره ابن القيم هو انقطاع العذاب عنهم مدة معينة لأسباب ذكرها، (كدعاء الأحياء لهم، والصدقة عنهم وغيرها) ثم يعود عليهم العذاب، أو انقطاع العذاب عن بعضهم دون البعض الآخر، وذلك بحسب تفاوتهم في الذنوب والمعاصي التي استحقوا لأجلها هذا العذاب، وهذا في غاية البيان من كلام ابن القيم السابق. 4-أما المجازفة في الكلام المردود عليه، فلأنه لا يظهر لهذا الكلام غرض شرعي صحيح، وأحسن ما يقال فيه أنه ترف علمي، سهلت سبله بوسائل التواصل الالكتروني؛ وإلا فإن هذا الكلام خلاف الحكمة من حيث أنه وضع للترغيب في محل الترهيب، والتطمين في محل التخويف، وهو عكس لقانون الشريعة فيما وضعت لأجله العقوبات الرادعات، ونشرت لها الأخبار الزاجرات؛ ولولا معرفة القائل وإحسان الظن به، لقيل أن هذه المقالة تحويم على الإرجاء ونزع إليه، ولا يخفى التشابه بينهما، فمؤدى الإرجاء وناتجه أن يقال أن إيمان أفجر الناس كإيمان الملائكة والنبيين؛ وحاصل هذا
Hammasini ko'rsatish...
Boshqa reja tanlang

Joriy rejangiz faqat 5 ta kanal uchun analitika imkoniyatini beradi. Ko'proq olish uchun, iltimos, boshqa reja tanlang.