بُن

متلازمةُ الرجل المُثقَّف ذو الشَّعر المنفوش المُعَادي للدِّين وأشياء أخرى.. سأتجاوز التَّعريفات الأكاديمية المُمِلة للمثقف، وأدعوكم للتأمل في مظاهر غريبة بات العقلُ الجمعي يربطها بالثَّقافة رغم أنها في حقيقة الأمر لا تمت للثقافة ولا للمعرفة بصِلة، ومن هذه السُّلوكات المنحرفة والسَّاذجة (والمضحكة أيضًا)؛ ربطُ المثقف بذلك الرجل الذي يرتدي ملابس سوداء -غالبًا- على الطراز الصيني أو الكوريّ تمثل جوهر "العُمق الفكريّ" لدى صاحبها، يشرب القهوة صباح مساء أو لنقل مدمن عليها، إضافةً إلى كونه شخص مُنعزلٌ عن الناس ويملكُ شخصية انطوائيّة، ثم هو كذلك من حيثُ الصفات إنسان يقرأ الكثير من الكتب والروايات، يناضل لأجل الحريَّة ويبغض الاستبداد (فهو في هذا التصور يقفُ في وجه الطغاة دائمًا)، يقرأ غالبًا للكُتَّاب العدميين كدوستويفسكي، نيتشه وإميل سيوران ومن جاورهم.. لا يقرأ لهؤلاء فحسب، بل يقرأ لكلّ فيلسوف يتبَّين أن اسمه اسم غربيّ، وإن تواضع وقرأ لأحد الكُتَّاب العرب فإنه وبلاشك سيقرأ كتب نوال السعداوي أيقونة النضال من أجل التحرر من قبضة واستبداد الدين وكلّ شخص مُعَادي للدين (ويا حبذّا لو كان يتطرق لللحية والحجاب وينتقدهما)، ولا أنسى أيضًا أن المثقف لابد أن يكون ذو "نظارات كيوت" تجعله "عميقًا" بما فيه الكفاية في نظر الجمهور من طبقة بعض القُرَّاء. هناك شيء آخر يميز تصور هؤلاء عن "المثقفين" وهو اعتقادهم أنّ المثقف لا يُمكن أن يكون كذلك إلا إن كان متمردًا علىٰ فطرته السَّليمة وعن الدين "أفيون الشعوب" فلا يستقيم أن تكون مثقفاً وفي الوقت نفسه شخص متدين، لأن الدين هو علامة تخلف ورجعيَّة. ولذلك تراهم ينجذبون لكلّ سفيه يدّعي الانتفاضة ضدّ ”المُقَدَّس“. باختصار يجبُ أن تكون مثقفاً حسب المعايير الحداثيّة وحسبما تمليهِ عليك الثقافة الغربية الغالبة؛ تُتقن اللغات الأجنبية لا لأجل التواصل مع الآخر، وإنما لأجل التَّباهي والتَّماهي والذوبان في الغير في نفس الوقت. تقرأ كتب تحمل أسماء أجنبية لا لتُوسع من آفاق تفكيرك، وإنّما لأنك تحتقر إنتاج ثقافتك الأدبي والفكريّ فلا ترى فيهِ أي فائدة، تنغمسُ في ثقافة الغرب حد الذوبان الكامل، فتصبح كائنًا مشوهًا ونُسخةً قبيحةً من سقراط ونيتشه وخليطٌ من عدمية هذا وذاك، تقرأ لتكفر بربك لا لتزيد معرفةً بهِ. تعمدُ لتوظيف الكلمات العلميَّة لا لأنه يفترضها السِّياق وإنما لتَتَلبَّس ثوب المعرفة وتستُر قُبح جهلكَ المَكشوف. كذبوا وقالوا لكم إنَّ هذا هو ما يجب أن يكون عليه المثقف المسلم، كلّ هذه السلوكات لا تنم إلا عن ضعف في الشخصيّة وفهمٍ مغلوط للثقافة، المُثقف الحقيقيّ -بنظري- ليس من ينام ويستيقظ على أكواب القهوة ويرتدي نظارات تُظهِره بمظهر العميق، ولا ذلك الذي يغرقُ في قراءة كتابات العدميين بهدف تبني فلسفتهم التي أكل عليها الدهر وشرب أو لأجل التباهي بها على عوام النَّاس. إنّما المثقف الحقيقيّ هو من سلك سبيل المعرفة وربطها بالله، فكلّ معرفة لا ترتبط بالغاية من وجودك على هذه الأرض فهيّ ليست بمعرفة مهما راكم الإنسانُ منها، وكما قيل قديمًا: ألا كل شيء مَا خَلا الله باطل. المثقف يسعى جاهدًا لرفع الجهل عن نفسهِ في كل المعارف والمجالات الفكريَّة وهذا المستوى الأول، ثم بعد ذلك يستثمر معرفته في إصلاح واقعه، وهنا لابد أن أشير إلى أن المثقف لا ينبغي له أن يخضع للواقع بما فيه من مشاكل وإنما عليه أن يُصلحَه، والبوصلةُ دائمًا تكون هي: الله عزوجل وخدمةُ دينه. لا بأس أن تتعلم اللغات المختلفة وأن تشرب القهوة، ولا ضير في قراءة كتب الملاحدة والعدميين وغيرهم -إن كانت هناك مصلحة شرعيَّة-، لكن المصيبة كل المصيبة في أن تنهبر بهذا السَّواد وهذا القبح، حتى تنسى دينك وثقافتك وتخمُدَ شَرارة العزَّة بالإسلام في قلبكَ. فلا تأخذ من الثقافة إلا القُشور. يُعجبني جدًا أن أرى مثقفًا مسلمًا يقرأ لدوستويفسكي لكن لا يعلى عنده على كتابات السلف رضي الله عنهم وكلّ ما أنتجه علماء الإسلام في كلّ المجالات، ولا يسِمُهم بأوصاف الرجعية والتّخلف، يحبُّ الإنجليزية كلغة تواصل لكن للعربية دائمًا الأولوية في قلبه وتفكيره ووجدانهِ، يقرأ في كلّ شيء وعن أي شيء لكن عندما يتعلق الأمر بدينه وبثقافته تجده متمسكًا بها يأبى السّخرية منها أو التعريض بها في مقام الاستهزاء والتحقير. فلا تكن ساذجًا فتربط الثقافة بهذه المظاهر السَّاذجة والسَّطحية كالقهوة والنظارت وما جاورهما والتي لا يفكر بها إلا المراهقون ومحدودي الفِكر. Ijja Elmalki

اللهم صل وسلم على نبينا محمد .

‏﴿ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ﴾

لاتنسوا أذكار الصباح .

انشروها وشاركوني الأجر .

الناس تُجمع فى مقامٍ واحد يوم القيامة.. إلا حافظ القرآن مع الملائكة..! مع السفرة، الكرام، البررة كل النّاس يفرّون من بعضهم يوم القيامة! إلا حافظ القرآن يبحث عن والديه ؛ ليلبسهم تاج الوقار *اللهم اجعلنا منهم*

قبل ماتنامو اقرأو سورة المُلك لانها المنجيه من عذاب القبر .

-إنما سُمي الرفيقُ رفيقاً لُيرافق ، لا لُيفارق".