الدعاء مفتاح الوصال

🏞 شلال ماداكاريبورا شلال بطول 200 متر مع تيارات شبيهة بالمطر تتساقط على جدران واد أخضر أسطواني

‏١٢ ـ كلما اشتد احتياج الوالدين، جسدياً وروحياً، فإن الإحسان إليهما يصبح أكثر ضرورة، «يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ». ‏١٣ ـ لا ينبغي علينا أن نأخذ والدينا العاجزين إلی دار العجزة، بل ينبغي أن نحفظهما عندنا، «عِنْدَكَ». ‏١٤ ـ عندما ينهانا القرآن الكريم عن نهر السائل الغريب، «وَأَمَّا السَّائِلَ فَلاَ تَنْهَرْ»؛ يتضح حال الأب والأم حينئذٍ، «وَلاَ تَنْهَرْهُمَا». ‏١٥ ـ مضافاً إلی لزوم الإحسان، لا بد أيضاً من القول الحسن والجميل، «وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا». (بعد الإحسان إلی الوالدين فإن القول الكريم يعد من أهم الأساليب للتعامل معهما). ‏١٦ ـ في مورد الإحسان إلی الوالدين والقول الكريم لهما، لم يرد اشتراط المعاملة بالمثل منهما. وبعبارة أخری: فإنه إذا لم يقولا لك قولاً كريماً فمع ذلك قل أنت لهما قولاً كريماً، «وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا». ‏١ تفسير نور الثقلين. ‏٢ تفسير الأمثل. ‏٣ تفسير مجمع البيان. ‏٤ تفسير الفرقان. ‏٥ الكافي، ج٢، ص ١٥٧. ‏٦ سورة مريم: الآية ٣٩. ‏٧ سورة مريم: الآية ١٤. ‏٨ «أنا وعلي أبوا هذه الأمة» (بحار الأنوار، ج١٦، ص ٩٥). ‏٩ تفسير نور الثقلين. ‏١٠ سورة الحج: الآية ٧٨.

تفسير الآية الكريمة من تفسير النور: وَ قَضی‌ رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَ لا تَنْهَرْهُما وَ قُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً (٢٣) ‏إشارات: ‏* أوصت الأحاديث الشريفة بالإحسان إلی الوالدين وذمت الإساءة إليهما وأذيتهما، ومن جملة مضامين هذه الروايات ما يلي: ‏نظرة الرحمة إلی الوالدين ثوابها ثواب حجة مقبولة، رضاهما من رضا الله وغضبهما من غضب الله، إحسانُنا إلی الوالدين يطيل عمرنا ويورث إحسان أبنائنا إلينا أيضاً، وورد في الروايات أيضاً: إن ضرباك فلا تقل لهما أف، وأن لا يحد النظر إليهما، وأن لا يرفع اليد فوق أيديهما، وأن لا يمشي قدامهما، وأن لا يسميهما باسمهما، وأن لا يفعل شيئاً يسبب السبّ لهما، وأن لا يجلس قبلهما، وأن يعطيهما قبل أن يسألاه. [تفسير نور الثقلين.] ١ ‏* رُوي أن رجلاً كان في الطواف حاملاً أمه يطوف بها فرأی النبي(صلّی الله عليه وآله وسلم) فسأله: هل أديتُ حقها؟ فأجابه(صلّی الله عليه وآله وسلم): لا، ولا بزفرة واحدة . ويقصد بالزفرة الواحدة الوجعة الواحدة أو الطلقة الواحدة التي تغشی الأم حين الولادة والوضع. [تفسير الأمثل.] ٢ ‏* جاء رجل من بني سلمة فقال: يا رسول الله(صلّی الله عليه وآله وسلم)، هل بقي من برّ أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما؟ ‏قال: نعم. الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما. [تفسير مجمع البيان.] ٣ ‏* شكا رجل إلی رسول الله(صلّی الله عليه وآله وسلم) أباه وأنه يأخذ ماله، فدعا به، فإذا شيخ يتوكأ علی عصا، فسأله فقال: إنه كان ضعيفاً وأنا قوي، وفقيراً وأنا غني، فكنت لا أمنعه شيئاً من مالي، واليوم أنا ضعيف وهو قوي، وأنا فقير وهو غني، وهو يبخل علي بماله، فبكی عليه الصلاة والسلام وقال: ما من حجر ولا مدر يسمع هذا إلا بكی ثم قال للولد: أنت ومالك لأبيك. [تفسير الفرقان.] ٤ ‏* ورد في الحديث الشريف عن قوله تعالی: «وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا»، قال: إن ضرباك فقل لهما: غفر الله لكما، فذلك منك قول كريم». [الكافي، ج٢، ص ١٥٧.] ٥ ‏* الإحسان إلی الوالدين من صفات الأنبياء(عليهم السلام)، قال الله تعالی في توصيف النبي عيسی(عليه السلام): «وَبَرًّا بِوَالِدَتِي» [سورة مريم: الآية ٣٩.] ٦، وقال عن النبي يحيی(عليه السلام): «وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ» [سورة مريم: الآية ١٤.] ٧. ‏* الوالدان لا ينحصران فقط في الأبوين الطبيعيين بل ورد في بعض الأحاديث أن النبي الأكرم(صلّی الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين(عليه السلام) أبوا الأمة، وكذلك ورد أن النبي إبراهيم(عليه السلام) أبو العرب [ «أنا وعلي أبوا هذه الأمة» (بحار الأنوار، ج١٦، ص ٩٥).] ٨ [تفسير نور الثقلين.] ٩«مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ» [سورة الحج: الآية ٧٨.] ١٠. ‏* إذا التفت الوالدان إلی أنهما ذُكرا بعد التوحيد فسوف يحيا فيهما الباعث لدعوة أولادهما إلی التوحيد، «وَقَضَی رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً». ‏التعاليم: ‏١ ـ التوحيد رأس كل التوصيات الإلهيّة، «وَقَضَی رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ». ‏٢ ـ خدمة الأبوين والإحسان إليها من أوصاف الموحد الواقعي، «أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً». ‏٣ ـ الأمر بالإحسان إلی الوالدين، كالأمر بالتوحيد، قطعي وثابت ولن ينسخ، «وَقَضَی». ‏٤ ـ ورد الإحسان إلی الوالدين إلی جانب التوحيد وطاعة الله، ليشير إلی أن ذلك واجب عقلي ووظيفة إنسانيّة كما هو واجب شرعي أيضاً، «وَقَضَی رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً». ‏٥ ـ لا بد للنسل اللاّحق من أن يرتبط ارتباطاً محكماً وقوياً تحت ظل الإيمان مع النسل السابق، «أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً». ‏٦ ـ في مورد الإحسان إلی الوالدين لم يشترط كونهما مسلمين، «وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً». ‏٧ ـ في أصل الإحسان إلی الوالدين لا يوجد أي فرق بين الأب والأم، «وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً». ‏٨ ـ لا بد من الإحسان إلی الوالدين بأنفسنا ودون أي واسطة، «وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً». ‏٩ ـ الإحسان أوسع من الإنفاق ويشمل: المحبة، الأدب، التعليم، المشورة، الطاعة، الشكر، والاعتناء بهما وأمثال ذلك، «وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً». ‏١٠ ـ الإحسان إلی الوالدين لا حدّ له، «وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً»؛ (وليس حاله كحال الفقير إلی أن يشبع، والجهاد حتی ترفع الفتنة، والصوم حتی الإفطار). ‏١١ ـ توصية القرآن بالإحسان موجّهة إلی الأبناء لا الوالدين، «وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً»؛ لأن الوالدين لا يحتاجان إلی أي توصية؛ لأنهما، وبشكل طبيعي، يحسنان إلی أولادهما.

مناجاة المتوسلين: بِسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيمِ إلهي لَيسَ لي وَسيلَةٌ إلَيكَ إلاّ عَواطِـفُ رَأفَتِكَ وَلا لي ذَريعَةٌ إلَيكَ إلاّ عَوارِفُ رَحمَتِكَ وَشَفاعَةُ نَبيِّكَ نَبيِّ الرَّحمَةِ وَمُنقِذِ الاُمَّةِ مِنَ الغُمَّةِ، فاجعَلهُما لي سَبَباً إلى نَيلِ غُفرانِكَ وَصَيِّرهُما لي وُصلَةً إلى الفَوزِ بِرِضوانِكَ، وَقَد حَلَّ رَجائي بِحَرَمِ كَرَمِكَ وَحَطَّ طَمَعي بِفَناءِ جودِكَ فَحَقِّق فيكَ أمَلي وَاختِم بِالخَيرِ عَمَلي وَاجعَلني مِن صَفوَتِكَ الَّذينَ أحلَلتَهُم بُحبوحَةَ جَنَّتِكَ وَبَوَأتَهُم دارَ كَرامَتِكَ وَأقرَرتَ أعيُنَهُم بِالنَّظَرِ إلَيكَ يَومَ لِقائِكَ وَأورَثتَهُم مَنازِلَ الصِّدقِ في جِوارِكَ ؛ يا مَن لايَفِدُ الوافِدونَ عَلى أكرَمَ مِنهُ ؛ وَلا يَجِدُ القاصِدونَ أرحَمَ مِنهُ يا خَيرَ مَن خَلا بِهِ وَحيدٌ وَ يا أعطَفَ مَن آوى إلَيهِ طَريدٌ ؛ إلى سَعَةِ عَفوِكَ مَدَدتُ يَدي وَبِذَيلِ كَرَمِكَ أعلَقتُ كَفّي، فَلا تُولِني الحِرمانَ وَلا تُبْلِني بِالخَيبَةِ وَالخُسرانِ يا سَميعَ الدُّعاءِ يا أرحَمَ الرَّاحِمينَ. المصدر : مفاتيح الجنان

بِسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيمِ إلهي أتَراكَ بَعدَ الإيمانِ بِكَ تُعَذِّبُني أم بَعدَ حُبّي إياكَ تُبعِّدُني أم مَعَ رَجائي لِرَحمَتِكَ وَصَفحِكَ تَحرِمُني أم مَعَ استِجارَتي بِعَفوِكَ تُسلِمُني حاشا لِوَجهِكَ الكَريم أن تُخَيِّبَني لَيتَ شِعري أللشَقاءِ وَلَدَتني أُمّي أم لِلعَناءِ رَبَّتني فَلَيتَها لَم تَلِدني وَلَم تُرَبِّني وَلَيتَني عَلِمتُ أمِن أهلِ السَّعادَةِ جَعَلتَني وَبِقُربِكَ وَجِوارِكَ خَصَصتَني، فَتَقَرُّ بِذلِكَ عَيني وَتَطمَئِنُّ لَهُ نَفسي. إلهي هَل تُسَوِّدُ وَجوهاً خَرَّت ساجِدَةً لِعَظَمَتِكَ، أو تُخرِسُ ألسِنَةً نَطَقَت بِالثَّناءِ عَلى مَجدِكَ وَجَلالَتِكَ، أو تَطبَعُ عَلى قُلوبٍ انطَوَت عَلى مَحَبَّتِكَ، أو تُصِمُّ أسماعاً تَلَذَّذَت بِسَماعِ ذِكرِكَ في إرادَتِكَ، أو تَغُلُّ أكُفّاً رَفَعَتها الآمالُ إلَيكَ رَجاءَ رَأفَتِكَ، أو تُعاقِبُ أبداناً عَمِلَت بِطاعَتِكَ حَتَّى نَحِلَت في مُجاهَدَتِكَ أو تُعَذِّبُ أرجُلاً سَعَت في عِبادَتِكَ إلهي لا تُغلِق عَلى موَحِّديكَ أبوابَ رَحمَتِكَ، وَلا تَحجُب مُشتاقيكَ عَنِ النَّظَرِ إلى جَميلِ رُؤيَتِكَ، إلهي نَفسٌ أعزَزتَها بِتَوحيدِكَ كَيفَ تُذِلُّها بِمَهانَةِ هِجرانِكَ، وَضَميرٌ انعَقَدَ عَلى مَوَدَّتِكَ كَيفَ تُحرِقُهُ بِحَرارَةِ نيرانِكَ إلهي أجِرني مِن أليمِ غَضَبِكَ وَعَظيمِ سَخَطِكَ، يا حَنَّانُ يا مَنَّانُ يا رَحيمُ يا رَحمنُ يا جَبَّارُ يا قَهَّارُ يا غَفَّارُ يا سَتَّارُ نَجِّني بِرَحمَتِكَ مِن عَذابِ النَّارِ وَفَضيحَةِ العارِ إذا امتازَ الأخيارُ مِنَ الأشرارِ وَحالَت الأحوالِ وَهالَتِ الأهوالِ وَقَرُبَ المُحسِنونَ وَبَعُدَ المُسيئونَ وَوُفّيَت كُلُّ نَفسٍ ماكَسَبَت وَهُم لا يُظلَمونَ. المصدر : مفاتيح الجنان