لَيْل.

هَل تَعِي مَعنَى أَن تَتوقَف عَن الرغبَة رُغم رغبتك الجَامِحة، أَن تَتظاهَر اللاتَعلُّق وكُلك عالقٌ هُنَاك، أَن تَقُول بأَنَّك كُلّ التَمَام وأَنتَ والتَمَام أَصدقَاءُ وحدَة ويَأس. هَل تَعِي حَقيقَة اللإدرَاك والفَنَاء فِي دَربِ النَفس الهَائِمَة بكُلّ مَا تَملُكه، ومَا تَملُك مِن شَيءٍ سِوى الهُروب.. هَل تَعِي أَنَّكَ قَد تَقِف لأَيامٍ وأَسابيعٍ مُعلقًا بَين تَسَاؤلٍ لا يُشبه عَبثيتكَ التّي اعتدتهَا، لا يُشبه رُوحك التّي آلفتهَا ورَبيتهَا فِي خَنادقِ الحَياة البائِسَة.. هَل تَعِي مَعنَى أَن تَردُكَ مُوسيقَى فَانية حَيثُ اعتقدتَ أَنَّكَ نَجوت وأَن تُمسِك بِك حَيثُ الضُعف، تَسحبُ بكُلّك نَحوهَا لتُغنِي لَكَ بكُلّ عذاب: "البَقَاء البقَاء"، فتَروح بِكَ الكَلِمَات نَحو تَساؤل وحيد غَريب يَحمُل الآلاف مثله، مَاذَا يَعنِي البَقَاء ولِمَ عَلينَا البَقَاء وأَينَ يبدَأ وكَيفَ يتورَّم حُبًا وشَغفًا؟ كَيفَ يَعُود المَرء مُنهزمًا مِن نَفسه مُنطويًا عَلَى ذَاكرته أَشعَث البَصَر والبَصيرة، الغُربة رَفيقته والحَياة طَريقه، هَل تَعِي مَعنَى أَن تُجبِر نَفسَك عَلَى السَيرِ مُتورم الرُّوح والأَفعَال؟ هَل تَعِي مَعنَى أَن تَسمَع صَوت الصَمت يُحادثك؟ مَا هُو الصَمت وهَل لِلصَمتِ صَوت وكَيفَ امتلكَه ولِمَ عَليه الكَلام مَعي أَنَا وحدي؟ أَم أَنَّ فرط كَلامِي مَع أَرواحِي ولَدَ هَذَا البَقيع الهَائِل مِن الصَمت المُتكلم؟ ومَن أنَا دُونه؟ هَل أُعاني مِن نَقصٍ فِي السمعِ والبَصرِ والكَلامِ فِي آنٍ واحِد، أَم أَنَّنِي غُلبتُ أَمَام سَطوة الحُرية المُطلقَة لرُوحي المُفعمَة بِهَا؟ -تَمَارَا.

‏ثمّة شيءٌ هنا لا يبدأ في ميعاده، ثمّة شيءٌ هنا لا يحدث كما ينبغي، ثمّة مَن كان هنا، وبعدها فجأةً اختفى وبإصرارٍ لا يعاود الوجود"

‏قطَعٌ مني أفقدها وقطعٌ ترافقني منهكَة، وقطع تصير هباء. حتى إذا وصلت، أي شيء مني سيصل؟ ‏-وديع سعادة.

‏أن تحملَ العالم وتسعى به. أن تخبّئ الجمرة في قلبك، جمرة السّؤال الذي بعده الصّمت، لأن لا جواب يُشفي. -سام حجار .

وأنَا تَائِهٌ كذِكرَى قَديمَة لا تَعرف إِن كَانَ عَليهَا المُكُوث أَم الهُروب، أَمَا أَنَا فالضَياعُ صَديقِي القَريب، أَمَا أَنَا فَلا أَعرفُ مِن نَفسِي سُوى اسمِي فعِنوانِي ضَائِعٌ مُنذُ اكتشفتُ حَقيقَة أَنَّنِي لا أَملِك بَيت بَل أَملُكُ مَنزلاً مَهجُورًا مِن الأَمَان، أَمَا أَنَا فَلا أَملُكُ سِوى حطَامِي المُرَمد. -تَمَارَا.

وَأضيعُ بَيني وبَيني وَلا مَخرجَ مِني أواجهني بِتَعبي أصافِحُ مَخاوفي وأبحثُ عَن حِيلةٍ أُخرى اختبئ خَلفها وألبَسُ وَجهًا لا يَشرَحُني أبدًا هذا ما أفعَلهُ كُلَّ يَوم.

‏أنزِل سَكينَّتكَ عليَّ ‏وعلى قلبِي يا الله

‏قاومت رغبتي ‏في الانغماس مع الخارِج ‏دسستُ نفسي ‏في قوقعتي ‏بنيتُ حولي ‏سياجًا شاهِقة ‏وتدثرت ‏بوحدتي اللئيمة ‏هكذا مضيّت ‏احميني من أفكاري ‏واحرمني من رغباتي.