خالد بريه

لقد تطبعنا علىٰ المجازر، ونسينا، أو نحاولُ النِّسيان، إمَّا عجزًا أو خذلانًا، لكنَّ الله غالب علىٰ أمره، ولعله يحدثُ بعد ذلكَ أمرًا.

«ولما وقفتُ في طراءةِ الشَّبابِ على رائعة الشَّاعر رسول حمزاتوف "داغستان بلدي"، وحديثه عن قريته "تسادا"؛ ألهبَ مشاعري، وأجَّجَ لديَّ رغبة نائمة للكتابةِ في يومٍ من الأيَّام عن مدينتي، وعلى طولِ العَهْد بينَ القراءةِ والرَّغبة، توارتِ الفكرة، وغامت، لطروء مشاغل، وأفكار، زعمت أحقية السَّبْقِ، والخروج. فلمَّا طالَ بُعْدي عن مدينتي، طفحت عوالمُ الشَّوق، وثارَ الحنين، بدا لي أن أُعِيدَ الرَّغبة الأولى إلى الواجهة، وأن أصنعَ صنيعَ من سَبَقني، أُخَلِّدُ بقعةَ المثوى في تضاعيفِ المسطور، وأضعها بينَ يدي القارئ، وفاءً لها، وعرفانًا بجميلها، ورد شيءٍ من حقِّها عليّ، لقد أضحت الكتابة عنها همًّا لا يفارقني، ودَيْنًا لا انفكاكَ من الوفاءِ به؛ فتركتُ كل شيءٍ دَبْرَ أذني، فتحتُ بابَ الذَّاكرة، واغترفت، حتى استوى الكتابُ بينَ يدي على الرَّغم من علاته، يحكي عن مدينةِ الفلِّ، والزَّهر، والليل الطَّويل». #رملة_كنت_جنين_ركامها دار عناوين Books #خالد_بريه

‏"الشعوب إذا تعلمت بغير لغاتها لم تنهض ولم تملك العلم، وإنما تكون تابعة للثقافة التي تتعلم بلغتها، والعربية إذا أُخرجت من حياة العرب حُكم عليهم بالتخلف". • أ.د. مختار الغوث.

‏"الذين أبدعوا من أدباء العرب هم الذي غمسوا أنفسهم في تراثهم، ففقهوه، وأمسكوا بناصية اللغة، وتشربوا روحها، حتى كانت لهم كاللغة الأم، كأحمد حسن الزيات، وطه حسين، وعبد العزيز البشري، ومصطفى صادق الرافعي". • اللغة والإبداع والتعليم للأستاذ الدكتور مختار الغوث.

حُبِسَ الطَّيب صالح في روايته ”موسم الهجرة إلىٰ الشمال“، وأشاحَ القُرَّاء عن بعضِ أعماله البديعة، وصحَّ فيه أنه من أصحابِ الأعمال المفردة التي عُرفَ بها دونَ غيرها مهما بلغَ جودة المكتوب الذي أتىٰ بعدها! أقول هذا، وأنا أنظرُ في كتابه «للمدنِ تفردٌ وحديث»، وإنه والله قد سطَّرَ كلامًا شفيفًا عن مكةَ والمدينة، ما قرأتُ مثله في مكانٍ آخر.. وقد أبانَ عن روحٍ متصوفة متعالية، تُعنىٰ بحساسيةِ المكان، إحساسها بعظمةِ الكلمة.

الرفيق 🤍

الحمد لله الذي بنعمته تتمُّ الصالحات كتابي «رملة كنتُ جنينَ رُكامها»، يصدر قريبًا عن دار عناوين Books، كتبتُ هذا الكتاب وفاءً وعرفانًا لمدينتي، إحياء لزهرةِ الأيَّام التي انفلتت من قيْد الذَّاكرة، تنطلقُ من الموضوع إلى الذَّات، فالمدينةُ بساكنها، فهي أشبه بالنَّصِّ، لا حياةَ له إلا بمعانٍ تنفخُ فيه الحياة، ويتفاعلُ معها! ... ووافقَ انتهائي منه خبر وفاة والدي - طيَّبَ الله ثراه - وأنا بعيد عنه، فبدأتُ الكتاب برسالةٍ إليه لتوثيقِ الذِّكرى، وتخفيف الحِمْل الذي أثقلني. قراءة موفقة.

بخيط من حبر: قراءة مطولة أنس بن مالك العداي https://arabculture.center/%d8%a8%d9%90%d8%ae%d9%8a%d8%b7%d9%8d-%d9%85%d9%86-%d8%ad%d9%90%d8%a8%d8%b1-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9%d9%8c-%d9%85%d9%8f%d8%b7%d9%88%d9%91%d9%84%d8%a9/

في سورة الأنعام يرصد النّصّ القرآنيّ معركة الوعي الكُبرى التي خاضها النّبيّ إبراهيم -عليه السلام- مع قومه: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً}، وخُتمتِ الآيات بقوله تعالى: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ} في دلالةٍ على انتصار الوعي المسنود بحجّة الكتاب. ثمّ ذَكر الله درب الأنبياء والمواهب التي مُنحت لهم، وسمّاهم بأسمائهم.. وخُتمت تلك المنح والمواهب بقوله تعالى: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ} ابتدأ بالكتاب كشرطٍ أوّلٍ لبلوغ الحُجّة التي امتلكها النبيّ إبراهيم -عليه السلام-، وطريقٍ للهبات، والمنح والفتح.. ثمّ جاءت الآية التي تليها: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} أي: أولئك الذين هداهم الله، بأن أرشدهم طريق الهداية، ووفّقهم للحُجّة، وأعطاهم المواهب بفضل الكتاب الذي حملوه.. وبما يتّسق معه {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوّةٍ} فأخْذُ الكتاب بقوّةٍ: سببٌ للهداية، وطريقٌ للنّجاة، ومناطٌ للاقتداء. الأستاذ خالد بُرَيْه الكتاب: سطوة البيان الخالد عنوان النّص: الكتاب ص٤٤ ‐ ص٤٥

الانفصام بينَ العلمِ والأدب ينتجُ طالب علمٍ مميز في تخصُّصه، لكنَّه بلا أدب، فقير الضَّمير والأخلاق، يسخرُ من مخالفه ولو كانَ يكبره سنًّا، يستلذُّ بالحطِّ منه، والانتقاص من مقامه، ولو كانَ من أهلِ العلمِ والفضل، وقد يفتري عليه، ليرفعَ نفسه، ومن ينتمي إليهم، وهذه إحدىٰ أمارات فساد التَّربية، وسوء المقصد، وغياب معنىٰ العلم وحقيقته وما يُرادُ منه!