شِعُوِرٌ🇸🇦 ❥˓

-

عزيزتي، أعلم جيدًا أننا لم نجتمع أنا وأنتِ أثناء هبوط الأمطار، وأيضًا لم نجتمع في حدائق الورود، لكِ أن تتخيلي كيف أنني مُستاء، لم تجمعُنا الأحلام ولا الأفكار، لكنها قدّ تجمعُنا أُغنية أو رُبما بيتُ شعرٍ يُلقيهِ أحدّ الشُعراء النُبلاء، رُبما كِتابٌ لأحدّ الكُتاب المُبدعين، وربما قد أجتمعُ مع أفكاركِ الشارده وأنا أتذوقُ فنجانٍ من القهوة، أبحثُ عنكِ في كُل مكان ولن أجدُكِ في أي مكان مادام أنتِ لاتُريدين اللقاء، لماذا جعلتني شخصًا يبحثُ عنكِ ويُقدمُ الكثير من التنازُلات؟، أُريدّ أنْ أُخبركِ شيءً، أتعلمين أنني لا أستطيع أن هُديكِ الورود!، لماذا؟ لأنهُ لايوجدُ شيئًا أجملُ من عيناكِ البراقة، أتعلمين أن التناقُضات لا تجتمعُ الا بكِ؟، إفترقنا قبل أن نلتقي تبًا لذالك الحُب الذي انتهى ونحن لم نجتمع مع بعضنا، لم يكُن سهلًا لكنكِ تناسيتهِ بِكُل سهولة، مازلتُ أكتُب لكِ وعنكِ حتى وإن كان اللقاءُ بات شيءٌ صعب!، كما أنني أبيتُ ليلي تائهًا ورُبما مُحاولًا أن أستجمع تلك المُحادثات الطويلة، أُحاول أن أُخمن مالذي تفعلينه بعد أن افترقنا، في الساعةِ التي كُنا نتحدثُ فيها قبل أن نفترق، للأسف لاجدوى من التخمين وأنتِ بعيدةً كُل البُعد، أما عني ما زلت أُصارعُ أفكاري المُستعصية، وتلك الحُروب التي تُقام كُل يوم بداخلّي، كوني بعيدةً مُرتاحة لا قريبةً مُستائة.

يسعد صباحك كل ماغرد الطير بلغصن وضلوعي من الشوق حنت

-

أعرفُ جيدًا شعور الخذيلةِ والخذلان، شعور الخيبةِ بعدّ الأمان، لم يكن سهلًا ذلك الحُب الذي توارى سريعًا، كيف لتلك البشر أن تُشعرنا بأننا بُسطاء جدًا، حتى أنهم إستطاعوا التغلب على مشاعرنا بِكُل أريحية وبكُل سهولة، نحن أُولائك الذين بُترت أحلامهم بسبب الإهمال العمد، كيف سحرتنا تلك الكلماتُ الجميلة؟ كيف انجذبنا بدون أن نشعر!، كيف تُهنى، كيف خُدعنا بسهولةٍ تامة؟، خيبةٌ تتلوها الحسرة، ليلٌ طويل تترأسهُ الذكريات المُرهقة، و الأفكار المُستنزفة للطاقة الجسدية، لاأُريدُ أسفًا على حُبّكم الكاذب، ولا عُذرًا لأرواحُنا التي كانت تُضاء وأنتم الذين أطفئتموها، إرحلوا فقط وتركونا، لقد أخلفتم بنا الحسرةِ والندامة، جعلتمونا فاقدين الأمن خائفين الإقتراب.

عزيزتي رُغم الألم الذي سببتهِ لي إلا أنني مازلت أُراقبُ عيناكِ وكأنها غروب الشمس، حبيبتي رُغم البُعد وتلك المُعاناة السائدة التي تعتليني إلا أنني ما زلت أُؤمن أنكِ منبعُ الأماني الذي يعتليني عندما أتذكرُ ضحكتكِ المُربكةُ لقلبي المكسور، نعم أنتِ التي تجمعت بها التناقُضات والمعاني الجميلة، أنتِ شروق الشمس من قبل الشروق، وأنتِ تلك اللمعات التي اعتلت تلك النجوم المترادفة، كما أنكِ لوحةٌ جميلة رسمها رسام ولم يضعها في مُتحف الفن، أعتذر إن كان الرسامُ لايعرفُ مدى جمالُ عيناكِ المُربكةِ، أتعلمين أنني بكيتُ بُكاءً شتى عندما عرفت أن الرسام قد أهمل صورتكِ بعد أن افترقنا، المُهم لكِ السلام وكوني في سلام.

أعرِفُ أنّ الكَثيرين كتبوا لكِ، و أعرِفُ أن الكلمات المَكتوبة تُخفي عادةً حَقيقة الأشياء، خُصوصًا إذا كانَت تُعاش و تُحس و تنزفُ على الصورة الكَثيفة النّادِرة الّتي عشناها يومًا، و رُغم ذلك فَحين أمسكتُ هذهِ الورقة لأكتُب، كُنتُ أعرِفُ أن شيئًا واحدًا فقط أستطيعُ أن أقولهُ و أنا أثِق مِن صدقهِ و عمقه و كثافته، و ربما ملاصقته الّتي يَخيل إلي الآن أنّها شيئًا مَحتومًا، و ستظلّ كالأقدار الّتي صَنعتنا، إنّني أُحبُّكِ.

صباح الخير، وبعد: "حصادكُم قد يتأخر، يَتعثر، يبهت؛ لكنهُ في النهاية سيأتي وهذا وعدُ الحق".

‏"أرجو بأن لا أعيش حياتي على الإحتمالات، و أن لا أتعذب بالوقوف في المنتصف، أن أسعى دومًا إلى مبتغاي، و في حين أنني لم أصل، إجعلني مطمئن فقط يارب".