ابناء النور ربنا يسوع المسيح

رأوا في مرارتي مجد قوتي ومحبتي ،فقدموا تسبحة جديدة، قدموها لك،لكي تحول شركة الصلب معي الي عيد مفرح! موكب اللصوص +لاتضطرب ياابني ، هوذا يهوذا يقود موكب لصوص يحملون سيوفا وعصي. جماعة من الجند،في صحبتهم جماعة رئيس الكهنة الحانقين، وجموع الشعب. الظلمة تندفع نحو الشمس لتتحداها. التراب العاجز يتحدي الخالق. جاء الشوك ليطفئ النار الملتهبة! +قبلني تلميذي كعلامة للقبض علي، ومع القبلة قال لي : سلام يامعلم! الذي اكل خبزي ،رفع عقبه علي. الذي وهبته صنع الآيات والعجائب، قاد الموكب ليسلمني للموت! خيانة البشرية وجحودها وعقوقها، لم تحجز حبي عنك وعن كل اخوتك! +اندفع تلميذي بطرس ،واستل سيفه ليدافع عني! اني محتاج الي قلب وديع يشهد لحبي. كل القوات السماوية مستعدة للدفاع عني. الطبيعة الجامدة قادرة ان تتحرك لحسابي. كلمة واحدة تحرقهم كالقش الجاف، لكني من اجل هذه الساعة اتيت. هذه هي مسرتي،ان احول عداوة البشرية الي صداقة. ارد لهم مقاومتهم بانفتاح ابواب الرجاء امامهم. +لاتضطرب ياابني من اجل موكب المضطهدين والمقاومين. لترتبط بي،ولتقبل مقاومة العالم لك من اجلي! تعبر معي الي محاكمات ومضايقات، تدخل معي في طريق الجلجثة. تحمل معي صليبي؛ فآلامك هي آلامي،فتجدني حاملها معك! تموت معي ،وبقوة قيامتي تختبر كل يوم قوة قيامتي! صليبي هو القوة الإلهية لخلاصك.

صوت حبيبي يناجيني في الخميس الكبير اسمح لي ياابني،ان اغسل قدميك! لأعد لك عيدا دائما +هوذا عيد الفصح قادم ياابني، لقد جئت اليك ،انا رب الاعياد لأقيم العيد الحقيقي. جئت اليك ،انا القابل الذبائح والقرابين، جئت اليك كاهنا وحملا! اعدد لي مكانا في علية قلبك، فأغرس صليبي فيه، واقيم داخله عرسي، فتتحول اعماقك الي عيد لاينقطع! +لاتدهش ياابني انه ليس لي بيت اسند فيه رأسي. اني خالق السماء والارض،اود ان استريح في قلبك. فيه ادعو السيرافيم والشاروبيم والطغمات السمائية، ليشتركوا معي في مسرتي بك. لأغسل قدميك ،فهذا هو عملي! +لم اصعد الي علية قلبك، لترتعد مع الشاروبيم والسيرافيم وهم يخدمونني، فإنني امد يدي لأخدمك،واغسل قدميك! اهبك كرامة تواضعي،فتمد يدك معي، وتغسل اقدام اخوتك،حتي المقاومين لك. اهبك شركة تواضعي،فتحرق كل خداعات العدو المتكبر. احني رأسي امام عبيدي، فيحنوا رؤوسهم امام العبيد رفقائهم، ولايقدر العدو المتعجرف ان يتسلل الي قلوبهم. مسرتي ان اغسل اقدام عبيدي، واغسل قلوبهم وافكارهم وكل مافي اعماقهم! هذا هو عملي انا الوحيد، فبمسرتي صرت عبدا اخدم الكل بالحب. لاتمنع قدميك عن تمتعهما بالغسل بيدي. لا تتردد ،فإن هذا لن يهين مجدي وكرامتي الإلهية، تقف المركبات السماوية في دهشة، ويحترق الشيطان امام تواضعي وحبي. ويزول كل غدر لكل خاطي لايود الرجوع الي. اني مستعد دوما لغسل الاقدام، فبدون غسلها لاتقدر قدماك ان تسلكا طريقي، ولايسمح لك بالدخول الي سماواتي! لتأكل ياابني الفصح الحقيقي لأصعد الي علية قلبك +صعدت ياابني مع تلاميذي الي العلية، وقدمت لهم جسدي المبذول ودمي المسفوك فصحا حقيقيا! كنت متهللا بالعيد فقد اعددت موكب العبور، اعبر بشعبي لا من عبودية فرعون الي برية سيناء، بل انطلق بهم من عبودية ابليس الي نعمة البنوة لله. +وسط مسرتي الفائقة كشفت لهم عن موكب آخر، موكب يهوذا المضاد لموكبي، اعطاني القفا،لان عينيه تسمرتا علي محبة الفضة. عوض الصعود بي الي السماء ،انحدر بنفسه نحو الهاوية. كشف عن خطته،ولم اذكر اسمه، فإني لا اريد ان اجرح مشاعر احد. عرف نفسه،وهمس ان كان هو الخائن. في همسات اجبته دون ان يشعر احد من الحاضرين. وان كنت الديان،لكنني في طول اناتي استر! لتتعرف علي اسراري +في دالة الحب اتكأ يوحنا البتول علي صدري، وسألني عمن يسلمني، ولم اخف عنه شيئا. لتحرص ياابني علي بتولية نفسك بعمل نعمتي. فتصير لك دالة الاتكاء علي صدري، وتتعرف علي اسراري الخفية. لاتعتد ياابني بقدرتك +ياابني،هوذا تلميذي بطرس في يقين وبإخلاص، في اندفاع اعلن انه مستعد ان يموت معي! كان سمعان بطرس صادقا، لكنه لم يعرف حقيقة ضعفه! كشفت عن ضعفاته امام عينيه! الامر الذي لم يكن يقدر ان يقبله. ياابني،لتعرف حقيقة نفسك كما اعرفها انا. سلم حياتك وقدرتك بين يدي، فأسندك واعينك بنعمتي الفائقة. انت محتاج ان تثبت في وانا فيك! اقدم مهر عرسي +كل عروس تعتز بمهرها علامة تقدير عريسها لها. لست اقدم لك كعروس ذهبا ولا فضة، لكنني اقدم جسدي ودمي المبذولين تقديرا لك. اي عروس تنتظر من عريسها ان يموت،فتحيا؟ وان يصير عبدا،فتصير ملكة؟ وان يؤكل منها،فتصير خالدة به؟ احببتك،وخطبتك لي عروسا، اعبر بك من مذلة العبودية الي مجد البنوة، ومن الضعف البشري الي شركة الطبيعة الإلهية. لتدخل معي بستان جثسيماني اني افتح لك الابواب +طردك عصيانك من جنة عدن، تعال في صحبتي الي بستان جثسيماني، هناك افتح لك ابواب الفردوس، واقدم لك جنسية سماوية فتنطلق الي عرشي! +لتصحبني مع تلاميذي ، ففي البستان تدرك تكلفة مجدك الذي اعددته لك! سأدخل بك البستان لكن الي حدود، وانطلق بمفردي لأنحني امام الآب، واحمل خطايا العالم كله علي كتفي! لاتقدر خليقة سماوية ولا ارضية ان تحمل ثقل خطية واحدة! انا احمل نيرك،ونير كل اخوتك، فتحمل نيري الهين العذب. لتنم وتسترح مع تلاميذي +في البستان لم يحتمل تلاميذي ان يسهروا معي ساعة واحدة. ليس من يقدر ان يشاركني تلك اللحظات الرهيبة. ليس من يقدر ان يتلامس مع ثقل الخطايا التي احملها، ولامن يستطيع ان يتعرف علي اعماق حبي للبشرية . اسكرتهم الخطية ،ونزعت عنهم المعرفة الصادقة. لست اطلب منهم ماهم عاجزون عنه. ليناموا ،ولكن ليس نوم الخطية وتهاون العصيان، ليتمتعوا بنوم الراحة. اعطيك ياحبيبي نوم السلام الكامل، بعد ان نزعت عنك القلق واليأس والإحباط! تسابيح السمائيين لاتشغلني عنك! +دهش السمائيون وهم يرونني حزينا حسب الجسد، وقطرات العرق تتصبب كالدم من جسمي. وقفوا في حيرة ينتظرون امرا مني، فتنزل جيوش الملائكة ،وتتحرك لحسابي! لكن،لم يروني قط في عجز! ولا في حاجة الي عون! تجاسر ملاك نيابة عن كل السمائيين، وانحني امامي ساجدا، وبلغة سماوية صرخ: " لك القوة والمجد والبركة والعزة الي الابد،آمين" قدمها لي باسمك،وانا لست محتاجا الي مسبحين. قدمها لك،لكي تشارك السمائيين تسابيحهم! لم يكن السمائيون يعلمون في تلك اللحظات اعماق حبي لك!

صوت حبيبي يناجيني في اربعاء البصخة بين ضربة الصليب وضربة محبة العالم! الصليب والصخرة! +لاتخف ياابني مهما قسي قلبك وتحجر، فإني اضربه بصليبي،فتنفجر فيه ينابيع مياه حية، تروي جنة قلبك، وتفيض علي براري اخوتك،فتحولها الي فردوس سماوي! +اضطرب موسي النبي مع من حوله، لكنه ضرب الصخرة،فصارت مصدر ينبوع مياه، يروي كل الشعب وسط البرية، ويروي حيواناتهم! +انا القدير،احول الصخرة القاسية الجافة، الي سر حياة للكثيرين. اقترب الي،وتمتع ببركات حمل صليبي، فتفيض بمياه الحب علي النفوس المتعطشة الجافة! محبة الفضة والصخرة القاسية +لماذا تضرب ياابني بعصا محبة العالم والفضة. ضرب بها تلميذي يهوذا،فتحول الي خائن! محبة الفضة انزلته من كرسي الرسولية الي جحيم الخيانة! +وهبته قوة لشفاء المرضي وتطهير البرص، لكنه بإرادته اصيب بمرض محبة الفضة المستعصي، ولحق به برص الغدر والخداع! +ارسلته ليعلن مصالحتي مع بني البشر! بالفم الذي قدم به البشارة المفرحة قبلني قبلة غاشة. اللسان الذي كان يحمل عسل البشارة، الآن يخفي تحته سم الحية المميت. +ياابني تطلع، هوذا الذين شفاهم يهوذا باسمي يحزنون عليه. والذين طهرهم من برص الجسد يخشون برص نفسه. +بينما صارت الصخرة بالصليب ينبوع مياه في البرية، صار تلميذي الذي اخترته صخرة معثرة. لم تصدر من عينيه قطرة دموع للتوبة. فقد رجاءه في،فمضي وشنق نفسه! +ضربه حب العالم ،فحوله من حمل الي ذئب! تجاسر هذا الذئب الخبيث،واراد ان يفترس الراعي الصالح! ظن الذئب البشري انه قادر ان يحطمني انا حمل الله! ظن المائت انه يبتلعني انا الازلي الابدي! حسب الفاسد بمحبة الفضة انه يحطم واهب عدم الفساد! +حولت ضربة محبة الفضة الحنطة الي زوان. صار كالعصافة في مهب الريح! صار في دوامة ،وفقد كل اتزان نفسي وسلام داخلي. هرب الي الانتحار ،لعله يقدر ان يخفيه ويهدئ ضميره! بالحب تصير عروسي جنة مروية بماء الروح! +ضربت محبة المال يهوذا ،فحولته من انسان الي شيطان ! وصوبت صليبي علي المرأة الخاطئة، فصار قلبها مجروحا حبا . سكبت دموعها كينبوع حي يروي بريتها، حولت دموعها قلبها الي جنة وفردوس! جمعت دموعها مع داود ابي في زق. اني اعتز بدموع احبائي. انها دموع الفرح والرجاء الثمينة للغاية. عيناي صورتا الصليب في عيني تلميذي! +جرحني تلميذي بطرس بجحده لي ثلاث مرات. عن ضعف سقط في الجحود. تطلعت اليه وانا في طريقي لحمل الصليب من اجله. لم يحتمل نظراتي ،فخرج يبكي بكاء مرا! كم هي ثمينة عندي هذه الدموع! دموعه الممتزجة بالإيمان ردته الي كرسي الرسولية. ينابيع دموعه حولته من جاحد الي شاهد لي. دموعه اعطته عذوبة في حمله صليبي! أي نير تحمله ياابني؟ +الآن لك ياابني حق الخيار: اتقبل نير صليبي،فتتحول صخرة قلبك الي مصدر حياة؟ نير صليبي هين وحلو وواهب حياة! هل تقبل نير محبة الفضة، نير العالم ثقيل ومر، يحول اولاد الله الي جاحدين، والحملان الي ذئاب مفترسة، والحنطة الي زوان، والعروس الي زانية خائنة، اخيرا اقبل ياابني نير صليبي، فإنك اذ تحمله ،تحملني في داخلك، واذ تصلب معي،تتمتع بقوة قيامتي، واحملك علي الاذرع الابدية، وادخل بك الي سماواتي!

صوت حبيبي يناجيني في ثلاثاء البصخة يوم طلاق المتمردة ،وعرس المتواضعة كتاب طلاق ام كتاب عرس؟ +لاتضطرب ياابني، اني الي خاصتي جئت،وخاصتي لم تقبلني. لقد سبق فحذرت شعبي القديم جيلا بعد جيل. لقد رفضوني وتذمروا علي، فضلوا الآلهة الكاذبة علي! لقد هددتهم بأنبيائي اني اطلق شعبي! اليوم اكتب كتاب طلاق عروسي الخائنة، دمي الثمين يشهد علي كتاب طلاقها، وبذات الدم اكتب كتاب عرسي مع العروس المتواضعة! +لتتهلل ياابني،فقد صرت عضوا في عروسي السماوية.حقا ما كنت اود ان اكتب كتاب طلاق اسرائيل. جحدوني وخانوني...ومع هذا ففي نهاية الازمنة يؤمنون بي. بابي مفتوح لك ولكل انسان ايا كانت جنسيته. فإني اهب عروسي جنسية سماوية حتي تعبر الي! +طلقت وشتي الجميلة جسديا، واختيرت استير اليتيمة الغريبة الجنس ملكة. اغلق الباب في وجه العذاري الجاهلات، هن اغلقن الباب بجهلهن وكبرياء قلوبهن. والباب لايزال مفتوحا للعذاري الحكيمات! اني اود ان يصير كل البشر عذاري حكيمات! عرس ملوكي +اليوم ياابني اكشف لك عن حقيقتي! انا هو ابن الملك الوحيد الجنس الذي اقيم له العرس. اليوم يوم عرسي، اني في طريق الصليب اتهلل، اقدم دمي مهرا للعروس المحبوبة لدي جدا! عرس سماوي لعروس متواضعة +نزلت الي ارضك التي وهبتك اياها. وحملت طبيعتك،حتي لاتضطرب من اتحادي معك. امسك بيدك لا لأعاتبك، بل لكي اذ اراك متواضعا ارفعك الي سماواتي. ادخل بك الي عرسي. مالم يتمتع به ابوك ادم قبل السقوط تتمتع انت به. صرت اعظم ممن عاش في جنة عدن. حجال عرسي ليس علي الارض،انه في سماواتي! +تعال الي حجالي ،فإني كعريس،اود ان افضي بكل اسراري اليك! +اهبك ايها المحبوب لدي جدا شركة مجد سماوي! اجعلك في اعلي مراتب الطغمات السمائيين. من حيث سقط كوكب الصبح وصار مسكنه جهنم الابدية، تأتي انت لتجلس وتستقر وتتمجد! تصير ديانا للملائكة الساقطين. يرون التراب قد صار في الاحضان الإلهية، وهم انحدروا الي اعماق الهاوية! هوذا السمائيون اصدقائي يرحبون بك، ويتهللون بوجودك في وسطهم، وفي مرارة المر ابليس وجنوده يئنون ويصرخون ،ولكن بلا نفع! طوباك ياابني...اني منتظرك، مرحبا بك في بيتك!

لتترنم بذكصولوجية سبت لعازر باسم البشرية كلها: " اجتمعوا ياجميع الشعوب ، لنسبح ربنا يسوع المسيح الذي اقام لعازر بقوة لاهوته، اقمنا بقوتك من ظلال الموت،مثل البار لعازر الذي اقمته من بعد موته". +ياابني لقد اختبر لعازر قوة قيامتي، شهد لحياتي في اعماقه، وبقي اربعين عاما يشهد لقيامتي في قبرص، ليس ماينطق به في اعماقه كما في احاديثه مع الناس سوي ماهو عن صليبي وقيامتي، حتي يصلب الكل معي ،وينالوا قوة قيامتي وبهجتها.

صوت حبيبي يناجيني! خلال قراءات سبت لعازر دع موكب الموتي اهرب من موكب الموتي! مالي اراك يابني تسرع الي بيت لعازر. اراك مع جماعة اليهود تبكي لموت لعازر. تود ان تعزي اختيه مرثا ومريم! لكن كيف يستطيع الميت ان يعزي موتي؟ دع موكب الموتي! دع الموتي يدفنون موتاهم! +مع حنوهم ولطفهم ،فإن اقصي مايفعلونه هو ان يبكوا ويرثوا الميت، هم يحملون جثمانه،ويدخلون به الي القبر. يدخلون بالتراب الي التراب! يحمل الفاسدون الجسد الي حيث يتم فساده! +حقا قال ايوب البار: كلكم معزون متعبون، تثيرون الحزن في حسن نية، لكنكم تعجزون عن تقديم تعزية صادقة تدخل الي الاعماق! +لماذا كل مايشغلك ياابني هو المشاركة في موكب الموتي! دعهم،وتعال الي في موكبي انا واهب الحياة! لن انضم الي موكب الموتي +لماذا تندهش يابني اني اتباطأ في السير، كدت ان اقف خارج القرية! لاتظن انك تحب لعازر الميت اكثر مني! ولاتحسب نفسك اكثر ترفقا بمريم ومرثا مني! اني اتباطأ،لاني لا اريد ان اذهب الي بيتهما، فأنضم الي موكب الموتي العاجز عن التعزية! عيناي تسكبان دموعا مشاركة لبنتي حزنهما وبكائهما، لكني لا اقف عند البكاء ،ولا عند اظهار العواطف! مايشغلني ان اقيم لعازر واختيه الي الحياة الجديدة! اود ان احول بيتهما من بيت الحزن الي سماء مفرحة! اود ان اضم ثلاثتهم الي موكبي الإلهي الخفي، فيصيروا مصدر فرح لكثيرين، يقدمونني انا واهب الحياة لكل من طرحه الموت في هوة الجحيم ! لتشهد لموكبي،انا واهب الحياة! +لاتعجب ياابني ان اصرت الكنيسة ان تروي لك اليوم قصة ابني بولس في جزيرة مالطة( اع٢٨). لقد جاء اهل الجزيرة الاسخياء بطعام كثير، وقدموا نارا لاستدفاء الذين انكسرت بهم السفينة! ارادوا ان يخدموا من انقذوا من تحطم السفينة، ارادوا ان يسندوا من قاموا كما من الموت! لكن ماذا لهؤلاء ان يقدموا؟ انهم موكب موتي، اقصي مايقدموه عواطف وطعام ونار للاستدفاء ! +اما بولس ابني،وقد اختبرت نفسه القيامة من الاموات! اقمته من ظلمة القبر الي نور السماء. اقمته من الحرف القاتل للناموس الي الروح المحيي لإنجيلي! لقد نشبت الحية بجسمه،ولكنه ماذا يمكنها ان تفعل بمن داست نفسه الحية القديمة، ماذا تفعل الحية بجسمه؟ +توقع موكب الموتي موت بولس الرسول! ظنوا ان العدل الإلهي يقتص منه! حسبوا ان بموت بولس يخلص كل الذين انكسرت بهم السفينة! ظنوا ان بولس لايستحق حتي الاهتمام بدفنه، فإنه وراء كارثة انكسار السفينة ،لانه شرير! +الذي نفض الحية القديمة بقوة صليبي، وسحق رأسها بي انا الساكن فيه، في قوة ويقين نفض الحية بلا خوف ولاشك! صرخ شعب الجزيرة : انك إله! +لم يشق ثيابه كما فعل هو وبرنابا في لسترة عندما حسبوهما إلهين نازلين الي الارض( اع١٤: ١١). انما بروح التواضع ،باسمي انا القائم من الاموات اقام والد حاكم الجزيرة، وباسمي شفي مرضي،وصنع عجائب! حول اهل الجزيرة من موكب موتي يهتمون بالارضيات، الي الموكب الخفي تحت قيادتي انا واهب الحياة! كرز بالحياة الجديدة الغالبة للموت والفساد! +اني انتظر ياابني ان تكون بولس آخر، لاتنضم الي مواكب الموتي العاجزة عن تقديم الحياة، بل الي موكبي فتحملني فيك، بك اعمل لأقيم نفوسا كثيرة، فإنه ليس مايشغلني مثل اقامة البشرية من الموت الابدي! تطلع مع ابيك يعقوب الي موكبي! +لماذا تستصعب ياابني الانضمام الي موكبي الإلهي! عمق نظرك،وادخل الي اعماقك، وتأمل في قراءات هذا اليوم: سبت لعازر. هوذا يعقوب اب الآباء يجمع اولاده رؤساء الأسباط، حولهم الي موكبي ليتمتعوا هم واولادهم بي، يتمتعون بي انا القيامة والحياة! يركز يعقوب عينيه علي يهوذا ،فيراني قادما بالجسد من نسله! رآني علي الصليب راقدا كأسد ملك، لايقدر الموت ان يحطمني. رآني اضم المؤمنين بي من كل الشعوب الي موكب قيامتي. تهلل مسبحا ،قائلا عني وقد ضممت الي كنيستي: " يهوذا جرو اسد...جثا وربض كأسد وكلبوة ،من ينهضه؟ لايزول قضيب من يهوذا، ومشترع من بين رجليه حتي يأتي شيلون، وله يكون خضوع شعوب... غسل بالخمر لباسه،وبدم العنب ثوبه"( تك٤٩: ٩-١١). تهلل ابوك يعقوب اسرائيل اذ رأي موكبي، رأي موكبي من كل الشعوب مع طغمات السمائيين. رأي موكبي ،انا واهب الحياة والقيامة. لتنضم الي الانبياء المتهللين بموكب قيامتي! +ياابني احمل قيثارتك وتعال مع الانبياء. ترنم معهم ،فإن موكبي موكب عرس ملوكي سماوي. موكبي يضم الموتي القائمين من الموت. ترنم مع زكريا النبي وهو يتطلع الي موكبي،قائلا: " ابتهجي جدا يا ابنة صهيون ،اهتفي يا بنت اورشليم... يتكلم بالسلام للأمم، وسلطانه من البحر الي البحر،ومن النهر الي اقاصي الارض"( زك٩: ٩، ١٠). لتنضم الي كنيستي كعضو فيها +اخيرا في هذا اليوم وانت تراني اقيم لعازر من الموت، واقيم الشعوب من موت الخطية الي موكبي انا واهب الحياة، لتترنم بأرباع الناقوس قائلا: " السلام للعازر الذي اقامه بعد اربعة ايام، اقم ياربي يسوع قلبي الذي قتله الشرير".

في تفسير القديس غريغوريوس النيسي نشيد الاناشيد تظهر النفس تسأل عن حبيبها.انها تقوم من حديد،وتعبر في الروح خلال العالم العقلي العلوي،والذي تدعوه المدينة حيث يوجد الرؤساء والسلاطين والعروش.انها تجتاز خلال الكائنات السمائية فيما تدعوه الميدان العام،تجتاز خلال جموعهم غير المحصية فيما تدعوه الطريق.تتطلع فتجد حبيبها بينهم،وفي سؤالها تجتاز خلال كل العالم الملائكي ،واذ لاتجد ذاك الواحد تطلب بين المطوبين الذين نلتقي بهم،وتقول لهم :" هل يمكن ان يوجد واحد من هؤلاء علي الاقل من يفهم ذاك الواحد الذي احبه؟" لكنهم يمسكون السنتهم عن الإجابة علي هذا السؤال ،وبصمتهم تتحقق ان ذاك الواحد الذي تطلبه لاينطق به،حتي بالنسبة الي هؤلاء .عندئذ اذ يعمل الروح تجتاز خلال المدينة العلوية،وتفشل في التعرف علي ذاك الواحد الذي تطلبه بين الكائنات العاقلة غير المتجسدة،وتهجر كل من وجدته،وتتعرف علي الواحد الذي تطلبه بكونه غير المدرك. في العظة السادسة يتساءل:كيف يعاين انقياء القلب الله الذي لايري؟لقد اوضح بآيات كتابية ان كلمة" يري" انما تعني " يملك" او" يحصل علي..." مفهوم الظلمة الظلمة بالنسبة له تختلف عما يراه القديس غريغوريوس النزينزي ،اذ يراها انها التي تفصلنا عن نور الثالوث القدوس،فلانقدر ان نعاين جوهره.اما القديس غريغوريوس النزينزي فيراها هي شركة مع الله غير المدرك اعلي من اللقاء معه في نور العليقة الملتهبة نارا.هي دخول الي شركة تفوق الرؤية( التاوريا) فوق العقل.هي منطقة فيها تكون المعرفة غير مدركة،حيث يبقي الحب وحده،اذ تتحول المعرفة الي حب.هي خروج النفس من الذات بدافع الحب،متجهة نحو اللوغوس،اي تجاه طبيعة الله غير المدركة. +كل تعليم يخص وصف طبيعة الله التي لاتوصف ،حتي وان كان يكشف عن افضل واسمي مفهوم ممكن،انما هو شبه الذهب وليس الذهب ذاته،لان الصلاح الذي يتجاوز العقل البشري لايمكن تقديمه بدقة. حتي ولو ان احدا مثل القديس بولس قد اطلع علي اسرار الفردوس غير المدركةوسمع كلمات لاينطق بها(٢كو١٢: ٤) فإن اية معرفة لله تظل لاينطق بها. وبولس الرسول ذاته يقول ان مثل هذه المفاهيم غير مدركة. اعلن اولئك الذين يقدمون لنا اية افكار صالحة عن مثل هذه الاسرار، انهم ايضا غير قادرين حقا علي التعبير عن الطبيعة الإلهية.

رؤية الله عند القديس غريغوريوس النيسي حمل القديس غريغوريوس النيسي ذات الفكر السكندري كما ظهر في كثير من كتاباته.ففي مقالاته " عن الصلاة الربانية" يتحدث عن الصلاة كوسيلة لإعادة صورة الله في الإنسان التي افسدتها الخطية،وافقدتها جمالها الأصلي.وفي مقالاته عن " التطويبات" يركز علي التعرف علي الله ورؤيته داخل النفس،حيث تمتلكه النفس وهو يمتلكها ،فتتحول الي حالة فردوسية متهللة. طبيعة الله التي لاتوصف! مثل اخيه القديس باسيليوس الكبير،يؤكد اننا لانبلغ معرفة الجوهر حتي بالنسبة للمخلوقات،انما ما نعرفه هو ما ننتفع به في حياتنا من الاشياء.مانعرفه بالنسبة لله هو مايمس حياتنا العملية،الا وهو الشركة مع الله. يوجد اسم واحد فقط للتعبير عن الطبيعة الإلهية،وهو العجب الذي يمسك بنا عندما نفكر في الله. مثل القديس باسيليوس يميز القديس غريغوريوس النيسي بين الاسماء السلبية لله،وهي الذي تستبعد عنا كل ماهو غريب عن الله،والاسماء الإيجابية التي بها نعرف ما يخص جوهر الله وليس جوهره ذاته.بعض هذه الاسماء الإيجابية عند البعض في حقيقتها سلبية،مثل ازلي اي بلا بداية،وصالح اي ليس بشرير. في" عظاته علي نشيد الاناشيد" يقول القديس غريغوريوس النيسي: [تصنع كل سلاسل ( اشكالا) من( شبه) ذهب،مع جمان من ( شبه) فضة"( نش١: ١١)... علينا ألا نسترسل دون الأخذ في الاعتبار سبب عدم استخدام الملك للذهب للزينة بل " شبه الذهب" ،وليس الفضة بل" شبه الفضة". ذلك يعني الآتي: كل تعليم يخص وصف طبيعة الله التي لاتوصف،حتي وان كان يكشف عن افضل واسمي مفهوم ممكن،انما هو شبه الذهب وليس الذهب ذاته،لان الصلاح الذي يتجاوز العقل البشري لايمكن تقديمه بدقة. حتي ولو كان احدا مثل القديس بولس قد اطلع علي اسرار الفردوس غير المدركة وسمع كلمات لاينطق بها(٢كو١٢: ٤) فإن اية معرفة لله تظل لاينطق بها .بولس الرسول ذاته يقول ان مثل هذه المفاهيم غير مدركة. اعلن اولئك الذين يقدمون لنا اية افكار صالحة عن مثل هذه الاسرار،انهم هم ايضا غير قادرين حقا علي التعبير عن الطبيعة الإلهية. انهم يتكلمون بالاحري عن بهاء مجد ورسم جوهره( عب١: ٣)، صورة الله والكلمة الذي في البدء وكان الكلمة الله( يو١:١). كل هذه التعبيرات تبدو لنا نحن الذين لم نر الطبيعة الإلهية مثل الذهب من هذا الكنز.ولكن بالنسبة لهؤلاء القادرين علي رؤية الحقيقة،يرون انها شبه الذهب وليس ذهبا لامعا،انه ذهب مع جمان من فضة.ان الفضة كما يقول الكتاب:" لسان الصديق فضة مختارة"( ام١٠: ٢٠). هنا يظهر لنا ان الطبيعة الإلهية تتجاوز كل مفهوم نحاول ان ندركه. فهمنا للطبيعة الإلهية يشبه مانهدف اليه.ان احدا لم يرها ،ولايستطيع ان يراها ،الا كما في مرآة ولغز(١كو١٣: ١٢). انها تعطينا انعكاسا لما نفكر فيه،اي تقدم انعكاسا موجودا في النفس بصورة معينة. كل كلمة تمثل هذه المفاهيم تشبه نقطة تحتاج ان تتسع حيث انها قاصرة عن التعبير عما في العقل.اذن فكل فكر لنا يعجز عن ادراك الله.وكل كلمة تقال كمحاولة للتعبير عن الله تبدو مثل نقطة صغيرة غير قادرة علي الاتساع لتتناسب مع المفهوم.هكذا اذ تقاد النفس بمثل هذه المفاهيم لإدراك مالايمكن ادراكه الا عن طريق الإيمان لعلها تفسر ذاتيا طبيعة تفوق كل ذكاء. هذا مايقوله اصدقاء العريس:" دعينا ايتها النفس التي تشبه الفرس نصنع لك صورا تشبه الحق( لانه لذلك يذكرون الفضة:اذ ان كلماتهم تشبه شرارة تتلألأ ،ولكنها قاصرة عن تقديم المعني العميق بدقة). وعندما تصلك هذه الكلمات تكون قد صرت خاضعا لها،وهكذا تصير مكانا لسكني ذاك الذي يوشك ان يتكئ ويسكن في داخلك خلال ايمانك.] معرفة الله وحياتنا العملية القديس غريغوريوس النيسي عملي في تفكيره اللاهوتي مثل الأبوين الكبادوكيين السابقين.قاوم انوميوس وكتب ضده١٢ كتابا. +بينما يري القلب النقي الله حقيقة،غير ان الله لايراه احد قط .فما هو غير منظور بالطبيعة يصير منظورا بالطاقات،اذ يظهر لنا مايخص طبيعته +تفوق الطبيعة الإلهية كل مفهوم عقلي، وهي ليست في متناول اية ملكة بشرية. لهذا يدعو بولس طرق الله بعيدة عن الاستقصاء( رو١١: ٣٣)، قاصدا بذلك ان العقل البشري قاصر عن معرفة الكوهر الإلهي.هذا يعني وجود طرق كثيرة للمعاينة والفهم ،لانه من الممكن رؤية الله الذي صنع كل شئ بحكمة( مز١٠٣: ٢٤) بالرجوع الي الحكمة الظاهرة في العالم.ففي الخليقة نشكل في عقلنا صورة لا للحوهر الإلهي بل لحكمة الله الذي صنع كل شئ بحكمة.ونقول اننا عاينا الله بهذه الطريقة وفهمناه،عاينا صلاحه لا جوهره. في شرحه للتطويب:" طوبي للانقياء القلب ،لانهم يعاينون الله"، يقول كما ان العين النقية تري السماء ،لكن ليس بكمالها،وتري الشمس في مرآة،هكذا بنور الله نكتشف نعمة الصورة المودعة في داخلنا،فنأخذ ما نسأله فينا. التاوريا الداخلية التاوريا الداخلية هي فتح القلب النقي،مرآة للنفس لتكتشف الطاقات العاملة فيها،طاقات النعمة ،اما جوهر الله فغير مدرك.

رؤية الله عند القديس غريغوريوس النزينزي يصعب تحديد تعليمه في الرؤية حيث ينكر امكانية التعرف علي الحوهر الإلهي ،رافضا هذه المعرفة حتي بالنسبة للملائكة.واحيانا يستخدم عبارات يفهم منها اننا نعرف جوهر الله بالتأمل في الثالوث القدوس بالاتحاد معه. يتحدث عن التأمل في الثالوث القدوس،علي خلاف صديقه القديس باسيليوس الكبير فهو دائما يميل الي التأمل حتي عندما يكتب في امور عقلية او جدلية.كتاباته سامية ،تميل الي الصلاة التأملية في التعبير.في نهاية حياته سجل لنا: [حيث الثالوث كائن،حيث ترتبط المهابة بالسمو...فإن ظلال الثالوث المنبعثة هي وحدها تملأني عاطفة.] في نظره ان تري الله تأمل الثالوث القدوس حيث تشاركه نوره بالتمام. +سيكون هناك ورثة للنور الكامل والتأمل في الثالوث الكلي القداسة والسلطة...هؤلاء هم الذين يكونون متحدين بالكامل بالروح كله.هذا مايكون عليه الملكوت السماوي. +الطبيعة الاولي الكاملة النقاوة لايعرفنا الا بنفسه،اي الثالوث القدوس. +الجوهر هو قدس الاقداس الذي يبقي مخفيا حتي عن السارافيم،ممجدا بالثلاثة تقديسات ،واحدا في اللاهوت والسلطة. +في هذا العالم نتحدث مع الله في سحابة مثل موسي،لان الله يجلس في ظلمة تقوم بينه وبيننا.ونحن بدورنا منجذبون الي النور الذي نجده بصعوبة.اما الصخرة التي ارتفع اليها موسي لمعاينة الله فهي تجسد الابن،وفاعلية لاهوته علي تلاميذه الثلاثة حيث ما اوضح ما اخفاه الجسد.

بالحقيقة يسبب شغفهم النهم للتمتع برؤية الجمال الإلهي يصلون ان يستقر فيهم التأمل في فرح الرب كل الحياة الابدية.فالبشر بالطبيعة يرغبون فيما هو جميل.لكن ماهو بالحقيقة جميل ومشتهي فهو صالح. لنعبر فوق العالم بآذاننا ونري الله تحت عنوان " عظمة الله" كتب الاسقف الكسندرAlexandr( Mileant) الآتي: [الله هو الكائن الأعلي والكلي الكمال،الخالق،ومدبر العالم ،الروح السرمدي،الكائن في كل مكان،والعالم بكل شئ ،والكلي السلطة.بكونه الله فهو فوق كل ادراك،ليس فقط بالنسبة للبشر،بل وفوق الفهم الملائكي."الذي وحده له عدم الموت ،ساكنا في نور لايدني منه،الذي لم يره احد من الناس،ولايقدر ان يراه"( ١تي٦: ١٦).] وقد اقتبس العبارة التالية للقديس باسيليوس الكبير. +ان اردت ان تتحدث عن الله ،اجحد جسدك ومشاعرك الجسدية،واترك الارض والبحر،واجعل الهواء اسفلك. اعبر علي فصول السنة ،ونظامها اللائق،وزينة الارض،وقف عاليا اكثر من السماء،واعبر بين الكواكب وجمالها وعظمتها ومنافعها التي تقدمها للجميع من نظام حسن ونور وترتيب وتحركات،وماتجريه من اتصالات كثيرة،ومسافات شاسعة فيما بينها. اذ تعبر بذهنك لتقترب من السماء،وتقف فوقها بفكر واحد لتتصور كل الجمال هناك:لتتجاهل جيوش الملائكة ،وقيادة رؤساء الملائكة ،ومجد الطغمات... ورئاسة العروش والقوات والسلاطين... لتعبر هؤلاء جميعا،وتترك الخليقة اسفل افكارك ،وتسمو بفكرك فوق حدودها،وتتصور في افكارك جوهر الله،غير المتاير،المعصوم،غير المتحرك،الذي لايخضع لمشاعر ( بشرية) ،البسيط بلا تعقيد،النور الذي لايقترب منه،سلطانه لايعبر عنه بكلمات،غير المحدود في عظمة وبهاء مجده وحنوه المشتهي،وجماله الذي لايقاس،الذي يذهل النفس الجريحة،اذ لاتقدر باستحقاقاتها ان تصوره بكلمات.