𝖭𝗈𝗍𝗁𝗂𝗇𝗀𝗇𝖾𝗌𝗌.

︎

١ محرم، ١٤٤٦ هـ؛ بداية الثورَة الخّالِدة، التي لا زالت تَسري في نَهرِ الزمن من دونِ أن تَغرق! في مثل هذا اليوم وهذا الشهر، حَدثت أعظم تضحية، مُنذ بزوغ فجر الانسان! هذه التضحية الخالدة التي زينت لوائح الزمن.. منذ اكثر من إلف سنة! لقد مهدت الطريق أمام البشرية للارتقاء، بِمفهوم الحق والخير لعالم أخر! اعني اي عاقل يواجه الموت ! بأبشع الصور مضحياً بالغالي والنفيس.. فقط لأجل أن يظهر للناس ان الحق لا يُفنى مهما مرت الحَقب؟ "الحسين" يجسد لنا سيرةَ بطلاً تراجيدي أسطوري! رافض رفضًا قطيعًا للظلم! حتى لو عناء فنائه المحتوم.. لكن شاءت الأقدار بأن يكافئه الإله بخلودً أبدي لا يزول بجريان الوقت.. حقًا ياله من رجل مات بمأساة لا مثيل لها! وأصبح عظيمًا وخالدًا إلى الأبد. - حسين رمضان.

أفضلُ دليلٍ علىٰ أن المُوسيقى ليست مِن جَوهرٍ إنساني بأي شكلٍ مِن الأشكال : هوَ أنها لا تَبعثُ أبدًا علىٰ تصور الجَحيم . إنّها الفنّ الوَحيد ، الذي يُضفي مَعنى علىٰ كلمة المُطلق . إنّها المُطلق مَعيشًا . . لكِن عبرَ وهمٍ كبير ، لأنهُ يتلاشى مَع عودةِ الصَمت . - إميل سيُوران .

︎

- سيوران.

‏في أغلب الأحيان نحن نرتبط بالله كي ننتقم من الحياة ، كي نعاقبها ، كي نخبرها بأننا نستطيع الاستغناء عنها ، وأننا وجدنا ما هو أفضل منها . كما أننا نتعلق بالله رعباً من البشر ، في نوع من الاقتصاص منهم ، رغبة في جعلهم يفهمون أننا وقد وجدنا حظوة لدى غيرهم ، فإن صحبتهم لم تعد ضرورية لنا ، وأننا إذا كنا نزحف أمامه فكي لا نضطر إلى الزحف أمامهم . دون هذا العنصر الوضيع ، الموث ، الماكر ، يفقد إيماننا قوته بل قد لا يظهر حتى خطوطه الأولى .

إنّ كلّ دموع البشر تنصبُ في عيوني ، إنّ كلّ أحزانهُم تتجمعُ في قلبي ، إنّ كلّ آلامهُم تأكلُ أعضائي ، ليسَ لأني قديس ، بل لأني مُصابٌ بِمرضِ الحساسية . بِمرضِ الإنْتقال إلىٰ الآخرين ، إلىٰ أحزانهُم ، إلىٰ آهاتهُم المكتومة والمنطوقة ، إلىٰ عاهاتهُم المكشوفة والمُستترة . إنّي أنقد الإنسان بِقسوة ، لأني اتألمُ له ، لأنهُ ليسَ سَعيدًا كما أُريدهُ ، ليسٍ عَظيمًا كما أُريدهُ ، ليسَ نظيفًا كما أُريدهُ . إنّي أُريدهُ فوقَ ما هوَ ، ليسَ لأني قديس ، بل لأني مُتألم . إنّي أُريدُ الإبتسام والسرور لِكلّ القلوب ، لِكلّ الوجوه .. فَلا أجدُ ما أُريد . فَـأثور ، أنكر وأُعاتب الكون والحَياة ، لأنهما لم يُعطياه ، لأنهما لم يحترماه ، لأنهما لم يرحماه ، لأنهما لم يسألاه . إنّي أعتذرُ عن الإنسان ، إنّي أشترطُ له ، حيثُ يبدو أني أُهاجمهُ ، إنّي أُحقرّه ، لأني غاضِبٌ مِن أجلِ الإنسان ، ليسَ لأني قديس ، بل لأني حزينٌ لأجلهِ .

خُلاصة القول يحتاج المرء للمزيد من الشجاعة لكي يعيش لا لكي ينتحر .

لستُ رجعيًّا، لا مشكل لديّ مع جميع أشكالِ الثّورةِ والإصلاح. لكن لا تنتظروا منّي أن أومن أنّ للتّاريخِ معنى أو أنّ للإنسانيّةِ مستقبلًا. ينتقلُ الإنسان من أزمةٍ إلى أزمة، وسيظلُّ هكذا إلى أن ينقرض. - سِيوران .