Deniz دينيز

خائفٌ أنا؛ وكأنّ مَكيَدةً تُحَاك في هذه اللّحظة، وكأنّ الشّرّ الأعظم يقظٌ الآن يقف على كتفي يراقبني بعينيه المفرّغتين تمامًا. خائفٌ أنا؛ وكأنّ الأرض تُحدِث فجوة في هذه اللّحظة، لتبتلعني فجأةً وكأنني لم أكن يومًا. الشّعور الّذي يقبِض على قلبك فجأةً، دون سابق إنذار أو حتّى دوافع، يجعلكَ خائفًا جدًّا، وخائفٌ أنا الآن بشدّة وكلّ مافيّ يرتجف.

قبلك أنا كِنت كتير منيحة 🧡

نحنُ بأمسّ الحاجة لشعورٍ يجعل أصابع أقدامنا تطول وكأننا نمشي على قطنٍ على سحابةٍ في السّماء على نارٍ! نحنُ بأمسّ الحاجة لشعورٍ يجعل قلوبنا تنبض في رؤوسنا والدّماء تجري والدّماء تجري وتجري تحت جلودنا مباشرةً لدرجة أننا نرى جريانها. نحن بأمسّ الحاجة لشعورٍ يجعل أصواتنا تفقد بحّتها نتكلّم فنرتجف نتكلّم فنرتجف وكأنّها تُمطر فينا تُمطر! قطرة! رجفة! قطرة! رجفة! الشّفاه تزرق والعظام تتراقص كلّما مشينا على سحابةٍ في السّماء كلّما مشينا على نارٍ! نحن بأمسّ الحاجة لشعورٍ يجعل الحزن فينا يضحك والدّمع في أعيننا يلمع وتجاعيد أروحانا تحفر أنهارًا فينا نهرٌ طويل نهرٌ يتدفّق! فهل رأيتِ يومًا ياحور نهرًا يتدّفق على سحابةٍ في السّماء؟ على نارٍ؟ إن رأيتِ ذلك فلا تكترثي هذا النّهر من دمعي من دمعي أنا فنحن لن نصل لهذا الشّعور! والكون ينتهي والكون ينتهي وكأنّه مجرّد مسرحيّةٍ قديمةٍ بلا ألوانٍ ولا وجوه وينطبق السّتار الثّقيل على قلبي قلبي أنا ياحور! -أحمد حجازي

غارقٌ أنا في أنصافِ الأمور أقف في منتصف الطّريق دومًا منتصف الطّريق تمامًا لا أذكر أين مقصدي؟ لا أذكر إن كان مقصدي يستحقّ العناء يستحقّ الاستمرار! لا أعلم. جفني ثقيلٌ جفني ثقيلٌ يدفعني للنّوم لكنّ عينيّ ترفضا النّوم جفني ناقوس خطر ينبض كقلبي عند منتصف اللّيل لكنّ عينيّ ترفضا النّوم فأغرق في منتصف الأمر بعينين يقظتين وجفنين ذابلين أنام كسمكة بنصف تغميضة فقط! ابتسامتي تقف عند المنتصف وكأنّ جيوشًا تمنعني تمنعني دومًا من الابتسام تُذكّرني بخساراتي كلّها بكلّ معركةٍ هُزمت بها تُذكّرني بكِ دومًا فأبتسم ولكن بنصف ابتسامةٍ فقط! أين كان المقصد؟ هل يستحقّ الأمرُ كلّ هذا العناء؟ أنتِ لا تعلمين أنّ من يتبسم بأسى في أي طريقٍ يتوه!. -أحمد حجازي ٢٢-٦-٢٠٢١م أفندينا - بيروت 🇱🇧

رحلتُ عنكِ مشيًّا على الزّجاج على حطام مرآةٍ عملاقةٍ في كلّ خطوةِ بعدٍ وبعد كلّ خطوةِ بعدٍ كنتُ أنزف! أنزفني! منكِ وإليكِ! بات بيننا ألف قبيلةٍ عوضًا عن أن نُنجب ألف قبيلةٍ! بات بيننا ألف مدينة عوضًا عن أن تسكننا ألف مدينةٍ! بات بيننا ألف دمعةٍ عوضًا عن أن نمسح معًا ألف دمعةٍ! وبعد أن بات الكون كلّه بيننا لاحظتُ أنني نزفتني في الطّريق! اتبعي دمي اتبعي دمي وحتمًا ستجدين بقاياي على الطّريق فدمائي خارطتي الوحيدة وأنتِ المقصد والتّيه وبيت القصيد وأنتِ بيت القصيد! لكنّ قصيدتي لا وزن لها تطايرت مع الرّيح قصيدتي باكية القافية تبكيني كطائرٍ جريح قصيدتي بيتٌ يتيمٌ ترثيكِ بشوقٍ صريح! فأنتِ وحدكِ وحدكِ أنتِ بيت القصيد! -أحمد حجازي ٢١-٦-٢٠٢١م

ملامحي هادئة جدًّا أعِي ذلك اليوم أكثر من أيّ وقتٍ آخر لكن! تحت جلدي بركانٌ يفور لا يهدأ أبدًا يحرقني من الدّاخل أذوب تحت أشعّة الشّمس دون أن يلحظ أحدهم ذلك ملامحي تخفي تخفي مجازري تخفي جيوشي المنهزمة! جيوشي جميعها انهزمت بمعركةٍ صامتةٍ لم يسمع عنها أحدٌ فمن منّا يستطيع سماع الموت جميعنا يرى نتائجة جثثٌ هامدة جثثٌ متراكمة لكنّها تحت جلدي وملامحي هادئة جدًّا فمن سيرى جبال الجثث فيّ؟ لا أحد! لا أحد! الجميع سيرى ملامحي فقط ملامحي الهادئة جدًّا! -أحمد حجازي ٢٠-٦-٢٠٢١م جونيه - بيروت 🇱🇧

غريبٌ أنا في هذه البلاد كما كنتُ دائمًّا في كلّ بلاد أراقب الموت يخطف الابتسامات يخطف الضّحكات ويبتسم بوجوهِ النّاس كلّها بوجوهِ ضحاياه ابتسامات موتٍ صفراء أقف على خطٍّ فاصلٍ دومًا بين البقاء والرّحيل لا أجد يدًا تمتدّ نحوي ولا يدًا تدفعني للخلف فأنتظر وحدي في البلاد تأتيني غجريّةٌ تنظر في تجاعيد روحي تمسح على رأسي تتنهّد فتحرق البلاد أنا يتيمُ الحياة ابن السّماء لقيط الأرض غارقٌ في رحلة بحثٍ طويلةٍ أبحثُ عن نفسي في هذه البلاد كما كنت دائمًا في كلّ بلاد. لكنّني لا أجدني! لا أجدني! -أحمد حجازي ١٩-٦-٢٠٢١ خليج زيتونة - بيروت 🇱🇧

ملأتُ كؤوس النّبيذ بالذّكريات ارتشفت منها بسرعةٍ وأنا أتأمّل عينيكِ الباهتة خلف النّافذة. عيناكِ تُخبرني بالحقيقة الوحيدة الّتي لا أقوى على سماعها أبدًا حقيقة أنّكِ رحلتِ دُفعة واحدة، رحلتِ بكلّ مافيكِ، حتّى ضحكتكِ اللّعينة الّتي كانت تدفعني للثّمالة رحلت معكِ. أرتشف من كأسي لعلّى أتذكّر فأنا رجلٌ يشرب لكي يتذكّر فقّط، على عكس الشّائع. صمتٌ يحجب نداءاتي المُتكررة لتجاوز النّافذة النّافذة الّتي تقف عيناكِ خلفها. أحاول التلويح لكِ تلويحة خفيفة وبطيئة إصبع، إصبعين، خمسة، وخمسون. عندما أفكّر بالتّلويح لكِ تتكاثر أصابعي لعلّك تشعرين بحرارة التّلويح لعلّك تلحظين أنّ جسدي كلّه أصبح أصابع أصابع قادرة على التّلويح وعلى رفع كأس النّبيذ الخالي من النّبيذ المملوء بالذّكريات لحدّ شفتيّ الصّفراوتين لكثر الابتسامات الصّفراء الّتي اعتدتُ عليها مؤخّرًا الّتي ارتسمت على وجهي منذُ رحليلكِ رحيلكِ! رحيلكِ! فرغ الكأس أبحث عن زجاجة النّبيذ فارغة! عشرات الزّجاجات الفارغة أوجّه نظري للنّافذة عيناكِ تتلاشى ببطءٍ كبيرٍ نفذت منّي الذّكريات تسرّبت حتّى تبلّل بنطالي أرفع رأسي للأعلى الزجاجات فوق رأسي تمامًا أحاول الصّراخ باسمكِ مجددًّا لكنّ كالمُعتاد تبوء محاولاتي بالفشل ينبض قلبي في حنجرتي يجري النّبيذ تحت جلدي تطنّ أُذناي تطنّ أذناي طنين! طنين! رحيلكِ! طنين! رحيلكِ! طنين! تقع زجاجات النّبيذ كلّها دفعة واحدة رحيلكِ كان دفعة واحدة! ترتطم بالرّخام جسدكِ كان من رخام! يتلاشى الصّمت! رحيلكِ كان بصمت! وتدوي صرخة من خاصرتي، تهزّ أرجاء المكان تهزّ أرجاء المكان! أشعرُ بلمساتكِ عند خاصرتي اليُسرى! تتحوّل الابتسامة الصّفراء لابتسامةٍ ورديّةٍ كلون النّبيذ الوردي كلون ابتسامتكِ أنت ابتسامتكِ أنتِ!. -أحمد حجازي ١٦-٦-٢٠٢١م

‏"أتذكرك، كلما طرق جدار الذاكرة ضوء، كلما عاقب البائس حزنه بابتسامة، كلما طرأ ظل في بال الأرض، وكلما جاع الملهوف لتلويحة، أتذكرك لأنك هيّن ليّن.. محفوف بالسعة، كافٍ مثل توقّع لا يخيب.. وهذا مما لا يُنسى!"