فــيــلسوف كــاذب~

الحق ليس بحاجة جماعة كي ينتصر؛ بل إن الجماعة بحاجة الحق كي لا تندثر؛ فمن انتصر للحق انتصر لنفسه، ومن خذله خذل نفسه. الحق قيمة، ياصديق، والقيمة خالدة، وانصار الحق أعراض والأعراض زائلة؛ فلنتشبث بالحق لأجلنا لا لأجله، ولنشغل أنفسنا في نصرته؛ بدلًا من إشغالها في انتظار موعده. #عاهد_الزبادي

علمتني غزة علمتني غزة أن الحياة لم تعلمني، وأنني في كل مرة كنت أظن أنني تعلمت شيئًا من الحياة، سرعان ما أكتشف زيف هذا العلم وتناقضه مع كل علومها! لقد أنضجتني غزة في بضع شهور أكثر مما أنضجتني الحياة في سنوات. لقد غيرتني غزة، أو بالأحرى، لقد أعادتني غزة. أعادتني لذلك السكون القابع في أعماق الروح، والبصيص المشع في قاع النفس، والهداية الملقاة في غيابة القلب. لقد أعادتني لذلك الشيء المسمى بالضمير والذي أفنيت ما فات من عمري راكضًا خلف الحياة علي أجد منها إجابات لتساؤلاته عن الحق والحقيقة، الخير والشر، العدالة، أو أجد فيها تحققًا حيًّا لتصوراته الوجودية؛ فيرضى، ولم أكن أعلم أن الحياة لا ترضي أحد! نعم؛ لقد أعادتني غزة لي، لفطرتي، لسريرتي، لضميري؛ فأوجدتني كي أجد الحياة؛ فلم أجدها إلا فيها. لقد أوجدتني غزة كي أجد الحياة، في وقت كنت أحاول جاهدًا إيجاد الحياة كي أوجد! فليس سوى غزة قدم لي إجابات حين أثارت فيّ الحياة تساؤلات. وليس سواها وهبني يقينًا حينما زرعت فيّ الحياة شكوكًا! لقد فهمتني غزة وأدركت حقيقتي؛ فعلمتني علم الحقيقة وحقيقة العلم! أما الحياة فلم تعلمني شيئًا؛ لأنها لا تعلم حقيقة ذاتي، ومن لا يدرك حقيقة الذات لن يدرك ذات الحقيقة. وهكذا هي الحياة، كذبة جميلة وحقيقة مزيفة؛ فماذا عسى للحقيقة الزائفة أن تعلمني سوى زيفًا حقيقيًا؟ وماذا عسى وهم الحياة أن يعطيني سوى حياة الوهم؟! لذا، لست مدينًا لهذه الكذبة المسمى حياة بشيء، سوى أنها ابقتني على قيدها حتى أتت غزة وأبقتها على قيدي. لقد أماطت غزة اللثام عن الصورة الكاملة للحياة. تلك الصورة الكلية التي لم نكن نرى إلا جزئياتها، والتي طالما شغلت بال الإنسانية على مدى العصور بتناقضاتها وأثارت في البابها سؤالًا عويصًا لم تجد له إجابة وهو: كيف لكل هذه الجزئيات المتناقضة أن تشكل كلًا واحدًا إسمه الحياة؟ فإذا بغزة تكشف لنا عن الإجابة التي فحواها أن الحياة تناقض متطابق، وتطابق متكامل! لقد كانت كل تناقضات الحياة متطابقة في كونها حقيقة متوهمة، ومتكاملة في كونها وهمًا متحققًا! لقد علمتني غزة أن ما كنت أظنها حياة لم تكن سوى مغالطة منطقية؛ لإنها لم تكن جوهرٌ في كل ذات؛ بل كانت في كل ذاتٍ جوهر! علمتني الحياة أن العدالة إنسانية، وعلمتني غزة ألا عدالة في الإنسانية! علمتني الحياة ألا حق دون إنسان، وعلمتني غزة ألا إنسان دون حق. علمتني الحياة إنسانية الحقيقة، وعلمتني غزة حقيقة الإنسانية! علمتني الحياة حقيقة القوة، وعلمتني غزة قوة الحقيقة! علمتني غزة أنها الحق والحقيقة، والثورة والتمرد، والعدالة والسلام، والخير والجمال، والكرامة والإباء، فعلمت أنها حياة الحقيقة؛ لذا كانت حقيقة الحياة؛ لأنه لا حقيقة للحياة بلا حياة للحقيقة! #عاهد_الزبادي

‏"لا بالمقدار، إنّما بالكيفية التي يحتويك بها أحدهم حتى يثبت لك بأنه يكترث." ❤‍🩹

هل كان المتنبي مثلي الجنس؟ تقرر إحدى الصديقات أن المتنبي ربما يكون مثلي الجنس. ماالدليل؟ هل ورد ذلك في التاريخ؟ هل هناك ما يدعم هذا القول؟ لا. فقط لأن المتنبي لم يتغزل بأي إمرأة، ولم يتزوج، وبسبب بعض قصائده في سيف الدولة التي اعتقدت أنها قصائد حب وغرام لا قصائد مدح وعتاب لصديق، مثل قوله: مالي أكتم حبًا قد برى جسدي وتدعي حُب سيف الدولة الأممُ وفي هذا المنشور البسيط، سأحاول أن أجمل خلاصة قراءتي في الموضوع: أولًا: أن عصر المتنبي عصر مليء بالانحلال الاخلاقي؛ فقد ظهر في عصره شعراء الخمريات والغلمان، وقد برز العديد من أؤلئك الشعراء مثل ابو نواس؛ بل إن الشذوذ كان سمة بعض الأمراء أيضًا، بمعنى أن وجود المثلية في ذلك العصر كان موثقًا في كتب التاريخ والأدب، وكل تلك الكتب لم تذكر أن المتنبي كان مثليًّا. ثانيًا: ليس كل من لم يتزوج شاذًا بالضرورة ؛ فالفنانة الراحلة أم كلثوم لم تتزوج ومثلها الكثير كالعقاد وسيد قطب، هذا في العصر الحديث، وابن تيمية والنووي في العصر القديم، وجميعهم لم يذكر عنهم أنهم من الشواذ. ثالثًا: ليس كل من لم يكتب غزلًا بمحبوبته أو كتب قصيدة عتاب بالفاظ رقييقة لصديق يعد شاذًا؛ فالزبيري مثلًا لم يكتب قصيدة غزل واحدة، ومع ذلك له قصيدة يلاطف فيها صديقه عمر بهاء الدين الأميري الذي قطع اتصالاته بالزبيري بسبب خلاف سياسي معه؛ فأرسل له الزبيري قائلًا: قلبي فداء المِخْلَب الغضبانِ في حرم العرينْ إنْ شاء أدميتُ الجفونَ له ومزقت الوتينْ وصَهَرْت روحي في الصلاة له وأحنيتُ الجبينْ أنا إن فقدتُ رضاه تَشْعُر عزَّتي أنيَ مهينْ ولئن ذلَلَتُ له ،فَذُلِّي للوفا شرفٌ ودينْ إنِّي بما ملكتْ يداي من الحياة له مَدينْ لو ادَّعى مِلْكاً لروحي كنتُ شرَّ الكاذبينْ وإن احتجزت عليه أنفاسي أكنْ كالغاصِبينْ رابعًا: ليس بالضرورة أن كل من كتب قصائد غزلية عن النساء يكون له علاقة بإحداهن؛ بل إن أغلب الشعراء كان يتغزل بالنساء ليكسب شعره شعبية بين الرجال الذين كانوا يتجمهرون لسماع الشعر ويقدرون الشاعر إيما تقدير. أما عن سبب اتخاذ الشعراء الغزل لنيل الشهرة، يقول ابن قتيبة أن ذلك لما في النفوس من إلف للنساء وميل نحوهن. وأخيرًا وليس آخرًا، أن المتنبي لم يكن خصمًا للمرأة ولا عدوًا لها، ولم يُذكر للرجل أنه كان كارهًا لجنس النساء في أي قول من أقواله، كما هو الحال عند شوبنهاور، مثلًا. فشوبنهاور يقول عن المرأة أنها سبب الشر في العالم، وأنها كائن بلا قيم ولا تسعى إلا وراء مصالحها. أما عن شكل المرأة وجمالها، يقول شوبنهاور، ما الجميل في المرأة، إنها كائن قبيح المنظر؛ فلا شيء جميل في كائن قصير القامة عريض الفخذين! هذا كلام شوبنهاور، ومع ذلك لا يمكننا أن نتهم الرجل بالشذوذ ونقطع بذلك. أما المتنبي لم يذكر المرأة بسوء ليس لأنها إمرأة بقدر ما كان مشغولًا بقضايا أخرى، ناهيك عن أن المتنبي ذاته قد تغزل بالمرأة في عدة مواضع وقد شبه جمال النساء بالغزال والرشا والمها، وقد تغزل بعيون الأنثى كما تغزل بقامتها. صحيح أن قصائد المتنبي الغزلية كانت قليلة مقارنة بغيره من الشعراء، إلا أننا بمجرد أن ندرك أن الرجل كان يمتدح جمال الأنثى ويصفها بكل الالفاظ اللطيفة ندرك أنه لم يكن خصمًا لها، بقدر ما كان مشغولًا عنها! أما بخصوص لماذا لم يكثر المتنبي من شعر الغزل؛ فهذا سأحاول أن أجمله في منشور قادم للحديث بقية.... #عاهد_الزبادي

‎ "‏ الشيئ المهم في الحياة ليس الانتصار بل النِضال.." ‎

قبل الوحدة، كانت جمهورية اليمن الشعبية في الجنوب تتمثل قول الفضول: عشت إيماني وحبي أمميا. وكانت الجمهورية العربية اليمنية في الشمال تتمثل قول الفضول: ومسيري فوق دربي عربيا. حتى أتت الوحدة، تنازل الجنوبيون عن (أمميا) وتنازل الشماليون عن (عربيا) ليندمجوا معًا في الجمهورية اليمنية كأول دولة وطنية في تاريخ اليمن والمنطقة متمثلين بذلك قول الفضول: وسيبقى نبض قلبي يمنيا. كانت الجمهورية اليمنية خطوة أولى لتأسيس أول دولة وطنية في منطقة تعج بصراع الأيديولوجيات الأممية والقومية والدينية؛ فكانت بذلك خطوة فريدة، ونقلة نوعية، وتجربة جديدة، وانجاز لا ينبغي لنا أن نندم عليه مهما كانت الإخفاقات والتحديات. أتفق معكم أن مشروع الدولة الوطنية لم يتحقق على أرض الواقع، وأنه ظل مشروعًا نظريًا، إلا أن فشل الجانب العملي لأي مشروع لا يعني بالضرورة فشل الجانب النظري منه؛ بل قد يعني فشلنا في تطبيقنا له وعملنا به. ومهما كان مستقبل الوحدة اليمنية، سيظل يوم الثاني والعشرين من مايو تجربة ملهمة لليمنين، وبوصلة توحد تطلعاتهم، وقبلة تتجه نحوها آمالهم وأحلامهم. وسواء اتفق الشعب أو اختلف في موضوع الوحدة، إلا أن هدفه سيظل واحدًا: بناء دولة وطنية! ولو لم يكن ليوم الثاني والعشرين من مايو إلا أنه جعل الدولة الوطنية هدفًا للشعب وغاية له لكفاه ذلك أن يكون يومًا خالدًا ومباركًا، ولكفانا فخرًا أننا من صنعنا هذا اليوم! فلا يجب علينا التحقير من الانجازات المعنوية؛ فكل مشروع ناجح في العالم كان حلمًا يسعى وراء فكر مجرد، وكل فكرًا مجرد أسس مشروعًا نظريًا، وكل مشروع نظري تشرّب النفوس وتشربته حتى انتج انجازًا معنويًا، وكل إنجازٍ معنوي شحذ الهمم، ورص الصفوف، ووحد الرؤى للسير في خط ثابتة لتحقيق ذلك الحلم على أرض الواقع. فالحلم بداية كل نجاح، والنجاح المعنوي أساسًا للنجاح في الواقع! فلنتوقف عن جلد ذواتنا وتحقير إنجازتنا، ولننظر لكل تجربة نظرة كلية بعيدة عن تلك النظرة التيلوسكوبية الضيقة التي ترى العيوب وتضخمها، ولنعط للشعب حريته في اختيار شكل دولته الوطنية المنشودة. وسواء كان خيار الشعب الوحدة أو الإنفصال، المهم أن يحقق غايته المنشودة في تأسيس دولة وطنية توفر له الحرية والكرامة والمساواة. دولة يتحقق فيها حكم الشعب للشعب بالشعب، ولن يتحقق ذلك ولن يتم إلا إذا امتثلنا جميعًا قول الفضول: لن ترى الدنيا على أرضي وصيا. #الوحدة_اليمنية #عاهد_الزبادي

‎ ”ربما نترافق في الطريق ربما تربطنا العلاقات، ولكن الوجود ذاته فردي للغاية، ستبقى هناك فجوة لا يمكن لأحد عبورها نحوك، نعم يمكنه أن يفهمك أن يستوعب موقفك أن يقبلك، لكن أن يستشعر تمامًا ما تمر به فسيكون دومًا الأمر مجرد مقاربة وشيكة منفصلة عن كونك أنت من يتذوق الأمر.“ ‎ ‎

لا تطالبوا بالوحدة؛ بل هيئوا الظروف الملائمة لها لتنمو؛ فالوحدة بذرة مباركة لا تنمو في مستنقع العنصريين ووحل المستبدين. فلا وحدة للأرض إلا بوحدة الإنسان، ولا وحدة للإنسان إلا بالعدل، ولا عدل دون حرية، ولا حرية دون كرامة. اعلم إنَّ الوحدة لا يضيرها من قسَّم الجغرافيا؛ بل من قسَّم المجتمع، والعَلَم لا يدنسه طائش وضعه تحت قدمه، بل طاغٍ رفعه فوق رأسه، والوطن لا يأبه بمن انتهك ترابه؛ بل بمن انتهك كرامة الإنسان فوق ترابه.. واعلم ياأخي، إنّ الوحدة ليست تاريخ، وإنّ العلم ليس خرقة، وإنّ الوطن ليس تراب..الوحدة عدل، والعلم كرامة، والوطن إنسان، ودون ذلك؛ فأنت عدمٌ يقاسي آلام الوجود علّه يُوجد، وهيهات!! (منشور بتاريخ ٢٢ مايو ٢٠٢٣م) #عاهد_الزبادي

الأرض ليست كروية ولا مسطحة الأرض مجوفة وفي جوفها جند الله