7

لطالما كانت جُعبتي مليئة بأشياءٍ لا تُناسبني وحدك انت.. جئتَ على مقاس أحلامي.

ماذا تتوقعين مني؟ حسناً، أنا اودّ لو أحتضن بيتكم كلّه لأنك داخله، أحتضن الشارع، الحي، المدينة، الوطن باكمله .. نعم "أنا عملاق للغاية في حبّك."

[1700] منذ أن قرأت جملة هيرقليطس الشهيرة، لم تعد نظرتي الى النهر بريئة. كيف أن هذا النهر هو ذاته وهو غيره في الآن نفسه. ثم قرأت عن زجاجة ملا صدرا الشيرازي التي هي ذاتها زجاجة إبن عربي، حيث الله هو الساكن والمتحرك في الآن نفسه؛ يمرّ الماء في الزجاجة كل حين، فالزجاجة ذاتها، ولكن الماء الذي فيها والذي يعطيها لونه، ليس هو. لذلك كل يوم هو في شان. وهو ذاته أيضاً. صار النهر، كلما مررت بجواره، إلهياً. صار النهر صورة من صور الله، إشارة بليغة الى الالهية. أيها النهر الإلهي، يا دجلة، كيف هو أنت الوادعُ وأنت "الجنّاز" ناقل الجثث؟ كيف استمرأت دماء آلاف الضحايا، ذوّبت هذا الاحمرار الشاسع في زرقتك، ثم غدوت رومانتيكياً عند الفجر، رائقاً تحمل النوارس التي تستريح، وتشير بالتماعاتك الى السابلة وهم يعبرون على الجسور. يقفون لحظاتٍ، ينظرون الى مياهك الهادئة. يلقي عاشقٌ ما رسالة ممزقة، أو صورةً لحبيبة غابت. أو علبة سجائر فارغة. أنت تبتلع كل شيء، ثم تقول أنك، هذا الحامل لكل هذه الأوجاع، ما زلت أنت. أنت الذي نراكَ بصورك الأبيض والأسود. حيث العابرون الضاحكون قبل عقود، هم أنفسهم اليوم، بذات الهمة وذات اللا مبالاة، ولكن بدون ضحكة وبدون أمل. آه.. أيها النهر الإلهي.. كيف قبلت أن تكون رباً للجزار والذبيحة. كيف آخيت بين أحمرهم وأزرقكَ. آه يا هيرقليطس. لا يمكن الدخول الى ذات النهر مرتين، نعم. آه ايها الشيرازي، تلوّنت زجاجتك الإلهية بدم داكن لا يزول. فغدا وجه الإله قانياً مخيفاً. آه.. دخلنا جميعاً الى النهر، ولم نخرج. -نصٌ كتب في 12 يونيو 2016 في الذكرى الثانية لمجزرة سبايكر الأليمة.

لازم تتلاگه 🩷.

لكني لم أكن ‏بمثل هذا البرود ‏من قبل .