قناة محمد فتوح

على هذا فلتكن الخطب، وهكذا فليكن الوعظ...

‏زرت عددا من متاحف الأمراء الذين حكموا بلدان/مقاطعات كاملة في القرون الوسطى. وغالب هذه المتاحف -في أصلها- قصور الملوك التي سكنوها وتحويه من أثاث ومتاع. وفي كل مرة أزور فيها مثل هذه المتاحف أخرج بانطباع واحد، وهو "الحمد لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله" ما من أحد أعرفه -ولو كان فقيرا- إلا وفراشه أفخم من السرير الذي كان ينام عليه مثل هذا الملك. وما من أحد أعرفه -ولو كان فقيرا- إلا ويملك أدوات تبريد وتدفئة بأفخم مما كان يملك مثل هذا الملك. وما من أحد أعرفه -ولو كان فقيرا- إلا ويملك مكان لقضاء الحاجة خير مما كان يملك مثل هذا الملك. ما كان يملكه هذا الملك في زمانه كان طفرة لا يحلم بها أحد، ويتمنى أقله كل شعبه، ويقول بعضهم لبعض: يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون. لكن عندما نرى الأمر على حقيقيته من المستقبل، فسنرى أن كل هذا لا شيء. زيارة هذه الأماكن تذكرني بأمرين، أما الأول فهو الحمد. وأما الثاني، فهو فناء هذه الدنيا وأن اللاهث خلفها لا يشبع منها إلا بالتراب ولن يحصل شيئا -على الحقيقة- مهما حصل فيها. . لم أرز قصرا/متحفا في هذا العيد لتهاجمني هذه الخواطر، لكني قرأت مقالا -ونسيت اسمه- لعلي الطنطاوي في كتابه (صور وخواطر) عن الحمد، وكان قد تحدث فيه عن أننا نملك أكثر مما يملك كثير من ملوك العصور الماضية من الجهة المادية لكن الشكر عندنا قد قل.. ومن يوم قرأت هذا الكلام، وهو لا يفارق خاطري رغم أني قرأته من فترة. وكنت قد قرأته في طائرة، وكنت أمازح -متمنيا أيضا- بعض أصحابي قبل ركوبها وأقول: متى تصبح رحلاتنا على درجة (البيزنس). والحقيقة، أننا نلهث خلف سراب بقيعة! لقد كانت الطائرة مكيفة واشرب (شاي) في طريق يستغرق ساعتين أو ثلاثة فقط، بينما صاحبنا الملك يأخذ الطريق نفسه في شهرين، فأي رفاه هذا الذين نحن فيه ولم يكن يحلم به إمبراطور من أباطرة الزمان؟! اللهم أيقظنا من غفلتنا... ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر

الطناحي - جمهرة المقالات

ما رأيت شعبة من شعاب الخير ثم رأيت صورة شاب أو شيخ أو امرأة أو طفل مفحم في غزة إلا هانت علي هذه الشعبة وعملت أنا لا شيء ولا نفعل شيء وأن أي تأطير للدين يقصي هذا المشهد من حياة الإنسان، إنما هو كذب وخداع. بل إن الدين -كل الدين- قد حازه من ابتلي بمثل ما ابتلي به هؤلاء.. عن أبي هريرة: "والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيدِه لَودِدْتُ أنِّي أغزو في سبيلِ اللهِ فأُقتَلُ ثمَّ أحيا فأُقتَلُ" قال ذلك ثلاثًأ.

قديما كنت إذا اختلفت مع أحد من الناس -في الدين أو السياسة أو العلم- طرحته بالكلية، واستثقلت قبول أي شيء منه وإن كان حقا، وقلما أصرح بذلك. مع الوقت استوعبت أن مساحات الوصل أوسع من ذلك بكثير، وأن الخلاف في مسألة/مسائل/منهج نظر كامل لا يستلزم بالضرورة القطيعة الكاملة، وأن ود المخالفين قد يكون أولى [وأحب إلى الله] من ود الموافقين، بل بعضهم قد يكون أقرب للنفس من غيرهم. وأن هذا الحال ليس من الإنصاف في شيء، بل تأباه النفس الكريم، ولا تقرّ به ماجريات الحياة من حولنا وحاجة الناس بعضهم لبعض. وقد صدق القائل: الناس للناس من بدو وحاضرة بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم

‏من أراد أن يبكي على حال الأمة الإسلامية، فليجلس في بيته وليبكي إلى أن تبتل فرُشه، لكن هذا العالم لا يرحم الضعفاء ولا يحزن على الباكين، ليس أمامك إلّا أن تنهض ويكون لك مشروع ويكون لك دور ولا تضيع وقتك واجعل لنفسك قيمة حقيقية. الشيخ الذي يصدق فعله قوله أحمد السيد.

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (إذا تبايعْتُم بالعينَة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلَّط اللَّه عليكم ذُلًّا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم)

الحدود تراب ..

تلك الفضائح قد سمّيتها ظفرا هلاّ تكافأ يوم الرّوع سيفانا نجابه الظلم سكران الظّبى أشرا و لا سلاح لنا إلا سجايانا https://youtu.be/1oO8Bp_ihHE?si=CkrOp8grZwjpbfA8