لمنع اِندثار الحياء

مما يغيظ ويثير الاستغراب تفشي شعارات غريبة مضللة بين النساء "تحجبي فإن الحجاب يزيدك جمالا" وما شابهها من الشعارات السخيفة مما تكون داعية إلى التبرج والسفور أكثر من دعوتها إلى الحجاب فتبدأ السامعة في البحث عن تناسق الألوان وأجمل النقوش وتجمعهم في ثوب في اعتقادها أنه فضفاض مقارنة طبعا بما كانت عليه سابقا أو الشائع حولها في مجتمعها ثم تتزين أحسن الزينة لتجلب لنفسها الأنظار أكثر مما تجذبها المتبرجة الصريحة ثم تقول : حقا لقد زادني الحجاب جمالا لكن الغريب هو الربط بين الحجاب وظهور الجمال أو الشين إنما الحجاب من الحجب والمنع يحجبك عن النواظر حجبا تاما فلا يرى منك جمالا ولا قبحا ولا يعرف الرائي عمرا ولا وصفا وما كان غير ذلك فليس بحجاب وداعيه أفاك كذاب ومصدقه مخادع لنفسه جاهل متحايل على شرع الله وأوامره . #المرأة

(الزوجة المطيعة لربها هي قرّة عين زوجها) - قال الله ﷻ: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوٰجِنَا وَذُرِّيّٰتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا } "سورة الفرقان : 74 " - قال مولى ابن عباس : لم يُرِيدوا بذلك صباحةً ولا جمالًا، ولكن أرادوا أن يكونوا مطيعين. - عن الحسن البصري من طريق حزم أنّه سُئِل عن هذه الآية: {هب لنا من ازواجنا وذريتنا قرة أعين}، أهذه القرة أعين في الدنيا أم في الآخرة؟ قال: لا، واللهِ، بل في الدنيا - قيل: وما هي؟ قال: هي أن يرى الرجلُ المسلمُ مِن زوجته، مِن ذريته، مِن أخيه، مِن حميمه، طاعةَ الله، ولا والله، ما شيءٌ أحب إلى المرء المسلم مِن أن يرى ولدًا، أو والدًا، أو حميمًا، أو أخًا، مطيعًا لله . | تفسير ابن أبي حاتم |

- - تذكرة: المرأةُ التي أراد زوجُها أن يتركها وابنها وحيدين في وادٍ غير ذي زرعٍ، ليس معهما إلا قربة ماءٍ وجُراباً من تمر فقالتْ له : آلله أمرك ؟ إذهبْ فلن يُضيّعنا الله ! هي التي ربَّتْ الولد الذي قال لأبيه عندما أراد ذبحه :{يا أبتِ افعلْ ما تُؤمر}.. صلاح الأبناء من صلاح الأم؛ فاختاروا لأبنائكم أمُّاً صالِحة؛ يُصلح الله بها أجيالًا.. - قال أبو الأسود لبنيه : أحسنتُ إليكم كباراً وصغاراً ، وقبل أن تولدوا . قالوا : كيف أحسنت إلينا قبل أن نولد ؟ قال : لم أضعكم في موضع تستحيون منه . - وفي لفظ : اخترت لكم من الأمَّهات من لا تُسبُّون بها. | التاريخ الكبير للبخاري |

( الضوابط الشرعية لتزيُّن المرأة) - ألا يكون فيه تَشَبُّه من النساء بالرجال: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لعن رسول الله ﷺ المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال. |سنن الترمذي، سنن أبي داود، سنن ابن ماجه ،مسند أحمد| - ألا يكون فيه تشبه بالكفار ولا السفلة من الناس: عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: مَن تَشَبَّه بقوم فهو منهم. | سنن أبي داود، مسند أحمد | - ألا يترتب على التزين ضرر: قال الله تعالى: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} وقال ﷺ: لا ضرر ولا ضرار. | موطأ مالك، مسند أحمد ، سنن ابن ماجه| - ألا يكون في التزين إسراف: قال تعالى: {يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين} وقال النبي ﷺ: كلوا وتصدقوا والبسوا في غير إسراف ولا مخيلة. |سنن النسائي، مسند أحمد| - ألا يكون مُغَيِّرًا لِخَلْق الله تَغييرًا دائما: قال تعالى حكاية عن إبليس لعنه الله: {ولآمرنهم فليغيرن خلق الله} وقد لعن النبي ﷺ المتفلجات للحُسْن المغيرات خَلْق الله. - ألا يكون فيه غِش أو تَدليس: عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ قال: مَن غشنا فليس مِنا. |سنن الدارمي، سنن ابن ماجه ، مسند أحمد| - ألا يكون التزين بمحرم: مثل تزين النساء بالنمص والوشم والوصل، قال ابن مسعود سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ نَهَى عَنِ النَّامِصَةِ وَالْوَاشِرَةِ، وَالْوَاصِلَةِ وَالْوَاشِمَةِ، إِلَّا مِنْ دَاءٍ. | مسند أحمد | - ألا يكون ضيقا أو شفافًا يصف العضو: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ : صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا ؛ قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ، رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا. | صحيح مسلم ، موطّأ مالك ، مسند أحمد| - وأخرج عبد الرزاق في المصنف: عن عمر قال: وَلَا تُلْبِسُوا نِسَاءَكُمُ الْقَبَاطِيَّ، فَإِنَّهُ إنْ لَا يَشِفَّ يَصِفُ. القُبْطِيّةُ : ثيابٌ مِن كَتَّان بيض رِقاق.

ومما يساعد المرأة على تأديب نفسها ومعرفة صحة أعمالها أن تعرض هذا الأمر في دماغها وتقول لو كانت أمي عائشة ▫️ مكاني لفعلت ذلك؟! لنشرت صورًا في مواقع التواصل عن نفسها؟ أو كلمت فلانًا وفلانًا الأعزب والكهل من الرجال الأجانب عنها؟ لاستعرضت عفويتها وكم هي حنونة وما يحصل معها من حياتها الخاصة على الملأ وأمام أنظار الرجال؟ حاشاها رضي الله عنها بأبي هي وأمي تلقيب نفسك بحفيدة عائشة وخديجة وفاطمة يقتضي اتباع نهجهن وليس فقط مجرد كلمات تحفريها بجانب اسمك "حفيدة عائشة" وأنت تكلمين الرجال "حفيدة عائشة "وأنت تنشرين ما في جوفكِ أمامهم عيب وفعل مُشين في حقكِ كأنثى، كانت البكر في خدرها مصونه لا يمتد لها طرف ولا بصر ولا يستطيع أحد أن يكلمها بحرف احترامًا لها وتقديرًا لعفتها أما اليوم فلا يسعنا إلا أن نُعزي بعضنا لما نراه من واقعنا.

( أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ) - كان الإمام الزهري من أفقه التابعين، وأكثرهم رواية للحديث، وقد روى مرسلا: «لَوْ جُمِعَ عِلْمُ نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ، فِيهِنَّ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ كَانَ عَلِمُ عَائِشَةَ أَكْثَرَ مِنْ عِلْمِهِنَّ» رواه الطبراني. - أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، هي قدوة لكل امرأة مسلمة أعطيت حب العلم والمعرفة، أن تتخلق بأخلاق عائشة، وأن تدرس سيرتها، وأن تقتدي بها في عفتها وحجابها وسترها؛ فإنه على الرغم من أن عددا من الصحابة والتابعين كانوا طلابا لها؛ فإنها كانت تدرسهم وتسمع منهم وتفتيهم من وراء حجاب.. - كما جاء عن مسروق أنه سألها مسألة، قَالَ: «فَسَمِعْتُ تَصْفِيقَهَا مِنْ وَرَاءِ الحِجَابِ» ثم أجابته، رواه البخاري. - وقالت عائشة لعروة: «أَلَا يُعْجِبُكَ أَبُو هُرَيْرَةَ جَاءَ فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِ حُجْرَتِي يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُسْمِعُنِي ذَلِكَ» رواه الشيخان.

ينبغي للمرأة المسلمة أن تتقي الله في نفسها وتفقه كونها أضر فتنة على الرجال. فينبغي لها أن تجتنب الرجال الأجانب ما أمكنها، في الواقع والمواقع! وهذا يتقرر في حق طالبة العلم أكثر مِن غيرها، لأنها هي القدوة.. فلا تراسل المشايخ وطلاب العلم إلا لحاجة ملحة لم تجد لها جوابًا في الشبكة ممن تثق بعلمهم. فكون الشيخ شيخًا لا يعني أنه ليس رجلًا، وكذلك طالب العلم؛ فالفتنة ما زالت قائمة فلا ترسلين كثيرًا الى نفس الشيخ باستمرار، ولا تسألي إلّا في الأشياء الضرورية، وليكن الكلام بقدر الحاجة، وبعيدًا عن الخضوع بأي وسيلة، وإن جعلت أحد محارمك، أو كبيرات سنٍ من أهلك يسألون بدلًا منك كان أفضل.