مَرْيَم.

تقبل الله منا ومنكم الطاعات وغفر الزلات وأجاب الدعوات عيد أضحى مبارك🎈 أعاده الله علينا وعليكم في بيته الحرام نسأل الله أن يعيده على أمتنا بالنصر والتمكين والعزة والرحمة.

غدا ان شاء الله مشهد عرفات المشهود الذي يذكرنا في كلَّ عام بقول الله تعالى: «إن تكفروا فإنَّ اللهَ غنيٌّ عنكم ولا يرضى لعبادِه الكفر، وإن تشكروا يرضَهُ لكم» ربٌّ غنيٌّ جعل جبلًا موعدا، وعبادٌ ضعفاء مكاسير ركضوا إليه على فاقة، يحتاجونه ولا ينفعه ذهابهم إليه، ورغم ذلك يطّلع عليهم ويغفر لهم ويُباهي بهم أهل السماء! يا غنيُّ يا كريم يا ربي، هؤلاء عبادك ذهبوا إليك شعثًا غبرا يقفون على ذلك الجبل ويرفعون أيديهم، وكم من أشعث القلب أغبرَه في بيته يبكي ويتضرع إليك ويود لو أنه هناك وأنك تنظر إليه وتغفر له وتحبه! أذكرونا بدعوة...

الشيخة ميمونة بنت محمد فال الددو، جدَّة الشيخ الددو، تخصصها في السيرة النبوية، وأخذ عنها ابنها الشيخ محمد سالم، يقول عنها: وأنا أُمي علمتني السيرة وغيرها في مُدةٍ يسيرة! • الشيخ أحمد اميمه متحدثاً عن النساء في آل شنقيط وهممهن العالية.

ماذا أعددنا؟ يارب برحمتك.

(اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا )

الكلمة أمانة.. لما يتقدم العمر، ويراقب المرء حوادث الدهر، ويتلمس أساليب النجاة، ويدرك أبواب الفتح= يتعلم أول ما يتعلم وآخر ما يتعلم أهمية "الكلمة" ومقامها في الثقافة الإسلامية والعهود المحمدية في عبادات ومعاملات في هزله وجده. ثم يجالس الناس -في مجالسهم أو صفحاتهم- وهم يخوضون في كل شيء، ويقررون كل شيء، وينتقدون كل شيء، فيحمد الله تعالى على نعمة التهيب؛ تهيب الكلام في غير علم، والجزم في مواطن الظن، والحسم فيما لا دليل عليه! الحمد لله على نعمة مشايخ أدبونا فأحسنوا تأديبنا فلم يعطونا علمًا حتى عرفونا مقامه، ومقامهم، ومقامنا. فلا صراعات المسائل الموسمية تَغرنا ولا التجريح مذهبنا ..

إذا كانت الحياة امتحانًا فإن أحبَّ ما إلى قلبي فيها المُذاكرة، أن أفتح درسًا يُعينُني على فهم غايتها وكيفية اجتيازها بأكبر مُعدل نجاح، أن أضع دائمًا نصب عيني تعلُّم مراد الله مني، وأن أقضي الوقت في شيء أحبُّ أن يطلع الله عليه ويرضى عني به. طابت ليلة طلاب العلم الذين يقرؤون الآن باسم ربهم، والذين سينفضون عنهم فُرُش الدعة الآن ويقومون إلى درس نافع أو كتاب جيد، لا بأس عليكم من تعب الظَّهر أو ألم الأصابع من الكتابة، جددوا نواياكم واخلصوها لله وإلا فلا تتعبوا.

«كلُّ جليلٍ من الأمور لا يُدرك إلا بالصبر، وأعظم شيءٍ تتحمل به النفس طلبَ المعالي: تصبيرها عليه، ولهذا كان الصبر والمصابرة مأمورًا بهما لتحصيل أصل الإيمان تارةً، ولتحصيل كماله تارة أخرى؛ قال تعالى:﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اصبِروا وَصابِروا﴾، وقال تعالى: ﴿وَاصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدعونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ يُريدونَ وَجهَهُ﴾ قال يحيى ابن أبي كثير في تفسير هذه الآية: هي مجالس الفقه». خلاصة تعظيم العلم