الوعي الاستراتيجي

قد يستطيع ترمب تجميد الحرب في أوكرانيا قليلا لكنه لن يستطيع إيقاف الحرب الأهلية الأمريكية

الرصاصة التي أخطأت ترمب أصابت قلب الاتحاد الأوروبي

الناتو من الأوربة إلى الأمركة وقع أمس أهم حدث دولي قلب بنية الظام الأمني العالمي واثبت ذلك في مخرجات قمة الناتو في otan الأمريكية 2024 و يمكن وصف قمة الناتو هذه بأمرين إعلان وفاة الناتو بكونه حلفا دفاعيا أورو أطلسي وإعلان أمركة الحلف أمركة كلية لا تملك أوروبا منه شيء إطلاقا وهذا ما استشرفته في كتابي استراتيجيات الصراع العالمي في 2021 وهذا يعني امور في غاية الأهمية ١- أن مركز البنية الأمنية لمجلس الأمن قد تغيرت فعليا و اعلان تفككه مسألة وقت ٢- بتمرد روسيا على القواعد الامركية ، تم تعطيل معظم صلاحيات روسيا من طرف الكتلة الانجلوساكسونية ٣- و ضعفت فرنسا بحيث لم يصبح لها وزن لا في مجلس الامن ولا في اوروبا و لا في أفريقيا و لا في الهيئات والشركات الدولية وهذا يعني لها التبعية المطلقة لأنريكا أو تركها تطحن في المنافسة الدولية ٤- و لم تتمكن الصين لحد الآن من أخذ مبادرات جادة تتحدى أمريكا في مجلس الأمن ٥- و لم يبقى صاحب القرار الفعلي في مجلس الأمن الا أمريكا وحليفتها بريطاني. والخلاصة ان هناك اصطفافان شرقي مع روسيا متمردة و الصين منافسة وغربي بقيادة امريكا و صياغة بريطانية على استعداد أن يقاتلوا بآخر أوربي في الحرب الكبرى القادمة بعد استنفاذ العنصر البشري الأوكراني وستحكم الحرب الكبرى القادمة معادلتان ١- بأسهم بينهم شديد ٢- و يد واحدة على المسلمين تماما كما كان في الحرب العالمية الثانية

انتحار الماكرونية والسكتة الدماغية لفرنسا . أخرجت الدوائر الخبيثة في السلطة الفرنسية ماكرون من العدم كشاب يلهم أحلام الفرنسيين ، من وسط غريب عن الساحة السياسية التقليدية من أقصى يمين إلى أقصى اليسار لكن سرعان ما ظهر مشروعه أنه يرتكز على ثلاث أمور كلها انقلبت عليه ١- تهييج العالم على حرب المسلمين ، مدعيا أن الإسلام يعيش أزمة، و تجرأ على تأييد من سب النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مسيرة علنية ، ولم تخرج فرنسا منذ ذلك التصريح من أزمة ألى ودخلت في أزمة أشد منها و أفضع - فكان أول ما خسر قائد أركان الجيش الفرنسي و استقال متمنعا أنويكون رئيسه وقائد القوات المسلحة شاذ معروف بالشذوذ المنكر - ثم خسرت فرنسا مشروع دفاع اوروبا وفشل في أقناع الاوروبيين بجيش يحمي اوروبا اذا ضعف الناتو او تراجعت أمريكا - ثم خسرت فرنسا شراكتها الاقتصادية مع المانيا وتفوقت الاخيرة عليها - و أضطرت فرنسا التخلي عن أوصولها في أفريقيا للصين فانهارت العملة الافريقية الفرنسية - ثم كان أنها فقدت مكانتها الرمزية في مرحز الهيمنة ،إذ لم تستطع ابتكار لقاحا لكورونا على عكس كل أعضاء مجلس الأمن مع ألمانيا أيضا ، وتبين تأخرها العلمي - ثم كانت قلاقل السترات الصفراء حيثىبدت فرنسا كأنها على أعتاب حرب أهلية - ثم تلقت صفعة قوية من حلفاءها الانجلوساكسون في صفقة الغواصات النووية مع استراليا متجاوزين فرنسا التي كانت قد ابرمت صفقة بيع غواصات لاستراليا تعمل بالدييزل. - وجاءتها الداهية بالانكسار العظيم لفرنسا بالساحل الافريقي و فشلت بقيادة الحلف الاوروبي المدعوم أمريكيا ، وتم طردها شر طردة من ثلاث بلدان كانت تعتبرها منطة نفوذ ثابتة . - ثم فتح عليها باب الجحيم مع بدء الحرب الأوكرانية وعودة الحرب الى قلب أوروبا - وفشلت فرنسا مرة اخرى في تجييش كامل اوروبا ضد روسيا . بل ختفاجأت أن أغلب شركاتها هربت إلى أمريكا خوفا من الافلاس مما سبب ضربة كبيرة لاقتصادها . - ثم استيقض الفرنسيون على خبر تعطل ثلثي مفاعلاتهم النووية وهي بالفعل خارج الخدمة أمام ازمة طاقة عالمية - وهاهو في انتخابات اليوم يعيش ماكرون كابوس تبخر قواعده ومنجزاته السياسية داخل فرنسا - وسيذهب لاجتماع الناتو غدا كسيرا ذليلا متأزما متقزما يعاني سكتة دماغية سياسية، ربما هي ذات السكتة الدماغية التي وصف بها الناتو قبل غزو اوكرانيا . والمرتكز الثاني في مشروعه هو مسخ فطرة الفرنسيين و عقلنة التفسخ القيمي والمسخ الفطري للأنسان الفرنسي ، مما ألب عليه اليمين واليسار معا و عامة المهاجرين من المسلمين . وهقد انقلب عليه مرتكزه الثاني شر قلبة والثالث : هو ابقاء فرنسا في افريقيا والمحيط الهادي و قد رأينا طردها من الساحل الافريقي و نسمع عن مخاولة طردها من كاليدونيا الجديدة في المحيط أين نفت الجزغئريين منذ 150 سنة ولازالوا هناك الى اليوم . لقد جعل ماكرون أمريكا أقوى في أوروبا اكثر من أي وقت مضى على حساب الاوروبيين وحعل فرنسا أضعف فيها أمثر من أي وقت مضى وجعل فرنسا مطرودة من العديد من مناطق نفوذها بشكل أخزى من أي مرحلة سبقت . و ما هو متوقع اليوم في باقي مناطق نفوذها ، هو انتحار عملاءها مع انتحار ماكرون و فرنسا معه .

لن تستعيد المنظومة الدولية توازنها أبدا أمريكا تتهيأ للإنكفاء العظيم سأشرحه بمثال عاشته البشرية جمعاء وهو انكسار امريكا وحلف الناتو بأفغانستان ولد فوضى كبيرة في الانسحاب و فوضى كبيرة بين الحلفاء وتم التخلي عن بعضهم و تم نسيان كتائب كاملة في ثكنات تابعة للناتو وعقب ذلك كتأثير جيوسياسي مباشر الحرب الاوكرانية و الانكسار المدوي لفرنسا في الساحل الافريقي و كتأثير ممتد قليلا صدمة طوفان الأقصى التي كشفت حقيقة قوة نووية إقليمية .. و لازلنا نرى أثره من تراجع الدول القومية الكبرى و تنامي اليمين المتطرف فيها كظاهرة معبرة عن تفكك الهوية القومية ونعيش ركود و ضخم عالمي .. وتعطل مشاريع كبرى و إفلاس بنوك كل ذلك كتأثير مباشر للإنكسار الأمريكي وحلف الناتو في أفغانستان. إذا اضربوا هذه التداعيات في رقم من ثلاث أعداد و ربما أكثر مما سيحدث مع انكسار حلف الناتو وانكشاف أوروبا عن الحماية الأمريكية و تراجع أمريكا إلى قارتها و خروجها من المحيط الهادي و أغلب المحيط الأطلسي إننا بحاجة لعقول غاية في الفطنة و غاية في الجنون لاستيعاب وفهم ما هو قادم ، لا أقول لتجنب آثارها و لكن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه و للتوجه بما نملكه من أدوات القوة نحو التحرر لأنها السانحة الألفية وضياعها يعني كبوة قرنية وخروجا من التاريخ.

فيجب أن يربى طلاب العلم وينشأون على البناء الشمولي الجامع بين العلم والعمل، والتزكيه والفكر، والوعي والمنهج الإصلاحي، وبهذا يهيئون للتأثير في ميادين الأمة وسياقاتها التدافعية بقوة وبصيرة ووعي، فيكونوا بذلك قادة ربانيين بما كانوا يعلمون من الكتاب وبما كانوا يدرسون. إن الأمة الإسلامية اليوم، لن تتغير أحوالها إذا كانت غاية ما نرجوه من نخبة شبابها أن يكتفوا بحفظ القران و إقامة حروفه وألفاظه، دون فهم له وتدبر ، ودون استهداء و العمل به. ولذلك فإننا نرجو من جيل الأمل ، ومن الرموز الواعية أن يحيوا في الأمة مجالس الاستهداء بالقران، وأن تملأ حلقات التحفيظ بمجالس التدبر ، والفهم والتلقي العملي ، المرتبط بالواقع كما كان حال الصحابة في مدرسة النبي صلى الله عليه وسلم. إن الأمهطة الإسلامية اليوم تحتاج من نخبها ودعاتها ورموزها أن يسيروا على فقه الأولويات، ويدوروا في فلك المحكمات، ويعتنون بمركزيات الشرع والواقع، فيجعلون لكل قضية قيمتها ووزنها التي اعطيت لها في الوحي، ويركزون على كبار المشكلات في الواقع تماما كما اعتنى الأنبياء بالمشكلات الكبرى في أزمنتهم واعطوها الأولويه وبالغ الاهتمام، فهذا لوط عليه السلام يريد لقومه ويبدي في معالجة مشكلة الفاحشة ، وهذا شعيب عليه السلام يعتني في كل دعوته بمعالجة الظلم الاقتصادي والتجاري الذي يمارسه قومه على الناس ، كما ان موسى عليه السلام انبرى بإذن الله سبحانه لتحرير المستضعفين والمقهورين، ونحن اليوم كذلك نحتاج إلى هذا الفقه وإلى هذه العناية ، . هذا وإن الإمة الإسلامية اليوم تحتاج إلى اجتماع الكلمة، ونبذ التفرق والتنازع، فإن هذا من شروط النهضة، ونحن وإن كنا لا نؤمل في واقعنا الإسلامي اليوم توحدا منهجيا كليا شموليا، إلا أننا نطمح إلى ما دون ذلك، وهو الاجتماع على الأهداف الكبرى المتعلقة بالأمة ونصرتها، ولو اختلفت المناهج والسياقات. كما نحتاج إلى نبذ الاشتغال ببعضنا والتركيز على ما ينفع أمتنا، ثم إننا نؤمن إيمانا تاما، أن الله تعالى يدبر الكون كله ، وأنه لا يحدث شيء إلا بإذنه، وأنه قد جعل في الأرض قوانين وسننا ، وإن من أوضحها نصر المؤمنين الباذلين الصابرين السائرين على ما يحب سبحانه . فإذا وجد هؤلاء المؤمنون وساروا على منهاج الأنبياء ، وأحيوا حقائق الدين وتفاعلوا بها في الواقع بوعي وحكمة وهمة ، متخذين في سبيل ذلك ١- الوحي مرجعية ٢- والمدرسة المحمدية نموذجا ٣- والتزكيه زادا ٤- والعلم ضمانا ٥- والحكمة منهاجا ٦- والبصيرة دليلا ٧- والعمل سبيلا ٨- والأمه قبلة ٩- وإحياء الإسلام غاية ١٠- متلمسين مع اتخاذ الأسباب العون الالهي والتوفيق الرباني بالتوكل والاعتصام والإتباع. إذا وجد هؤلاء ، فلا تسل عن المدد الإلهي والبركة والفتح من العزيز الحكيم سبحانه. وإنني إذ أقول ذلك، لا أدعو إلى شيء بعيد لا يمكن تناوله ، بل إنني مع هذه الدعوة، أبشر ببوادر تحقق هذه النماذج على أرض الواقع . وقد رأينا بواكير ثمراتها بأم أعيننا، فنسأل الله أن يتم النعمة، ويحقق الغاية وإن غدا لناظره لقريب ، وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين .

خلاصة مهمة ألقاها الأخ أحمد السيد في حفل التخرج الأخير أول أمس، الكلمة : أما بعد فإن الأمة الإسلامية اليوم تعيش الجراح العميقة في طول جسدها وعرضه ، هذا الجسد الذي وجهت له أنواع السهام المسمومة من كل حدب وصوب، ١- سهم الاستعمار الطويل الذي ترك بصمته السوداء على كل البلدان المسلمة التي وصل إليها ،وجثم عليها، ٢- وسهم الاستشراق الذي هو الأداة الفكرية للغزو الغربي في القرن الماضي . ٣- و سهم الشبهات الفكرية التي أشتعلت في السنه الاخيرة، وحمل لوائها المؤسسات الفكرية والأندية الثقافية، وبعض الأنظمة السياسية والقنوات الإعلامية والصحف والمجلات ،وبعض المثقفين المستغربين ، ثم بعض الرموز الجديدة المنحرفة التي اتخذت من وسائل شبكات التواصل منابر لها، تنشر من خلالها شبهات في الإلحاد والنسوية وإنكار السنة النبوية و اللادينية والإبراهيمية وغيرها . ٤- وسهم الشذوذ والإباحية التي لم تشهد لها البشرية على طول تاريخها له مثيلا في الانحطاط والرذيلة، وفي الانتشار الرهيب الذي غزى الشباب والفتيات والكبار والصغار عبر المواقع والأجهزة الإلكترونية. ٥- وسهم التجهيل والتظليل والعصبية والعرقية التي أشرفت على غرسها السياسات الغربية، التي رسمت حدودنا في مطلع القرن الماضي، وسعى في تنفيذها وترسيخها الأيدي المتنفذة التابعة لهذه القوى الغربية، والموالية لها. ٦- واسهم أنظمة الدولة الحديثة التي كرست مفاهيم الوطنية على حساب الأمة وسحقت الإنسان تحت عجلة متطلباتها، وأهدرت الأعمار والطاقات تحت وطأة التعليم العقيم ، الذي يرسخ المفاهيم الخاطئة، ويكرس التبعية العمياء، و أهدرت كرامة الإنسان بالتسلط المالي والفقر والسجون والقهر وسلب الحرية والكرامة في كثير من البلدان والأقطار . ٧- و أسهم الاحتلال المباشر وغير المباشر والذي نرى شيئا من نيرانه اليوم في غزة وفي السودان . ٨- و أسهم الرؤوس المتنفذ الظالمة المنافقة المحاربة للاصلاح والمصلحين ولكل محاولات النهضة بالأمة. ٩- و أسهم إعلامهم الفاسد الذي يزيف الحقائق وينشر الفجور ويشوٍه المصلحين. ١٠- و أسهم الغلاة والسفهاء الذين تسلطوا على الأمة تكفيرا وتبديعا وتفريقا وتمزيقا ، زيادة على ما هي عليه من التفرق والاحتلال. ١١- و أسهم التفاهات والمشتتات والمشاهير الرويبضات الذين ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الذي أخبر به عن اخر الزمان، فتاهت الأجيال الصاعدة، وغرقت في مستنقعات التفاهات وفقدان المسؤولية والمعنى كل هذه الأسهم تجتمع على جسد منهك، و أصابه الوهن الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم ،فأسقمته وأمرضته وأقعدته، فصار مقيدا عاجزا ، ثم بعد ذلك كله ماذا فعل أبناء الأمة حيال كل هذه المصائب والأسهم القاتلة!؟ ما الذي قدمه الآباء والأمهات لحمايه أبنائهم وتربيتهم وتحمل مسؤولية الإسلام فيهم!؟ ما الذي فعله أصحاب الأموال في في الأمة أمام المشاريع الإفسادية القارونية !؟ وما الذي قدمه أهل العلم في البيان القولي والقيادة العمليه للأمة أمام كل هذه الأسهم!؟ إن من يظن أن الأمة الإسلامية اليوم ستنجو من كل هذه الأسهم الهائلة المسمومة، بجهود يسيره وأوقات متفرقة يبذلها البعض، وفضول أموال يتبرع بها طوائف من المنفقين في بعض المساحات الباردة ،فهو واهم. إن الأمة الإسلامية اليوم لن تنهض من كبوتها ولن تتحرر من قيودها إلا بتضحية هائلة بالأوقات والطاقات والأموال، وبجهود دؤوبة متواصلة من أبنائها المخلصين البررة . وأنا هنا أكرر ما ذكرته مرارا من فكرة تفريغ العاملين للدين ، وأهمية المبادرة بهذه الفكرة على مستوى الداعمين، وعلى مستوى العوائل. وذلك بأن يكفى بعض النجباء والأذكياء من الشباب المؤمنين المخلصين مؤونة تحصيل الأموال، وكلفة الدخول في عجله الطحن الحياتية المعاصرة، ويتفرغون للبناء الشمولي الذي لا يكتفى فيه بالحفظ ،وأخذ العلم الشرعي وحده، بل يكون بناء شموليا يجمع أشتات احتياجات المصلحين البنائية، على كل المستويات المؤثرة في مسيرة الأمة ، ثم يسخرون كامل أوقاتهم في العمل للدين ونصرة الإسلام، وهذا لا يكون إلا بتضحية من الشباب ومن عوائلهم، ووعي من الداعمين من أصحاب الأموال المسخرة في الخير. إن الأمة الإسلامية اليوم لن تنج إلا بوعي عميق واسع تجاه أعدائها من الكفار والمنافقين، فتعاديهم. ووعي تجاه العاملين الصادقين المخلصين فتواليهم . وإلا فكيف تنهض أمه تعادي من يعمل لأجلها وتخذلهم، وتوالي من من يحاربها في دينها واخلاقها وتنصرهم. إن الأمة الإسلامية اليوم لن يصلح حالها إذا نشٍئ طلاب العلم الشرعي من أبنائها على مجرد الحفظ ، وضبط المسائل النظرية دون التربية العملية على حقائق الإيمان والتزكية، ودون الوعي بالواقع والقوة الفكرية، ومعرفة المنهج الإصلاحي الذي سار عليه الأنبياء والمرسلون.

لماذا طالت مدة الحرب والعدو كان لا يقدر إلا على حرب الأيام و الأسابيع ؟ الجواب ما قاله وزير مالية الكيان (أي ثمن ندفعه اليوم سيكون أقل بكثير مما سندفعه إن لم نتحرك.) والثمن الذي يقصده ، هو ما قاله مستشار الأمن القومي الأمريكي بعد الفرار المذل من مطار كابل ٢٠٢١ طوهو أن الوجود الأمريكي لم يكن سيوقف تقدم طالبان وكنا سندفع ثمنا باهظا إذا بقينا.) بمعنى أن الكيان يرى أن توقفه عن القتال سيخرجه من معادلة القتال من أجل النصر إلى معادلة القتال من أجل الوجود و الحقيقة أنه قد دخل المعادلة الاخيرة فعلا. ويكون بذلك قد سقط في الفخ الذي حذر منه صن تزو صاحب كتاب فن الحرب (لاتدخل حربا قبل أن ترى المخرج منها ) وهم قد دخلوا حربا المخرج الوحيد منه هو خروجا من التاريخ . لكن مالذي فرض عليهم هذه المعادلة حقا !؟ الحقيقة أن هذا الذي يرونه ولانراه ! يرونه لدرجة الانبهار و الشلل أمام هوله ! عندما كانت تغير الفرس والروم على الاقوام الاخرى كانوا يقهرون الجند ويجعلونهم يقبلون أرجلهم كانوا يرون جيوشا، جنودا في الصباح و يلعقون الاحذية في الظهيرة لكن الحال لم يكن مع من رباهم رسول الله و حملوا رسالة الاسلام فقد رأوا بلال دائما عبدا وضيعا وما هي إلا بضع غزوات حتى اعتلى رؤوس أشراف قريش يؤذن فوق الكعبة ثم لم ينقضي عقدين حتى اعتلى بيت الأقصى يؤذن فوق رؤوس الصليبيين في فتح عمر رضي الله عنهم أمريكا و الكيان و حلفاءهم اعتادوا رؤية الجندي المصري صناعة الدولة الحديثة وهو يرفع ثيابه الداخلية البيضاء مستسلما و رأوا الجندي العراقي وهو يقبل احذية المارينز الامريكي ليلة سقوط بغداد لكن صدمتهم اليوم كبيرة جدا ، وهم يرون شبابا بالشباشب يفجرون احدث الدبابات من مسافة الصفر الان تيقنوا أنهم دخلوا فعلا في المعركة الوجودية وان نهايتهم مسألة وقت فقط وإن أطالوها الآن هم ينتقلون فعليا بفضل الله وثبات المجاهدين إلى قناعات جديدة هي نفس القناعة التي وصل إليها الجندي الامريكي في أفغانستان من أن بقاءه فيها هو مظنة الموت وكذلك الجندي الصهيوني أصبح يرى ذلك ، بعدما كانت الرؤيا عنده أن وجوده هو مظنة البقاء. إن تكلفة ذلك هو تصفية الكيان وطرده من الأرض المقدسة. و أي تكلفة بالنسبة لهم أفضع و أخزى من ذلك !؟؟ ذلك أن الله على نصر اولياءه لقدير . وانه لجهاد نصر او استشهاد.

لبنان سيكون رابع رقعة شطرنج تطرد منها فرنسا وقد يكون السنة هناك على موعد مع مذابح كثيرة إدلب العدو المشترك الذي يتركونه موضوعا يجمعهم على طاولة المفاوضات ينبغي أهل الشام أن رفعوا جهوزيتهم للحد الأقصى فليبلغ الشاهد الغائب . يذكر أن الاوكرانيين ناموا تلك الليلة و استقظوا ، فلم ينقض ذلك اليوم حتى كان ٢ مليون اوكراني مهجر خارج بلاده .