حسين هشام يعقوب

أمام المنعطفات الكبيرة، الناس على صنفين في التعامل معها، الأوّل، يغيّر تصوّراته وتصديقاته، وفق ما ظهر له من معطيات على خلاف قناعاته السابقة، والثاني، يحاول تنسجيم الواقع مع قناعته ورؤيته، فهي الثابتة، وهو متغيّر!

قلت، وأقول، وسأقول: متابعة خطابات سماحة سيّدنا أبي هادي الحسن الأمين (حفظه الله)، تحقّق صغريات القاعدة الجعفريّة "العالِمُ بزَمانهِ لا تهجُمُ علَيهِ اللَّوابِس"، وتجعل القضايا الحقيقيّة قضايا خارجيّة بتعبير المناطقة.

كلمة شيخنا الأستاذ سماحة الشيخ محمد هادي آل راضي (دام ظلّه)، في ختام درسيه لهذا اليوم، في المدرسة الغرويّة، في الروضة العلويّة المقدّسة، متحدًثًا عن المجازر الإنسانيّة في غزة، وتفرّج العالم العربيّ والغربيّ، منطلقًا من كلمة مولانا أبي الحسن علي المرتضى ذو الفقار (عليه السلام) في معركة صفين: "رَوُّوا السُّيُوفَ مِنَ الدِّمَاءِ تَرْوَوْا مِنَ الْمَاءِ فَالْمَوْتُ فِي حَيَاتِكُمْ مَقْهُورِينَ وَالْحَيَاةُ فِي مَوْتِكُمْ قَاهِرِينَ..".

على الرغم من الماكنة الإعلاميّة الهائلة التي يملكها المحور الأمريكيّ، ومموّليه وداعميه في منطقتنا، التي عملت وما تزال، على تشويه صورة السيّد الضرغام اللبنانيّ (حفظه الله)، شخصًا وشخصيّة، ومشروعًا وجهةً، لكنّ كان للشباب العربيّ، رأيه، وصوته، خارج الصندوق والأسوار، إذ هتف الشباب المصريّ والجزائريّ، لسماحته، مطالبين إياه بضرب تل أبيب، وكأنهم يرونه الأمل، والفارس المرتجى، في مسرح، أغلب ملوكه وحكّامه وشيوخه، بين مطبّع، وذليل، وخاضع. #طوفان_الاقصى

وفِي خطبة الجمعة التي تلت #صفقة_القرن، ورد الآتي: "يبقى أن نشير الى انّ المرجعيّة الدينيّة، تدين بشدة الخطة الظالمة التي كُشف عنها مؤخراً لإضفاء (الشرعية) على احتلال مزيد من الأراضي الفلسطينيّة المغتصبة، وهي تؤكد وقوفها مع الشعب الفلسطينيّ المظلوم في تمسكه بحقه في استعادة أراضيه المحتلة وإقامة دولته المستقلة، وتدعو العرب والمسلمين وجميع احرار العالم الى مساندته في ذلك"(5). والخلاصة من هذا النصوص والبيانات، وغيرها، ما يلي: العدو: هو الكيان الإسرائيليّ الغاصب والمعتدي، ومن يقف معه. الهدف: العمل الجادّ على تحرير الأراضي المغتصبة من قبل الصهاينة. المكلفون لتحقيق الهدف: العرب، والمسلمون، وأحرار العالم. ——————————— (1) النصوص الصادرة، حامد الخفاف، الطبعة الثالثة، ص37. (2) المصدر السابق، ص326-325. (3) المصدر السابق، ص116. (4) المصدر السابق، ص316. (5) خطبة الجمعة الثانية بتاريخ 31.1.2020. *الجزء الثاني من سلسلة "السيّد السيستانيّ، درّ النجف، وشذرة الحوزة"، نُشر بتاريخ 14.8.2020. #طوفان_الأقصى

رابعًا: الموقف من الكيان الإسرائيليّ الإرهابيّ*: مقدمة: لا يوجد شخص يحترم عقله، ويسمع صوت ضميره، وفيه خلق الأحرار، وإلّا يرى قبح الكيان الإسرائيليّ، وهمجيّته، وعدم مشروعيتّه، وكذا مدى خطره، وكبر ورمه الخبيث في الحسابات المادّيّة والمعنويّة. صياغة أخرى: للموضوع بعدان، نظريّ، وعمليّ. الأوّل: وهو رؤية الأمر من جهة كون الكيان الإسرائيليّ، يمثّل كيانًا غاصبًا، اغتصب قدسًا، ومقدسًا، وهذه حقيقته وواقعه. والثاني: هو ترتيب الأثر العمليّ والسلوكيّ على ما نراه في البعد النظريّ. ومن هذين البعدين، ينتج أربعة أصناف. صنف يعتقد بعدم مشروعيّة الكيان الإسرائيليّ، ويعمل على ما يقضيه هذا الاعتقاد من سلوك عمليّ، بمختلف درجاته، وهذا يتمثّل في المقاومة، مقاومة القلب، واللسان والإعلام، والسلاح، وصنف يعتقد بعدم مشروعيّته، لكنه لا يرتّب عليه أيّ أثر لصالح ما يعتقده، وهم فئات، منها الذين هّهم بطنهم. ومنها، الذين يسعون للتطبيع والسلام بحجة كونهما جسرًا للتطوّر العمرانيّ لحماقتهم وبهائميّتهم، وتأثّرهم بالإعلام الخدوم للصهاينة، وصنف يعتقد بعدم مشروعيّته أيضًا، لكنه يعمل لصالح الصهاينة، فهم عملاء، يعملون مقابل ثمن بخس، وهم يتخذون أسماء وتسميات متعدّدة، وصنف يعتقد بمشروعيّتهّ، وسلوكه على طبقه، وهم فئات، منها الآيديولوجيّ، ومنها السذج الذين نراهم هنا وهناك ينبحون وينهقون خلف حافلة الأحرار، وهم في مرتبة أدنى من العميل من بعض الجهات، إذ ذاك يبيع مقابل شيء، وهولاء مجانًا يعملون! وهناك تفصيل يُترك لمحله. في عام 2004، استفتي سماحة سيّدنا المعظّم (دام ظلّه) بالآتي: "نُمي إلى أسماعنا أن بعض الصهاينة قد دخلوا العراق بعد الاحتلال، ويسعون في عملية منظمة إلى شراء الفنادق والمراكز التجارية والدور وقطع الإراضي في بغداد والمحافظات، ويبذلون بأزائها أسعارًا خياليّة، فما هو حكم بيعها عليهم". أجاب سماحته: " لا يجوز البيع، والثمن سحت والله العالم"(1). فلاحظ عمل الصهاينة، ودورهم الخبيث. وعن مجزرة قانا 2006 في لبنان، صدر بيان عن سماحته، جاء فيه: " في سلسلة اعتداءاتها المتواصلة على لبنان العزيز ارتكبت قوات العدو الاسرائيلي اليوم مجزرة جديدة في بلدة قانا الجريحة، ذهب ضحيتها عشرات الأبرياء في مشهد ما أبشعه وأفظعه . إن الكلمات لتعجز عن إدانة هذه الجريمة النكراء التي باء بإثمها من تجرّدوا عن كل القيم والمبادئ الانسانية فلم تسلم منهم حتى النساء والأطفال في الملاجئ . إن حجم المأساة التي حلّت بلبنان نتيجة لتواصل العدوان الإسرائيليّ بلغ حدًا لا يحتمل مزيداً من الصبر ولا يمكن الوقوف مكتوف الأيدي بازائه، فعلى المجتمع الدولي أن يبادر إلى فرض وقف فوري لإطلاق النار ووضع حدّ لهذه المأساة المروّعة . والعالم الإسلاميّ وسائر الشعوب المحبّة للسلام لن يعذروا الأطراف التي تعرقل الوصول إلى ذلك مما ستكون له عواقب وخيمة في المنطقة كلها"(2). وعند استشهاد الشيخ المجاهد أحمد ياسين، عام 2004 صدر البيان الآتي: "(الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله و إنا إليه راجعون) في صباح هذا اليوم، و في جريمة بشعة ارتكبها الكيان الصهيونيّ المحتل، فقد الشعب الفلسطيني المظلوم احد رجاله الابطال العالم الشهيد الشيخ احمد ياسين تغمده الله بواسع رحمته، الذي كرّس حياته لخدمة وطنه و دينه و أصبح مثالًا يحتذى به في الصبر و المقاومة. و اننا اذ نعزي إخوتنا و أخواتنا في فلسطين العزيزة و سائر المسلمين في هذا الخطب الفادح و المصاب الجلل، نستنهض أبناء الأمة العربيّة و الإسلاميّة لرصُ الصفوف، و توحيد الكلمة و العمل الجادّ في سبيل تحرير الارض المغتصبة واستعادة الحقوق المسلوبة انطلاقاً من قوله عزوجل ( إنّ الله لا يغيٌر ما بقوم حتى يغيٌروا ما بأنفسهم ) و الله ولي التوفيق و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم"(3). وعن الاعتداءات الإسرائيليّة على غزة، صدر عام 2008، عن سماحته بيان، جاء فيه: " بسم الله الرحمن الرحيم يتعرض الشعب الفلسطينيّ العزيز في قطاع غزة منذ ظهر امس إلى هجمة (اسرائيليّة) شرسة، واعتداءات متواصلة، أسفرت لحد الآن عن سقوط مئات الضحايا بين شهيد وجريح. ويأتي هذا العدوان الهمجيّ، بعد حصار خانق أطبق على هذا الشعب المظلوم منذ عدة أشهر ، وقد أدى إلى خلق ظروف إنسانيّة صعبة نتيجة لقلة الطعام والدواء والوقود وسائر ما يمس الحياة اليوميّة للمواطنين. ان تعابير الادانة والاستنكار لما يجري على إخواننا الفلسطينيّين في غزة، والتضامن معهم بالألفاظ والكلمات، لا تعني شيئّا أمام حجم الماساة المروعة التي يتعرضون لها. إنّ الأمتين العربيّة والإسلاميّة مطالبتان ازيد من أيّ وقت مضى، باتّخاذ مواقف عمليّة في سبيل وقف هذا العدوان المتواصل وكسر الحصار الظالم المفروض على هذا الشعب الأبي . نسأل الله العلي القدير أن يأخذ بأيدي الجميع الى ما فيه الخير والصلاح، إنه سميع مجيب"(4).

حتى أقدم دول منطقتنا العربيّة الإسلاميّة تطبيعًا وعارًا، كمصر والأردن، شهدا تظاهرات شعبيّة واسعة، تنديدًا بمجازر الكيان الصهيونيّ، على رغم من أن أنظمتهم تطبيعيّة، لكنّ نجد الحال في الإمارات مثلًا مختلفًا، فلم نسمع بخروج تظاهرة تدين، أو فعاليّة تشجب، فهل وصل الوضع بالشعب الإماراتيّ إلى هذا الحدّ من خلع الهوية، ونزع ثوب الذات، أم أن الملكيّة الحاكمة هناك، أكثر طغيانًا وبطشانًا من مصر والأردن، تحكم شعبها بالحديد والنار؟ #طوفان_الأقصى #مجرزة_مستشفى_المعمداني

بسم الله الرحمن الرحيم تعلن الحوزة العلمية في النجف الأشرف الحداد العام وتعطيل دروسها يوم الاربعاء ٢ ربيع الآخر ١٤٤٥هـ استنكاراً للمجزرة الفظيعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في مستشفى المعمداني في غزّة الجريحة في حلقة جديدة من سلسلة جرائمها المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني المظلوم. إن استمرار الاحتلال الصهيوني مدعوماً من عدد من الدول الكبرى في اقتراف الجرائم ضد الانسانية هذه مما له عواقب خطيرة جداً على المستويين الاقليمي والعالمي. فليتنبه أصحاب القرار الى ذلك وليسع الجميع الى الوقف الفوري لآلة البطش الصهيونية عن مواصلة الفتك بالشعب الفلسطيني .

النقل المباشر للروايات من كتب الحديث والرواية، دون درايتها من زمكانها، وعلاقتها بمجمل النصوص، فضلًا عن متن بناتها، وسند رجالها، وترتيب أحكام فقهيّة أو عقائديّة عليها، أمر خطير، يوقع صاحبه في شرنقة الحشويّة، من فهم شاذ، ورأي حادّ، ولذا ورد في روايات، التركيز والتفضيل للدراية على الرواية. فلا تغفل.